داليا البحيري: المرأة العربية مظلومة ونعيش في مجتمع ذكوري
غيابها عن دراما رمضان لم يشعرها بالحزن، بل تُشجِّع على وجود مواسم أخرى طوال العام. داليا البحيري تحدّثنا في هذا الحوار عن مسلسلها الجديد «للحب فرصة أخيرة»، وطبيعة علاقتها بزوجها رجل الأعمال حسن سامي، والاسم الذي قررت حفره على ذراعها كي تعلن للجميع أنه جزء منها، والصفات المشتركة بينها وبين ابنتها «قسمت» أو «كيمي» كما تناديها في المنزل، كما تكشف الكثير من الأمور الشخصية التي لا يعرفها الجمهور عنها، والنصائح الجمالية التي تسديها للمرأة العربية، والأسباب وراء انشغالها الدائم بقضايا المرأة في مجتمعنا.
- في البداية نريد الاطمئنان على حالتك الصحية بعد إصابتك أخيراً بكسر في القدم.
الحمد لله أنا بخير حالياً، وخلال سفري إلى أميركا تعرضت لالتواء في الركبة، سبّب لي آلاماً دامت شهراً، لكنني بعدها تماثلت للشفاء، وهذه ليست المرة الأولى التي أتعرّض فيها لوعكة صحية بعد نجاح أحد أعمالي الفنية، وأُعلل ذلك بالحسد، خصوصاً أنني أؤمن بالحسد ويؤثّر فيّ كثيراً.
- كيف تقيّمين تجربتك في مسلسل «للحب فرصة أخيرة»؟
استمتعت كثيراً بالعمل، وتحمّست له منذ اللحظة الأولى لقراءتي السيناريو. ورغم أن البعض يرى أن قصته قد قُدّمت من قبل في عدد من المسلسلات والأعمال الفنية، لكن التناول بدا مختلفاً بحيث استطاعت المخرجة منال الصيفي أن تظهر العمل قريباً من الواقع، لدرجة أن الجمهور تعايش مع الشخصيات وتعاطف معها في كل المشاكل التي واجهتها طوال الأحداث، وسُررت كثيراً بردود الفعل الإيجابية التي وصلتني عن العمل، وأتمنى أن تكون اختياراتي الفنية المقبلة بالمستوى نفسه من التميز.
- هل ترين أن الجزء الثاني من العمل سيحقق النجاح نفسه؟
المسلسل في الأساس جزء واحد مكوّن من خمس وأربعين حلقة، لكن قناة العرض قسمته إلى جزءين عُرض أحدهما قبل رمضان، والثاني من المفترض عرضه بعد عيد الفطر مباشرة، والحلقات المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت للمشاهدين، بل إنها الأكثر تشويقاً في الأحداث، وكل من شاهد العمل سيحرص على متابعته حتى الحلقة الأخيرة، لذا فأنا لست قلقة أبداً من نِسب نجاح الجزء الثاني، ورغم استيائي من تقسيم المسلسل إلى جزءين، أؤكد أن لا علاقة لأحد من فريق العمل بهذا القرار، وربما يصبّ ذلك في مصلحته، فتزداد نِسب المشاهدة لجزئه الثاني.
- هل شعرت بالحزن بسبب عرض مسلسلك خارج السباق الرمضاني؟
بالعكس، أنا لست من المتحمسين للمشاركة في الموسم الرمضاني كل عام، بل أشجع على وجود مواسم درامية أخرى، وما حدث أخيراً من عرض مسلسلات مميزة في مواعيد مختلفة من العام، أمر إيجابي، وأتاح الفرصة للجمهور لمشاهدة معظم ما يُقدّم على الشاشة، بدلاً من تكثيف عرض الأعمال الدرامية في موسم واحد فقط، ولو أُتيحت لي فرصة تقديم عمل بعيداً من الشهر الكريم فسأغتنمها بلا تردد، لأن كل ما يشغلني هو متابعة الجمهور لأعمالي.
- ما هي المسلسلات التي تحرصين على متابعتها في رمضان؟
عشقي الشديد لـ«الزعيم» عادل إمام يدفعني للحرص على متابعة مسلسله «عوالم خفية»، فهو يبهرني بأدائه المميز، الذي يبدو كأنه يبعث برسالة للجميع يقول فيها إن رغم تاريخه الفني العريق ما زال في جعبته الكثير لم يخرجه لنا، وأتمنى له كل النجاح والصحة والعافية. كما أتابع بشغف مسلسل «بالحجم العائلي» للفنان الكبير يحيى الفخراني، وسعيدة جداً بعودته الى الدراما التلفزيونية بعد غيابه عنها العام الماضي. أما باقي المسلسلات فلن أواظب على متابعتها نظراً لانشغالي بالأمور العائلية وممارسة الطقوس الرمضانية ككل عام.
- ابتعادك عن الكوميديا التي حققتِ من خلالها نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية وتقديمك عملاً رومانسياً، هل يُعتبران مغامرة منك؟
بعد تقديمي مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي» بأجزائه الثلاثة، شعرت أنني بحاجة الى التغيير والتنوع، لأن النجاح لا يعني استمراري في تقديم الشكل نفسه لفترات طويلة، خصوصاً أن الجمهور ملول بطبعه، ويبحث دائماً عن الممثل الذي يفاجئه في كل إطلالة جديدة، ولذلك فالمغامرة مطلوبة دائماً، رغم أنني لم أعتبر تجربة «للحب فرصة أخيرة» مغامرة كبيرة، لاختياري عملاً تتوافر فيه كل العناصر الفنية، كما أنني لست بعيدة من الدراما الرومانسية، بل قدمتها من قبل في عدد من الأعمال الفنية، وحازت نجاحاً كبيراً وقتها، وبعد هذه الخطوة سأعود مرة أخرى الى الكوميديا من خلال الجزء الرابع لمسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي».
- تنشغلين دائماً بطرح قضايا المرأة، هل ترين أن المرأة العربية تفتقد الكثير من حقوقها في مجتمعنا؟
استطاعت المرأة العربية في السنوات الأخيرة نيل بعضٍ من حقوقها المسلوبة، فالمجتمع لا يزال ذكورياً، وأحرص في أعمالي الفنية على إظهار المشاكل التي تعانيها المرأة، كي نواجة المجتمع بها، وإثبات المعنى الحقيقي لوجود المرأة، وهو أنها شريكة الرجل وتشكّل نصف المجتمع، وفي الوقت نفسه أحاول إبراز أهميتها والنجاحات التي حققتها، سواء في مجال العمل أو في دورها كأم وزوجة، ولا أنكر أبداً مناصرتي للمرأة وقضاياها، بل هي من الأمور التي أفتخر بها.
- هل أنت امرأة قوية؟
في مواجهة مشاكل الحياة أكون صلبة ولا أنكسر، واعتدت على أخذ حقي من دون خوف أو تردد، لكن في المنزل وفي علاقتي مع زوجي أبدو امرأة ضعيفة، لأن قوة المرأة تكمن في ضعفها أمام شريك حياتها، وهذا أكثر ما يميّزها عن الرجل، لذا لا أعتبر نفسي امرأة عنيفة أو قوية في حياتي الخاصة.
- ما أسباب ابتعادك عن السينما لأكثر من عشر سنوات متتالية؟
لم أتعمّد الغياب عن السينما طوال تلك المدة، بل إنها مسألة خارجة عن إرادتي، وأشعر باشتياق شديد إليها، خصوصاً أن بداياتي الفنية كانت من طريق السينما، لكن للأسف معظم الأعمال التي عُرضت عليَّ لم تكن بمستوى طموحاتي، كما أرفض تقديم فيلم لمجرد الظهور السينمائي، ورغم أن هناك أفلاماً تعتمد على الإنتاج الضخم، لكنّ عددها قليل مقارنةً بحجم الإنتاج السينمائي على مدار العام، وأنا لست الوحيدة التي تغيّبت عن السينما، بل إن معظم فنانات جيلي ابتعدن عنها واتجهن إلى الدراما التلفزيونية، وتحديداً في السنوات الأخيرة، ومع ذلك أتمنى أن أحظى بالسيناريو المميز الذي يعيدني إليها بقوة.
