تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الإعلامية سنا اسكندر...

عملت الإعلامية سنا اسكندر في «كواليس الإعلام» لسنوات طويلة مما أكسبها خبرة طويلة في هذا المجال بشقيه المكتوب والمرئي. فإضافةً إلى عملها في إعداد البرامج وكملحقة إعلامية وعملها مع الفنانين، عملت أيضاً خلال سبع سنوات في المكتب الإعلامي لتلفزيون«أل بي سي» وفي إعداد البرامج مع المخرج سيمون أسمر. ونظراً إلى خبرتها الواسعة في هذا المجال، وبعد متابعتها لدورة خاصة  في هذا الاختصاص، ها هي اليوم تتجه إلى عمل فريد من نوعه في لبنان ضمن شركة Bright-I يقضي بتدريب السياسيين وشخصيات أخرى على ظهورهم الإعلامي بأداء لائق وشخصية جذابة ومشروع مدروس ومنظم. عن عملها هذا وطرق تطبيقه، كان لنا هذا اللقاء مع الإعلامية سنا اسكندر.

- كيف أتت فكرة العمل على تدريب السياسيين الذين يطلّون عبر وسائل الإعلام؟
الفكرة ليست بجديدة في لبنان، فالعديد من رجالات السياسة والذين يتعاطون الشأن العام يلجأون إلى هذه التدريبات،على الرغم من أن هذا لا يتم علناً.
أعمل مع شركة Bright-I التي تعمل على تدريب إعلاميين وشخصيات من مجالات مختلفة تطل عبر الوسائل الإعلامية أو تضطر إلى أن تتعاطى مع جمهور معين لتسويق فكرة أو منتج. ومع الصيف الماضي، بدأنا التعامل مع سياسيين لتدريبهم وتحسين إطلالاتهم الإعلامية.

- على أي جوانب في إطلالة السياسي عبر وسائل الإعلام تركزون؟
تدريبنا للسياسيين يعنى بالنطق ومخارج الحروف وحركات الجسم Body Language والتصرفات والشخصية التي يريد أن يطل بها السياسي. فكلنا نعلم أنه ثمة  شخصيات لا تنجح جماهيرياً كأخرى مهما فعلت «بمفردها» بسبب جانب معيّن في الشخصية أو الشكل. فيوجد أشخاص لديهم ما يميّزهم من الولادة ويتمتعون بالكاريزما التي تساهم بإنجاحهم فيما لا ينجح آخرون. هذا واقع في مختلف المجالات، فالنجاح يتطلب الكثير من الحنكة لمعرفة ما يريده الآخرون. لذلك نعطي تدريبات كاملة وشاملة تبدأ مع اكتشاف الذات واكتشاف الآخرين وعقلياتهم. وانتهاءاً بالدورات التدريبية التي ذكرت. ثمة أمور كثيرة لا نستثمرها في حياتنا ونحتاج إلى المعرفة لنوظف طاقاتنا لتحقيق النجاح. حتى في الوظائف العادية، إضافةً إلى عناصر الحظ والمعرفة والشهادات التي تلعب دوراً في تحقيق النجاح، تشكل الشخصية مثلاً نسبة 50 في المئة. إضافةً إلى ذلك، نحيط المتدربين بالاهتمام بالجانب التسويقي، الذي يفترض أن يدرّس في كل الاختصاصات وكل مجالات العمل والتعاطي مع الناس. إذ نلاحظ أنه ثمة أشخاص ينجحون وآخرون لا ينجحون في حياتهم والسبب في أن البعض يحسن استغلال الأدوات والوسائل التي تسمح له بالوصول وتحقيق أهدافه. وأن الآخرين لا يعرفون حتى ما هي قدراتهم.

- من الأشخاص الذين يعملون في الشركة، وما اختصاصاتهم؟
تضم الشركة إعلاميين وعاملين في المجال التلفزيوني ومخرجين واختصاصيين في تعليم النطق. وأنا أيضاً أتعامل مع الشركة مثلي مثل كل المدربين.

