تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

حلمي التوني و39 لوحة على الشاطئ

كثيراً ما تناول الرسَّامون موضوع المرأة على الشاطئ، بأساليب أقرب إلى «تسجيل» الواقع، إلا أن الفنان المصري حلمي التوني قدم رؤية جديدة لهذا الموضوع، ترصد المشهد الاجتماعي المضطرب في مصر الراهنة، والذي يختلط فيه التشدد والتزمت بالانفتاح والمرح والانطلاق.
المعرض، الذي استضافته قاعة «بيكاسو» في القاهرة أخيراً تحت عنوان «على الشاطئ»، تضمن 39 لوحة زيتية عكست باقتدار واضح تلك الرؤية المبتكرة للتوني. يجمع حلمي التوني مفرداته من الموروث الشعبي  المصري الزاخر والممتد بعمق آلاف السنين، شهدت تلاقح ثقافات عدة منذ العصر الفرعوني، أما المرأة فهي تمثل كياناً بديعاً، على حد وصف التوني، الذي يراها الأقدر على تحمل واستيعاب الكثير من المضامين والرموز التي يقدمها في أعماله عموماً. يقول التوني: «حين أرسم المرأة، لا تهمني الملامح والنسب والألوان، رغم ضرورتها، بقدر ما تهمني الدلالة التي تختبئ خلف هذا الكيان البديع». ويضيف: «أنا لا أرسم المرأة في حد ذاتها، ككيان يحمل مقدار من الجمال فقط، بل كعنصر يحمل مضامين أخرى، ودلالات متعددة، تتوافق مع رؤيتي للواقع والمجتمع من حولي، فأنا فنان له موقف اجتماعي، وأعتز بذلك الموقف، وكان من الممكن أن أرسم زهوراً، أو بورتريهات لنساء جميلات، أو أشياء غرائبية أو غيرها، لكني لم أفعل، لأني أؤمن بفكرة مفادها أن هناك علاقة بيني وبين الناس، وبيني وبين الوطن، على المستوى الضيق وأعني مصر، أو على المستوى الأكثر شمولا ًمن المحيط إلى الخليج».
تخرج حلمي التوني في كلية الفنون الجميلة عام 1958، وعمل في دار الهلال المصرية لسنوات عدة فور تخرجه، إلى أن تركها مرغماً مع عدد من كتابها عام 1973، ليسافر بعدها إلى لبنان، ويقيم هناك لأكثر من 12 عاماً متواصلة، عاد بعدها إلى القاهرة في منتصف الثمانينات. أقام لأعماله العديد من المعارض الفردية في معظم الدول العربية، وشارك في الكثير من المعارض الجماعية المصرية والدولية. عمل في مجال الإخراج الصحافي، ويعد من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب في العالم العربي، كما ألَّف وصوَّر العديد من كتب وملصقات الأطفال التي نُشرت بلغات عدة.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080