تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يحظى بنسبة مشاهدة عالية والجمهور مُعجب بالشخصيات المركّبة «لها» تكشف تفاصيل رحلة التحضير لشخصيات مسلسل «طريق»

زينة مكّي في الكواليس

زينة مكّي في الكواليس

عمر البعيني ونادين نسيب نجيم

عمر البعيني ونادين نسيب نجيم

عابد فهد في كواليس «طريق»

عابد فهد في كواليس «طريق»

قصّة واقعيّة وشخصيات قد نُصادفها في أحيائنا... ببساطة، هذه العبارة تختصر قُرب مسلسل «طريق» (سيناريو سلام كسيري- إخراج رشا شربتجي- إنتاج الصبّاح إخوان) من الواقع ومن حياتنا اليومية، حيث تجمع أحداث العمل بين علاقة حبيبين من طبقتين مختلفتين، وبين المشاكل الاجتماعية والفقر والبطالة ومقارنة حياتنا مع الآخرين وأمور كثيرة، ما جعل العمل، رغم الحبكة الدرامية المتشعّبة في أحداثها وعلاقة شخصياتها ببعضها البعض، من أكثر الأعمال متابعةً وتداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكان لا بدّ من التركيز على إطلالات الأبطال وشخصياتهم، لا سيّما «أميرة» (نادين نسيب نجيم) و«جابر سلطان» (عابد فهد) اللذين نجحا في الخروج من عباءة الدويتو الكئيب في مسلسل «لو»، والذي يختبر الخيانة والمطبّات في العلاقة الزوجية، إلى «الكوبل» المرح، المثير للجدل بتناقضاته والحب بأبعاده المختلفة.


شخصيات المسلسل تحظى بمتابعة كبيرة، ورغم بعض ردود الفعل غير الإيجابية حول العمل، لا يمكننا إلّا أن نتوقّف عند بعض التفاصيل الخاصة بتركيبة كلّ شخصية، انطلاقاً من الأزياء والشكل والتوجيهات الدرامية، وللحديث تتمّة مع منسّق الصورة عمر خالد البعيني الذي اهتمّ بتنسيق إطلالات الممثلين، والذي يعتبر أنّ المخرجة رشا شربتجي منحته مساحةً لتقديم كلّ شخصية ضمن إطارٍ مختلف عن الأخرى، كما أنّ الأزياء كانت جزءاً مهمّاً من الأداء الدرامي لكلّ الممثلين.


فقر أميرة لا يعني ملابس ممزّقة
ويقول البعيني في سياق حديثه لـ«لها»، إنّ «أميرة» في أولى حلقات المسلسل هي فتاة فقيرة ومحامية طموحة، ولا يعني الفقر أن ترتدي الشخصية ملابس ممزّقة، وهذه نقطة انتقدها الكثيرون في العمل، وبالنسبة إليه هناك فقراء كُثُر لا يرتدون الملابس البالية، ويرتّبون إطلالاتهم حسب مقدورهم، وهذه حال «أميرة» التي اختار لها ملابس تناسب الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، قبل أن يتمّ التحوّل الجذري في إطلالاتها بعد زواجها من الثري «جابر سلطان». ويلفت عمر إلى أنّ هذا التعاون ليس الأول مع نادين في مسلسلاتها، ولكنّه الأنضج، وباتت وجهات النظر متقاربة جدّاً بينهما من ناحية التنسيق والعمل على الإطلالات، ويُضيف: «أضفنا إلى الشخصية الشعر المستعار، وهو عامل محرّك أساسي في القصّة، وكذلك القفّازات التي تخفي الحرق في يد «أميرة»، والذي شكّل لها عقدة نفسية كبيرة، كما ذُكر في سياق القصّة أنّها لا تقصّ شعرها إلّا في الليل ولا تخلع القفازات إلّا بنفسها، وكلّ هذه عوامل ساعدت في بناء الحالة الدرامية للشخصية، وفي تغلغل نادين في عمق التركيبة الدرامية». وينوّه عمر بفستان الزفاف الذي ارتدته «أميرة» في حفل زواجها من «جابر سلطان»، مؤكداً أنه صُمّم خصيصاً من جانبAden Fashion في وقتٍ قياسيّ، وكان حديث الناس بسبب بساطته والأناقة التي يتمتّع بها بدمج قماش الدانتيل مع التول، وكذلك فستان الإعلان الدعائي الخاص بالمسلسل، باللون الرمادي المطرّز والذي نفّذته Maison Lesley أيضاً خصيصاً لنادين، لتطلّ نجيم في حلقات المسلسل الأخيرة بـ«لوكات» أنيقة جدّاً تناسب مكانتها الاجتماعية وما وصلت إليه، وهي قطع تمّ تنسيقها من ماركات ودور عالميّة.


