أنت في «الجبل الأخضر» استرخِ... واستسلم للطبيعة وروح المغامرة
هل فكرت يوماً في أن تلامس السحاب... وفي الوقت نفسه تعود مئات السنين إلى الوراء لترى كيف كان يعيش سكان الجبال قديماً، في مكان فخم يجمع بين الأصالة والحداثة في آن واحد؟ هل فكرت في أن تُقيم حفلة زفافك «على قمة العالم»، أو تتسلق الجبال بحرفية عالية مع مدرّبين متخصصين؟
هذه التجربة المفعمة بالهدوء والاسترخاء، والتي تجمع بين الاستمتاع بروح المغامرة وأنشطة لا حصر لها على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر يوفره «الجبل الأخضر» في سلطنة عمان.
تتميز المنطقة بانخفاض درجات الحرارة طوال السنة، مما يتيح للسيّاح الاستمتاع بالمناظر الخلابة للطبيعة البكر خلال استكشافهم الكنوز الثقافية والإحساس بالتراث الثري، ومعها فرصة أن تقيم في المنطقة الأكثر ارتفاعاً في الشرق الأوسط، وضمن الأكثر ارتفاعاً في العالم وأنت مستمتع بالطاقة والحيوية.
على بعد ساعتين بالسيارة من مطار مسقط، وخمس ساعات تقريباً من دبي، يقع «الجبل الأخضر»، تلك الكتلة الصخرية عظيمة الارتفاع والتي تطل على هضبة سيق العمانية، وتحيط بالمكان قمم رائعة. وقد صنع هذا المكان المهيب شهرته منذ تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1986 حين زاره الأمير تشارلز وزوجته الراحلة أميرة ويلز ديانا للتمتع بالمرتفعات المذهلة والمناظر الخلابة.
وهنا تتيح رحلة الضيوف بسيارات الدفع الرباعي فقط لصعوبة الصعود والهبوط بالسيارات العادية فرصة التعرف على الوديان الصخرية والقلاع التاريخية، ومزارع النخيل قبل الولوج إلى منتجع «أنانتارا الجبل الأخضر» الفخم، لتبدأ رحلة من نوع آخر شعارها «استسلم للطبيعة واستمتع بها»، ويردّد هذا المنتجع الصدى المعماري للحصون، حيث تجد نفسك في قلعة حصينة عصرية مصمّمة على الطراز المعماري الأصلي مع تصاميم داخلية فاخرة.
أثاث وعطور ورؤية ساحرة
الجولة داخل المنتجع هي رحلة في حد ذاتها قد تستغرق ساعات مع تنوع المرافق وامتدادها. وما بين حرارة الاستقبال لحظة الوصول ولحظات الوداع عند المغادرة، حرصت إدارة «أنانتارا الجبل الأخضر» على توفير كل أسباب المتعة لزوّارها، بدءاً من موقع المنتجع المميز على قمة كتلة صخرية عظيمة الارتفاع وأبنية متعددة وسط قلعة حصينة عصرية بطراز معماري مميز، وتطل على أروع المناظر الجبلية، مروراً برائحة البخور والورود العمانية الشهيرة التي تعبق في كل الأركان، والغرف الوثيرة والمطاعم المتنوعة، وتعدد النشاطات الداخلية التي تمتد على مدار اليوم وتتنوع ما بين حمّام السباحة أو الملاعب الرياضية، وصولاً الى ميدان الرماية وغرف الألعاب الجماعية.
ويضم المنتجع 115 غرفة وفيلا فاخرة تطل على الوادي السحيق أو الحدائق الهادئة، وكلٌ منها يتمتع بالرفاهية الأصلية بدءاً من الأثاث العماني المصنّع خصيصاً، وصولاً إلى منتجات الاستحمام من شركة «أمواج» التي تبعث شذى العطور المحلية.
ويحوي المنتجع 82 غرفة ممتازة وفاخرة يتكون كلٌ منها من غرفة نوم واسعة تعتبر من الأكبر في سلطنة عمان، وتطل على منظر الوادي الرائع، وفيها حمّام شبيه بمنتجع صحي منحوت من مواد مستدامة محلية من المنطقة مع دش وحمام منفصل بجوار الشرفة.
