تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عبدالله رشاد: الحركة الفنية في المملكة تشهد تطوراً كبيراً

حصل على دكتوراه فخرية من الأكاديمية الدولية المعلوماتية، وهو سفير للنوايا الحسنة منذ سنوات، صنع لنفسه بصمة كبيرة في الفن بالسعودية، بخاصة الغناء، ويعتبره كثيرون في الوسط الفني السعودي ملهماً ومؤثراً بدرجة كبيرة بأغنياته وألحانه أيضاً.
المطرب السعودي عبدالله رشاد، يفتح قلبه لـ«لها» في حديث خاص عن فنه وحياته الخاصة ومحنته الأخيرة برحيل والده الشيخ محمد رشاد، ورؤيته للحركة الفنية التي تحدث بتطور سريع في السعودية على مستوى الفن والأدب والثقافة.
كما يكشف عن أسلوب تربيته لأبنائه الأربعة وعلاقته الإنسانية بهم، ورأيه في برامج المواهب، وغيرها من الأمور التي يتحدث عنها للمرة الأولى.


- ما هي مفاجآتك في ألبومك الجديد الذي تحضّره حالياً؟
يضم الألبوم سلسلة من الأغنيات التراثية، وكنت رتبتها مع وزارة الإعلام السعودية لتوثيق التراث العربي، حيث بدأت في توثيق الأغنيات التراثية من خلال ستة ألبومات تحمل اسم كان زمان 1 و2 و3، وخلال الفترة الحالية أقوم باستكمال هذه الألبومات، وسأطرح في الفترة المقبلة أغنيات سينغل من الألبوم الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا أصبحنا في عصر الأغنية المنفردة وليس الألبوم الغنائي، وهو أحدث تطور للأغنية العربية.

- خلال الفترة الأخيرة، تغيرت الحركة الفنية في السعودية وأصبحت هناك حفلات غنائية لنجوم من الوطن العربي، ما رأيك في ذلك؟
أرى أن عودة الحفلات الغنائية الى السعودية بالطريقة والرؤية الحديثة للإدارة السعودية 2020 - 2030 شيء مميز، لأن الجمهور السعودي بغالبيته يسافر الى بلدان أخرى بهدف حضور هذه الحفلات، فحينما يأتي النجوم العرب إلينا في بيتنا فذلك شيء رائع، رغم أنني أرى أننا تأخرنا كثيراً في هذه النواحي، ويجب أن نستعجل هذه الأمور، والأيام المقبلة ستكون رائعة بالنسبة الى الفن السعودي.

- بخبرتك الفنية الطويلة، كيف ترى الفن في السعودية خلال السنوات المقبلة بعد هذا التغيير الذي نشهده جميعاً؟
أرى أننا نعيش تطوراً سريعاً جداً من حيث الأفكار والانفتاح والتطور، ذلك كله يجعلنا مذهولين من النقلة الفنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في السعودية، حيث أننا أمام قفزة فنية نوعية وكبيرة.

- هل تقتصر هذه النقلة على الحفلات الغنائية فقط أم هناك جوانب أخرى للتطوير؟
هناك أمور كثيرة سيتم تطويرها في المرحلة المقبلة، ليس فقط على مستوى الحفلات الفنية، وإنما الأمر يشمل هيئة ترفيه وهيئة تلفزيونية جديدة وهيئة للرياضة أيضاً، وسيكون هناك تعاون مشترك بين هذه الهيئات كافة.
كذلك، ستقام فعاليات ونشاطات صيفية وشتوية، ولكل موسم ستكون له فعاليات خاصة به، بمستوى عالمي راقٍ وليس محلياً فقط.

- فنان العرب محمد عبده يرأس جمعية الثقافة والفنون في السعودية، فما هي الجدوى منها؟
شهدت جمعية الثقافة والفنون في المملكة خلال الفترة الماضية، تحوّلاً نوعياً بقيادة الدكتور عمر الجاسر، الذي قام بعمل أساس جديد لانطلاق الجمعية ولدورها في الفن السعودي ومنطقة الخليج، وهي ستقوم بدور كبير لاحقاً.

