تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

خالد الصاوي شاعر الـفايس بوك

يتميز الفنان المصري خالد الصاوي بتعدد مواهبه، فإلى تفوقه الملحوظ في أداء الأدوار الصعبة خصوصاً في السينما، نجده متألقاً على المسرح، وكذلك في عدد لا بأس به من المسلسلات التلفزيونية، مما أهله لنيل الكثير من الجوائز، وآخرها جائزة أحسن ممثل لعام ٢٠٠٩ من مهرجان «المركز الكاثوليكي» عن دوره في فيلم «الفرح». وإضافة إلى التمثيل، برع خالد الصاوي كمؤلف ومخرج مسرحي، ومن أشهر مسرحياته «اللعب في الدماغس التي أثارت ضجة كبيرة عند عرضها على مسرح «الهناجر» في القاهرة قبل سنوات، وأيضاً كشاعر له أكثر من ديوان مطبوع. ولا يعرف كثيرون أن خالد الصاوي الذي يستعد حالياً لتجسيد شخصية الشاعر الإشكالي أحمد فؤاد نجم في فيلم سينمائي من إخراج عصام الشماع، درس القانون قبل أن يدرس الفن في المرحلة الجامعية، فقد حصل على إجازة في الحقوق عام ١٩٨٥ من جامعة القاهرة، وبعد سنوات التحق بمعهد السينما لينال شهادة البكالوريوس في الإخراج السينمائي عام ١٩٩٣.  

بدأ الصاوي كتابة الشعر مبكراً، ونشطت موهبته الشعرية، كما يقول، عندما وقع في غرام زميلة له في الجامعة من دون أن يتمكن من البوح لها مباشرة بمشاعره. والطريف أن الصاوي الذي يقترب من الخمسين لم يتزوج بعد، إلا أنه يؤكد أنه قرر أخيراً دخول «القفص الذهبي» بعدما وقع في الحب مجدداً، ولكن في إطار أكثر نضجاً هذه المرة. وعلى أية حال فإن تجربة الصاوي الأولى في مجال الشعر جاءت مفعمة بالرومانسية، وتضمنها ديوان بعنوان «بعث الخيول»، نشره عن طريق مكتبة «مدبولي» في القاهرة عام ١٩٨٨ ولكنه لم يحقق نجاحاً يُذكر. وصدر له العام الماضي ديوان ثانٍ بعنوان «أجراس» عن دار «شمس» في القاهرة، ثم ديوان ثالث عنوانه «نبي بلا أتباع»، عن دار «دوَّن» القاهرية. وحقق العملان نجاحاً لافتاً بفضل جمهور «الفايس بوك» العريض. هذا النجاح دفع مجلة «دبي الثقافية» إلى تكريم الصاوي مع عدد من أبرز شعراء العالم العربي في مقدمهم أدونيس وأحمد عبد المعطي حجازي خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويقول خالد الصاوي: «شباب المدونين فتحوا المجال أمامي لكتابة الشعر من جديد ونشره على «الإنترنت». وإضافة إلى دواوينه المطبوعة نشر ديواناً جديداً أخيراً بعنوان «كلام مرسل» على موقع «فايس بوك».

ويصف الصاوي الفرق بين كتابة الأعمال المسرحية وكتابة القصائد بأن الأولى تتطلب تركيباً ذهنياً فيما الثانية لابد أن تكون وجدانية وبعيدة، قدر الإمكان، عن التركيب الذهني. ويضيف أن الشعر هو ما يمثل الشخصية، وهو صوت الشاعر، فلابد ألا يتأثر بالقراءات والجلسات مع الناس والمواقف المؤثرة. ولا يخفي دهشته من أولئك الشعراء الذين لا يجدون مشكلة في كتابة الشعر أثناء الجلوس في مقهى، فالشعر، كما يقول، يحتاج إلى الهدوء والسكينة فيما يمكن إبداع فنون أخرى مثل المسرح وعزف الموسيقى أمام الجمهور.
يحفظ الصاوي شعر المتنبي وعنترة بن شداد ويستمتع بنثر أبي حيان التوحيدي، ويكن في الوقت نفسه مشاعر دافقة، كما يقول، لقصائد محمود درويش ونزار قباني، ويحترم تجربة المسرحي الراحل بديع خيري. ويعتبر من أكثر ابناء جيله من الفنانين في مصر اتصالاً بجمهور «الإنترنت»، ومع ذلك فإنه يحرص بشدة على أن يتم الاتصال بلغة عربية سليمة ويرفض ابدال المفردات العربية بأخرى أجنبية.


في سطور

  • ولد خالد الصاوي في ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٦٣ في مدينة القاهرة.
  • عمل في المحاماة لفترة قصيرة، ثم مساعد مخرج، ثم مخرجاً تلفزيونياً في قناة «النيل الدولية»، وبعض القنوات المتخصصة الأخرى.
  • بدأ التمثيل أثناء دراسته في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، وشارك في تأسيس «الجمعية المصرية لهواة المسرح». كتب وأخرج للمسرح، وفاز بجائزة تيمور للإبداع المسرحي لعامي ١٩٩١ و ١٩٩٢ عن مسرحيتي «حفلة المجانين» و«أوبريت الدرافيل». كما عمل مساعد مخرج في بعض الأفلام، وهو من أعضاء حركة «كفاية» السياسية.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077