وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري...
«لقد تحقّق ما يستحق الإشادة به ...». عبارة قالها وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، في مؤتمر وزراء الثقافة في دورته ال17 التي ترأسها أخيراً، وذلك في معرض كلمته عن مواجهة تحديات الثقافة العربية المبلّلة حيناً والمبتلية أحياناً ب«طوفان اللغة الإنجليزية الذي صار يجتاح مؤسساتنا ومدارسنا». والدوحة اليوم تستحق الإشادة بها كونها شارفت تسليم ولايتها، عاصمة للثقافة العربية بثقة أنضجت ثماراً ثقافية وفنية وتراثية بنكهة الإنفتاح.
«... في الدوحة فعاليات كثيرة. في الأمس، افتتحت أربع فعاليات من بينها متحف الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني، تغطية الصحف اليوم جداً رائعة» : يقول الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وهو يقلب الأوراق المزدحمة على مكتبه. لقاؤه كان يومياً خلال الأسبوع الثقافي اللبناني في قطر التي خبرت «حرق مراحل» ثقافية دون أن تتكبّل برهن «ريثما»... الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير ثلاثي الأبعاد وسفير أسير للإرث والمرحلة، عن قرب في هذه المقابلة.
- العام المنصرم وبحضوركم، 66 % من ضيوف برنامج «لكم القرار» لم يروا أن الدوحة ستكون مستعدّة لتكون عاصمة للثقافة العربية 2010...
وقبلنا التحدي.
- هذا العام يشارف الإنتهاء، إلى أي مدى خالف المشهد الثقافي المبهر هذه النسبة؟
هؤلاء الذين صوّتوا لعدم استعداد الدوحة لأن تكون العاصمة للثقافة ما كانوا يعون تمام الوعي قدرات قطر. وهذا أمر ليس مقصوراً على الثقافة، وإنما على قدرات قطر في التخطي وربح التحدي. فهي تتصدى لأكبر الفعاليات وفي وقت ضيق وتنجزها بنجاح، ويعود ذلك إلى إرادة سياسية قوية وإلى توفير الإمكانات التي تسمح بالنجاح. أبرز هذه الإمكانات، أن الإنسان في قطر والمقيم العربي على هذه الأرض عندما يكون هناك فعالية كبيرة لقطر يُنظر إليها إنه كل واحد مطلوب منه المساهمة في إنجاح هذه الفعالية. وبالتالي كنت واثقاً أن الدوحة مستعدة وواثقاً من أن العمل الجماعي سيقود إلى هذه النتيجة التي وصفتها بالمبهرة. وأعتقد أن النجاح يتحدث عن نفسه في الوقت الراهن، وأنا سعيد ليس فقط لأننا نجحنا ثقافياً كون قطر نجحت أيضاً في مبادرات سياسية لم توفق فيها دول كبرى ونجحت رياضياً في إقامة فعاليات كبرى في وقت قصير ونجحت اقتصادياً. فما كان مطلوب منا كرجال ثقافة أن نثبت أنها أيضاً ناجحة ثقافياً. وبالتالي نحن نعتقد أننا قمنا بالواجب ونجحنا بفضل دعم الجميع وفي مقدمة هؤلاء سمو الأمير حمد أمير البلاد.
- إلام تصبو قطر بهذا الإستثمار الثقافي الهائل والقياسي والذي لم نعهده مع أي دولة عربية بهذا الزخم؟
الكل ينظر إلى هذا الأمر باعتباره تحدّياً وواجباً وطنياً ولكن أيضاً القيادة السياسية لديها إرادة قوية ولديها رؤية، وعندما تتوافر الرؤية والقيادة والإمكانات تستطيع الدولة أن تفعل الكثير. كثيراً ما تتوافر الإمكانات لكن من غير رؤية وإرادة وتكون النتيجة لا شيء. لكن إذا اجتمعت هذه الأركان الثلاثة نستطيع أن نفعل الكثير. والواقع أن الثقافة بالذات في قطر حقّقت قفزات كبيرة، وأكاد أقول حصل حرق للمراحل في السنوات الأخيرة.
