تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

"مغازل النوم".. موجات مسؤولة عن الذاكرة أثناء النوم

فتوح شعبان علي


يقلل كثيرون من أهمية النوم، حتى أن البعض، بحجة رمضان والصيام، قد يمر عليه يوم أو اثنين من دون نوم، على رغم الفوائد الكثيرة للنوم، والتي من أبرزها تجديد نشاط الجسم، والتخلص من الإرهاق. والجديد أن عدداً من الأبحاث الجديدة تتحدث عن موجات دماغية تدعى "مغازل النوم"، وهي تدفقات من نشاط الدماغ تستمر عادة نحو ثانية واحدة، وتعزو إيها مسؤولية تنشيط الذاكرة أثناء النوم.

وفق موقع "futurity "، تقترح النظريات الرائدة أن النوم يُمثّل وقتاً مناسباً لاستقرار الذكريات المهمة والجديدة. ومن المعروف منذ وقت طويل أن موجات الدماغ يتم إنتاجها أثناء النوم. وفي الدراسة، حاول الباحثون فهم أفضل آليات الدماغ، التي تؤمّن تخزين الذاكرة، إذ شرع الفريق في العثور على المزيد من الأدلة المباشرة والدقيقة لمشاركة موجة نوم معينة، تُعرف باسم "مغزل النوم".

جيمس دبليو أنطوني، المؤلف الأول للدراسة، من مختبر الذاكرة الحسابية في جامعة برينستون، يقول: "إن أهم جوانب دراستنا هي أننا وجدنا هذه المغازل تحدث بشكل إيقاعي كل ثلاث إلى ست ثوان، وهذا الإيقاع مرتبط بالذاكرة".

وبعد ثلاث تجارب، توصّل أنطوني مع باحثين آخرين إلى آلية إعادة تنشيط الذكريات الحديثة أثناء النوم. فبينما أخذ المتطوعون غفوة في فترة ما بعد الظهيرة، ظهرت الإشارات المرتبطة كلها بذكريات محددة. وأظهرت التجارب النهائية للباحثين أنه إذا قدّموا إشارات في أوقات مناسبة، بحيث يمكن لموجات "مغازل النوم" أن تتبعها، كان من المرجح أن يحتفظ الأشخاص بالذكريات المرتبطة بهذه الإشارات، وإذا لم تتبع المغازل هذه الإشارات، فمن المرجح أن ينسى الأشخاص الذكريات المرتبطة بها.

يقول كين بالير، أستاذ علم النفس في جامعة نورث وسترن: "كان أحد الجوانب البارزة في الدراسة هو قدرتنا على مراقبة المغزل لحظة بلحظة بينما ينام الناس، لذلك يمكننا أن نعرف متى كان الدماغ أكثر استعداداً لإعادة تنشيط الذاكرة". ويضيف بالير ، وهو أيضًا مدير برنامج الأعصاب الإدراكي في نورث وسترن: "إذا قام الباحثون بتذكير الناس بالحقيقة التي تم التوصل إليها حديثاً، فمن المرجح أن يكون المغزل واضحاً في القشرة الدماغية، وسيتم تحسين ذاكرة هذه المعلومات".

ويقول جيمس دبليو أنطوني، الذي عمل في مختبر بالير في نورث وسترن كطالب في الدكتوراة: "في أبحاث الذاكرة ، نعلم أن من المهم فصل التجارب عندما تكون مستيقظاً حتى لا تندمج الأشياء ببعضها"، وإذا حدث ذلك، فقد تجد صعوبة في استرجاع المعلومات، لأن الكثير من الأشياء سوف تتبادر إلى الذهن في الحال. نعتقد أن إيقاع المغزل الموضعي هنا قد يلعب دوراً في فصل عمليات إعادة تنشيط الذاكرة المتتالية عن بعضها البعض، مما يمنع التداخل بين الذكريات.

في نهاية الدراسة، ذكر الباحثون أن هدفهم هو فهم كيف يؤثر النوم على الذاكرة في الظروف الطبيعية، وكيف يمكن أن تؤثر الشيخوخة أو المرض على هذه الوظائف. يقول أنطوني: "مع أخذ هذا الهدف في الاعتبار، فقد ساعدنا في توضيح أهمية مغازل النوم بشكل أعم". ويوضح بالير: "سيكون هناك حاجة إلى عمل مستقبلي لمعرفة كيف تتلاءم المغازل مع الجوانب الأخرى لفيزيولوجيا الذاكرة، وستشمل أنواعاً أخرى من اختبارات الذاكرة".

النوم والذاكرة متلازمان

لكن دراسة حديثة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، أوضحت أن النوم لمدة عشرة دقائق فقط بعد اكتساب معرفة جديدة، أو تعلم مسألة حديثة، يساعد المخ على حفظ تفاصيل هذه المسألة، ويُسهّل استعادتها بسلاسة كبيرة، حال احتاجها الشخص في المستقبل.

وأوضح الباحثون، من جامعة هيريوت وات البريطانية، والذين نشروا نتائج دراستهم في دورية علمية، أن النوم الجيد مرتبط بشكل وثيق مع الذاكرة الجيدة، ، حيث يساعد النوم على إراحة نقاط التشابك العصبي، ويُبقي على المرونة العصبية للدماغ، ويجدد قدرتها على التعلم.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"


المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079