أما الفلل البالغ عددها 33 فتتيح للضيوف التمتع بملاذ حميم مع خدمات الفيلا الشخصية وحوض السباحة الذي يطل على المنحدرات، أو وسط حديقة جميلة بشكل غير مألوف، ويمكن الضيوف الاختيار بين فيلا مؤلفة من غرفة نوم واحدة أو اثنتين، أو الفيلا الملكية الجبلية والتي تحتوي على ثلاث غرف نوم مجهزة بأجهزة تلفاز حديثة وتفاعلية وغرفة جلوس واسعة تطل على أروع المناظر الجبلية... كل ذلك يزيد الشعور بالرفاهية الرفيعة.
المميزات الأخرى للمنتجع تتضمن حوض السباحة المترامي الأطراف والمطل على حافة المنحدر مع مركز اللياقة البدنية الحديث وملعب تنس ومنتجع «أنانتارا سبا العالمي». وبجوهر البيئة العربية يرحب المنتجع بضيوفه بتقليد الحمّام المغربي- التركي القديم مع خمسة أجنحة للمعالجة ومناطق استرخاء خاصة في الهواء الطلق، مع أحواض سباحة داخلية منفصلة للنساء وأخرى للرجال، وثمة نادٍ منفصل خاص بالمراهقين والأطفال يقدّم نشاطات ممتعة كلياً مع وجود قاعة حفلات فخمة وأماكن مخصصة للاجتماعات تتيح تقديم نشاطات تبقى عالقة في الأذهان كحفلات الزفاف «على قمة العالم».
رحلة الصعود والهبوط
بملابس رياضية ووسط أجواء باردة، يمكنك استكشاف الطبيعة الساحرة للمكان بمفرداته، وتبدأ رحلة الصعود والهبوط من قمة الجبل وحتى السفح وما بينهما، حيث منازل القرويين القديمة لتخوض مغامرة من نوع آخر.
ويصطحب خبير الجبال مجموعات الزوّار إلى أماكن تندر رؤيتها في محيط أي منتجع فندقي في العالم وسط قلاع ومنازل قديمة غارقة في أعماق التاريخ.
الهواء البارد المنعش والنقي يرافقك في رحلة الصعود والهبوط بين المدقات الجبلية والمنحدرات، أو خلال الوقوف للاستمتاع برؤية بصرية ممتدة لكيلومترات عدة من على حافة قمم تعلو آلاف الأمتار عن سطح الأرض، وهي جولة امتدت لأكثر من ساعتين، ولكنها مليئة بالمتعة والتحدي، خاصة عند السير بين منحدرات وأماكن ضيقة للغاية، وتأخذ رحلتك الجبلية منعطفاً آخر عندما تصل الى منازل يعود عمرها الى مئات السنين وما زالت أثراً شاهداً على قدرة أهل تلك المناطق على التكيف مع الطبيعة رغم قسوتها أحياناً.
استكشاف الطبيعة والنجوم
في هذه المنطقة من العالم تتمتع باستكشاف الثقافة المحيطة والتاريخ والمناظر الطبيعية والسير عبر الأودية الغنية بالورود وأشجار الرمان، والتفاوض مع الباعة في السوق لشراء وشاح حريري والتمتع بالحدائق التي تعبق بشذى الزهور اللطيفة ومارس اليوغا الشمسية فوق قمة الجبل، ولما لا تسرّح النظر في السماء الليلية المثيرة المبهرة.
الهبوط من قمم الجبال أو تسلّقها والرماية وركوب الدرّاجات الهوائية بين الجبال هي من الهوايات التي يمكنك ممارستها. أما إذا كنت مهتمّاً بالانغماس في التقاليد العمانية فستتسنى لك زيارة القرى القديمة التي تجاور الجبال والتمتع بالمواقع التراثية.
فسواء كنتَ تبحث عن مغامرة مفعمة بالحركة والنشاط أو ملاذ تنعم فيه بالصحة والعافية، سوف تجد ضالتك في كنف الجبل الأخضر في عمان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024