تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

لهذه الأسباب علّمي طفلك الفروسية

لهذه الأسباب علّمي طفلك الفروسية

يحاول الأهل خلال العطلة الصيفية إبقاء أبنائهم مشغولين عبر نشاطات ترفيهية مثل الذهاب إلى مخيم صيفي أو إلى الشاطئ أو ممارسة نشاط رياضي، فلمَ لا يكون تعليم ركوب الخيل أحد النشاطات الرياضية التي يبدأ بها الطفل هذا الصيف؟
بعيدًا من كونه رياضة نخبوية، يعتبر ركوب الخيل من الرياضات الجميلة، فهو متاح للجميع، ويحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال، حتى صغار السن.
فهو الرياضة الفردية الوحيدة التي يكون التعامل فيها مع الحيوان ضروريًا. ومن جهة ثانية فركوب الخيل مفيد على المستوى الفيزيائي و الاجتماعي و الفكري.
هناك أسباب كثيرة تجعل الأهل يغيّرون رأيهم حول تعليم أطفالهم ركوب الخيل. فهو رياضة فيها الكثير من الفوائد وتساعد الطفل على تعزيز قدرته على التنبّه واليقظة، والتحكم في حركة جسده. لذا فهذا الصيف يمكن الأهل الشروع بتعليم أطفالهم ركوب الخيل.


هذه هي فوائد تعليم الطفل ركوب الخيل:

تجعل الطفل منفتحًا على الطبيعة ومهتمًا بها
من المعلوم أن ركوب الخيل رياضة تمارَس في الهواء الطلق معظم الوقت. إنها رياضة تسمح بالتطوّر الكامل للطفل، إذ سيكون قادرًا على الشعور بالحرية، والتمتع بهذا التعامل مع الحصان أثناء التمرين. كما سيكون قادرًا على الاستمتاع بالطبيعة حوله، مما يطوّر اهتمامه بها.

يصبح الطفل أكثر استقلالية ومسؤولية
يجعل ركوب الخيل الطفل مسؤولاً بشكل عام. فهو المسؤول عن جعل الحصان مرتاحًا. إنه نشاط، وهواية مجزية للغاية وفي الوقت نفسه تعلّمه كيف يتحلّى بالصبر وكيف يتلقى نصيحة من مدرّبه الذي يرشده.
سوف يتعلم الطفل أن يصبح مستقلاً ويتحمل المزيد من المسؤولية. فركوب الخيل هو رياضة ممتعة، وفي الوقت نفسه تسمح للطفل بتعلم أسس التربية الحازمة.
إذ يتعيّن عليه تعلم احترام الحيوان في جميع الظروف ومداراة مشاعره. سيتعين عليه أيضًا تفهّم الحيوان، ومعرفة كيفية العثور على حلول تتناسب مع الموقف. كما عليه أن يتعلّم كيفية إدارة جسده والتحكّم في حركته وفي حركة الحيوان أيضًا.

يكتسب الطفل الثقة بالنفس واتخاذ القرارات
من الممكن في البداية أن يخاف الطفل من الحصان، بسبب حجمه. لكن ما هي إلا مسألة وقت حتى يحصل الطفل على الكثير من المرح لمشاركة هذه اللحظة مع الحيوان.
فركوب الخيل يساهم في تشكيل شخصية الطفل وصقلها، إذ يتعين عليه اتخاذ القرارات عندما يرغب في توجيه الحيوان على سبيل المثال، وبالتالي يتمكن الطفل من التحكم في مخاوفه وإدارة ضغوطه في جميع الظروف. في البداية سيكون عليه قيادة الحصان وفرض قواعده عليه. ومن ثم عليه أن يريَه أنه هو من يقرر وأن على الحصان الاستماع إليه.
والتوجيه واتخاذ القرار هما شكلان من أشكال السلطة إذ يطوّرهما الطفل بطريقة إيجابية ويعزّزان ثقته بنفسه، مما يساهم في بناء شخصية متوازنة وقوية في المستقبل.

يتعلّم الطفل التعامل مع الآخرين خارج قمقم العائلة
يركب الطفل الخيل وحده، ولكنه محاط بمحترفين يوجّهونه. صحيح أن في الإمكان الحصول على دروس خاصة، ولكن في كثير من الأحيان يحدث النشاط ضمن مجموعة.
كما هو الحال في الحياة، سوف يكون الطفل ضمن مجتمع الخيّالة الصغار، لذلك فوقت التدريب يكون تدريبًا أيضاً على حيّاة المجتمع خارج إطار العائلة. فعلى الطفل أن يفكر بشكل فردي مع الحصان، ولكن في الوقت نفسه بطريقة جماعية لا تعيق عمل رفاقه.
احترام الآخر مهمٌ للغاية في هذه الرياضة، خصوصًا إذا قرّر الطفل المنافسة. وهناك أيضًا الثقة، فهي نقطة مهمة للخيّال الصغير وهي الثقة بحصانه.

التعاطف والتكافل
سيعمل الطفل، الخيّال الصغير مع حصانه بتعاطف وتكافل، فمن المهم أن يفهم الطفل حصانه، ويعرف ما إذا ما كان يواجه مشكلة تعب أو عدم راحة. فركوب الخيل رياضة بدنية في نقاط عدة. إنها رياضة تتطلب الكثير من الدقة في كل من الإيماءات والكلام. سترافق الكلمة في معظم الوقت إيماءات الطفل. إنه عمل فريق، «الحصان والطفل معًا» . كلاهما سيكون قادرًا على الإعجاب بالتعلم والجهد.

رياضة تقوّي العضلات                                                          
على الخيّال الصغير أن يمتطي صهوة حصانه وأن يجلس بوضعية مستقيمة ثابتة، وهذا من شأنه تقوية عضلات الجسم وعظامه. كما أنها رياضة ستطوّر توازن جسم الطفل.

يتمكن الطفل من تنمية المهارات الشخصية
بعد الانتهاء من تدريبات ركوب الخيل سيحصل الطفل على دبلوم، يشير إلى أن لديه مهارة ركوب الخيل تقنية الغالوب. وهذه التقنية رغم بساطتها تتطلب منه إدارة ضغوطه وتطبيق الإيماءات التي تعلّمها خلال دروس ركوب الخيل. يتيح هذا الاختبار الأول للطفل أن ينضج ويتذوق طعم النجاح بعد الجهد وأن تكون له أهداف.
في الختام، ركوب الخيل هو رياضة يمكن وصفها بأنها كاملة. إنه نشاط مجزٍ للغاية على المستويات البدنية والاجتماعية والنفسية. سيتمكن الطفل من تطوير عدد معين من المهارات، للتعلم بطريقة مرحة، والثقة به، ليصبح مستقلاً ومسؤولاً.
ويمكن أن يصبح ركوب الخيل مشروعًا مهنيًا لبعض المتحمّسين. يمكن أن تمارَس هذه الرياضة بشكل مكثف للغاية، ويمكن الخيّالة أن يدوروا حول العالم ويشاركوا في منافسات عالمية.         

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078