زايد صالح: الفنانون الشباب لم يخربوا الأغنية السعودية وما زلنا نتعلم من الكبار
يعدّ الفنان السعودي زايد الصالح واحداً من نجوم الأغنية السعودية والخليجية الشباب، الذين صنعوا لأنفسهم خطاً جديداً، واستطاع خلال السنوات الأخيرة أن يضع نفسه في مصاف النجوم الذين ينشرون الأغنية السعودية في كل بقاع الوطن العربي.
«لها» التقت زايد الصالح ليتحدث عن خطّته الفنية لعام 2018، وتحضيراته لألبومه الغنائي الجديد، إضافة إلى ردّه على الانتقادات التي وُجّهت الى المطربين السعوديين الشباب، ويكشف عن الفنان السعودي الذي يعتبره قدوته، والنجم الآخر الذي وصل الى العالمية وأبقى على تواضعه.
- لماذا أحببت أن تكون انطلاقتك الغنائية لعام 2018 من القاهرة؟
مصر هي هوليوود الشرق، والحفلات الغنائية التي تُقام في القاهرة دائماً يكون لها طابع خاص، وستجد في جدول أعمالي للأشهر الأولى من العام الجديد خمس حفلات غنائية في مصر، ذلك نظراً لشعبيتي في القاهرة، إضافة الى احتضانها عدداً كبيراً من السيّاح الخليجيين، لكن من دون أن يقلّل هذا من جماهيريتي في دول الخليج العربي، وأخطّط هذا العام لإحياء المزيد من الحفلات في الوطن العربي، وتقديم أغانٍ جديدة ومتنوعة تليق بذوق الجمهور العربي.
- هل بدأت التحضير لألبومك الغنائي الثاني؟
بكل تأكيد. بعد نجاح ألبومي الأول، كان لا بد من أن أستكمل مشوار نجاحي بألبوم جديد، لكن هذه المرة فضّلت عمل «ميني ألبوم» وليس ألبوماً غنائياً كاملاً، حيث سجلت أربع أغنيات جديدة، سأضمّها في ألبوم واحد وأنوي طرحه بعد مضي شهرين، ذلك أنني فنان متفاعل مع جمهوري، ولا يمكن أن يمر أكثر من ستة أشهر من دون إصدار أعمال غنائية جديدة، فلا يجوز أن يغيب الفنان عن جمهوره، وأنا أعد جمهوري بأغانٍ جديدة سيستمتع بها كثيراً.
- هل أصبحت تفضل طرح عدد قليل من الأغنيات في ألبوماتك؟
أهوى الألبومات القصيرة التي تتضمن عدداً قليلاً من الأغاني، ففي رأيي هذا أفضل، لأن الجمهور لم يعد قادراً على الاستماع إلى أكثر من عشر أغنيات في الألبوم الواحد، خاصة أننا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، فإذا ركّز الفنان في أربع أغنيات يبقى هذا أفضل بكثير من أن يطرح عشر أغنيات ولا ينجح منها إلا اثنتان أو ثلاث، لذا أطرح أربع أغنيات دفعة واحدة، وبعد أشهر عدة أطرح أغنية وأعقبها بأغنية أخرى وهكذا... وأتمنى من كل فناني الخليج أن يتبعوا أسلوبي هذا لكي تبقى الأغنية العربية محافظة على جودتها.
- ما الجديد الذي ستقدّمه في ألبومك الغنائي المقبل؟
سأغنّي للمرة الأولى باللهجة المغربية، وذلك من أجل مخاطبة جمهوري المغربي الحبيب. أيضاً سأُقدّم أغنية خليجية باللهجة الإماراتية، إضافة إلى أغنيتين سعوديتين أهديهما إلى جمهوري في منطقة نجد، كما أن الألحان الموسيقية في هذا الألبوم ستكون مختلفة تماماً عن كل الجمل اللحنية التي طغت على أغانيّ السابقة، بحيث زاوجت فيها بين الإيقاعات الحديثة والآلات الخاصة بمنطقة الخليج، وأتمنى أن يساهم هذا المزج في نجاح ألبومي الجديد الذي وضعت فيه كل خبرتي الغنائية.
- هل ستصوّر أغنيات الألبوم؟
أرسم حالياً خطة تستند إلى أنني سأصور الأغنيات الأربع التي يتضمّنها الألبوم ما بين تركيا والسعودية، وهي ستصدر مباشرةً بعد طرح الألبوم، حيث إن الكليب يعزّز نجاح أي أغنية، فمهما نجحت الأغنية، يبقى التصوير والإخراج والمناطق التي تصوّر فيها عناصر مهمة تُضيف الى النجاح نجاحاً.
- هل تتضايق حين يختصر البعض نجاحك في أغنية «ندمانة» فقط؟
بالتأكيد، فأنا قدّمت عشرات الأغنيات الرائعة، والتي حققت نجاحاً باهراً. فكل أغنيات ألبوم «آه منك» حصدت نجاحاً لم يتوقعه أحد، وأغنية «ندمانة» أكثر من رائعة، لكن هذا لا ينفي أن باقي أغنياتي لا تحظى بشعبية واسعة، فيكفي أغنية «قالها» التي أصبح لها جمهور في القاهرة يردّدها دائماً، والجميع يطلب مني تقديمها في أي حفلة غنائية، كما أرفض أن يشتهر الفنان ويُعرف من خلال أغنية واحدة، فالفنان يسعى دائماً الى التطور، وأنا أفعل ذلك، وأعتقد أن الجميع سيتأكد من كلامي حين يستمع الى أغنيات ألبومي المقبل.
- أين هي الأغنية المصرية في مشوارك الغنائي؟
طوال الفترة الماضية كنت مهتماً بإثبات موهبتي وإظهار إمكاناتي الغنائية في منطقة الخليج، وبعد النجاح الذي حققته فيها، بدأت أضع بصمتي الغنائية وأسعى للانتشار في باقي الدول العربية، وفي ألبومي الجديد سأقدم أغنية مغربية، وحالياً أُحضّر مفاجأة لجمهوري المصري، وهي عبارة عن أغنية «سينغل» باللهجة المصرية، لكنني أفضّل عدم التحدّث عنها الآن من أجل التفرّغ لألبومي.
- ما ردّك على المطربين السعوديين الكبار الذين يرون أن الفنانين السعوديين الشباب الذين ظهروا في السنوات الأخيرة قد ساهموا في تخريب الأغنية السعودية التي حافظوا عليها لسنوات طويلة؟
ربما تكون هذه وجهة نظر عدد قليل من المطربين، لكن شخصياً لا أجد أن هناك مطربين سعوديين يرون أننا خرّبنا الأغنية السعودية أو خرجنا عن إطارها المرسوم، فهم أساتذة بالنسبة إلينا، وأنا أتعلم منهم كل صغيرة وكبيرة، وأحب دائماً الاستماع إلى نصائحهم. وللأمانة، هناك عدد كبير من هؤلاء الأساتذة دائماً ما يوجّهوننا ويعطوننا من خبرتهم لكي نستكمل مشوارنا بنجاح. وفي النهاية، نحن جميعاً أبناء المملكة ونسعى للحفاظ على الأغنية السعودية.
- من هو الفنان السعودي الذي ترى نفسك تسلك دربه الفني؟
النجم راشد الماجد، فهو بالنسبة إليّ ليس مجرد مطرب ناجح في المملكة، بل أسطورة الغناء العربي وفنان شامل أقتدي به، فكل أغنية من أغنياته تشكّل علامة فارقة في الغناء العربي. وعلى المستوى الإنساني هو شخص طيب ويحب الخير للجميع، ولا يتوانى في تقديم المساعدة لأحد، وأتمنى أن أصل إلى نجاحه، وأكون مثله خيّراً ومعطاءً في الفن السعودي والعربي والخليجي. وبعيداً من راشد، فأنا أحب الاستماع إلى كل فنان يقدم عملاً جيداً.
- ومن هو الفنان العربي الذي تسعى للوصول الى نجاحه؟
بلا شك، هو الفنان المصري عمرو دياب. «الهضبة» استثناء في الأغنية العربية الحديثة، وقد تميّز عن باقي الفنانين في السنوات الأخيرة، فمن منا لا يتمنى أن يحقق نصف ما حققه عمرو دياب للأغنية العربية! ففي رأيي هو الفنان الوحيد الذي استطاع الوصول إلى العالمية، ورغم نجاحاته وتألقه، لا يزال محافظاً على تواضعه، ولم يعرف الغرور طريقه إليه، لذا أدعو له بالتوفيق الدائم، وأتمنى الوصول الى نجاحه.
- كنت واحداً من الفنانين الذين تخرّجوا في برامج المواهب الغنائية الخليجية، ما تقييمك لتلك البرامج المنتشرة بقوة حالياً؟
لا يمكن أحداً أن ينكر أن تلك البرامج تختصر خطوات كثيرة لكل الباحثين عن الشهرة والنجومية، حتى وإن لم يحالفهم الحظ في الفوز بلقب المسابقة، لكنهم استطاعوا الظهور على شاشة التلفزيون وتخطّي أولى الصعوبات وهي الوصول إلى الناس بعامة. ففي رأيي، قبول المتسابق في البرنامج في حد ذاتها إنجاز، سواء فاز أو لم يفز، فبعد انتهاء البرنامج، عليه أن يستكمل مشوار نجاحه بنفسه، لأنه مهما ذاع صيت البرنامج فلن يكون قادراً على جعله نجماً إذا لم يكن يملك الموهبة الحقيقية.
- هل ترى أن من الأفضل استمرار هذه النوعية من البرامج أم اختفاءها؟
أُفضّل استمرار برامج المواهب، فهي كانت سبباً رئيساً في ظهور عدد من النجوم الحاليين، كما أنها اختصرت لهم عشرات الخطوات في مشوارهم، لكنني لا أؤيد كثرتها بهذا الشكل، لئلا يملّ المشاهد منها ولا يعود يواظب على متابعتها، كما أتمنى أن ترأف تلك البرامج بالمتسابقين، وألا تتركهم في منتصف الطريق، فأنا مثلاً لم أحرز لقب البرنامج الذي شاركت فيه، ولكن استطعت بجهودي الفردية التجديف في بحر النجومية وتحقيق نجاح بسيط.
- لماذا لم تفكر في اقتحام عالم التمثيل؟
الله أنعم عليَّ بموهبتَي التمثيل والغناء، وبالفعل قبل أن أحقق نجوميتي في الأغنية العربية، كنت أود التمثيل، لكنني وجدته صعباً ويحتاج إلى مجهود كبير، ولذلك بدأت مشواري بالغناء، وحققت وما زلت أحقق كل ما كنت أحلم به. ربما أخوض تجربة التمثيل، خاصة أن المجالين يكمّلان بعضهما بعضاً، إضافة إلى تلقيّ عبارات الثناء على تمثيلي في كليبات أغنياتي المصوّرة.
- ما هي الهوايات التي تمارسها في أوقات فراغك؟
أتمنى دائماً الحصول على إجازة طويلة لكي أمارس خلالها هواياتي. أمضي جلّ أوقاتي في التنقل الدائم بين مصر والسعودية ودول الخليج وأوروبا من أجل إحياء الحفلات. وبعيداً من ارتباطاتي الفنية، أمكث في الاستوديو من أجل وضع صوتي على عدد من الأغنيات. ربما تكون هوايتي المفضّلة هي تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، لكن حالياً لم أعد قادراً على ذلك، مما أحزن جمهوري لندرة تواصلي معهم وعدم الرد على أسئلتهم.
- وماذا عن الأماكن السياحية التي تحب زيارتها؟
أَحبّ بلدين هما السعودية ومصر، وأكثر الأماكن التي أشعر فيها بالراحة، منطقة الحسين في القاهرة، فهي من أجمل المناطق في نظري، ولا أملّ منها حتى لو زرتها عشرات المرات.
- ما الذي تحب أن تقرأه؟
ضيق الوقت يمنعني من قراءة الكتب، لكن من حين لآخر أتابع الأخبار عبر المواقع الالكترونية.
- أين المرأة في حياتك؟
المرأة موجودة في حياتي منذ صغري، وما من إنسان ناجح لا تقف وراءه امرأة، سواء كانت والدته أو زوجته أو شقيقته، فلوالدتي فضل كبير في نجاحي وتفوقي.
- ما الذى تحبّه في المرأة؟
الرقة والحنان...
حب وارتباط؟
- متى ستعلن ارتباطك العاطفي؟
أنا مرتبط حالياً بالفن، فهو كل حياتي وأعشقه بجنون، فبسببه ارتبطت بجمهوري وبكل من يحبّني، ولذلك لا أفكر إلا في الفن في الوقت الحاضر، وكلما شعرتُ أن الفن زادني تعلّقاً بجمهوري، أسعى لتقديم كل ما هو جديد وجميل في الغناء، فليس هناك أجمل من أن يكون لك جمهور كبير ينتظر أعمالك وأغنياتك.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات