جمال سليمان: أعتزل في هذه الحالة فقط
بعد تقديمه الجزء الأول من مسلسل «أفراح إبليس» منذ حوالى 8 سنوات، وتحقيقه نجاحاً كبيراً، قرر أن يقدم جزءاً ثانياً من المسلسل، والذي خاض به منافسات رمضان هذا العام.
النجم السوري الكبير جمال سليمان يتحدث لـ«لها» عن كواليس الجزء الثاني للمسلسل، وعلاقته بالدراما الصعيدية منذ سنوات، ورأيه في السوشيال ميديا والمسلسلات التاريخية، كما يعلّق على أزمة خروج مسلسلات النجمين محمد هنيدي ويسرا من السباق الرمضاني، ويكشف لنا أيضاً أسرار علاقته بابنه محمد.
- هل كنت قلقاً من تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «أفراح إبليس» بعد مضي 8 سنوات على تقديمك الجزء الأول منه؟
بالطبع كنت قلقاً للغاية، لكن شعرت أن عوامل كثيرة تشجّعني على تقديمه، وبعد الأسبوع الأول من تصوير الجزء الثاني من «أفراح إبليس»، أحسست أن مشاعر الخوف والقلق في داخلي قد تلاشت تماماً، وذلك يعود إلى الحوار بيني وبين مؤلف العمل ومخرجه ومنتجه أيضاً، فكان حواراً مثمراً انعكست نتائجه على أجواء المسلسل.
- هل ترى فارقاً بين الدراما الصعيدية وغيرها بما أنك أصبحت تميل إليها أكثر؟
في رأيي، ليس هناك أي فارق، بل ثمة عمل فني محترم ومتماسك العناصر وآخر رديء ومفكك ومستواه لا يليق بالجمهور.
وأي دراما، سواء كانت صعيدية أو لا، طالما أنها تلامس مشاعر الناس وهمومهم فهي ناجحة، والعمل الناجح هو الذي يراعي ظروف وشروط البيئة التي نعيش فيها، هذا فضلاً عن العامل البصري والأكسسوارات والملابس الخاصة بكل عمل، وكذلك اللهجة والأعراف والتقاليد؛ وخصوصية كل عمل درامي وصورته، والعمل الناجح هو الذي يستطيع إبراز كل هذه العناصر.
- برومو المسلسل أثار جدلاً وصدم الكثيرين بسبب مشهد إضرام النيران في همّام رسلان الذي تؤدي أنت شخصيته، ما تعليقك؟
البرومو مناسب لمضمون العمل، لأن همّام رسلان يرى أنه يستطيع دائماً القضاء على خصومه وافتعال الحرائق، لكن في النهاية تصل نيران هذه الحرائق إليه وتشتعل فيه، وهذه هي الفكرة التي يتمحور عليها المسلسل، أي أن الإنسان الذي يبيع نفسه للشيطان بهدف تحقيق مكاسب معينة في حياته، فهذا الشيطان نفسه سيقضي عليه يوماً ما، ومن هذا المنطلق يعبّر البرومو عن مضمون المسلسل وأحداثه.
- هل تهتم أسوةً بباقي النجوم بأن يحقق البرومو الخاص بمسلسلك نِسب مشاهدة عالية وتعلن ذلك على حساباتك الرسمية عبر السوشيال ميديا؟
هذا الأمر أصبح مصطنع. وفي رأيي، السوشيال ميديا فقدت الكثير من صدقيتها، ومع ذلك يهمّني أن تحقق أعمالي نِسب مشاهدة عالية، لكن شرط أن يكون ذلك مبنياً على حقائق ملموسة وليس مزيفاً.
- معظم مسلسلات الأجزاء المتتالية لا تحصد نجاحاً كالذي حققه الجزء الأول، ألا يقلقك هذا الأمر في مسلسلك «أفراح إبليس2»؟
بالتأكيد كنت قلقاً من ذلك، لأن هناك أعمالاً درامية أجزاؤها التالية نجحت وأخرى خفت بريقها في الجزء الثاني أو الثالث، لذا أضفنا شخصيات وخطوطاً درامية جديدة الى الجزء الثاني من المسلسل، ليظهر بروح مختلفة عن الجزء الأول، وهذا طمأنني كثيراً.
- «أفراح إبليس2» مكوّن من 60 حلقة، هل الموافقة على هذه الخطوة كانت سهلة بالنسبة إليك؟
أبداً، فقد تردّدت كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة للمرة الأولى، لكن بعدما قرأت سيناريو المسلسل وأعجبني كثيراً، قررت تنفيذها.
- هل هناك إسقاطات سياسية معينة في الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس»؟
هناك فعلاً بعض الإسقاطات السياسية على المواقف والأحداث والزمن الذي تُنقل فيه هذه الأحداث، ذلك أن لهمّام رسلان وعائلته طموحات اقتصادية وسياسية يسعون لتحقيقها.
