تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شريف سلامة: أنا مختلف عن أبناء جيلي ولا أخشى المنافسة

اختار الفنان شريف سلامة قضية شائكة ليخوض بها السباق الرمضاني، وهي تجسيد شخصية الإرهابي ضمن أحداث مسلسل «السهام المارقة»، الذي يشاركه في بطولته عدد كبير من نجوم مصر والعالم العربي. شريف أكد أنه بدأ التحضير لهذه الشخصية منذ فترة طويلة، ومن خلال الكتب والفيديوات اطّلع على الأسباب التي تدفع الشباب للوقوع فريسةً للتطرف، نافياً أن يكون المسلسل عن تنظيم إرهابي معين مثل «داعش» أو غيره، ومؤكداً أنه يتحدث عن التطرف بشكل عام. وفي حواره معنا، أشار شريف إلى أن شخصية الإرهابي تختلف في تفاصيلها وظروفها عن أي شخصية قُدّمت أو ستقدّم على الشاشة، مما يجعله غير مهتم بالمنافسة. كما تحدث عن تعاونه المتكرر مع الفنانة شيري عادل، والكيمياء الفنية التي تجمعهما، وتعاونه الأول مع المؤلفين شرين ومحمد وخالد دياب، وحقيقة منع عرض المسلسل في مصر، وكشف أيضاً عن أسباب منعه أولاده من الظهور في الإعلام، وكيف يقيّم تجربته في مجال تقديم البرامج. 

- مسلسل «السهام المارقة» من الأعمال الرمضانية التي تناولت الفكر المتطرف. كيف جاءت مشاركتك فيه؟ 

«السهام المارقة» يتحدث عن الإرهاب بشكل عام. وعندما تلقيت عرض العمل من الشركة المنتجة، كنت أركّز على التحضير لشخصية «عمّار» الإرهابي بطل المسلسل، مستنداً الى تفاصيل من الواقع، وذلك من خلال نموذج الشاب المصري الذي ذهب في هذا الاتجاه وخضع لعملية غسل دماغ، وفي سبيل ذلك شاهدت عدداً من الفيديوات وقرأت مجموعة من الكتب التي تدور في فلك الإرهاب، كما اطّلعت على الكتب التي تستهويهم وتؤثر في عقولهم، لأوضح الأسباب التي تدفعهم للذهاب في هذا الاتجاه. لذلك استغرقت التحضيرات لهذا العمل فترات طويلة، وشعر المشاهد أن كل شخصيات المسلسل حقيقية، ووقعت فريسة لهذا الفكر المتطرف.

- شخصية الإرهابي سبق وقدمت بأشكال مختلفة وأشهر من قدمها «الزعيم» عادل إمام، ألم تخش المقارنة؟

لا أخشى المقارنة عموماً، لأنني أقدّم شخصية الإرهابي بمنظور مختلف، وأثق في طريقة تناولي لها، وهذه الثقة تجعلني أؤدي الدور بصدقية عالية، وبالتالي لا أخاف من المقارنة. تناول الشخصية في مسلسلي كان مختلفاً عنه في أي عمل آخر قدِّم أو سيقدَّم مستقبلاً، لأن لكل شخصية مفرداتها وتفاصيلها الخاصة، فمثلاً لاعبو كرة القدم في الملعب يختلف أداء كل منهم عن الآخر رغم أنهم يخوضون المباراة نفسها.

- مشاركة الداعية معز مسعود في إنتاج «السهام المارقة» وكتابته، هل أثر في أحداثه؟

الداعية معز مسعود هو صاحب فكرة مسلسل «السهام المارقة»، وقد تعاون مع المؤلفين محمد وخالد وشرين دياب، إلى جانب مشاركته في الإنتاج الذي تولّته شركة المنتج محمد حفظي. وبالتأكيد تخصّصه كباحث في الشؤون الإسلامية أثّر في مجريات العمل. وهنا أود أن أشير الى نقطة مهمة جداً، وهي أن المسلسل عمل اجتماعي من نوع الأكشن وليس سياسياً، بحيث نعالج من خلاله قضية اجتماعية مهمة، وهي كيف يقع الشباب العربي في براثن التطرف ويخضع لعملية غسل دماغ...