- حرق مراحل صحي؟
نعم، حرق مراحل للقفز وليس في المجهول بل في شيء واضح مسلّح برؤية وإرادة وقرار. وأن ما أسميه «أمّ المؤسسات الثقافية»، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بقيادة سمو الشيخة موزة، تقوم بدور ثقافي كبير. فنحن عندما نتحدث عن ثقافة لا نتحدث عن وزارة الثقافة كون الأخيرة أحد الأجهزة الثقافية والمؤسسات الثقافية، لكن أيضاً نتحدث عن المتاحف. وأنا واثق بأنه قريباً ستكون الدوحة عاصمة للمتاحف كما هي الآن عاصمة الثقافة. في الدوحة متحف الفن الإسلامي وهو من أهم المتاحف والمتحف الوطني لن يكون أقل منه بأي حال من الأحوال، إلى جانب متاحف أخرى متخصصة في الفنون الحديثة والأطفال والرياضة. وعلى رأس هذه المؤسسة إنسانة مثقفة ومؤمنة بأهمية الثقافة، الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر وتقوم بدورها على أكمل وجه. وأستطيع أن أقول إننا جميعاً نعمل ليس بالتنافس، وإن كان التنافس الشريف مطلوباً، ولكن بالتكامل.
نكمل بعضنا بعضاً لرفع شأن الثقافة في هذا البلد. وأيضاً ما دمنا نتحدث عن المؤسسات وهذه الأمور تمت في سنوات قليلة، لا بد من ذكر الحي الثقافي. وهو صرح كبير جداً آخر من زاره وزير الثقافة اللبناني سليم وردة وأبدى إعجاباً لا حدود له به، وقال إن لبنان يحتاج إلى مثله. وطالما تسألين عن سر هذا الزخم الثقافي، ما كان لدينا في المرحلة السابقة سوى المسرح الوطني. وعليك اليوم أن تتصوري مع تدشين مسارح الحي الثقافي الحياة الثقافية عندما يبدأ تفعيل كل هذه المسارح والمؤسسات الثقافية في الشهرين المقبلين مع اختتام فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010. أي أن لدينا تحدّياً آخر هو ضمان استمرار الدوحة ثقافياً بالزخم نفسه ما بعد عام 2010.
- إلى أي مدى ساهمت عضويتكم السابقة في المجلس الوطني للثقافة والتراث والفنون منذ منتصف الثمانينات وتنقلكم سفيراً بين أعرق العواصم ثقافياً في تشكيل رؤية مصقولة ومسؤولة في هذه الوزارة ؟
عملت سفيراً في أكثر من 22 دولة في أهم العواصم الحضارية من بيروت إلى دمشق إلى باريس إلى نيويورك وواشنطن، ثم عدت وكنت مسؤولاً عن الثقافة بشكل مباشر من خلال وجود وزارة الثقافة والإعلام. كنت وزيراً للثقافة والإعلام ولكنني أدركت أن وجود الثقافة والإعلام في وزارة واحدة لا ينصف الحياة الثقافية. ولذلك كان قرار صاحب السمو إلغاء وزارة الإعلام للتركيز على الثقافة، ثم كان المجلس الوطني للثقافة لعدة سنوات. ومنذ عامين ولأول مرة في تاريخ قطر، تمّ تشكيل وزارة مستقلة للثقافة، من ضمن مسؤولياتها الشباب والمطبوعات. نحن مسؤولون عن قطاع الشباب في ما يتعلق بعملية التثقيف والتوعية، إلى جانب نشاطاتهم الرياضية.
