الشاعرة الكويتية سعديّة مفرّح...
عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...
علاقتي بمكتبتي هي
علاقة حميمة ويومية... قديمة ومتجددة.
أزور مكتبتي مرّة كلّ
دائماً... فمكتبتي تحتلّ جزءاً كبيراً من غرفتي الخاصة، وأنا أعيش معها أغلب وقتي، وكتبي تعيش معي ليلاً ونهارا.
أنواع الكتب المفضلّة لديّ
الشعر والسير الذاتية والرواية والتاريخ وكتب الفكر الديني، فضلاً عن بعض الكتب العلمية. لكن هذا لا يعني أنني لا أقرأ غيرها بقدر ما يعني أنها المفضلة عندي، ولعلّ أطرف ما يمكن إضافته هنا أنني أحب أيضاً قراءة قصص الأطفال والكتب المخصصة لهم عموماً.
أشعر بأنها تجيب على الكثير من أسئلتي الوجودية بطريقة عفوية. أمّا ما لا أطيقه من الكتب، فهي الكتب الاقتصادية تحديداً لأنني لا أفقه فيها شيئاً.
كتاب أُعيد قراءته
كتب كثيرة أستمتع بقراءتها أكثر من مرة .. وغالباً دواوين الشعر المهمة بالنسبة إليّ والتي تصلح للقراءة في شكل دائم كالمتنبي ودرويش وشوقي والماغوط
. أما الروايات فأكتفي بقراءتها مرة واحدة فقط . وتظل كتب الفكر الديني تحديداً من الكتب التي أعود إليها دائما، فلعلي اقرأ الكتاب نفسه مرتين في العام تقريباً.
كتاب لا أعيره
لا مشكلة عندي في الإعارة ، كل كتبي قابلة للإعارة ما دمت أثق بالمستعير ومتأكدّة من أنّه يريد قراءة الكتاب والاستفادة منه. لذا أجدني غير متشدّدة في هذا الأمر . لكنني أرى بعض الحرج في إعارة الكتب الموقّعة بإهداءات شخصية وحميمة من مؤلفيها لي أتحرج لأنني أرى في بعض الإهداءات رسائل شخصية لا يصح أن يطلع عليها الجميع.
كاتب قرأته أكثر من غيره
محمود درويش وخصوصاً في كتابه المعروف "في حضرة الغياب" وكذلك رسول حمزاتوف الذي قرأت رائعته "داغستان بلدي" أكثر من مرّة.
آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
اليوم فقط حصلت على كتاب بدأت بقراءته فوراً وهو كتاب "النور والفراشة"، والكتاب يعبّر عن رؤية غوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي لغوته.
كتاب أنصح بقراءته
لا أجيد تقديم نصائح من هذا النوع . أعتقد أن لكلّ من يحب القراءة حاسة خفية تساعده على اختيار كتابه المفضل.
كتاب لا أنساه أبداً
الكتاب الذي لا أنساه أبداً هو كتاب " المواقف والمخاطبات " للنفري ، بنسخة نادرة مطبوعة في ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي، وقد حصلت عليه عندما كنت طالبة في الجامعة وتراهنت مع زميل لي وكسبت الرهان، وكنا قد اتفقنا على أن من يكسب الرهان يحصل على أغلى كتاب في مكتبة الآخر، وهكذا حصلت على ذلك الكتاب !
بين المكتبة والإنترنت أختار
لا أعتقد أنّ هناك تناقضاً بين الإثنين، وأغلب الكتب الآن أصبحت متوافرة على الإنترنت، كما أن الإنترنت صار أكبر مروّج للكتب الورقية ومن خلاله نحصل على الكثير منها. الاثنان يكمّلان بعضهما البعض. وأنا شخصيا ألجأ إلى الإنترنت لتحميل الكثير من الكتب المتوافرة عليه وقراءتها في وقت لاحق.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024