- كيف وجدت العمل مع كوكبة الفنانين المختلفين في الجزء الثاني من العمل مثل صابرين ومحمود عبد المغني وغيرهما؟
كواليس العمل كانت أكثر من رائعة، وكان التعاون بيني وبين صابرين مميزاً، وسعدت بتكرار العمل معها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى محمود عبد المغني وآيتن عامر التي انضمت أخيراً الى المسلسل. في الحقيقة، كنا نعمل جميعاً بروح الفريق الواحد، وذلك سيظهر جلياً على الشاشة وسينال إعجاب المشاهدين.
- من خلال خبرتك الفنية، كيف ترى الجيل الجديد من الفنانين من حيث التزامه بمواعيد التصوير وغيرها من الأمور؟
في الجيل الجديد فنانون ملتزمون وموهوبون أيضاً، ويطمحون لترك بصمة تميّزهم، وبالتالي الوصول إلى النجومية، والتي تحتاج منهم الى تراكم الخبرات وإثبات أنفسهم عملاً تلو الآخر. لكن في المقابل، يعتقد بعض الفنانين أن الأمر سهل، وفي إمكانهم تحقيق النجومية من خلال انتشارهم على السوشيال ميديا، وأرى أن ذلك لا يمكن أن يكون بديلاً للمجهود والإبداع الفني، لأن الناس في النهاية لن يحصوا عدد الصور على حساب الفنان على «إنستغرام»، وإنما الأهم بالنسبة إليهم هو العمل الفني الذي أبدع فيه هذا الفنان.
- من يعجبك من الجيل الجديد؟
محمد رمضان، فهو في الحقيقة نجم موهوب، والتقيته سابقاً في أحد الأفلام السينمائية، لكن لم يحالفنا الحظ لنتعاون فيه معاً. محمد يعشق الفن ويطوّر نفسه دائماً. كما يعجبني عمرو يوسف كثيراً، فأداؤه التمثيلي رائع، كذلك ياسر جلال ومحمد ممدوح.
- حقق مسلسلك التاريخي «أوركيديا» العام الماضي نجاحاً باهراً، لكن ما سبب قلة عدد المسلسلات التاريخية في الوطن العربي في رأيك؟
للأسف، أصبحت الأعمال الدرامية التاريخية نادرة لا بل معدومة، ويتذرّع المنتجون بأن الجمهور لا يرغب في مشاهدتها. ومع أن الناس يحبّون فعلاً الأعمال الكوميدية والأكشن والاجتماعية، لكن هناك شريحة تعشق العمل التاريخي، ولا أعرف من يصادر رأي 350 مليون عربي، فلا يمكن وضع الناس في سلة أو منطقة واحدة، وذلك لاختلاف مستوياتهم الثقافية وأعمارهم أيضاً، لذا من الأفضل أن يكون هناك تنوع في الأعمال كي تلبّي أذواق المشاهدين المختلفة.
- ما رأيك في فرض شروط معينة على الأعمال الدرامية في شهر رمضان، كأن لا تتجاوز ميزانية المسلسل الـ70 مليون جنيه، وفرض غرامة مالية قدرها 250 ألف جنيه على أي لفظ خادش للحياء في أي مسلسل؟
أرى أن هذه القوانين لن تؤدي الى تقديم فن راقٍ للجمهور، لكن يجب أيضاً أن يُراعى الجمهور الذي يشاهد هذه المسلسلات، لأن الكثير من صنّاع الدراما أصبحوا في السنوات الأخيرة يهتمون بأن تحقق أعمالهم نِسب مشاهدة عالية، متناسين أن هذه الأعمال تدخل البيوت ويجب أن تحترم المشاهد فلا تتضمن أي ألفاظ خادشة للحياء، وأنا كإنسان عربي مشاهد قبل أن أكون فناناً، أشدد على احترام الناس. لكن هل ستُصلح هذه القوانين الحال، وتؤثر في الدراما فتدعم كل ما هو جيد فيها وتقدّمه للناس؟ فمثلاً في هوليوود تُقدّم أعمال بستة ملايين دولار وأخرى بمئتي مليون دولار، أي لا تقييد لميزانية العمل الفني بقانون معين، وإنما العمل نفسه هو الذي يحدد الميزانية، وليس القرار والقوانين، وأنا لا أؤيد هذه القرارات، وإنما أطالب بدراسة متأنية لكل عمل والاستثمار في الأعمال الفنية المحترمة، وهي معروفة سواء بالنسبة الى المؤلفين المحترمين أو المخرجين الجيدين، وكذلك شركات الإنتاج التي تقدم فناً من أجل الفن وليس بهدف التجارة والربح المادي فقط.