- شعاركم الثقافي لعام 2010 «الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمةً». ما الذي يعنيه احتفال الوطن بالثقافة العربية وسط فصام نسبي بين هويتنا و«الثقافة»؟
هذا الشعار رفعناه بعدما كنا نبحث عن شعار يمثل نشاطنا. طرحت شعارات كثيرة جداً ولكن اقتنعنا بأن هذا الشعار هو أعمق شعار لرفعه في هذه المناسبة. «الثقافة العربية وطناً والدوحة عاصمة»، وبالتالي تتغيّر العاصمة ويبقى الوطن الجامع لكل العرب. وهذا من منطلق إيماننا بدور الثقافة في حياة الإنسان العربي لأنها تشكّل عاملاً مشتركاً بين الدول العربية من المحيط إلى الخليج. فالثقافة تقوم بدور لا تستطيع أي جوانب في الحياة أن تحقّقه. الوطن هو دائماً الملجأ والمظلّة للإنسان ومصدر الحياة، وهكذا هي الثقافة. ومن هذا المنطلق، كان هذا الشعار الذي ما كنا ندرك أبعاده إلاّ بعدما سمعه الكثير من الإخوان والمثقفين العرب وحتى غير العرب وأبدوا إعجابهم به. فكّرنا أن نغيّر هذا الشعار في النصف الثاني من الإحتفالية وتبنّي شعار آخر يغطي جانباً من جوانب الثقافة، لكن كان هناك إصرار من كل من سمع هذا الشعار على أن يستمر إلى نهاية العام.
- الغزو الثقافي متلازم مع الغزو الإعلامي رغم أن قطر اتخذت قرار إلغاء وزارة الإعلام. كيف يتم تنظيم الحرية أو ضبط أفقها؟
الحرية في قطر متاحة للجميع، والكل يشهد لهامش الحرية الكبير جداً فيها وبكل معانيها. وقريباً ستتحول هذه الحرية إلى قانون فيه الكثير من الجوانب التي لم يغطِّها أي قانون آخر. وربما يكون أول قانون في العالم العربي يغطي كل جوانب الإعلام الحديثة، القنوات الفضائية والإلكترونية. الأمر الآخر، هو أن عقوبة السجن غير واردة في القانون الجديد إطلاقاً، وليس هناك من جهة حكومية تستطيع أن تتخذ أي إجراء ضد أي صحافي أو إعلامي. إن الجهة الوحيدة المنوط بها هذا الأمر هي القضاء. وهذه تطورات في غاية الأهمية، والقانون سيصدر قريباً وسيكون المظلة التي سنعمل تحتها.
- ترأستم مؤتمر وزراء الثقافة في دورته السابعة عشرة التي استضافتها الدوحة أخيراً. إلى أي مدى تصعب مناقشة الثقافة العربية التي باتت هجينة وكيف تقوّمونها بمكونيها الأساسيين اللغة العربية والإسلام اليوم؟
ما يجعل الإنفتاح غزواً هو الأسلوب الذي نتلقف به الثقافات الأخرى. فإذا أعطينا الثقافة العربية حقّها وجعلناها مؤثرة ومتأثرة فلن يكون هذا غزواً بل تفاعلاً مع الحضارات الأخرى والثقافات الأخرى، مع عدم تجاهل العنصر الثقافي في صنع المواطن العربي، اللغة العربية والإسلام، وإن تكن أيضاً الأديان الأخرى - بالذات المسيحية - خرجت من هذه المنطقة. والإسلام لا يكتمل إلاّ بالإيمان بالأنبياء جميعاً بما في ذلك موسى وعيسى. فبالتالي نقطة قوة الثقافة العربية هي تعدّديتها وبالذات في الوطن العربي، ولبنان أوضح مثال على ذلك. وما يحصن الثقافة العربية هو مدى إيماننا وعملنا على تعزيز مكانة اللغة العربية في العالم وتفاعلها وإقران الإنفتاح بالثقة بالنفس. فحين كانت الثقافة العربية في أوجها وعصور ازدهارها كنا منفتحين على الثقافات الأخرى وكانت اللغة العربية تترجم من اللغات الأخرى وإليها وملوك أوروبا والنخبة يبعثون أبناءهم للتعلم في العواصم العربية، بغداد ودمشق والقاهرة والأندلس.
- لاحظنا اهتماماً كبيراً بالخط العربي ضمن الفعاليات. لمَ هذا التركيز وهل صحيح أنكم تحرصون على تعلّم هذا الخط؟
طبيعي، الخط العربي فن من الفنون الجميلة ونسعى إلى تعزيز مكانته. كان له دور كبير جداً في فعاليات الدوحة وأكثر مما كان متوقعاً. أقيمت معارض فردية عديدة وهذا يدل على إيماننا بإرتباط الخط العربي بالثقافة والحضارة العربية وهو ليس مجرّد كلمات بل مغزاه عميق. لا أعرف من سرّب لك أنني مهتم بالخط العربي. بالفعل لديّ اهتمام شخصي بالخط وأجيد الكتابة به.