- لكن قيل الكثير عن منع عرض المسلسل في مصر!

هذا الكلام لا أساس له من الصحة. العمل لم يُمنع من العرض في مصر، وكل ما في الأمر أن هناك قنوات كانت تريد شراء المسلسل وعرضه على شاشاتها، لكن بصفة قناة أبوظبي شريكاً في الإنتاج، أصرّت على عرضه حصرياً على شاشتها، وهذا من حقها.

- وأين تم تصويره؟

المشاهد تم تصويرها بالكامل في مصر، ولم نكن بحاجة للسفر.

- ماذا عن «اللوك» الذي ظهرت به في المسلسل؟

عملت على الشكل الخارجي للشخصية مع المخرج محمود كامل والمؤلفين، واتفقنا على كل التفاصيل، بجانب أنني ربّيت لحيتي منذ بدء التحضير للمسلسل، لأُقنع نفسي بينما أجسدها، ولتحظى بالصدقية لدى الجمهور. فتفاصيل الشكل الخارجي مهمة مثل الأداء، ولا بد من أن يكون هناك تناغم بينهما.

- لماذا تتعاون بكثرة مع شيري عادل؟

شيري صديقة عزيزة، وأحبها كثيراً، وسبق أن تعاونا في أكثر من عمل، مثل مسلسلَي «ملكة في المنفى» و»الخطيئة»، مما غذّى الكيمياء الفنية بيننا. هي ممثلة بارعة، لكن في مسلسل «السهام المارقة» المشاهد المشتركة بيننا قليلة، وهذا فرضته علينا طبيعة الأحداث.

- الماراثون الرمضاني هذا العام ضم نجوماً كثيرين وأعمالاً كبيرة، كيف وجدت المنافسة معهم من خلال ظهورك بطلاً في «السهام المارقة»؟

حس المسؤولية موجود لديَّ طوال الوقت، وأعتقد أنه السبب الرئيس الذي يجعل الناس يحترمونني ويحترمون ما أقدمه، وعندما يرون اسمي في أي عمل يتأكدون من إجادتي للدور. أما خوفي من فكرة البطل، فأنا خائف طوال الوقت، لكن بمجرد دخولي موقع التصوير أهدأ تماماً وأحرص على تقديم أفضل ما عندي. وبالنسبة الى منافسة الآخرين فهي لا تخيفني أبداً، لأنني فنان مختلف عن أبناء جيلي، وأنا أتحمّل مسؤولية ما أقوله.

- أي مسلسل كنت حريصاً على متابعته في دراما رمضان هذا العام؟

تابعت غالبية الأعمال المعروضة، لكن بشكل خاص أحب الدكتور يحيى الفخراني وأعماله، وأتمنى العمل معه، لأنه فنان محترم ويقدّم أعمالاً تحمل رسالة وهدفاً.

- سبق وتعاونت مع نجوم كبار مثل نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام، فماذا تعلمت منهم؟

بالتأكيد الوقوف أمام عمالقة الفن، مثل الراحلَين نور الشريف ومحمود عبدالعزيز، في حد ذاته استفادة، فقد تركا فراغاً كبيراً بعد رحيلهما، والجمهور افتقد أعمالهما، خصوصاً في رمضان. أيضاً «الزعيم» عادل إمام من العلامات الفارقة في مشواري الفني إذ إنني تعاونت معه، وأنتظر أعماله دائماً، وأتمنى العمل معه مرة أخرى، فهو مدرسة فنية تتعلم منها الأجيال ويشرّفني الوقوف أمامه.

- خضت تجربة تقديم البرامج من خلال برنامج «قعدة رجّالة»، ما تقييمك لها؟

أحببت هذه التجربة كثيراً وحققت من خلالها نجاحاً كبيراً، فلطالما رغبت في خوض تجربة تقديم البرامج، لذا عندما طُرحت عليّ الفكرة لم أتردّد في قبولها، وعملنا عليها كثيراً حتى وصلت الى الشكل الذي ظهرت به، وهي تعتمد في الأساس على الممثل، لأنه قادر أكثر من غيره على الارتجال والمناقشة، لذلك سعدت جداً ببرنامج «قعدة رجالة»، وأتمنى مستقبلاً أن أعثر على فكرة غير تقليدية أكرر من خلالها هذه التجربة، وتحقق النجاح نفسه.

- هل ابتعاد أولادك عن الإعلام مقصود؟

أرفض بشدة ظهور أولادي في الإعلام أو دخولهم عالم التمثيل في هذه المرحلة العمرية، فلا بد من أن يعيشوا حياة طبيعية متماشية مع سنّهم الذي أحرص على أن يستمتعوا بها بعيداً من الأضواء، ولذلك عندما نكون في أي مكان خارج البيت ويأتي معجبون لالتقاط صور تذكارية معي، أرفض أن يظهر أولادي في الصور بأسلوب لبق، وأنا بطبعي لا أهوى الحفلات والسهرات وكثرة الظهور، وحين لا أكون منشغلاً بتصوير أي عمل، أكرّس جلّ وقتي لأولادي وتطوير أدواتي كممثل.

- لكن لماذا ترفض دخول أولادك عالم الفن وهم ينتمون الى عائلة فنية، فزوجتك هي الفنانة داليا مصطفى وشقيقتك هي الفنانة منال سلامة؟

لا أرفض دخولهم مجال الفن بشكل مطلق، لكن كما ذكرت هم لا يزالون في مرحلة عمرية لا تسمح لهم بذلك، وحين يكبرون ويشعرون أنهم يملكون موهبة التمثيل فلن أُمانع أبداً.

- ماذا عن هواياتك بعيداً من التمثيل؟

أعشق ركوب الخيل والقفز فوق الحواجز، فالفروسية جزء مهم من حياتي. أيضاً لي هواية أخرى لا يعرفها عني الكثيرون، وهي تصليح الدرّاجات النارية، في محل صغير أملكه، وأقوم بذلك حين لا أكون مشغولاً بتصوير عمل فني.

- ماذا عن علاقتك بـ«السوشيال ميديا»؟

لا أتفاعل على السوشيال ميديا، فقد كنت أملك صفحة على «الإنستغرام» وتمت سرقتها، وكان يتابعها مليون شخص، لكنني أنشأت حساباً جديداً، أما على «فايسبوك» فيدير صفحة «الفانز» صديق مقرّب مني.

- هل السوشيال ميديا مفيدة للفنان أم تضرّ به؟

لي وجهة نظر خاصة في هذا الشأن، تتلخص بأن ما يفيد الفنان هو عمله، فعندها يمكنه أن يحدّد ما يقدمه من خلال السوشيال ميديا. أما عرض الفنان تفاصيل حياته الشخصية بشكل مبالغ فيه على السوشيال ميديا فليس في مصلحته، وهو بالتأكيد نتيجة الفراغ، وطالما أن الفنان يبعد حياته الشخصية عن الناس فسوف يصدقونه في كل الأدوار التي يقّدمها.

- وكيف ترى ظهور الفنانين في برامج المقالب؟

رامز جلال طلب مني الظهور في رمضان في برنامجه، لكنني رفضت طلبه لأنني لا أحب المشاركة في هذه النوعية من البرامج، رغم أنها في جزء كبير منها تهدف الى تسلية الناس فيتابعونها للترفيه عن أنفسهم، وإذا قدمتها فبهدف جمع المال، وأنا لست مضطراً لفعل شيء من أجل المال، فظهور الفنانين في برامج المقالب هو دعاية بنسبة 95 في المئة، خاصة أنها تحظى بنِسب مشاهدة عالية.

- صدر قرار بفرض 250 ألف جنيه غرامة على الأعمال التي تتضمن ألفاظاً خارجة، ما رأيك بهذا القرار؟

لا أعرف مدى جدية هذا القرار، لكن الفكرة أن التلفزيون يدخل بيوت الناس، وكوني فناناً أرفض تقديم عمل يحوي ألفاظاً خارجة، فلا يمكن في الجلسات العائلية أن نشاهد عملاً في التلفزيون تتخلله عبارات خادشة للحياء، وهذا بخلاف السينما التي يذهب إليها الشخص باختياره، وهو على علم مسبق بمحتوى العمل والفئة العمرية الذي يخاطبها، لكن هذا لا يعني أن يتضمن العمل السينمائي ألفاظاً خارجة إلا للضرورة القصوى.

- أي الأدوار تحبّها أكثر: الكوميدية أم التراجيدية؟

أحب التنوع في الأدوار التي أقدمها، سواء كانت تراجيدية أو كوميدية، فلكل منها طعم ولون وجمهور، وأرفض أن يتم حصري في نوعية معينة من الأدوار، وأعتبر ذلك تحدياً لقدراتي التمثيلية، فمثلاً قدمت الكوميديا في مسلسل «الباب في الباب»، ونجحت أيضاً في التراجيديا بداية من «حضرة المتهم أبي»، مروراً بـ«العار» و«ملكة في المنفى» و«تحالف الصبّار»، وصولاً الى «حرب الجواسيس»، وكنت في كل دور أقدّمه أتحدّى نفسي.

- لماذا لا تظهر في الإعلام؟

لأنني مشغول دائماً بتطوير عملي وتقديم أفضل ما عندي، وأُفضّل أن يكون ظهوري في الإعلام مرتبطاً بعمل ناجح وليس لمجرد الظهور. وعموماً، أنا شخص لا يحب الظهور في الحفلات أو السهرات أو اللقاءات، ووقتي مقسّم بين عائلتي وعملي والجيم والفروسية.

- أين تجد نفسك أكثر، في أدوار البطولة المطلقة أم البطولات الجماعية؟

لا أنظر للأمر على هذا النحو، لأنني بطل في كل الأعمال التي أشارك فيها، سواء كانت بطولة مطلقة أو جماعية، فقوة العمل هي الفيصل، وأنا لست من الفنانين الذين يفضلون الدور من الجلدة الى الجلدة، وبالنسبة الى البطولات الجماعية لها مميزات وهي تشبه المباراة الفنية، وإذا عدنا بالذاكرة الى أفلامنا القديمة لوجدنا رشدي أباظة وصلاح ذوالفقار وعمر الشريف وعبدالحليم حافظ وغيرهم من نجوم الزمن الجميل، يعملون مع بعضهم البعض، علماً أن لكلٍ منهم نجوميته وأفلامه الخاصة.

- وعلى أي أساس تختار أعمالك؟

أختار أعمالي بالارتكاز الى عناصر عدة، منها الكتابة الجيدة وفريق العمل، فيجب أن يكون بيننا تفاهم وود واحترام حتى ينعكس ذلك على الشاشة ويشعر الجمهور بصدقية العمل، كما أحرص على أن يكون الدور جديداً ومختلفاً عما قدّمته من قبل، لأنني لا أحب التكرار.

- وهل ترى نفسك تسير على درب البطولة الصحيح؟

لم أقدم عملاً ندمت عليه، أنا أجتهد في عملي وأحاول أن أقدم للناس أفضل ما عندي، وأي عمل أشارك فيه أكون عنصراً مهماً لإنجاحه، ومقولة أنني أعيش حياتي بعيداً من التمثيل وأنشغل بأمور أخرى مرفوضة تماماً، لأنني أحرص دائماً على تطوير نفسي، ولا ألهث وراء الظهور في البرامج الحوارية، وما زلت أتعامل مع الفن بروح الهواية والحب، وهذا تعلمته من والدي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079