- ما رأيك في إنشاء دار أوبرا في جدة؟
تمثل دار الأوبرا انطلاقة جديدة للتطور الذي تحدثت عنه، وهذه الرؤية الحديثة تُوّجت بوجود الأوبرا في جدة، كما أننا نحتاج الى معهد موسيقى ومعهد للفنون الجميلة التي تساهم في تطوير الحركة الثقافية والفنية، ودار الأوبرا تمثل لفتة مميزة وتعتبر واجهة للنشاط الثقافي في السعودية.

- من ساندك في محنتك بوفاة والدك منذ فترة قصيرة؟
كل المقربين والأحبة والأقارب والأصدقاء.

- ما الذي افتقدته برحيل والدك؟
افتقدت أشياء كثيرة، فقد تعلمت منه دروساً عديدة في الأخلاق والتعامل مع الناس والفن وأسلوب التربية، بخاصة من الناحية الاجتماعية.

- رحل عن عالمنا أخيراً، الملحن السعودي الكبير سراج عمر، كيف كانت علاقتك به على المستويين الإنساني والفني؟
لدينا في السعودية ملحنون وفنانون كثيرون أسسوا أسماءهم في المجال الفني، مثل عبدالرب إدريس وطلال داغر وسراج عمر وطارق عبدالحكيم وغيرهم، وسيظلون مدرسة فنية كبيرة لنا. وقد كان سراج عمر على المستوى الشخصي، إنسانا راقياً وطيباً.

- هل تستهويك برامج المواهب الموجودة على الساحة الفنية، مثل «آراب آيدول» و«ذا فويس» وغيرهما؟
هذه البرامج هي نسخة مقلّدة من البرامج الأجنبية التي يتم تعريبها وتقديمها للجمهور العربي، وقد ساهمت بشكل كبير في تسهيل شهرة بعض المواهب الشابة، كما أنها في تطور مستمر، ووزارة الإعلام السعودية تسعى الى عمل خطة جديدة في الفترة المقبلة لتقديم بعض البرامج أيضاً، وأشجّعها في ذلك كثيراً.

- قدم فنان العرب محمد عبده تجربة برنامج «فنان العرب» منذ فترة، وشاركه فيها كل من النجمة أصالة والفنان عبدالله الرويشد، هل تفكر في هذه التجربة؟
أرى أنها كانت تجربة مميزة، وهناك مواهب تستحق تسليط الضوء عليها، ونحن في صدد تجهيز مشروع فني عربي كبير على مستوى الفن والثقافة في السعودية.

- كونك سفيراً للنوايا الحسنة وتتعاون أيضاً مع الأكاديمية الدولية لهيئة الأمم المتحدة، ما الذي أضافه ذلك الى مسيرتك المهنية والإنسانية؟
أساهم في تنمية المجتمع ثقافياً، بتقديم تقارير ودراسات لدعم المجتمعات على مستوى الشرق الأوسط، ويتم رفع هذه التقارير عن طريق وزارات الإعلام لعمل أسابيع ثقافية في دول العالم.

- وما الذي استفدته في مهنتك بحصولك على دكتوراه فخرية منذ سنوات؟
هي رمز يضاف الى مكانتي الاجتماعية، وأقدر جداً هذا الوسام والتقدير، لكن الدكتواره الحقيقية هي في التعامل والفكر والتطور. لكن عموماً، أقدر كثيراً أي جائزة أحصل عليها في مشواري المهني.

