تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

إنه عيد الفطر... علّمي طفلك جوهر العيد

إنه عيد الفطر... علّمي طفلك جوهر العيد

تبدو الفرحة في عيون الأطفال وهم يرافقون أهلهم إلى السوق لاختيار ملابس العيد، ويرغبون في ملابس بعدد أيام العيد، غالبًا قد يكون الأهل قادرين على تلبية هذه الرغبة وأحيانًا قد لا يكونون. فهل يكفي أن يلبي الأهل رغبات أبنائهم الذين صاموا تشجيعًا لهم على الصوم الذي هدفه طاعة الله؟
يرى التربويون واختصاصيو علم نفس الطفل والمراهق أنه يمكن الأهل استغلال مناسبة العيد لتكريس مفهوم العطاء في شخصية أبنائهم، وليؤكدوا لهم أن العيد ليس ثيابًا جديدة فقط، وفترة لإنفاق النقود وتلقّي العيدية والهدايا، بل هو يوم يجدر التفكير خلاله في الآخرين وتوطيد العلاقة بالأقارب والأصدقاء، ومساعدة الفقراء ورسم البسمة على شفاه الأطفال المحرومين ولو في شكل متواضع.


وهذه بعض الأفكار البسيطة التي تجعل الأبناء يدركون معنى مبدأ الأخذ والعطاء:

ليلة العيد تسوّق ثياب العيد
عندما يرافق الأبناء أهلهم لتسوّق ملابس العيد، من الجميل أن يقترح الأهل عليهم اختيار ملابس لأحد الأطفال الفقراء، فيختار كل ابن ملابس لطفل يريد إهداءه في العيد. وهذا يعود إلى ميزانية الأهل.
فإذا كانت تسمح، هذا أمر رائع، أما إذا لم يكن في مقدورهم، فيمكن كل واحد من الأبناء اختيار قطعة من الزي، مثلاً القميص يشتريه أحمد، والسروال جميل، والحذاء هند... هكذا يحفّز الأهل شعور العطاء عند الأبناء ويجعلونهم يفكّرون بأقرانهم المحرومين ويشعرون بهم، ويتعلّمون معنى مساعدة الآخر وإدخال الفرحة إلى قلبه.
كما يمكن الأهل إذا لم يكن في مقدورهم شراء الملابس، الاقتراح على أبنائهم البحث في ملابسهم القديمة التي لم تعد تناسب مقاساتهم، ولا تزال في حالة جيدة وتقديمها الى الأطفال الفقراء. ويكونون بذلك قد ساهموا في إدخال السرور إلى قلب طفل فقير في يوم العيد.

مرافقة الأب لتوزيع زكاة الفطر
من المعلوم أن زكاة الفطر فريضة دينية لدى المسلمين عند انتهاء شهر رمضان. وغالبًا ما توزّع هذه الزكاة على العائلات الفقيرة أو المستورة.
ومن المهم أن يتعرّف الطفل على المعنى الإنساني لهذا الواجب الديني. لذا يمكن الوالد اصطحاب ابنه أثناء تأدية هذه الفريضة. فبذلك يتعلّم أن العطاء هو في صلب العلاقات الإنسانية، وأن هناك الكثير من الناس ليس لديهم ما يتمتع به، فيما هو لا يعرف قيمته نظرًا إلى أنه يشكّل بالنسبة إليه أمرًا عاديًا.

المشاركة في صلاة العيد
يستيقظ معظم الأطفال باكرًا لاستقبال يوم العيد، وكلهم حماسة لارتداء ملابسهم الجديدة التي اختاروها. لذا من الجميل أن يشجع الوالد طفله على مرافقته لأداء صلاة العيد، فهذا سيكون من الذكريات التي لن ينساها، خصوصًا أن بعد انتهاء الصلاة والخطبة، جميع من في المسجد يهنّئون بعضهم بعضًا، وإن لم يكونوا على معرفة مسبقة. هكذا يتعلم الطفل كيف أن الابتسامة والتحية والتهنئة من الأمور التي توطد العلاقات الإنسانية والاجتماعية.

مسامحة صديق في يوم العيد
يمكن الأهل استغلال مناسبة العيد لتعليم الطفل مبدأ التسامح. فإذا كان الطفل قد تشاجر مع أحد أصدقائه وخاصمه، يمكن الأم أن تساعده في إعادة أواصر الصداقة بينهما. كأن تتحدث إليه عن معنى العيد وكيف أنه مناسبة ننسى فيها أحقادنا وشجاراتنا ونفتح صفحة جديدة مع من تخاصمنا معهم ونسامحهم إذا سبّبوا لنا الأذى، أو نطلب منهم السماح إذا كنا نحن من تسبب بأذيتهم.

التبرّع ببعض الألعاب
يمكن الأم أن تقترح على طفلها تقديم إحدى ألعابه القديمة والتي لم يعد يلعب بها شرط أن تكون في حالة جيدة، كأن يحملها بنفسه ويتبرّع بها إلى أبناء بوّاب المبنى الذي يسكنون فيه أو إلى ملجأ ويقدّمها إلى أحد الأطفال.
كما يمكن الأم أن تطلب منه أن يضيف إلى لائحة الألعاب التي يرغب فيها، لعبة يودّ تقديمها إلى طفل فقير. ومن الطبيعي أن تكون هذه اللعبة أقل قيمة أو سعرًا من الألعاب الخاصة به، ولكن مجرّد تفكيره في الأمر، هو مؤشر جيّد لأنه أصبح يفكّر بالآخرين.

تبادل الهدايا في يوم العيد    
من الضروري تشجيع الأبناء على تبادل الهدايا خلال أيام العيد، وتحفيزهم على كيفية اختيار الهدايا لبعضهم البعض ولأجدادهم، وفي الوقت نفسه تعليمهم كيف أن من الضروري شراء الهدية المناسبة والتي تبعث السرور في نفس الشخص الذي سيقدّمونها إليه.
فمن العبث اختيار هدية لن يستفيد منها، مما يجعل الطفل يفكّر، ويدرك أن ليس من الضروري تقديم هدية غالية الثمن، بل المهم قيمتها المعنوية. وقد يثير هذا الأمر فضوله ويدفعه إلى التحقق مما يرغب فيه إخوته أو جدّه أو ابن عمه، مما يوطّد علاقته بهم.          

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080