- حدث الأمر بالصدفة. فبمجرّد القدوم إلى الدوحة يكثر الحديث عن نشاطكم وحرصكم على حضور أصغر فعالية على أرض الدوحة (آخرها معرض رسم للأطفال) ودوامكم الباكر جداً في الوزارة ...
نستمد هذا النشاط من قائدنا ورائد مسيرتنا صاحب السمو أمير البلاد، كيف ينتقل من مكان إلى آخر ويحاول أن يضمّد الجروح ويقدّم الدعم للإخوان العرب والمسلمين والعالم ككل. وأيضاً سمو ولي العهد الشيخ تميم الذي يمثل الحيوية والشباب والإهتمام بشؤونهم، فهو رئيس اللجنة الأولمبية القطرية. ويحظى قطاع الشباب بجانبه الثقافي في الوزارة بإهتمام كبير من سموه ومتابعة دقيقة جداً... نحن نستمد هذه الحيوية من القيادة ولا نستطيع أن نسايرها فهي دائماً في المقدمة.
- ماذا عن تعلمكم للفارسية؟ هل المعلومة دقيقة؟
حصل هذا الأمر منذ فترة عندما كنت طالباً. تسريب غير دقيق. أعتقد أن الفرق بين إنسان وإنسان إن هناك من لا يتوقف عن التعلّم. المعرفة لا حدود لها ولا عمر لها. والثقافة بصورة عامة إما أن تتطور أو أن تتراجع، تتطور بالتثقيف الدائم والقراءة وتتراجع عندما نتوقف عند قناعة الإكتفاء. ومن يدّعي أنه ملك العالم ثقافة أعتقد أن ثقافته ستتراجع يوماً بعد يوم إلى أن تصبح لاشيء لأن الثقافة بالذات تتطوّر بشكل هائل جداً والقراءة هي سر الثقافة الدائمة.
- ماذا تقرؤون حالياً؟
للأسف، أخذني العمل من قراءة الكتب. أقرأ كثيراً لكن غالباً دراسات وأبحاثاً. وفي الآونة الأخيرة ومن حرصي على اللغة العربية وحرصي على ألاّ تتأثر سلباً وأنا خريج أزهري ومعهد ديني في الأصل ألجأ إلى مجموعة من الكتب الصغيرة قبل النوم، وذلك لأشعر بأنني أنهيت قراءة كتاب بالكامل، ففي السنتين الأخيرتين لم يكن لديّ وقت لقراءة الكتب الكبيرة.
- إلى أي مدى تحتاج الثقافة العربية إلى خطوات مماثلة لنشاطات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع برئاسة الشيخة موزة على الصعيد الأدبي وخطوةBloomsbury ؟
مؤسسة قطر هي مؤسسة أُم ْ. حُدّدت مهماتها للتعليم والعلوم وتنمية المجتمع، لكن في الواقع أن دورها تخطى هذا الشيء بكثير. تجربة Bloomsbury جميلة جداً ولها جانب حضاري وثقافي لأنه بعد درس المؤسسات التي نتعاون معها في الترجمة تبيّن أن دار النشر البريطانية هذه أفضل المؤسسات. أولاً لإلمامها بالوضع في المنطقة العربية ولندن هي من العواصم المهتمة بالشرق الأوسط والعالم العربي، وثانياً لديها اهتمام كبير جداً بالأطفال وكتبهم، وثالثاً لقدرتها الهائلة على النشر في العالم. وكشركاء في وزارة الثقافة مع دار بلومزبري- مؤسسة قطر للنشر سنصدر حوالي 15 كتاباً مترجماً من اللغة العربية إلى الإنكليزية هذا العام.
- ثقافياً كيف تتفق الدوحة مع بيروت ؟
تتفق الدوحة مع بيروت بالحيوية والنشاط والحرص على التفاعل مع الثقافات. فبيروت عاصمة من العواصم الثقافية العربية الدائمة، هي عاصمة للكتاب والدوحة الآن عاصمة للثقافة العربية. وطموحنا أن تتحوّل عاصمة دائمة للثقافة كما بيروت. بيروت لها السبق في هذا المجال ولا تكتمل الدوحة كعاصمة للثقافة دون التعاون مع بيروت. ولا تعتبر عاصمة للثقافة بشكل دائم إلاّ بالتعاون مع واحدة من مراكز الإشعاع الثقافي والفكري والأدبي وعاصمة الكتاب بيروت.
- ماذا عن المكتبة الوطنية في بيروت التي وضعت الشيخة موزة حجر أساسها ؟
هذا مظهر من مظاهر الحرص على التعاون في المجال الثقافي لصاحب السمو الذي تبنى مشروع إعادة إنشاء المكتبة الوطنية في بيروت التي وضعت حجر أساسها سمو الشيخة موزة. كما سيعاد بناء المكتبة الوطنية في قطر، وهذا من مظاهر التفاعل والعمل المشترك بين البلدين.
- بالأمس كان افتتاح الأسبوع الثقافي اللبناني. ما تقويمكم لفعالياته التي افتتحها الموسيقي اللبناني شربل روحانا ؟
شربل روحانا فنان ممتاز جداً، وقد حقّق إقبالاً كبيراً في المسرح وتجاوب معه الجمهور. كان الأسبوع اللبناني جيّداً ودلّ على مدى حرص الأخوة اللبنانيين على مشاركة فعالة وجديرة بهذه العلاقة المميزة بين العاصمتين الثقافيتين الكبيرتين، الدوحة وبيروت.
- حين نقول العاصمة اللبنانية بيروت، ما هي المفردات التي تطالعكم ؟
كتاب عربي فقط لا غير. هي عاصمة الكتاب العربي بجدارة حتى في أصعب الظروف وفترات الحرب. بيروت عاصمة جديرة بإسمها.
- ما الجدوى من استقبال أسابيع ثقافية غير عربية (فنزويلية وتركية وإيرانية وهندية ...). ولمَ كانت الأسابيع الخليجية مقتضبة ؟
لقد رغب الإخوان في الخليج في مشاركة واسعة، ولكن اتفقنا كوزراء ثقافة على أن الثقافة الخليجية واحدة ومتشابهة إلى حد كبير. وبالتالي عندما يعطى لكل دولة خليجية أسبوع ثقافي سيقوّض ذلك فرصة التعرّف على الثقافات الأخرى المختلفة، العربية وغير العربية. المشاركات الخليجية كانت رمزية وغير مكرّرة وإلاّ كنا سنضيع الكثير من الوقت والمال. فنحن منطقة واحدة وثقافة واحدة. لقد عبّرنا عن هذه الفكرة وتجاوبوا معها من منطلق إيجابي. أما في ما يتعلق بالدول الأخرى، إيران وتركيا وفنزويللا، فأحببنا أن نترك المجال للثقافات التي كانت على صلة تاريخية بالثقافة العربية. فالحضارة العربية هي حضارة إسلامية ومرتبطة ارتباطاً كاملاً بالحضارتين الفارسية والتركية. وربما كانت الدولة العثمانية في يوم من الأيام ليس لها فقط وجودها بل سيادة، بالتالي ما كانت لتكتمل احتفالية الدوحة دون حضور الحضارتين الفارسية والتركية. أما تمثيل فنزويلا للقارة الأميركية اللاتينية، فكان في غاية الأهمية لأن فيها وجوداً عربياً خصوصاً لبنانياً وسورياً. وطبعاً الأمر ليس مقصوراً على هذه الدول، وإنما يشمل الدول الأوروبية كإسبانيا واستعراض الفلامنكو وفرنسا وروسيا التي كان لها أكثر من فعالية. كما كان لأذربيجان، وهي جمهورية إسلامية دور كبير جداً عبر أيام أذرية متألقة. حاولنا أن تكون المشاركات في الدوحة محلية وعربية وإقليمية ودولية.
- هل كانت مشاركة المثقف القطري وافية ؟
لقد لبى المثقف القطري الإحتفالية بمشاركة فعالة جداً. كل قطري تقدّم بكتاب طبع له خلال هذا العام. وقد تكرس حضوره في الفنون التشكيلية وبشكل متفرّد، فقد منحنا كل فنان قطري فرصة تقديم أفضل أعماله وإنتاج السنوات الماضية على المسرح. كما كان للشعراء القطريين حضور بارز.
- واكب الإعلام القطري وكحجر زاوية انطلاقة الدوحة على كل الأصعدة، مع قناة «الجزيرة» بشكل رئيسي. لم لمْ يطل هذا الإنفتاح الصحافة النسائية؟ وهنا لا نتجاهل حضور المرأة التي تترأس مراكز قيادية في قطر(مركز الفنون البصرية ورئيسته الفنانة أمل العاثم مثلاً... ). أين الصحافة من المرأة في قطر؟
أنا معجب بكلمة لسمو الشيخة موزة قالتها في معرض حديثها عن إنجازات قطر دون أن تتحدث عن المرأة. فقلت لها: «لمَ لمْ تأت على ذكر المرأة، فمن أهم الإنجازات القطرية تفعيل دور المرأة خلال السنوات الماضية». فأجابت: «لأننا لا ننظر إلى مجتمعنا - «امرأة ورجل»، وإنما ننظر إليه كمجتمع واحد». وبالفعل، كل الفعاليات الثقافية في قطر جمعت المرأة والرجل، الأسابيع الثقافية والمعارض والشعر والفن التشكيلي. فنحن لا نريد تشكيل مجتمعين بل مجتمع واحد يتشارك فيه الرجل والمرأة كطير يطير بجناحيه.
- أخيراً، بلسان مستشرق ماذا تقولون لهذه الدولة - المنتدى، دولة العمران التراثي والحداثة؟
طموحنا كبير وهذا الطموح يتحقّق لأن الله أنعم علينا بقائد لديه الرؤية والقيادة ومن يؤمن بقيادته. نحن سائرون في الطريق وسنحقق كل طموحاتنا بثقة دون أن نخشى التلاقح الثقافي الحضاري.
- ما هي مفاجأة ختام احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية؟
مسرحية «ملوك الطوائف» للرحابنة. ستعرض في الأيام العشرة الأولى من شهر كانون الأول/ديسمبر، ختام الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
- ألن تغني فيروز في الدوحة؟
حاولنا كما فعلنا مع وديع الصافي. أظن أننا أتعبنا هؤلاء الكبار بشكل كافٍ. لكن مهرجان الموسيقى الشرقية « مهرجان الطرب» الشهر المقبل سيكون استثنائياً.
15 تاريخاً في حياة وزير الثقافة والفنون والتراث القطريالدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري
1- 1970 إجازة في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة القاهرة، كلية دار العلوم
2- 1972- 1974، قائم بأعمال السفارة القطرية في لبنان
3- 1974-1979، سفير في سورية
4- 1977-1980، دبلوم دراسات عليا من الجامعة اليسوعية، بيروت
5- 1979- 1984، سفير لدولة قطر في فرنسا وسفير غير مقيم في إيطاليا واليونان وسويسرا ومندوباً لدى اليونسكو
6- 1980 ماجستير في الفلسفة السياسية من جامعة السوربون، باريس
7- 1984-1990، مندوب لدولة قطر لدى الأمم المتحدة (نيويورك)، وسفير غير مقيم في الأرجنتين وكندا والبرازيل
8- 1984- 1990، سفير لدولة قطر في الولايات المتحدة الأميركية وسفير غير مقيم في المكسيك وفنزويللا
9- 1984 تقلّد وسام «جوقة الشرف» Légion d'honneur الفرنسي
10- 1990 دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة Stony Brook في نيويورك
11- 1992- 1997، وزير للإعلام والثقافة في قطر
12- 1998، نائباً لرئيس لجنة تصفية التفرقة العنصرية في الأمم المتحدة وعضو في مجلس أمناء لجنة الإحتفال بذكرى السويدي داغ همرشولد
13- 2001 أصدر كتاب «جدل المعارك والتسويات»، (القاهرة- دار المستقبل العربي)
14- 2005 أصدر كتاب «المعرفة الناقصة»، (بيروت- دار رياض الريّس)
15- 2008 وزير للثقافة والفنون والتراث في قطر
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024