- هل من نقاط ضعف معينة تلاحظونها لدى السياسيين اللبنانيين وتعملون عليها؟
في الواقع، مجال السياسة هو الأسهل والأصعب في الوقت نفسه . إذ انه ضمن السياسة نجد الجانب الإنساني الذي لا بد من العمل عليه لأن السياسي يحتاج إلى العمل في هذا الإطار ليتمكن من التقاط الناس وجذبهم وخرقهم. كما نعمل على إخراج الصدق الذي يتمتع به السياسي لأنه أساسي أيضاً لدى التعامل مع الناس. مهم أيضاً العمل على الرسالة التي لدى السياسي إذ لدى كل من السياسيين اللبنانيين رسالة وشعار ومن المهم العمل على ذلك لتصل بالشكل المناسب إلى الشريحة التي يريد أن يصل إليها والتي يجب تحديدها أيضاً. ننطلق من الشعار بحسب ما إذا كان عنيفاً أو مسالماً ونبني عملنا على هذا الأساس. هذا هو العنوان العريض الذي يحدد كل من شخصية السياسي وأدائه وحضوره الجسدي ...

- هل ثمة أشخاص لا يتمتعون بال«كاريزما» المطلوبة ويصعب أن ينجحوا في إطلالاتهم الإعلامية حتى في حال العمل عليهم؟
إذا لم يكن الشخص صاحب إطلالة إعلامية، لا يمكن أن نصل إلى نتيجة بنسبة 100 في المئة. لكن يتضمن التدريب دروساً مكثفة خلال ثلاثة أشهر أو أربعة بمعدل مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع مما يسمح بتحسين الإطلالة لدى شخص من هذا النوع بحيث يمكن ملاحظة الفرق الواضح لديه في الحركات والتصرفات والأداء وغيرها من الجوانب. وحتى من يولد متمتعاً بشخصية قيادية، يحتاج إلى إرشاد وتدريب لتهذيب عاداته وتحسين أدائه. نحن من واجبنا أن نخرج الجانب الإيجابي في كل شخص ونعمل على إببرازه ليكون هو جسر العبور إلى الناس.

- هل للسن تأثير في عملية التدريب؟
في الواقع، بقدر ما تتأصل خصال الشخص مع التقدم بالسن تزداد صعوبة تدريبه والعمل معه. فهناك أمور وعادات نعمل عليها وأخرى تكون عفوية. وبقدر ما يكون التدريب في مرحلة مبكرة يكون أكثر فاعلية لكي يكون من الممكن تغيير تصرفات الشخص. والسن هنا إلى جانب أنه يؤصل الخصال، هناك أيضاً ناحية أخرى، فبعضهم خلال مسيرتهم العملية يفسدون مستقبلهم في إطلالات كانوا قاموا بها حيث أنهم يكونون قد أخطأوا في خطوات معينة أو أنهم لم يتمكنوا من إحداث خرق. هنا الوضع أصعب طبعاً. لكن طريقة إدارة التدريبات لا بد أن تثمر في مكان ما.
وهنا أذكر دائماً هذه النظرية: «راقب أفكارك، لأنها ستصبح أقوالاً. راقب كلماتك، لأنها ستصبح أفعالاً. راقب أفعالك، لأنها ستصبح عادات. راقب عاداتك، لأنها ستصبح جزءاً من شخصيتك. راقب شخصيتك، لأنها ستصبح مستقبلك ومصيرك».

- هل تجدون إقبالاً أو تقبلاً لهذه الفكرة في لبنان؟
طبعاً، فالناس أولاً أصبحوا يميزون بين الجيد والأفضل. يحللون ويقارنون. وكل شخص يتعاطى الشأن العام يعرف خطورة كل إطلالة يقوم بها. خطأ واحد يجعله يدفع الثمن غالياً. فإما أن يكسب شعبية أكبر أو يخسر هذه الشريحة التي كانت على حافة الاقتناع به. خاصة وأن وراء كل شخص مشروع يرغب في تسويقه، سياسياً كان أو في المجال العلمي أو الطبي أو الإجتماعي. نعم الفكرة أكثر من مقبولة، هي مطلوبة. وأنا شخصياً عندي مشروع للعمل على شخصيات في إحدى الدول العربية سيبدأ مع بداية الصيف.
وأنا أقول أخيراً لكل شخص يتعاطى مع الناس أو يطلّ عليهم إعلامياً أو غيره: «ليس مسموحاً أن تستخفّ بالناس أمامك». هم الحكم وأنت الواجهة الأولى لما تعرضه عليهم. لذا ليس مسموحاً أن تعتمد على العفوية المطلقة، ولكن من دون أن تتخلى عن شفافية أفكارك».

