تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الشاعرة ريمية.. حرموني بيرق الشعر!

تملك الشاعرة السعودية حصة هلال «ريمية» حضوراً مميزاً ولافتاً في الشعر. استطاعت أن تشق لنفسها طريقا تعرض من خلاله فكرها المثير للجدل أحياناً. ولأنها تغرد خارج السرب أصبح البعض يخشاها ويعمل على التضييق عليها ونثر الأشواك في طريقها، خاصة بعد نجاحها في مسابقة برنامج «شاعر المليون»، ولكن لأنها «ريمية» ذات اللسان العربي الفصيح، استطاعت تجاوز كل شيء وتخطي العقبات وفتح المزيد من النوافذ. فتسابقت عليها القنوات والصحف الغربية لإجراء حوارات معها بعدما قدمت قصيدتها «ضد التكفير والتشدد» التي أثارت الجدل في برنامج «شاعر المليون». «لها» التقتها وكان هذا الحوار.

- متى طرق الشعر وجدان  ريمية؟
كتبت الشعر وأنا صغيرة لا أتجاوز الثانية عشرة.

- هل كنتِ تتوقعين أن تصلي إلى مراحل متقدمة من برنامج «شاعر المليون»؟
 بقوة الشعر نعم. بالتصويت لا.

- هل هذا يعني أن المسابقات المعتمدة على التصويت فيها ظلم للمميزين؟
أكيد، التصويت يتم على أساس من يجمع ممولين. وأنا تركت المسألة عادية ولم أستنجد بأحد، وتركت الأمور على طبيعتها، وقلت حتى لو خرجت من أول حلقة لا مشكلة. بل دع المجتمع يعرف شيئاً عن نفسه، وأسلوب تفكيره. ومن قبلي الشاعر محمد السعيد خذله التصويت، مع أنه أكثر شاعر أحبه الجمهور، وكان كثير من المشاهدين يسألون عنه بعد خروجه ويشعرون بالحزن لما حدث له.

- انتقادك للفتاوى هل كان سبباً في حرمانك بيرق «شاعر المليون»؟ 
لا طبعاً، بالعكس كان هناك تصويت قوي لي، لكن الكويت كلها تبرعت من رجال أعمال وأعضاء مجلس أمة وشيوخ، لشعرائها المنافسين في الحلقة النهائية.

- من أكثر الشعراء كنتِ تخشين وجوده معك في البرنامج؟
شعرياً ولا واحد منهم، ولكن  بالتصويت كلهم.

- ماذا أضاف «شاعر المليون» الى الشاعرة ريمية؟
أوصلني إلى جميع أجزاء الكرة الأرضية دون مبالغة، وقد أجريت معي لقاءات من أشهر القنوات الفضائية في العالم، وجميع وكالات الأنباء الكبرى، وعشرات الصحف، والمواقع الإلكترونية.

- هل راودتك فكرة الانسحاب من البرنامج؟
نعم بسبب ظروف أسرية منها وفاة زوج شقيقتي فجأة.

- مشاركات الشاعرات السعوديات في البرنامج جيدة. هل هذا يدل على أن الشعر النسائي ينافس الرجالي؟
أنا نشفت أرياق الشعراء في النسخة الرابعة، ولولا قوة المال لأخذت البيرق بكل سهولة. صدقني أخفت قلوبهم. وكم من شاعر تغير لون وجهه الى الأزرق والأصفر، حين أخبروه أن ريمية معه في الحلقة، وفي آخر لحظة كانوا يعولون على المال وليس الشعر لإنقاذهم.

- ما الذي حرم «ريمية» المركز الأول؟
لجوء الشعراء للفزعات والمدح.

- من الرياض إلى أبو ظبي وأخيراً العودة الى الرياض بالمركز الثالث.. ماذا منحك برنامج «شاعر المليون»؟
حققت الهدف الذي ذهبت من أجله، وهذا يكفيني شخصياً.

- هل من مشكلات تواجه المرأة الشاعرة في المملكة؟ وما الذي ينقصها و ما الذي تحتاجه لإثراء إنتاجها الشعري؟
المشكلات التي تواجه المرأة سواء شاعرة أو سيدة أعمال سببها أنها امرأة في مجتمع مغلق.

- ما رأيك في استثمار رجال الأعمال في مجال المطبوعات الشعرية؟
سيزيدون الطين بلة.

- 17عاماً وأنتِ تكتبين تحت اسم مستعار. هل أنت نادمة على ذلك؟
لست نادمة وكل شيء في وقته.

- يشاع أن الشاعرة ريمية أصبحت صدامية بعد «شاعر المليون». ما رأيك؟
حقا، لم ألاحظ ذلك. 

- للمره الأولى على مستوى الشعر الشعبي  يتفاعل الإعلام الغربي مع شاعرة، ماذا يمثل لك هذا؟
 يعني لي الكثير، من ذلك أن الغرب يحترمك عندما يجد في عقلك وعاطفتك ما يستحق الاحترام حتى لو كنت مختلفاً عنه، بعكس معظم العرب الذين يكرهونك إذا اختلفت معهم. وهذا يذكرني بقول شهير للشاعر والفارس الشريف محمد الذي قال عن خبرة وتجربة:

ماشجرة.. ٍ إلا.. البلى.. من جذورها
ولا.. آفة الفتيان إلا.. قرايبه.

- كيف ترين مستقبل الشاعرة السعودية؟
جيد ولعله سيكون أفضل من مستقبلنا، من يدري.