انعكاس الزواج على جابر سلطان
أمّا شخصية «جابر سلطان» والتي يُجسّدها النجم عابد فهد، فهي بالنسبة الى عمر، وليدة بيئتها، ولكنّها تخضع لتغيّرات كثيرة بعد محطة الزواج المفصلية؛ فقبل الزواج من «أميرة»، كان «جابر» يرتدي الأزياء المطبّعة والمنقوشة بألوان غريبة، تُشبه إلى حدٍّ كبير نمط وأسلوب حياته في المزرعة وبين النباتات والحيوانات، حتى أنّ لون شعره قريب جدّاً من لون صوف الأغنام، ولكن بعد الزواج يُصبح أكثر رصانةً في إطلالاته، إذ تنعكس عليه مكانة «أميرة» الاجتماعية وطبيعة عملها وأناقتها، ليُصبح هو أيضاً رجلاً أنيقاً ولكن بمفهومه الخاص. ويقول عمر البعيني: «مع جابر اعتمدنا في المرحلة الثانية الألوان الداكنة قليلاً وابتعدنا عن اللون الأسود الذي لا يحبّه، وهو في طبيعة الحال يُجسّد شخصية الغني ولكنّه لا يتمتّع بذوقٍ رفيع، وهنا جمالية العمل والتناقض بين شخصيته وشخصية زوجته أميرة في العمل». ويتوقّف عمر عند مشهد التسوّق ضمن أحداث العمل، والذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفاً إياه بالعفويّ جدّاً والذي يختصر اختلاف الأذواق بينهما.


مسلسل غني بالشخصيات المركّبة
«طريق» من أكثر المسلسلات التي تطلّبت العمل على شخصياتها بحسب عمر، والذي أعطى كلّ ممثل حقّه ورسم له صورةً تكمّل الخط الدرامي الذي يسلكه، فشاهدنا جنيد زين الدين قريباً جدّاً من شباب اليوم العاطل من العمل وانعكاس حالته النفسية على أزيائه، وتأثّر زينة مكّي الكبير بنجمات مواقع التواصل الاجتماعي و»الإنستغرام» ومراقبتها لهنّ ولصاحبة الصالون الذي تعمل فيه، والتي ترفض فكرة التقدّم في السن، وهذا الترابط الوثيق بين الشخصيات انعكس على ما يظهرن به على الشاشة.
ويُشير عمر إلى أنّه يجب التوقّف عند شخصيتيّ الممثلتين ختام اللحام وريتا حرب ضمن أحداث العمل؛ فكثرٌ تساءلوا عن سبب ارتداء الأولى للأزياء الرجالية الفضفاضة، والإجابة تكمن في مدى تأثرها بزوجها وحبّها له، فقرّرت أن ترتدي ملابسه، والثانية تمثّل سيّدات الطبقة «حديثة الغنى» والتي تحبّ الملابس وتتابع الموضة وتعشق النقوش والتطريز والشكّ، وهذا ما يخدم دورهما في السياق الدرامي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079