هل يؤثر الاختلاف الثقافي والتعليمي بين الزوجين؟
هل يؤثر الاختلاف في المستوى الثقافي والدراسي بين الزوجين على نجاح العلاقة بينهما، وبالتالي نجاح الزواج؟ سؤال يتردد كثيراً بين الأوساط الاجتماعية المختلفة، وربما يكون سبباً من قبل أي من الطرفين لرفض أو قبول الزواج.
الاختلاف بين الزوجين في الثقافة أو الدراسة، متهم رئيسي في حال حدوث طلاق، وهو ما يجعل كثيرين يطالبون بمراعاة ذلك عند الإقبال على الزواج، وذلك بالبحث عن الشريك المناسب للمستوى التعليمي.
وفي نفس الوقت، يرى آخرون أن التوافق التعليمي والثقافي، ليس بالضرورة سبباً في التفاهم أو عدم الانسجام بين الزوجين، فذلك يرجع لمدى توافقهما الإنساني.
"نعم ولا"
عبر إحدى المجموعات الاجتماعية المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، طرحت "أم أسماء" استطلاع رأي لأعضاء المجموعة، متسائلة: "هل الاختلاف في المستوى الثقافي والدراسي بين الزوجين، يؤثر على الحياة الزوجية؟".
سؤال "أم أسماء"، حاز على ما يقرب من ألف تعليق، و900 إعجاب، بينما تراوحت إجابات الأعضاء بين من يرى التأثير السلبي في الاختلاف، وآخر يرى أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين بعيداً عن أي اختلاف ثقافي أو دراسي.
"بالطبع.. وبدون شك وقد يكون هذا الفارق عاملاً أساسياً في الطلاق"، هكذا يرى "خالد فريد" مدى تأثير الاختلاف الثقافي والدراسي بين الزوجين، بينما ترى "أم ليث"، أن الاختلاف سيكون له تأثير قوي في العلاقة الزوجية، بخاصة لو كانت الزوجة هي الأعلى ثقافياً ودراسياً ومهنياً، لما سيببه ذلك من تأثيرات نفسية سيئة على الزوج.
"نسمة إبراهيم"، قالت في مشاركتها بالإجابة عن السؤال المطروح، أن الاختلاف الثقافي والاجتماعي لا يمكن أن يكون مؤثراً، إلا بحسب التفكير الفردي لأحد الزوجين، مؤكدة أن التفاهم هو أصل العلاقة. واستدلت نسمة على موقفها بوجود أشخاص كثيرين من ذوي المستوى الدراسي الجيد، ولكنهم على المستوى الثقافي "جاهلون"، كما يوجد العكس.
"نورا هيراجي"، ترى أن الاختلاف في المستوى الثقافي ليس ذو تأثير قوي، لكن الأمر مختلف فيما يتعلق بالشهادة الدراسية. فإذا كانت الزوجة أعلى من زوجها، فذلك قد يكون مؤثراً في العلاقة الزوجية بشكل سلبي.
النجاح ممكن
"التوافق بين الزوجين في المستوى الثقافي والتعليمي، أحد الأمور الهامة لإنجاح العلاقة الزوجية"، وفقًا لأستاد علم النفس التربوي الدكتور رشاد عبدالله، والذي يرى أن حصول الزوجة على مستوى أعلى دراسياً من زوجها، قد يكون أحد الأسباب التي تهدد الحياة الزوجية. كما يشدد على ضرورة أن لا يكون الفارق في المستوى العلمي والثقافي بين الزوجين كبيرًا، إذ قد يحدث ذلك فجوة، تجعلهما على غير توافق، وتهدد استمرار الحياة الزوجية بينهما.
ولا يعني وجود فوارق ثقافية أو دراسية، أن العلاقة سيكون مصيرها الفشل، ذلك أن هناك الكثير من الزيجات تنجح وتتجاوز تلك الفوارق، في حال كان لدى الزوجين قبول للأمر.
وبحسب أستاذ علم النفس، يجب على الزوجين حسم قرارهما تجاه تلك الفوارق قبل انعقاد الزواج، سواء بالقبول أو الرفض. كما يجب على الزوجين، العمل على إيجاد تقارب فكري بينهما، كون ذلك سيسهم في نجاح العلاقة.
نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية" بقلم محمود عدوي
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة