تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

البلقان... ملاذك المثالي هذا الصيف

إذا كنت تخطّطين لمغامرة مثيرة لن تنسيها أبداً، أو تبحثين عن مدينة تزخر بالمعالم التاريخية والطبيعة الرائعة والمدن الساحرة المتعددة الثقافات وننصحك بزيارة شبه جزيرة البلقان ببلدانها الجميلة التي تستحق الاكتشاف والوصول إلى خريطة السياحة العالمية. 

ألبانيا «أرض النسور»

تُعتبر ألبانيا وجهة سياحية جذابة، ليس بسبب جمال طبيعتها فقط، بل أيضاً لغناها الثقافي والتاريخي، حيث يجد الزائر فيها المساجد العثمانية والكنائس البيزنطيّة والأديرة والجداريّات القيّمة والرموز والجسور العثمانيّة والآثار القديمة الرائعة. كما توفّر ألبانيا لزوّارها تجربة سياحية فريدة من نوعها، فهي مواكبة للحياة الأوروبيّة العصرية وتتعايش فيها الديانات المختلفة مع بعضها البعض، في مثال رائع للانسجام الديني.

ومن أهم المناطق السياحية في ألبانيا: تيرانا

لا يمكن زيارة ألبانيا من دون التوقّف في العاصمة تيرانا، التي تعتبر منطلقاً لاكتشاف البلاد. تضم تيرانا مجموعة من الأماكن السياحية، أهمها مسجد أدهم بك الذي استُهلّ بناؤه عام 1789 من جانب الملّا بك، وانتهت أعمال البناء في 1823 بإشراف ابنه أدهم بك، ابن حفيد سليمان باشا. تمّ إغلاق المسجد في عهد الحكم الشيوعي، ثمّ أعيد افتتاحه كدار للعبادة عام 1991.
وهناك أيضاً ساحة سكاندربغ التي تضم تمثالاً لبطل قومي ألباني هو «سكاندربغ»، فحملت الساحة اسمه، وفيها أيضاً متحف التاريخ الوطني.

كروجا

تقع كروجا على مسافة قريبة من شمال شرقي العاصمة تيرانا، وهي أحد أهم المزارات السياحية في البلاد، إذ فيها قلعة كروجا التي تعتبر رمزاً قومياً للألبانيين، كما تتيح إطلالات رائعة على البحر الأدرياتيكي والحديقة الوطنية التي تقع في المدينة، إضافة إلى متحف سكاندربرغ. وهناك البازار القديم والمسجد في وسط المدينة (البازار، المسجد والقناة كلها بُنيت في ظل الحضارة الإسلامية في عهد الإمبراطورية العثمانية التي تركت آثاراً كثيرة في كروجا والمدن الألبانية الأخرى).

دوريس

تقع هذه المدينة الساحرة في ساحل ألبانيا، ويعدّ ميناؤها الأهم في ألبانيا، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية والثقافية، حيث تستضيف فعاليات ثقافية واحتفالات كبيرة طوال السنة، وتوفّر المكان الأفضل لتمضية العطلات على شاطئ خليج «Lalzit»، فهي لم تُلوَّث بعد بالازدحام، كما تعدّ من أجمل الأماكن التي تستحق زيارتها في ألبانيا. كذلك، يوجد فيها المدرج الروماني الذي يعد من أهم الأماكن السياحية، وهو مبنى مصغّر عن المدرج الروماني في روما أو ما يعرف بالـ «كولوسيوم»، ويتّسع لحوالى عشرين ألف شخص. وهناك أيضاً المتحف الأثري وبعض الممتلكات الملكية وبيوت أثرياء المدينة في العصور السابقة ومسجد دوريس الكبير في وسط المدينة، على قمة تلة صغيرة.

بيرات

تقع بيرات في وسط ألبانيا على نهر «أوسمو»، وتعتبر من أقدم البلدات فيها، ومُدرجة ضمن تراث اليونسكو العالمي منذ 2008، وقد بُنيت فوق تلّة مرتفعة حيث يمكن زيارة القلعة الأصلية بأحيائها السكنية ومساجدها وكنائسها. كما تعرف بيرات باسم «مدينة الألف شباك»، حيث إن منازلها مزوّدة بنوافذ كبيرة مصمّمة بشكل هندسي متماوج يجمع بين التأثيرات العثمانية والألبانية. من أهم معالم بيرات، قصر كالاجا الذي يعود الى القرن الرابع عشر.