- قدمت أغنية «العزم يجمعنا» باللغة الإنكليزية خلال زيارة الرئيس الأميركي الرياض منذ فترة، كيف ترى هذه التجربة في مشوارك؟
لم تكن الأغنية الأولى التي أقدمها باللغة الإنكليزية، فقد سبق وقدمت أغنية «أنا سعودي» في معرض المملكة بكندا «أكسبو» لعام 1996، بحضور الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وكانت تتحدث عن تطور المملكة باللغة الإنكليزية، وقد حققت نجاحاً كبيراً.
وللترحيب بالرئيس الأميركي في المملكة، فكرت بتقديم أغنية بالإنكليزية حتى تكون مفهومة للدولتين، وهذا ما حصل.

- ألا تفكر في تقديم أغنية باللهجة المصرية؟
غنيت سابقاً باللهجة المصرية خلال الاحتفال بعودة طابا للمصريين، مع بعض المطربين المصريين والعرب، منهم نادية مصطفى وأركان فؤاد والراحلة وردة، وحصلنا على أوسمة وتقدير من محافظ طابا وقتها، ثم إن الغناء بأي لهجة أخرى أمر سهل، لأن اللهجات أصبحت مفهومة وواضحة للجميع.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
لدي أصدقاء كثيرون في الوسط الفني بمصر والسعودية، سواء من المطربين أو الفنانين أو الملحنين والشعراء والموزعين الموسيقيين.

- هل تربي أبناءك الأربعة، أسرار وسهر ومعن وسلطان، بالطريقة نفسها التي تربيت بها؟
بالطبع لا، لأن الزمن والثقافة اختلفا كثيراً، والوعي تغير تماماً طبقاً للمعايير الموجودة في المجتمعات، ورغم أن كل أبنائي لديهم مكانة واحدة في قلبي، لكن يبقى اهتمامي الأكبر بالولد الصغير حتى يصبح كبيراً، وهذه من أسس تربيتي لهم.

- حينما تتناقش معهم في أمر معين، هل تفرض رأيك عليهم؟
بحسب نوع الموقف يتحدد رأيي، وبحسب التعليم الدينية التي تربيت عليها، فأحاول أن أطبع شخصياتهم بما يليق مع التربية الدينية السليمة.

- هل يتابعون أعمالك الفنية؟
يحرصون على متابعة حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة إنستغرام، وكيفية تحضيري لحفلاتي الفنية.

- ما هي الأماكن التي تفضل زيارتها حين تقصد مصر؟
أتعامل مع مصر كأنها بيتي الثاني على الصعيد الاجتماعي والأسري، وعندما أزورها تكون زيارتي لها عملية بشكل كبير، لأنني شاهدت أماكنها السياحية الجميلة في أول زيارة قمت بها في مرحلة الدراسة منذ سنين طويلة.

                                                      
- ماهي أمنياتك؟
لدي أمنيات وطموحات كثيرة، منها أن يكون هناك تعامل فني وثقافي بين دول العالم العربي، وهو المشروع الذي كنت أعمل عليه منذ فترة طويلة، بربط الحركة الأدبية والفنية في المجتمع العربي، حتى يكون لدينا فنانون وإعلاميون متواصلون مع بعضهم البعض، ويجب أن يحدث هذا التواصل تحت إطار علمي وعملي.


- وما هي مشاريعك الفنية في الفترة المقبلة؟
أجهز لأوبريت وطني كبير بعنوان «كيف نكون قدوة»، ضمن ملتقى مكة الثقافي الذي أقره أمير منطقة مكة خالد الفيصل، وتمت إقامته العام الماضي، وهو برنامج كبير وضخم، وتتعاون من خلاله جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات في محافظتي جدة ومكة للتوعية الثقافية وتطوير الوعي، وكيف نكون كمسلمين وعرب قدوة في التعامل الاجتماعي والسياسي والحضاري، وهذا المفهوم دعمه الأمير خالد الفيصل، وأنا أتولى الجانب الفني فيه بختام الملتقى. وحالياً، نجهز لعمل الأوبريت الثاني، وستكون له بصمة فنية كبيرة في الوطن العربي.        

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079