نادين لبكي تعيد لبنان إلى كان بعد أكثر من عقدين
تكلل «مهرجان كان السينمائي» بدورته الواحدة والسبعين بفوز المخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها «كفرناحوم»، والجائزة تمثل بشكل فعلي الميدالية البرونزية. تدور أحداث الفيلم في أحياء بيروت الفقيرة، وتحكي قصة حياة الطفل «زين»، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 12 عاماً، ويحاول دون جدوى منع تزويج شقيقته الصغرى لحظة بلوغها سنّ الزواج. يؤدي دور البطولة الطفل زين الرفاعي الذي فرّت أسرته من الحرب السورية، والذي يشبه الشخصية التي يؤديها في أنه يعمل منذ الصغر بدلاً من الذهاب الى المدرسة.
وتؤدي يوردانوس شيفراو دور «رحيل»، وهي لاجئة غير شرعية من إريتريا، ترعى «زين» ثم تختفي تاركةً طفلها البالغ من العمر عاماً معه، ليكتشف المشاهد مع تتابع أحداث الفيلم أنها اعتُقلت وسُجنت في زنزانة مكتظة بالسجينات. وقالت شيفراو للصحافيين وهي تبكي: «بعد مشهد الاعتقال، أُلقي القبض عليّ في الواقع. عشت الوضع المأسوي نفسه». وبعد أسبوعين، تمكّن منتجو الفيلم من إطلاق سراحها وعادت لتستكمل دورها في الفيلم، ولنرى من ثم الطفل «زين» يتجول بالرضيع في عربة صنعها من قدر كبير للطهو وضعه فوق لوح تزلّج كان قد سرقه.
وولد الممثل الرضيع، وهو بنت في حقيقة الأمر، في بيروت لأبوين أفريقيين تم ترحيلهما إلى كينيا في آذار/مارس الماضي. أما والدها فأُعيد إلى وطنه نيجيريا.
يبدأ فيلم «كفرناحوم» وينتهي بمشهد في قاعة محكمة حيث يقاضي «زين» والديه اللذين أنجبا عدداً كبيراً من الأطفال لأنهما جاءا به إلى هذه الحياة، وذلك في حبكة ابتكرها صنّاع الفيلم الذين التزموا بنقل حقائق شهدتها مخرجته، وعايشها الكثيرون من أفراد طاقم العمل في حياتهم الواقعية.
وحازت لبكي جائزة لجنة التحكيم عن فيلمها الثالث «كفرناحوم»، وأشارت في كلمتها إلى «أن الفرصة كبيرة نسبةً إلى هذا الفيلم الصغير الذي أنجزناه في المنزل، ولا بد من أن أذكر «سيدرا» الطفلة الصغيرة التي لعبت دوراً في هذا الفيلم، وقد أمضت اليوم مشردة في الشارع ثم عادت الى منزلها لتقوم بالأعمال المنزلية، ونامت لتحلم أنه في يوم من الأيام ستذهب الى المدرسة مثل باقي الأطفال. أقول لكم هذا الكلام لأن في استطاعتنا تغيير هذا العالم. وهذا دور السينما في قول ما لا يمكننا قوله. لا يمكننا أن ندير ظهورنا لهؤلاء الأطفال، ورغم أنني لا أملك حلاً لمشاكلهم، لكنني أدعوكم إلى التفكير معاً في إيجاد حل». وكان المخرج اللبناني مارون بغدادي قد سبق لبكي إلى «كان» بفيلمه «خارج الحياة» الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في «كان» 1991.
ويُذكر أن نادين لبكي أول مخرجة عربية نافست على «السعفة الذهبية» بفيلمها «كفرناحوم»، في منافسة لم تدخلها على مدى سبعة عقود من عمر المهرجان سوى 82 سيدة سينمائية في مقابل 1649 سينمائياً.
وكانت المخرجة والممثلة اللبنانية قد عرضت في مهرجان «كان» سابقاً فيلميها «سكر بنات» (2007)، و»هلأ لوين» (2012)، وذلك ضمن تظاهرتَي مهرجان كان «نصف شهر المخرجين» و«نظرة ما».
Nadine_Labaki#
تصدّر هاشتاغ Nadine_Labaki# المراكز الأولى في وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، وانهالت عليها التهاني السياسية والفنية والشعبية، وعلى رأسها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي غرّد مبارِكاً: «مبروك للمخرجة نادين لبكي وكل طاقم «كفرناحوم» الفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي... كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين!».
وغرّد النجم عاصي الحلاني: «مبروك للبنان، نادين لبكي مبدعة من بلادي». وكتبت الممثلة سيرين عبدالنور: «كل إنسان يقدّر النجاح فخور بك، ألف مبروك».
في حين كتب المخرج سعيد الماروق: «نجاح بعد نجاح يضاف للسينما اللبنانية... شرّفتينا نادين».
وغرّدت الممثلة ماغي بوغصن مبارِكةً وقائلةً: «هذا التكريم محطة نجاح جديدة للسينما اللبنانية».
أما الإعلامية ريما مكتبي فكتبت: «بصيص أمل من لبنان إلى العالم. مبروك».
ونقلت الإعلامية غابي لطيف عن صحيفة «لوموند» الفرنسية توصيفها «كفرناحوم» بـ«البؤساء بنسخته البيروتية».
وكتبت الكاتبة أحلام مستغانمي: «الإبداع العظيم يشقّ طريقه أعزل من دون حاجة إلى وساطة، يزكيه جماله لا ماله».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024