إمبراطور الأزياء العمليّة المترفة MICHAEL KORS في اعتلاافات صريحة... تغيّر الموضة الدائم يأسرني ويعزّز استمراريتي كمصمّم
بتصاميم عمليّة وأنيقة وأسلوب بارع في فهم احتياجات المرأة، استطاع مصمّم الأزياء الأميركي مايكل كورس أن يشد أنظار محبي الموضة حول العالم حتّى بات اليوم أيقونة الموضة العمليّة الكلاسيكية الراقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. بدأ كورس مسيرته المهنيّة بتصميم الأزياء منذ نعومة أظفاره، إذ ظهرت أولى ملامح شغفه بهذه المهنة وهو في الخامسة من عمره حيث صمّم فستان زفاف والدته! في تلك اللحظة تأكّد لكورس أنه سيصبح مصمّم أزياء من دون شكّ متأثراً بوالدته التي كانت تمتهن عرض الأزياء، وجدّته التي لطالما تباهت بأنها لم ترتدِ الملابس ذاتها مرّتين، إضافة إلى جدّه الذي كان تاجر أقمشة. كل هذا دفع الشاب الأميركي اليافع لدراسة الأزياء وامتهانها حتّى أصبح اليوم يتربّع على عرش الموضة في العالم ويقود إمبراطورية كبيرة في عالم المال والأعمال تضمّ مجموعات مختلفة ومتنوعة بين ملابس نسائيّة ورجاليّة، ملابس البحر، ملابس رياضيّة، عطور، نظّارات، ساعات يد، أكسسوارات وغيرها. وللتعرّف أكثر على شخصيّة مايكل كورس التي كانت ضمن قائمة مجلة Time للشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في العالم، وللتأكد من ثقته بموهبته الفذّة، والاطلاع على أسرار تألقه ونجاحه، كان لنا معه هذا اللقاء.
-متى بدأ شغفك بالموضة وعالم الأزياء؟
لقد نشأت في أسرة كانت الموضة هاجسها الوحيد. كنت أستمع إلى أمي وجدّتي وهما تتجادلان لساعات حول لون الحذاء. كانت أمي عارضة أزياء، وعلى الرغم من أن جدّتي كانت مديرة مدرسة ثانوية إلا أنها كانت دائماً تقول: «لم أرتدِ الزيّ نفسه مرّتين». أمّا جدّي فكان تاجر أقمشة، ومن هنا كان من الطبيعي أن أعشق عالم الأزياء. وبعد أن ساعدت أمي في إعادة تصميم فستان زفافها، وكنت حينها في الخامسة من عمري، لم يعدّ يساورني الشك بأنني سأصبح مصمّم أزياء.
-ما أكثر شيء تحبّه في الموضة؟
الموضة في تغيّر دائم، وهذا ما يعزّز استمراريتي كمصمّم بعد كل هذه السنين، فلا يوم يشبه الآخر.
-منذ بداياتك إلى اليوم، كيف تغيرت صناعة الأزياء، وكيف تطورت علامتك التجارية؟
تتغير خطوط الموضة دائماً لأنها انعكاس للعالم الذي نعيش فيه. في البداية، كنت أعرف أنني أريد تصميم ملابس جاهزة للارتداء، أنيقة وتليق بعشاق السفر. أما الفارق الأكبر اليوم فهو أننا جميعًا نحب السفر. وسواء كنّا نعيش في مدينة كبيرة أو صغيرة، فنحن في حركة دائمة. ولطالما استحوذت الملابس الرياضية الأنيقة على أفكاري التصميمية وإبداعاتي. وبينما ننتقل من موسم إلى آخر بناءً على أحدث صيحات الموضة، يبقى إرث تصاميمي والأقمشة التي استخدمها على حالهما.
-كيف تصف تجربتك مع الطريقة التي تعمل بها وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل صناعة الموضة؟
لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في تعزيز ديموقراطية الموضة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما أحبّه فيها. أصبح كل شيء يمر بسرعة، وبات في إمكان المزيد من الأشخاص الوصول إلى عروض الأزياء والمصمّمين، وهو أمر رائع جدّاً. كما ساهمت هذه الوسائل في انتشار الموضة وجعلها عالمية، فالناس اليوم باتوا يقدّرون أهميّة الملابس الرياضية والقطع الباهرة. هذا بالإضافة إلى أن اتجاهات الموضة نفسها تظهر في كل مكان حول العالم، من لندن إلى دبي...
-من هي امرأة مايكل كورس؟
هي امرأة متكلّفة راقية ومُحبّة للسفر، تعيش على إيقاع الحياة السريع وتحتاج إلى أزياء وأكسسوارات تتناغم تماماً مع أسلوبها. إنها المرأة العصرية الأنيقة والتي تتمتع بحسّ عالٍ من التجدّد وتحب الأزياء البراغماتية العمليّة، وفي الوقت نفسه الراقية والمترفة.
-كيف تلبي تصاميم مايكل كورس متطلبات الزبائن المختلفة حول العالم؟
معظم تصاميمي موجّهة لعشاق السفر المتأنّقين، لذا تجد في المجموعة نفسها الجلد والدينيم والكتان، وكذلك القطع التي تلائم كل المناسبات وتتماشى مع تقلّبات الطقس. كما نركز على الأكسسوارات، لأن حقيبة اليد المترفة تلفت الأنظار وتلائم المرأة في لندن تماماً كما تفعل في طوكيو أو البرازيل.
-ماذا عرفت عن المستهلك في الشرق الأوسط حتى الآن، وما الذي يلفت نظرك أكثر؟
نساء الشرق الأوسط يعشقن السفر، وهنّ متسوّقات متكلّفات، يتمتعن بذوق رفيع، ويهتممن بالجودة العالية والمهارة الحرفية. أعتقد أن هذا هو السبب لحبّهن علامتنا التجارية، خصوصاً أننا نصمّم قطعاً رائعة بلمسة عمليّة جذابة، ونسعى جاهدين لإيجاد الفرص لتوسيع خياراتنا في أسواق الشرق الأوسط وأن نتواجد في كل مكان يحتاجنا فيه عملاؤنا.
-حققت مجموعتك الخاصّة برمضان الماضي نجاحًا كبيرًا، أخبرنا عن إطلاق مجموعة رمضان الجديدة لهذا العام، وهل سبق أن زرت الشرق الأوسط؟
بصفتنا علامة تجارية تلبي احتياجات العملاء في كل أنحاء العالم، فإننا نعتبر تلبية متطلبات عملائنا خلال مناسباتهم المحليّة الخاصّة دائمًا أولوية بالنسبة إلينا. لذا، أردنا أن نقدم لعملائنا الذين يحتفون بشهر رمضان المبارك مجموعة خاصّة تلبي احتياجاتهم مع الحفاظ على الأناقة والترف. لقد زرت دبي مرتين، وأحببت كثيراً الطاقة الإيجابيّة والجمال اللذين تتمتع بهما هذه المدينة، إضافة إلى ثقافة التسوّق السائدة فيها. فالتسوّق في دبي خارج عن المألوف ولا يُصدّق، ومن الواضح أن الموضة مهمة جداً في الشرق الأوسط، وهذا يسعدني كمصمّم، خصوصاً أن الجميع يملكون حسّاً مميّزاً بالموضة، ويقدّرون النوعيّة الجيّدة.
-أيّ قطعة في هذه المجموعة هي الأحب إلى قلبك؟
أحب القفاطين التي على الرغم من احتشام تصاميمها تبدو رائعة ولافتة، وخصوصاً المعدنيّ منها.
-ما النصيحة التي توجّهها إلى المرأة الشرق أوسطية؟
إذا لم تكن اتجاهات الموضة تناسبك أو تناسب أسلوب حياتك فمن الأفضل أن تتخلّي عنها وتتجنّبيها. فلكي تكوني أنيقة، عليك أن تعكسي وجهة نظرك وأن تعرفي ما يليق بك وما يناسب نمط حياتك.
-أي أربع حقائب من مايكل كورس على كل امرأة أن تقتنيها، مع الإشارة هنا إلى أن حقيبتَيMercer و Sloanهما الأكثر مبيعًا في الأسواق؟
إن حقائب مجموعتَي Mercer وSloan الفاخرتين الرائعتين تقدّمان أحجامًا وأشكالًا مختلفة لتناسب احتياجات كل امرأة، كما أن حقيبة Selma واحدة من حقائبنا الأكثر شعبيةً، فهي كبيرة الحجم وشريطها الطويل يسمح للمرأة بأن تحملها على جسمها من دون استعمال يديها. وأخيراً، هناك حقيبة Bancroft الكبيرة بما يكفي لتّتسع لكل أغراض المرأة رغم فخامتها وترفها.
-ما رأيك في علاقة المرأة بالموضة؟
أعتقد أنها علاقة شخصيّة جداً، وتُشعر المرأة بالارتياح وتُعزز ثقتها في نفسها. أؤمن حقاً بأن الشيء الأكثر أهميةً بالنسبة الى المرأة هو تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية ومواكبة الموضة.
-كم هو عدد النظّارات الشمسية التي تعتقد أن على المرأة الأنيقة أن تمتلكها؟
كل هذا يتوقف على نمط حياة كل امرأة وأسلوبها الفريد، لكنني أنصح المرأة بأن تمتلك على الأقل نظّارات الطيارين ونظّارات عيون الهرّة ونظّارات لكل يوم ونظّارات كبيرة ولافتة كنظّارات نجمات السينما.
-اعتمدت تصاميمك الكثيرات من النجمات والوجوه الاجتماعية الشهيرة حول العالم، هل عشت لحظات شعرت فيها بالفخر؟
أعشق تصميم الملابس للنساء القويّات الواثقات من أنفسهن واللواتي يتمتعن بحس عالٍ من الأناقة والترف. فحين تختار ميشيل أوباما أو أنجلينا جولي أو كيت هدسون أو غيرهن من الوجوه الاجتماعيّة الشهيرة ارتداء تصاميمي، أتأكّد عندها من أنني أقوم بعملي على أكمل وجه.
-ما هي أبرز لحظة في حياتك المهنية وأعظم إنجاز حققته؟
أشعر بأنني محظوظ لأنني أفعل ما أحب وأنفّذه بشكل جيد. أفتخر بالطبع بكل الجوائز التي تعبّر عن التقدير لما أفعله. إنه حقاً شعور رائع. كما أعتزّ بما حققته علامتي التجارية في مجال الأعمال الخيريّة، فقد كان باستطاعتنا أن نستخدم نجاحنا والمركز الذي احتلته علامتي التجارية للمساعدة في إحداث تغيير في العالم، وهذا هو أفضل شعور قد يختبره الإنسان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024