تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

هل تنجح المستشفيات في علاج مدمني الإنترنت؟

هل تنجح المستشفيات في علاج مدمني الإنترنت؟

حسن خالد


يعد إدمان الإنترنت واحداً من أهم الحالات النظرية للاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت، بشكل قد يؤدي لاضطرابات في السلوك. وانتشرت هذه الظاهرة لتضرب كل دول العالم، مع توفر الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الحديثة.

ويعود الإدمان لعدة أسباب، أهمها الملل والفراغ والوحدة، والمغريات التي يوفرها الإنترنت للفرد، وغيرها الكثير حسب ميول الفرد. وكان أول من وضع مصطلح "إدمان الإنترنت" هي عالمة النفس الأميركية "كيمبرلي يونغ"، وهي أيضاً من أوائل أطباء علم النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة منذ العام 1994. وتعرّف يونغ "إدمان الإنترنت" بأنه "استخدام الشبكة العنكبوتية لأكثر من 38 ساعة أسبوعيا".

ومنذ اهتمام العالم بعلاج إدمان الإنترنت، ظهرت طرق عدة تحاول مواجهته، لكن لا توجد طريقة معينة يوصي بها لعلاجه، لأن الطرق تختلف من شخص لآخر ومن دولة لأخرى، بحسب رؤية الفرد لمدى خطورة تلك المشكلة ورغبته في معالجتها، وكذلك بحسب رؤية الدولة لمدى تهديد تلك المشكلة لأمنها القومي.

وقد تصل حالة إدمان الإنترنت بالفرد إلى الحاجة إلى طبيب نفسي، لكن معظم الأفراد يرفضون ذلك. ويمكن أن يعالج المدمن نفسه بالتقليل التدريجي من استخدامه للإنترنت، على سبيل المثال أستخدامه في أيام العطلة أو عند الضرورة والمهام التي يتطلب إنجازها، أو يضع المدمن أمامه أولويات أخرى، كالعمل أو المذاكرة أو ممارسة نشاط معين أو هواية ما.

وفي الحالات المتقدمة، يمكن أن يخصص المدمن لنفسه وقتاً ضيقاً لاستخدام الإنترنت، بأن يضع ذلك الوقت قبل أن يؤدي التزاماً ما، مثلاً قبل الذهاب لاجتماع مهم، أو امتناعه عن بعض المواقع التي يساعد استخدامها على إدمان الإنترنت، مثل مواقع التواصل الاجتماعي.

وتلجأ بعض الدول لعلاج حالات إدمان الإنترنت إلى اخضاع الشخص لتدريبات عسكرية وممارسة تدريبات قاسية، كما في الصين مثلا، حيث يخضع الأفراد الذين يثبت عليهم الإدمان لتدريب بدني ونفسي يتم فيه إعادة تأهيل الفرد لمدة ستة أشهر. ولقضاء فترة مع العائلة، قد تذهب الأسرة إلى الصحراء، حيث لا توجد أي مظاهر للتكنولوجيا، وهو ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية.

أما في كوريا الجنوبية، فقد لجأ المجتمع إلى المستشفيات لمواجهة "إدمان الإنترنت"، حيث يتم تمويل نحو 100 مستشفى لهذا الغرض، بعد تفشي المرض بنسبة كبيرة بين أفراد المجتمع وأصبح "مشكلة قومية" لدى كوريا الجنوبية.

وعلى الطريق الكوري نفسه، تستعد بريطانيا لافتتاح أول مركز نفسي لعلاج "إدمان الإنترنت"، بتمويل من خدمة الصحة الوطنية في البلاد. وأفادت شبكة "سكاي نيوز" الناطقة بالإنكليزية أن المركز "سيفتح أبوابه في غرب لندن، خلال أسبوعين، وسيبدأ خدماته بالتركيز على الذين يعانون إدمان ألعاب الفيديو، ثم سيركز في وقت لاحق على إدمان الإنترنت" بشكل عام.

وتقول الأخصائية النفسية هرنييتا باودن جونز، وهي ضمن فريق مؤسسة المصحة النفسية، إن المركز "سيسهر على تقديم العلاج للمدمنين، فضلاً عن إسداء النصيحة للآباء وإجراء البحوث، حيث كانت منظمة الصحة العالمية قد أدرجت إدمان ألعاب الفيديو ضمن اضطرابات الصحة العقلية، ما دفع هيئات صحية إلى التفكير في فتح مراكز لعلاج الضحايا".

ولم يشر المستشفى إلى عدد "المدمنين" الذين سوف يستقبلهم خلال الأسابيع المقبلة، لكن المنظمة تقول إن نسبة قليلة فقط ممن يقبلون على ألعاب الفيديو يصابون بالإدمان، حيث لا يستطيعون التحكم في أنفسهم أمام التسلية الافتراضية.        


نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080