- أعلن بعض الفنانين في الفترة السابقة اعتزالهم الفن مثل محمود الجندي، هل أزعجك هذا الأمر؟
بالطبع، لأنهم فنانون كبار، وقرار اعتزالهم الفن من الصعب أن نتقبّله، لكن في النهاية يصل الفنان الى مرحلة معينة يتخذ فيها قراراً بالاعتزال، وذلك للحفاظ على تاريخه الفني والعيش بعيداً من الأضواء والتمتع بحياته الخاصة.
- هل يمكن أن تفكر في هذا القرار؟
بالتأكيد، فحين أشعر أنني لم أعد قادراً على تقديم عمل جيد للناس، وستهتز مكانتي الفنية، من الممكن أن أتخذ هذا القرار.
- انزعج الكثيرون من خروج مسلسلَي النجمين محمد هنيدي ويسرا من العرض الرمضاني على القنوات المصرية، ما تعليقك؟
يجب أن يكون هناك حوار بين القنوات والجهات المنتجة كي تُحلّ هذه المشاكل بالطريقة الأمثل، خاصة أن شركة «العدل غروب» أصدرت بياناً توضح موقفها من الأزمة بأسلوب لائق، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن العمل الفني يتيح فرصاً كبيرة للشباب الجدد إذ يرونه نقلة مهمة في حياتهم، إضافة الى العناصر الأخرى التي يتضمّنها، لكن فجأة تتوقف طموحات وأحلام هؤلاء الشباب بتوقف عرض المسلسل من دون أن يكون لهم ذنب في ذلك.
- بعيداً من الفن، كيف تمضي يومك؟
أحب الزراعة كثيراً، لذلك أمضي وقتاً طويلاً في الاعتناء بحديقة منزلي، وأُخصّص وقتاً للجلوس مع ابني محمد وأفراد أسرتي حين لا أكون منشغلاً بتصوير أي عمل فني، وفي أيام العطل ألتقي ببعض الأصدقاء فنتناول الطعام معاً ونتسامر.
- هل تمارس الرياضة؟
أحب السباحة كثيراً، وممارسة الرياضية على أنواعها.
- ماذا عن علاقتك بالقراءة؟
أقرأ كثيراً، سواء في السياسة أو التاريخ أو الروايات، وأتابع الأخبار في الصحف الورقية أو من خلال شاشات التلفزة العالمية. وفي الحقيقة، فاتتني مشاهدة مسلسلات مهمة في الفترة الماضية بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «أفراح إبليس2»، لكن حالياً أشاهد مسلسل «House of Cares»، وهو عمل سياسي لكن مشوّق ويناقش الصراعات في البيت الأبيض والإعلام الأميركي.
- هل تحب السفر الى أماكن معينة للاستجمام والراحة؟
وعدت ابني محمد منذ فترة بالسفر الى باريس، ووفيت بالوعد إذ سافرنا أنا وهو ووالدته وزرنا متحف «اللوفر»، وذلك لشغفه بمعرفة كل ما يتعلق بتاريخ الفراعنة، كما قصدنا «ديزني» و«السوربون» وأماكن أخرى رائعة... كانت حقاً رحلة ترفيهية وثقافية وسياحية بامتياز.
- وهل تهوى التسوّق من مكان معين؟
لا يهمّني التسوّق من مكان معين، لكن حين يلفت نظري شيء ما أسعى لشرائه. أما إذا كنت مرتبطاً بعمل فني معين فأقصد أحد الأماكن المتخصصة ببيع الملابس التي ترتديها الشخصية وأشتريها.
- من هم الأصدقاء المقربون إليك في الوسط الفني المصري أو السوري؟
تربطني صداقة وطيدة بالمخرج حاتم علي منذ سنوات، وفي مصر علاقتي قوية بالدكتور مدحت العدل وجمال العدل ولؤي عبدالله، كما كنت صديقاً للراحل محمود عبدالعزيز، لكن في ما بعد أصبحت معظم صداقاتي من خارج الوسط الفني، فقد تعرفت إلى أولياء أمور بعض أصدقاء ابني محمد في المدرسة، وهم من مصر ولبنان وسورية والسودان، ونلتقي دائماً في أغلب الأوقات.
- كيف ترى التفاعل مع الجمهور على مواقع السوشيال ميديا؟
أنا إنسان كلاسيكي نوعاً ما، لذا لا أهتم بالسوشيال ميديا إلا في بعض الأوقات. الجمهور يريد أن يراني بعيداً من حياتي وأدواري الفنية، لذلك أنشر من وقت لآخر صوري الشخصية، خاصة التي تجمعني مع ابني محمد، لأنه يهوى «إنستغرام» ومواقع التواصل الاجتماعي، فهو طوال الوقت يتابع نجم كرة القدم العالمي محمد صلاح ويعتبره قدوته، وحين شاهد لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب منذ أيام، وكان يتحدث عن تناوله طعاماً صحياً أصبح يطلبه مني الآن، فهو يتأثر به كثيراً، وسعيد لأنه يتابع أشخاصاً مهمّين ويتعلم منهم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024