 - وجود مستشعرين في هرم المجلات الشعرية، هل بات مصدر قلق للشعراء والشاعرات المتميزين؟
أنا قاطعتها تماما ً ولا أهتم بأخبارها. مبروك عليهم هرمها وسفحها.

- ما مدى رضاك عن نفسك بعد الشهرة؟ وهل أنتِ اسعد حالا مما كنت عليه قبل دخولك برنامج «شاعر المليون»؟
أنا لا أحب الشهرة وأرفض أكثر عروض الحوارات والمقابلات مع قنوات عربية وعالمية. إنها كمية زائدة من الضوء مثل شمس تحرق عينيك اذا نظرت إليها في يوم صيف... أحاول أن أبقى بعيدة وسعيدة. 

- تجربة «شاعر المليون» هل عانيتِ فيها من شيء أم أنها مرت بسلام؟
لقد عانيت من كثرة السفر والتنقل، خاصة بسبب بُعدي عن الأطفال... وفي الحلقات الأخيرة لم اتحمل بُعدهم فأخذتهم معي.

- ما مشاريعك الشعرية؟
سأطبع دواويني، وأؤلف كتب دراسات عن الشعر. عرضت علي شركات إنتاج أوروبية أن تنتج عني أفلاماً وثائقية وما زلت أفكّر في ذلك.

- مشاركتك في البرنامج مع الرجال هل تعني أنك ستشاركين في أمسياتك المقبلة مع الرجال؟ أم أنها ستقتصر على النساء؟ 
لن أشارك إلا في أمسيات كبرى تشرف عليها جهات رسمية، وبشكل محدود جداً.

- كل المجلات الشعبية مستنسخة من بعضها. هل تتفقين مع هذه المقولة؟
التقليد سلوك عربي عريق إنها ماركة (تشوف هذا حط لي منه) شهيرة.

- لو كان لكِ من الأمر شيء فكم مجلة شعرية ستغلقين ولماذا؟
والله ما أشوفها يا فيصل إلا عَرَضاً وبالصدفة فكيف أغلقها. أكثرها مصدر رزق مثل البقالات وبعضها سوبر ماركت كبير ولعلّ هناك أسراً تعتاش منها.

- كيف ترين حال الشعر الشعبي في السعودية؟ 
«الشعراء كثر والشعر قليل».

- القنوات الفضائية الشعبية هل هي بوابة للعصبيات والنعرات القبلية؟
نعم، أغلبها لا يصلح وأنا أول من حذّر منها ومازلت أحذّر. سيعاني المجتمع مشكلات كبيرة بسببها وسيفطن القوم بعد فوات الأوان كما فطنوا للتشدد والإرهاب متأخرين.

- يقال إن حلم حياتك هو امتلاك مزرعة. هل تحقق بعد شاعر المليون؟
أحلم فعلا بمزرعة وأتمنى ان أتمكن يوما ً من زراعة أشجار الفواكه والورد وتربية حيوانات أليفة، و لقد صدمت عندما عرفت أن مبلغ ثلاثة ملايين بالكاد يشتري منزلاً ويؤثثه ويشتري سيارة. المزرعة حلم قد أكتبه في قصيدة تحكي عن أمنية مستحيلة.

- قبلية المجتمع الخليجي هل جنت على المرأة أم أنها حفظتها من أخطار كثيرة؟
القبلية البائدة كانت أفضل من القبلية الحالية لأنها كانت تعبّر عن واقعها. طلع نوع جديد من القبلية معظمه قائم على الكذب والنفاق والنفخة والتصنع. ذهب البسطاء الصادقون ولم يبق إلا الهياط والإدعاء والعيش على رفات الأجداد والآباء واستثمار أسماء الجدود من أجل التكسّب بذكراهم والتفاخر الزائف ولذلك قلت:

عمر الردي ما ينفعه طيب جده
ينقال نار و ورثّت له رماده
فخر الولد بالفايته ما يجده
لا صار ماله قدحه من زناده.
 

- المرأة السعودية بدأت تجد طريقها في كثير من المجالات لكن البعض لا يزال يشكك في قدرتها، ما رأيك؟
عليها أن لا تهتم. هناك جيل جديد واقعي مكافح وواعٍ، وعليها أن تستعين بكرام الرجال من ذوي العقول الراجحة والشرفاء لمساندتها لأنها من دونهم لن تتمكن من تغيير شيء.    

- الكل يخبر أن موهبتك في الطبخ تنافس موهبتك الشعرية. ماشفرتك السرية في حب المطبخ؟
صحيح أنا طباخة جيدة وأعتقد أن كل من أكل في بيتي أدرك ذلك، وكثيرات يقلن لي افتحي مطعماً وستكتسحين السوق. الشيفرة في نفس الإنسان وروحه هبة من الله، عندما تفعل الأشياء بقلب سليم يكون معظم ما تقوم به جيداً. 

- كانت لك بصمة واضحة في صفحة الشعر في الشقيقة «الحياة» وفجأة انطفأ كل شيء. من سرقك منها؟ أم أن هناك شيئاً آخر؟
أنا استقلت.

- متى تكرهين كونك امرأة؟
قلت هذين البيتين أخيراً:

يوم أشوف القروم أقول ليتي رجل
ويوم أشوف الرخوم أقول عفية مَرَه

ليت بعض العيال يلبسونه حجل
يوم بعض الشوارب ماعليه ثمره.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079