تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

تمرينات الـ"كارديو".. للتخلص من الإدمان وصدمة الاعتداء الجنسي

تمرينات الـ

يتجاهل كثير من الناس التمارين الرياضية المعروفة باسم الـ"كارديو" أو الـ"أيروبيك"، على رغم من أنها لا تحتاج إلى تخصيص وقت للذهاب إلى صالات الألعاب، فالبيت مكان مناسب لها، وتتطلب أدوات بسيطة غير مكلفة، إذ يكفيك أن تصعد الدرج، أو أن تقفز على الحبل، أو أن تمشي أو تجري لدقائق في اليوم، لتحقق فوائد عدة، منها تنشيط الجسم والدورة الدموية، والتخسيس، ومقاومة السكري والضغط، وتقوية العضلات، بخاصة القلب، كما أنها مرتبطة بمزايا الصحة العقلية، مثل الحد من التوتر والقلق والاكتئاب.
فتوح شعبان علي


الحد من الإدمان
دراسات جديدة نقلها موقع futurity أظهرت أنه بالإضافة إلى هذه الفوائد، فإن تمارين الـ"كارديو" أثبتت فعاليتها في منع البدء تعاطي مواد ضارة مثل الكحول والنيكوتين والمنبهات والمواد الأفيونية، وذلك على لسان المؤلف الرئيسي بانايوتيس (بيتر) ثانوس، الباحث الأول في معهد الأبحاث حول الإدمان في جامعة "بوفالو"، والذي أوضح قائلاً: "يسعى عملنا إلى المساعدة في تحديد الآليات العصبية الأساسية الكامنة وراء هذه النتيجة".
ونقلت مجلة الطب والعلوم في الرياضة والتمارين، أن الباحثين اكتشفوا أن التمارين الرياضية اليومية غيرت مسار هرمون "الدوبامين" في أدمغة النماذج الحيوانية، و"الدوبامين" هو ناقل عصبي رئيسي مرتبط باضطرابات تعاطي المخدرات، ويلعب دوراً مهماً في المكافأة والتحفيز والتعلم.
وقال ثانوس: "ننظر حالياً في ما إذا كانت التمارين الرياضية يمكن أن تطبع إشارات الدوبامين التي تم تغييرها عن طريق تعاطي المخدرات لزمن طويل، لأن هذا قد يوفر دعماً رئيسياً لكيفية استخدام التمرين كاستراتيجية علاجية لتعاطي المخدرات". وأضاف: "ينبغي أن تساعد الدراسات الإضافية التي تركز على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، الباحثين على تطوير طرق جديدة لدمج التمارين في نظم العلاج التي قد تساعد في منع الانتكاسات"، مع العلم أن مؤسسة نيويورك للبحوث هي من تمول هذه الأبحاث.

التخلص من اضطراب ما بعد الاعتداء الجنسي
دراسة حديثة أخرى نقلها موقع futurity توصلت إلى أن تمارين الـ"كارديو" يمكن أن تساعد المرأة على تقليل أفكارها السلبية وتعزيز قيمتها الذاتية، بعد الاعتداء الجنسي. إذ تُظهر النتائج أن القيام بالتأمل والتمرينات، ساعة واحدة مرتين في الأسبوع ولمدة ستة أسابيع، قلل بشكل كبير من أفكار ما بعد الصدمة لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ من التعرض للعنف الجنسي.
تراسي شورز، أستاذة علم النفس في مركز العلوم العصبية التعاونية في جامعة روتجرز، توضح أنه "على الرغم من العلاقة التي لا يمكن إنكارها بين الصدمات الجنسية والأمراض العقلية، إلا أن القليل من التدخلات مصممة للنساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي".
وشملت الدراسة التجريبية الصغيرة 100 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و32 عاماً، ونحو ثلثهن من النساء اللاتي تعرضن للعنف الجنسي، وبعد ستة أسابيع من التدخل السريري الذي أطلق عليه اسم "تدريب خفايا الدماغ"، أشارت النتائج إلى أن الأفكار المتعلقة بالصدمات النفسية التي مرت بها النساء ضحايا العنف الجنسي انخفضت بشكل ملحوظ.
تقول شورز: "تميل النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي، والأشخاص الذين يعانون من الصدمات على العموم، إلى التفكير في ما حدث، ويسألن أنفسهن عن سبب حدوثه، أو إذا كان بإمكانهن القيام بشيء مختلف". وأوضحت أنه "كلما فكرت في الأمر، كلما زادت ذكرياتك السيئة، ولكن تدريبات الكارديو مع التأمل خفضت هذه الأفكار لدى النساء اللاتي تعرضن للعنف".
ويشكو كثيرون من الأفكار السلبية، والخوف من الوقوع فريسة لعادات خاطئة، ومع ذلك لم يفكروا مرة في هذا الحل السهل والقريب من كل شخص، وهو ممارسة تمارين الكارديو لدقائق معدودة كل يوم، قد تساعدك كثيراً في السيطرة على أمور حياتك.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080