 شركة Bright-I
عن شركة Bright-I ومجالات عملها، تحدث مدير الشركة السيد ناصيف قازان موضحاً أن الشركة تأسست عام 2007 في ظل الحاجة إلى مؤسسة تعنى بتدريب المذيعين والمذيعات. أسس الشركة المخرج باسم كريستو وشريكاه السيد ناصيف قازان والسيدة ألين الحسيني. أما فريق عمل الشركة فيضم اختصاصيين في المجال الإعلامي أمثال أنطوان كسابيان وبسام براك وسنا اسكندر. فريق العمل يضم مهنيين وأساتذة جامعات. أما التدريب فيتم بعيداً عن كل ما هو نظري ويتم العمل بشكل مكثف على كل ما هو تطبيقي وعملي. وبحسب السيد قازان «نعمل على الصوت والطلّة وحركات الجسم لتصل رسالة الشخصية التي تطل عبر الإعلام بالشكل المناسب.
كما أن العمل على حركات الجسم ضروري لأنها تشكل جزءاً من الرسالة التي يريد الشخص أن يوصلها. ويتم العمل أيضاً على مخارج الحروف واللغة الإعلامية البيضاء. من جهة أخرى، توجد تفاصيل أساسية نحن نعرفها كاختصاصيين وندرك أهميتها على التلفزيون منها ما يتعلّق بالشكل لأن ثمة مظهراً خاصاً بالتلفزيون كأن يكون الأنف طويلاً ويجب تغيير شكله بالماكياج عندها والملابس حيث أنه يجب عدم ارتداء ملابس فيها خطوط على التلفزيون وثمة ألوان معينة يجب اختيارها. وننصح بوجود كوب من الماء دائماً أمام الشخص الذي يطل عبر الإعلام حتى لا يجف لسانه بسبب الكلام مما يظهر مباشرةً لدى المشاهد. كما لا ينصح بشرب القهوة وبتناول السكر. أما بالنسبة إلى المرأة التي تتمتع بوركين عريضين، فننصحها بوضع حزام تحت الخصر ليخفي هذا العرض. هناك تفاصيل لها علاقة بالشخصية والحركات. نحن نعمل كمتمرسين وخبرتنا في الإعلام تسمح لنا بمعرفة أمور لا يدركها آخرون.
لذلك يقصدنا السياسيون نظراً لإطلالاتهم الإعلامية». ويشير السيد قازان إلى أننا كلبنانيين نقوم  بحركات وإشارات بيدينا عندما نتكلم. كما لدينا كلمات نكررها باستمرار في أحاديثنا. وهذه أمور يمكن العمل عليها . ويتابع قائلاً «الشخص المسؤول يريد أن يوصل رسالة بأفضل شكل ممكن. لكن بعض الحركات التي يقوم بها أحياناً تؤثر سلباً على الرسالة التي يريد أن يوصلها مما يمنع وصولها بشكل ملائم. كذلك بالنسبة لمخرج الحروف واللفظ فكلّها عناصر تؤثر. نحن نعمل على الأشخاص ليتركوا انطباعاً جيداً لدى المتلقي. في الوقت نفسه، ثمة أشخاص ليسوا أهل لهذا النوع من العمل، وحتى في هذه الحالة يجب الصبر والمثابرة معهم شرط أن يكونوا جاهزين للتلقي ويتقبلوا سماع كلام قاسي. نعمل مع السياسي أو أي شخص يرغب بذلك ونضع هدفاً أمامنا نسعى إلى تحقيقه. ويعتبر هذا التدريب أساسياً بالنسبة للمهنيين لتصل الرسالة التي يوجهونها بأكمل وجه. وقد تكون هناك حاجة إلى تغيير المظهر بالكامل أحياناً».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079