مقدونيا «جوهرة البلقان»

مقدونيا هي إحدى دول شبه جزيرة البلقان، وأهم الجواهر الخفية في شرق أوروبا، فيها الكثير من المدن التي تتجسد في ملامحها روائع الماضي وحداثة الحاضر في مزيج فريد، إلى جانب العديد من البحيرات الخلاّبة والفرص الترفيهية المتنوعة. ومن أبرز مدن مقدونيا:

أوهريد

هي أكبر مدن مقدونيا، وتقع على طول بحيرة أوهريد المُدرجة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي المكان الأمثل لتمضية بضعة أيام وسط الطبيعة الخلابة، بما في ذلك استكشاف مواقع البلدة القديمة والأديرة المحيطة، كدير «سانت نعوم» الذي يتميّز بواجهة حجرية تتمتع بإطلالة خلابة على بحيرة أوهريد، إلى جانب الينابيع الزمردية للبحيرة. وهناك أيضاً المسرح القديم المبني على الطراز الهيليني في الهواء الطلق، ويتّسع لـ 4000 شخص.

سكوبي

سكوبي عاصمة مقدونيا ومركزها الثقافي، وتضم معالم سياحية رائعة تجمع ما بين القديم والحديث والعديد من المناطق والأماكن التاريخية والحضارية. فهناك القلعة البيزنطية السلافية، ومسجد مصطفى باشا، والبازار القديم، ونصب الأم تريزا وبيتها الواقع في وسط المدينة. ومن المعالم التي تستحق الزيارة أيضاً، محطة القطارات القديمة، وهي أول محطة قطارات في البلقان، إضافة إلى ساحة سكوبي الجديدة التي تضم أكثر من 20 موقعاً يُعاد بناؤها وتتضمّن متاحف ومسارح وقاعة كونشرتو وأكثر من 20 نصباً تذكارياً، منها نصب الإسكندر المقدوني. هذا، وتحتضن سكوبي الحياة الأوروبية الحديثة مع حفاظها على ماضيها القديم، وربما لا يكون هناك مثال أفضل لتوضيح هذا الجمع بين القديم والجديد من جسر سكوبي الذي يربط الجانب الجديد من المدينة بالحي العثماني القديم.

وادي ماتكا

يقع وادي ماتكا على بعد 17 كلم جنوب غربي سكوبي، ويمكنك الوصول إلى هناك في رحلة جميلة من العاصمة، لتستمتعي بزيارة بحيرة ماتكا التي تتيح لك تجربة مثالية في الهواء الطلق بين الطبيعة الخلابة والمياه الهادئة والمثالية للتجذيف، ويأتي معظم الزوّار إلى الوادي بغرض استئجار قارب ليأخذهم في جولة بين الكهوف السحرية، حيث يضم وادي ماتكا 10 كهوف والعديد من التشكيلات الصخرية والشقوق، ويعدّ كهف فريلو الأكثر إثارةً للإعجاب وإحدى الجواهر السحرية في مقدونيا، كما أن الوادي موطن لأكثر من 70 نوعاً من الفراشات الفريدة.

تيتوفو

تقع مدينة تيتوفو في سفوح جبل «شار» في الجزء الشمالي الغربي من مقدونيا. وتشتهر هذه المدينة بالكثير من المباني العامة والإسلامية التي تمّ بناؤها بعد وصول الحكم العثماني إلى المدينة في القرن الخامس عشر، ومن أشهرها المسجد الملون والتكيات والمطابخ العامة المفتوحة للسكان الفقراء، إضافة إلى الحمامات والنوافير.

كوسوفو «سحر الطبيعة»

