مسلسلات رمضان ترفع شعار «للكبار فقط»

17 حزيران 2018 | القاهرة (لها)

أمير كرارة في «كلبش»

عادل إمام وصلاح عبدالله ومشهد من «عوام خفية»

غادة عبدالرازق

مي عز الدين

ياسر جلال ومحمد رياض في رحيم

مفاجأة غير متوقّعة حملها سباق الدراما الرمضاني هذا العام، إذ رفعت غالبية المسلسلات التي تشارك في هذا الموسم شعار «للكبار فقط»، وهي السابقة الأولى من نوعها، حيث كان هذا الأمر يقتصر خلال السنوات الماضية على خمسة مسلسلات كحد أقصى، لكن الصدمة تمثّلت بوجود أكثر من عشرة مسلسلات رفعت تصنيفات مختلفة منها +12 و+15 و+16.
هناك اعتقاد سائد بأن منتجي المسلسلات هم من وضعوا هذه التصنيفات التي تمنع الأطفال من متابعة الموسم الرمضاني، لكنها في الحقيقة قرارات جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والذي حرص على تنفيذ تعليمات الهيئة الوطنية للإعلام.
وما لا يعرفه كثر أن منتجي الدراما استقبلوا القرار بغضب شديد، لسببين، الأول شعورهم بأن هذا القرار سيؤثر على نسب المشاهدة، والسبب الثاني عدم رغبتهم في إرسال الحلقات الى جهاز الرقابة قبل فترة طويلة من العرض، خوفًا من تسريب هذه الحلقات أو بعض المشاهد، إلا أن المسؤولين في الجهاز أكدوا أن المشاهدة تحدث في سرية تامة، ولن تكون هناك أي تسريبات لأي حلقة لم تُعرض.

الزعيم
ورغم أن الجمهور اعتاد أن تكون الأعمال الدرامية التي يقدمها الزعيم عادل إمام تناسب الأعمار والفئات كافة، بل إن الأطفال يحبون أيضاً مشاهدة مسلسلاته، لأنها تعتمد على الكوميديا، إلا أن هذا العام صُنّف مسلسله «عوالم خفية» لمن تخطت أعمارهم الـ12 عاماً، أي أن الرقابة أكدت بهذا القرار أن العمل لا يناسب الأطفال.
علماً أن «عوالم خفية» لا يحتوي على مشاهد عنف أو قتل، ولا على ألفاظ خارجة، لكن الرقابة وجدت أن قصة المسلسل لا تناسب الأطفال أو اهتماماتهم، لذلك قررت وضع علامة +12.

عنف وألفاظ خارجة
«+16» علامة وُضعت على مسلسل «كلبش 2»، الذي يقوم ببطولته أمير كرارة، وقد اتفق كثر من المشاهدين على هذا التصنيف، فرغم أن العمل لا يحتوي على أي مشاهد مثيرة أو ألفاظ خارجة، إلا أن مشاهد العنف والنار كانت كافية لاتخاذ المسؤولين في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية هذا القرار.
ورغم هذا التصنيف، إلا أن «كلبش 2» يعد من الأعمال الدرامية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية.
التصنيف نفسه حصل عليه مسلسل «ضد مجهول» للنجمة غادة عبدالرازق، حيث أكدت الرقابة على المصنفات الفنية أن العمل لا يناسب مَن هم أقل مِن 16 عاماً. ومن بين الأسباب التي دفعت المسؤولين في الجهاز الى اتخاذ هذا القرار، احتواء بعض الحلقات على ألفاظ خارجة، إضافة إلى حدوث جريمة اغتصاب ستغيّر مجرى الأحداث.

رومانسية ولكن
ورغم أن أحداث مسلسل «ليالي أوجيني» تدور في إطار رومانسي، حيث تعتمد على قصة حب قوية تجمع بين ظافر العابدين وأمينة خليل، إلا أن المسلسل لم يسلم من التصنيف العمري فتم وضع علامة +12 عليه.
ويبدو أن مشهد قتل أمينة خليل زوجها من خلال استخدام آلة حادة، سبب من الأسباب التي دفعت الرقابة الى اتخاذ هذا القرار.
أما مسلسل «رحيم» الذي يؤدي بطولته ياسر جلال ومحمد رياض ونور اللبنانية، فأكدت الرقابة أنه لا يصلح لمن هم أقل من 18 عاماً، نظراً الى احتوائه على الكثير من مشاهد العنف والقتل والدماء وضرب النيران.

دينا ومي
ولأسباب غير معلنة وواضحة حتى الآن، تم تصنيف مسلسل «مليكة» الذي تخوض من خلاله دينا الشربيني أولى بطولاتها المطلقة، لمن تخطت أعمارهم الـ16 عاماً، والقرار نفسه طُبّق على مسلسل «رسايل» للنجمة مي عز الدين، لكن من الممكن أن تشهد الحلقات المقبلة مشاهد تستحق هذا التصنيف.
كذلك، انضم مسلسل «فوق السحاب» لهاني سلامة وستيفاني صليبا، الى قائمة المسلسلات التي صنفت عمرياً، حيث أكد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أنه لا يصلح لمن هم أقل من 16 عاماً، والسبب مشاهد الأكشن والعنف.
الغريب في قرارات التصنيف العمري هو المسلسلات الكوميدية، والتي لم تسلم أيضاً منها، حيث وضعت علامة +12 لكل من «خفة يد» لبيومي فؤاد و«ربع رومي» لمصطفى خاطر، رغم أنهما يعتمدان على الكوميديا بشكل كبير في أحداثهما.
وما لا يعرفه كثر أن هذه القرارات صارمة، فالهيئة الوطنية للإعلام أكدت أنها ستفرض غرامات مالية على صناع المسلسلات والقنوات التلفزيونية، إذا لم تضع علامات التصنيف العمري، بل إن هذه الغرامات ستبدأ من 200 ألف جنيه.

تصنيف عشوائي
يعلق الناقد الفني طارق الشناوي ، على تصنيف معظم مسلسلات دراما رمضان هذا العام عمرياً، بالقول: « لقد تأخرنا عشرات السنوات في مسألة تطبيق التصنيف العمري، فهذا الأمر موجود في الدراما والسينما الأوروبية والأميركية منذ نصف قرن تقريباً، وللأسف الشديد بدأ تنفيذه في مصر متأخراً، لكننا نواجه مشكلة أصعب، وهي أن الموجودين في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية غير مؤهلين لاتخاذ هذه النوعية من القرارات، فهم أساتذة في علم النفس والاجتماع، وليست لديهم الخبرة الكافية».
ويضيف: «لا بد أن يتم الاعتماد على أشخاص مؤهلين بالفعل ولديهم القدرة على التفريق بين أسباب تصنيف أي مسلسل، ولا يكون الأمر عشوائياً، فهناك مسلسلات عرضت لا تستحق التصنيف من الأساس، من وجهة نظري، ومنها «عوالم خفية» و«مليكة».