تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

دلما ملحس... حبّي للفروسية ذلّل الصعاب

رغم أنها لم تتجاوز الثامنة عشرة حققت إنجازاً رياضياً تفخر به في مسيرتها الرياضية التي بدأت منذ الصغر مع ركوب الخيل عندما وضعتها والدتها الفارسة أروى مطبقاني على بداية الطريق.
شاركت في أكثر من مباراة داخل السعودية وخارجها، إلا أن بريق الدورات الأولمبية بقي يلمع في مخيلتها حتى كانت البرونزية أول ميدالية تحققها على المستوى الدولي لصالح المملكة العربية السعودية لتكون بذلك فتاة سعودية تفتح الباب على مصراعيه لهذه الرياضة. «لها» التقت الفارسة السعودية دلما ملحس بعد حصولها على أول برونزية في دورة أولمبية دولية
.

- ماذا تعني لك الميدالية البرونزية في منافسة حقيقية شارك فيها فرسان من كلا الجنسين ومن مختلف دول العالم؟
الميدالية البرونزية إنجاز كبير أحققه خصوصا في سني الصغيرة. والواقع أنه عند مشاركتي في السباقات لم تكن الميدالية هاجسي، بل عشقي لرياضة الفروسية وللمشاركة في السباقات المحلية والعربية والدولية هو ما دفعني للمشاركة. إلا أن الله كلل مجهودي بالميدالية البرونزية بعد تركيزي الكبير في السباق النهائي (Jump baf) وكانت عبارة عن جولتين، الأولى كانت مع ستة فرسان على الميدالية البرونزية، وكانت الثانية على الميدالية الذهبية.

- ذكرت أنك كنت المنافسة الرقم ثلاثة بين ستة منافسين، فكيف كانت هذه المنافسة، وكيف حصلت على الميدالية؟
عندما وجدت نفسي ضمن المتنافسين الستة وضعت كامل تركيزي وخبرتي في ركوب الخيل في تلك اللحظة، وأسرعت وأنهيت السباق دون أخطاء والحمد الله، فيما كان المتنافسون الباقون. غير مسرعين كفاية أو ارتكبوا أخطاء. وهكذا حصل الفوز.

- عندما أعلنت النتيجة بالتأكيد كان وقعها مخالفاً للمشاركات المحلية؟
بالتأكيد فهذه منافسة أولمبية وتحقيق المركز الثالث في حد ذاته إنجاز كبير أولا على الصعيد الشخصي كوني أحب رياضة الفروسية، وثانيا يحسب إنجاز سعودي يفتح الطريق لهذه الرياضة لتأخذ وضعها بحق داخل السعودية خصوصاً بالنسبة للفتيات، فكان الإحساس خيالي لا أستطيع وصفه. بالرغم من مشاركاتي الكثيرة في السباقات المحلية والعربية، ولكن كونها بطولة أولمبية فوقعها مختلف، أذكر أني في سنة من السنوات شاركت في 11 بطولة وحصلت خلالها على المركز الأول 13مرة. إلا أن الأولمبياد يبقى مختلفاً.

- ماذا عن تأهيلك الرياضي لتكوني فارسة سعودية تحقق الميداليات الدولية؟
أهم التدريبات التي نركز عليها للتأهل إلى الأولمبيات هي المشاركات المستمرة في مباريات وسباقات فروسية. أنا أقمت في أوروبا خمس سنوات تقريباً ليشرف على تدريبي مدرب محترف، وهو الذي كان يشرف علي في الأولمبياد في سنغافورة، وأيضاً في مشاركتي في فرنسا. ومن المستحيل دون هذه التدريبات، والمشاركات في سباقات مختلفة ان يكون الفارس جاهزاً لخوض غمار البطولات الأولمبية.

- وما هي الشروط التي عليك تلبيتها للمشاركة في الأولمبيات؟
تختلف باختلاف المنطقة والدولة، ويعد الأولمبياد الأوروبي الأصعب بينها. وكانت المشاركة عبارة عن تقسيم كل مجموعة إلى قارات بحيث تكون أوروبا ممثلة فريق واحد، آسيا يمثلها فريق، وأفريقيا كذلك وهكذا. ولكن يختلف التأهيل لأن أوروبا المستوى فيهاأعلى، والبطولة الأوروبية مختلفة.

- وما الذي يختلف فيها؟
يختلف ارتفاع الحواجز، وتختلف طريقة انتقاء الفرسان والفارسات من دول العالم للمشاركة في البطولة. وأنا أعتقد أن على الفارس أن يؤمن بأنه يستطيع الفوز، وأن يكون مقاتلاً للحصول على المراكز المتقدمة. وهذا لا يأتي الا عن طريق التدريب. فمثلا أنا لدي ثلاثة خيول، وأتدرب عليها بشكل دوري وهي التي تشارك معي في المسابقات. وعندما كنت في سنغافورة وخلال حديثي مع الفرسان هناك، اكتشفت أنهم يتمرنون مع سبعة وثمانية خيول بشكل مستمر، وهذا بالطبع أفضل.

- وجودك في مضمار السباق كفتاة سعودية، وبعد أن أصبحت رياضة الخيل إلى حد ما تأخذ نصيبها في الوطن، هل تجدين أنك فتحت المجال لسعوديات أخريات لدخول مضمار سباق الفروسية خصوصاً أنها رياضة مكلفة مادياً؟
لا أنكر أن رياضة الفروسية فيها صعوبة تجعل البعض يحجم عنها، خصوصاً أنها بالفعل مكلفة مادياً. ولكن وكما ذكرت سابقاً حب الرياضة يذلل كثيراً من الصعاب. وحالياً  صار المجال أكثر سهولة، لكننا نحتاج إلى قرارات تفعل الفروسية في ما يخص الفتيات في السعودية. ومن ناحية أني فتحت المجال للفتيات السعوديات، أعد هذا شرف لي أن أكون من الرائدات من فتيات الوطن لأحقق مراكز وطموحات فتيات أخريات يمكن أن يجدن في هذه الرياضة ملاذاً لهن. ولكن عليهن التحلي بالصبر لأن النتائج تأتي على المدى الطويل.

- ما هو دور الأم أروى المطبقاني الفارسة السعودية التي تسلمت زمام رياضة الفروسية منذ القدم في السعودية؟
بالتأكيد هي أول من وضعني على الطريق مع أنها لم تجبرني على مزاولة رياضة الخيل. ولكن كون إسطبلات المطبقاني موجودة والخيل موجودة، وعشقي للفروسية موجود، هانت الأمور. وبحصولي على الميدالية البرونزية لم أحقق حلمي أنا فحسب بل حققت حلم الأم أروى مطبقاني التي كانت السبب الأول لعشقي لرياضة الفروسية.

- ماذا بعد البرونزية؟
لا يوجد حاليا أي مخطط سوى التمارين المعتادة خصوصاً أني في مرحلة دراسية انتقالية بعدما أنهيت دراستي الثانوية وأريد الالتحاق بالجامعة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079