كوسوفو هي أحدث الجمهوريات المستقلة في أوروبا، تتميز بسحر طبيعتها، بحيث تحيط بكِ الجبال والشلالات من كل جانب، فحتى وإن كان الطقس حاراً في نيسان/أبريل، ستجدين الثلوج تغطي قمم الجبال في مشهد رائع. وتعتبر كوسوفو أكثر دولة شابة في القارة الأوروبية إذ يشكل فيها الشباب دون سن الـ 35، حوالى 70 في المئة من تعداد السكان. ويفتخر الكوسوفيون بشكل خاص، بالبلدات الجبلية التي توفر تجربة مغامرات ومشي رائعة إلى جانب استكشاف الأديرة القديمة. وباعتبارها دولة ذات غالبية مسلمة، ففي كوسوفو أجمل المساجد في أوروبا وأقدمها، مثل جامع الآغا ومسجد غازي علي بيك ومسجد كراجكوفو ومسجد سنان باشا، وهو أبرز معالم مدينة بريزرن. كما تضم كوسوفو معالم سياحية أخرى مستوحاة من الفترة العثمانية، كنصب المولود الجديد في وسط مدينة بريشتينا، الذي تم إنشاؤه لمناسبة الاستقلال، وقلعة كالاجا التي ترجع إلى القرون الوسطى في مدينة بريزرن، وضريح السلطان العثماني مراد. وبالنسبة إلى محبّي الرياضات الشتوية، يمكنهم زيارة روجوفا التي جاءت في المرتبة الرابعة كأكثر الأماكن أهميةً لممارسة الرياضات الشتوية من جانب الاتحاد الدولي للتزلج (ISF)، كما فازت بجائزة «السياحة من أجل الغد» لمشروع «قمم البلقان». وفي كوسوفو أيضاً مجتمع رياضي نابض بالحياة، حيث يمارس الشباب ألعاب الجودو والسباحة والملاكمة والكاراتيه، وكرة القدم، وهي الرياضة الأكثر شعبيةً حيث يشارك عدد من اللاعبين المحليين في بطولة أوروبا والألعاب الأولمبية الصيفية. وتتأثر المأكولات في كوسوفو بالمطبخ الألباني، فضلاً عن مزجها عناصر من بلدان البلقان الأخرى. وتشتهر كوسوفو بفطائر الخبز المختلفة والسلطات والحلويات التي يتم تحضيرها في عدد من المطاعم، مثل مطعم ليبورنيا، وإل غريكو، وسوما بوك ستيشن، وبابا غانوش، التي تقدم أيضاً الأطباق اليونانية، المتوسطية، الأوروبية، اللبنانية، الألبانية والنباتية. ومن أشهر مدنها:

مدينة بريزرن

بريزرن مدينة قديمة تقع جنوب غربي كوسوفو، وفيها معالم أثرية قديمة غالبيتها من الطراز العثماني، من جسور ومساجد وحمّامات، ومصلّيات يعود تاريخ بعضها إلى القرن الرابع العشر. تجدين في بريزرن ما ليس متوافراً في مدينة بريشتينا. فمركز المدينة يرجع إلى العصور الوسطى، وهذا يجعلها أجمل مدينة في كوسوفو، إضافة الى الكنائس الأرثوذكسية والمساجد المتجاورة لتعكس مثالاً رائعاً عن التسامح الديني عبر التاريخ. ومن المساجد الرائعة، مسجد سنان باشا الذي شيّده العثمانيون عام 1615، كذلك توفر قلعة بريزرن إطلالة رائعة على المدينة. والجدير ذكره أن مدينة بريزرن الكوسوفية التاريخية صُنّفت في عام 2014 في المرتبة التاسعة بين أجمل المدن في العالم.

مدينة بريشتينا

هي عاصمة كوسوفو، وفيها قبر رئيس كوسوفو الأول إبراهيم روغوفا، وحديقة جيرميا، والحديقة الإيطالية، إحدى الحدائق الأكثر زيارةً في المدينة، وتشمل المعالم السياحية الأخرى في العاصمة متحف كوسوفو، وبرج الساعة، ومسجد جشار باشا.
مدينة بريشتينا هي أحدث عاصمة في أوروبا، فالهندسة المعمارية فيها رمادية وقاتمة تماماً كالعمارة الحديثة، كما أن المقاهي المنتشرة فيها على مقدار كبير من التناقض، مما يجعلها ترضي كل الأذواق. ولا تزال التأثيرات العثمانية ترخي بظلّها على الأحياء والتلال المحيطة ببريشتينا، كما يمكنك التجوّل في شوارعها الرئيسة ومشاهدة مبنى الحكومة الجديد والمساجد التاريخية والسوق القديم. هذا ويمكن الزائر استكشاف الكثير من معالم المدينة سيراً على الأقدام وزيارة المتاحف كمتحف Emin Gjiku، وهو عبارة عن مجمع منازل تقليدية يقع في العاصمة بريشتينا إلى جانب السوق القديم، وعملت السلطات المحليّة على الحفاظ عليه ليشكل متحفاً أنطولوجياً رائعاً. وينتمي هذا المجمع إلى عائلة Emin Gjikolli، وهو يتكوّن من مبانٍ منفصلة للخدم ومنزل لأفراد العائلة وبيت الضيافة. أما اسم المجمع فيُستمد من اسم «Emincik»، وهو الاسم المستعار لـEmin Gjikolli ، ويعني «الرجل الصغير» باللغة التركية. ويعرض المتحف الكثير من العناصر والأدوات التي تشرح المزيد عن نمط الحياة في العهد العثماني، كما تُعتبر الملابس التقليدية المعروضة من الأصول القيّمة للمتحف.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080