"الاستماع الجيد".. أقصر الطرق نحو الآخرين
"أفضل المتحدثين هو المستمع الجيد".. عبارة أوردها الكاتب الأميركي ديل كارنيغي، في كتابه: "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، واقتبسها علي الراتب ونشرها في تغريدة له في "تويتر"، لتأتي بعض الردود صادمة، عاكسة لواقع الافتقار لواحدة من مهارات التواصل الاجتماعي إن لم تكن أهمها على الاطلاق، وهي مهارة "الاستماع الجيد".
حسام بركات
زينة هادي علقت مستخدمة المثل المشهور في عدم الاستماع للآخرين وقالت: "الحمدلله عنا (نملك) أذن من طين وأذن من عجين"، أما جيهان جابر فقد وصفت الاستماع للآخرين بالذكاء وغردت قائلة: "على فكرة، الإنسان الذي ينصت للكلام ويستمع للآخرين هو الإنسان الذكي"، بينما أخذت هديل الفيومي الحوار إلى جانب آخر قائلة: "والله ما اتعبت في حياتي إلا من اللي فاتحين آذانهم على الطالع والنازل، وبيعطوا أحكام على الناس لمجرد كلمة سمعوها".
"الاستماع الجيد" مهارة تواصل ربما يفتقدها الوطن العربي على المستوى الشعبي، وأيضا على المستوى الرسمي وبين المسؤولين، إذ قال محمد المحمدي في تغريدة له: "أفضل القادة هو المستمع الجيد"، وذلك في إشارة إلى القانون الأول للقادة الفعالين عند خبير القيادة والمتحدث الإنكليزي جون ماكسويل . وحتى بين الأزواج، فلا بد أن تتواجد هذه المهارة بأعلى مستوياتها، إذ غرّدت وجدان قائلة إن "حسن الاستماع يفيد بشكل كبير في التقليل من حجم الخلافات بين الزوجين".
صمام الأمان
لا شك أن امتلاك الانسان مهارة الاستماع الجيد، يعتبر أمراً هاماً للحفاظ على العلاقات الاجتماعية واستمراريتها، وهي استراتيجة تدل على أن صاحبها يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء الاجتماعي. وأجمع خبراء النفس أنه صمام الأمان لكل العلاقات الانسانية والاجتماعية، كما اعتبروه فناً بحد ذاته. فسواء كان الهدف تقوية العلاقات بالآخرين، أو السعي لنزع فتيل خلاف معين، أو حتى تقديم الدعم المعنوي لأحد يحتاج إليه، فلا بد من اتقان مهارة "الاستماع الجيد".
تطوير المهارة واتقانها
وبحسب ما جاء في موقع Very Well Mind للتنمية البشرية، فان هناك بعض الأمور الواجب مراعاتها واتقانها حتى يتنسى تطوير مهارة "الاستماع الجيد"، ليرقى المجتمع في التواصل بين بعضه البعض، وأهمها أن الاستماع الجيد لا يعني أن يبقى الانسان صامتاً تماماً أثناء حديث الطرف الآخر، فلا بد من طرح الأسئلة أثناء ذلك.
وأكد الموقع نفسه، ضرورة عدم تشتيت الانتباه أو الحديث في أمور أخرى، كالعبث بالموبايل أو النظر في جهاز الحاسوب الشخصي، فلا بد من النظر إلى عيني المتحدث أثناء الاستماع إليه والتركيز معه، واستغلال كل المشاعر، وتطويع لغة الجسد لإظهار الاهتمام بالطرف الآخر المتحدث، من خلال إيماءات الرأس وتعابير الوجه، وأن يضحك المستمع مشاركاَ المتحدث بضحكه أن قام بالضحك.
كما يجب تشجيعه على الحديث. فالقاعدة تقول: "استمع ضعف ما تتحدث به" فالإنسان يمتلك لساناً واحداً وأذنين، ويجب أن يحاول المستمع أن يعرف جيداً ما يريده أو ما يشتكي منه المتحدث، لذا يجب أن يستفسر المستمع عن أي غموض يعترضه في حديث المتكلم.
وأخيرا، ذكرت مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" الأميركية، أنه في بعض الأحيان قد يكون الاستماع بصمت فقط هو كل ما يحتاج إليه المتحدث من الآخرين، ربما لكونه يريد فقط تفريغ شحنة طاقة نفسية لم يعد بإمكانه كتمانها أكثر من ذلك.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024