أرميك كبذرة وأهطل عليك
الشاعر: سعد جاسم
الكتاب: «أرميك كبذرة وأهطل عليك»
الناشر: «الحضارة للنشر»،2010
في المجموعة الشعرية الصادرة أخيراً عن «دار الحضارة للنشر» تحت عنوان «أرميك كبذرة وأهطل عليك»، يُعيد الشاعر العراقي سعد جاسم تشكيل صورة هذا العالم انطلاقاً من منظوره الخاص لمسألة «الحب». فالشاعر ارتأى التعريف عن قصائده على أنّها نصوص الحبّ والجنون، هذا لأنّ «الحبّ» يُجسّد في ديوانه الثيمة الأساسية التي تُغلّف مجمل قصائده. ولكنّ الحب يمنح الشاعر هنا قدرات استثنائية تجعله متماهياً مع الطبيعة الكونية، بل عنصر من عناصرها كالماء والهواء والنار والتراب. وهذا ما يبرز جليّاً في العنوان الرئيسي «أرميك كبذرة وأهطل عليك»، إذ تتحوّل الحبيبة إلى «بذرة» والشاعر إلى «مطر». ومن هذه الصورة الحسيّة التي تُزاوج بين رمزي الخير والخصوبة تتولد صور الحياة والتجدّد والإستمرار ليُصبح الحب بذلك مرادفاً للحياة. فالشاعر يربط المسألة الشعرية بالميتافيزيقية، فيحاول فكّ طلاسم الوجود عبر جنونه وعشقه لحبيبته فيقول: «مولعٌ بك/ لأنّك أصبحت لي/ في منفاي بلاداً... أنا لولاك/ بلا دال ولا مدلول/ بلا دار/ بلا درب/ يؤدّي بي لاكتشافك/ واكتشاف الغامض السرّّي/ في هذا الوجد»...
ويطرح الشاعر أيضاً قضية «وحدة الكون» بعمق فيجعل من عينيّ حبيبته «سراجاً كوكبيّ» ويُسمّيها مرّة «الشمعة- المشكاة» ومرّة أخرى «الوردة والنخلة والسنبلة».
وفي خاتمة الكتاب يُقدّم خضير ميري قراءة جمالية لنصوص الحبّ والجنون التي كتبها الشاعر المولود على ضفاف نهر الفرات في مدينة الديوانية، ومن كلمات ميري حول هذا الكلمات: «ينفتح النصّ على استيطانه الشخصي، ويتقرّب مثل طائر يهطل من سمائه، حزيناً كما لو كان دمعاً من مطر، وله في العودات السريّة إنبهارات ومسارات ضوء وحفنات من الإستغراب والإستغراق في «الآني» و«الذهني» و«المترمّل» حتى من دلالاته/ الأم...».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024