- ما هي طموحاتك التي تتمنّين تحقيقها؟
أتمنى تقديم فيلم سينمائي أجسّد من خلاله شخصية الملكة «نفرتيتى»، وهو حلم لطالما راودني، إنما تحقيقه ليس سهلاً، لأنه يحتاج إلى ميزانية ضخمة كي يخرج بالشكل المثالي، ويتطلب تحضيرات كثيرة تستغرق فترات طويلة، لكن هذه الشخصية تستحق أن تؤرَّخ في عمل فني يُبرز مكانتها الكبيرة، ومن شدة عشقي للملكة «نفرتيتي» قرأت عنها في الكثير من الكتب، وتعرفت على أدق تفاصيل حياتها.
- هل تشعرين أن الشهرة والأضواء أثّرت سلباً في حياتك أحياناً؟
لا أدّعي أن للشهرة عيوباً، ويكفي أنها أكسبتني محبّة الجمهور، كما أنني لا أتضرّر منها لفصلي بين حياتي المهنية والشخصية، فبمجرد عودتي إلى المنزل أنسى تماماً أنني ممثلة مشهورة وأقوم بدوري كزوجة وأم، لكن هناك بعض الأمور البسيطة التي تضايقني أحياناً، مثل تهجّم البعض غير المبرر عليّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ذلك لم يؤثر سلباً في حياتي في يوم من الأيام.
- كونك حاصلة على لقب ملكة جمال مصر عام 1990، ما هي المرأة الأجمل في نظرك؟
جمال المرأة لا يكمن في شكلها، بل في شخصيتها، وهناك الكثير من الفتيات المتواضعات الجمال، لكن بمجرد التحدّث معهن أنجذب إليهن، فالشخصية هي التي ترسم ملامح الإنسان بشكل عام، لذا أتمنى استبدال لقب «ملكة جمال مصر» بآخر هو «فتاة مصر»، ويشتمل على جمال الشكل والشخصية المميزة، لذا يُفضل أن تكون المرأة على طبيعتها، ولا تتصنّع، لأن عدم التكلّف يعزّز جمال المرأة.
- كيف تحافظين على جمالك ورشاقتك؟
ما من قواعد محددة أطبّقها بشكل يومي، لكن بالنسبة إلى نضارة بشرتي أحاول تناول الخضار وشرب المياه بكثرة، ولا أستخدم الماكياج إلا في أوقات التصوير. أما بالنسبة الى الرشاقة فأمارس رياضة الأيروبيك، وأمشي وأركض لمسافات طويلة، فللرياضة أهمية كبيرة في الحفاظ على الصحة والشباب المتجدد.
- هل تهتمين بمتابعة صيحات الموضة والأزياء العالمية؟
كل امرأة تهتم بأناقتها، وبالنسبة إليّ أنا مهووسة بمتابعة أحدث صيحات الموضة، وقد اعتدت على ذلك حتى قبل دخولي مجال التمثيل، ربما لأنني كنت أعمل عارضة أزياء في بداياتي، مما جعلني أتعرف إلى الكثير من مصمّمي الأزياء العالميين، وزاد ارتباطي بهذا العالم الساحر والجذاب.
- ما هي صيحات الموضة التي ترفضينها؟
أرفض كل تصميم لا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا، ولا أرتدي الملابس لمجرد أنها صيحة جديدة أو عالمية، بل أختار منها ما يناسبني ويُشعرني بالارتياح، كما أنني لا أتقيّد بأسلوب معين في اللباس، وأحياناً كثيرة أرتدي «الكاجوال» في حياتي اليومية، لأنه يُريحني في الحركة والتنقل.
- ما هي هواياتك؟
لي هواية مفضّلة لا تزال ترافقني منذ الطفولة، وهي تربية الحيوانات الأليفة، ففي فترة الدراسة كان عندي 26 قطة، والآن أملك كلباً وعصفوراً وسحلفاة وسمكتين، وابنتي «قسمت» ورثت مني الشغف بتربية الحيوانات، وهي من أكثر الهوايات المحبّبة الى قلبها، وأفكر في تربية القطط مرة ثانية، لأنها من أجمل الحيوانات وأوفاها.
- هل أنت طاهية ماهرة؟
أجيد تحضير بعض الأكلات، مثل المعكرونة بالباشميل والبطاطس المحمّرة، لكنني لا أعتبر نفسي طاهية ماهرة، ولا أحب الوقوف في المطبخ لفترات طويلة، وهذا أمر معيب، وقد حاولت مراراً إعداد أطباق جديدة لكنني فشلت بسبب عدم شعوري بأي متعة في الطهو.
- ما أحب الأكلات إلى قلبك؟
المصقعة والأرز بالبسلة والجزر والقلقاس المسلوق من أكثر الأكلات المحببة إليّ، خصوصاً عندما تحضّرها والدتي، وهناك أطباق أرفض تناولها مثل الملوخية بالأرانب، وقررت ذلك منذ طفولتي بعدما رأيت أرنباً يُذبح. أيضاً لا أتناول اللحوم إلا في فترات متباعدة، والطبق الرئيس بالنسبة إليّ في هو طبق السلطة.
- هل تحرصين على أخذ رأي زوجك حسن سامي في أعمالك الفنية؟
زوجي لا يتدخل في اختياراتي الفنية، ودائماً يكون دعمه لي معنوياً، ويشجعني على تحقيق النجاح في حياتي العملية، لكنه يترك لي حرية الاختيار لثقته الكبيرة في كل تصرفاتي، واعتدت على عدم استشارة أحد في الأعمال المعروضة عليَّ، بل أعتمد على رأيي الشخصي في الدور والعمل الفني، وبناءً عليه أُقرّر قبول المشاركة في العمل أو رفضه، كما أحرص على معرفة رأي زوجي بعد عرض العمل، لأنه يبديه من دون أي مجاملات.
- ما أكثر الصفات التي تميزه؟
هو يتمتع بالكثير من الصفات التي تجعله مميزاً في نظري، وأبرزها الطيبة والأخلاق العالية، وتقديره لشريكة حياته، وكلٌ منا يسعى لإرضاء الآخر، والحب يجعل كلاً منا لا يرى في الآخر أي عيب، لأننا نعيش من أجل إسعاد بعضنا، وهذا ما اتفقنا عليه منذ اللحظة الأولى لارتباطنا.
- ماذا عن علاقته بابنتك «قسمت»؟
العلاقة بينهما مميزة، وهما صديقان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وزوجي كان حريصاً منذ ارتباطنا على أن يعامل «قسمت» كابنته، مما ساهم في إضفاء جو من الاستقرار على عائلتنا الصغيرة.
- كيف تصفين ابنتك؟
«كيمي»، كما تحب أن أناديها في المنزل، هي كل شيء في حياتي. هي ابنتي وصديقتي وأختي، وبسببها تذوّقت طعم الأمومة، ولا يمكن أن تغيب عن ذهني أو أنشغل عنها للحظة واحدة، ولأنها جزء مني، رسمت اسمها على ذراعي «تاتو»، حتى يعرف الجميع مدى أهميتها بالنسبة إليّ.
- ما أكثر الصفات المشتركة بينكما؟
هناك الكثير من الصفات المشتركة بيننا، وتقريباً ابنتي «قسمت» تحب كل ما أحبه، وتكره كل ما أكرهه، وحتى تعاملها مع من حولها يذكّرني بطفولتي، كما أننا نتشابه بالهوايات، فهي مثلي تحب الرياضة، وأشجعها على الاهتمام بها، وتمارس حالياً السباحة، كذلك تعشق الباليه، وهذه النقطة الوحيدة التي نختلف فيها بحيث إنني لا أجيد الباليه.
- ماذا علّمتك الحياة؟
كلما تقدّم الإنسان في العمر اكتسب أموراً جديدة، وهذه الأمور تتراكم لتُسمّى بالخبرة، وقد استفدت كثيراً من التجارب التي مررت بها في حياتي، سواء سلباً أو إيجاباً، واليوم أصبحت أكثر نضجاً وتغيّرت نظرتي إلى بعض الأمور، لكنني لا ألوم نفسي أبداً على الماضي، لأنني تعلّمت من كل تجربة درساً في الحياة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024