ليليان لاندور: 'نحن الحياد ولا نملك الرأي بل المرآة الجريئة'
«مِرآة لا رأي»، هذا ما تصرّ على إرسائه ليليان لاندور الرئيسة الجديدة لقطاع الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تنقّلت في أروقتها العريقة طوال أكثر من عقدين. شعرها الرّمادي القصير والمتحرّر من اللون يعلن «الحياد» الذي بدا حادّاً في قصة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني أخيراً. هي المتدرّجة التي تحمل الجدّة والإجتياز المتخطي للتكنولوجيا، فالإعلام المستقبلي عالم مثير خصوصاً حين تستقي أخبار الصباح من «مدوّنة العصافير». هل تأخذ البي بي سي عربية «حيّز الإنحياز» في منطقة مشبعة بالدراما؟ «لها» إلتقت لاندور إثر مشاركتها في أعمال ملتقى «عرب سات» السنوي الخامس للبث التلفزيوني الفضائي في بيروت، وكان هذا الحوار.
- من هي ليليان لاندور؟
نشأت في لبنان من أم كوبية حتى سن الخامسة عشرة وأكملت دراستي الثانوية في زوريخ السويسرية وثم إنتقلت إلى ألمانيا ولندن التي لم أنوِ يوماً الإستقرار فيها لكنها باتت مدينتي حتى اللحظة. حزت شهادة في الإقتصاد، ومن ثم عملت في مجلس المساواة العرقية. وقد إنضممت إلى ال«بي بي سي» عام ١٩٨٩ في القسم الفرنسي حيث قدّمت برنامجاً إخبارياً باللغة الفرنسية إنتقلت بعده لتقديم برنامج «أوروبا اليوم» في قسم الأخبار وشؤون الساعة في خدمة بي بي سي العالمية وكنت أول صوت أجنبي (غير بريطاني) على الهواء. أشعر بأنني كبرت في البي بي سي وأصبحت على ما أنا عليه في البي بي سي. بعد ذلك بعامين، إنتقلت لتقديم NewsHour برنامج الأخبار وشؤون الساعة الرئيسي في بي بي سي العالمية باللغة الإنكليزية، ومع بداية برنامج World Today أصبحت مقدّمته ومن ثم رئيسة تحريره. ومن قرابة الشهر تسلّمت رئاسة قطاع الشرق الأوسط في خدمة بي بي سي العربية.
- ماذا يعني لك نقل شؤون الساعة في الشرق الأوسط كصحافية دخلت المطبخ الإعلامي بتدرّج؟
المركز الجديد صعب للغاية نحن إثنا وعشرون بلداً حيث إختلاف الآراء والقواسم المشتركة في الوقت عينه، إضافة إلى دول أفريقيا الشمالية الناطقة بالعربية.
- ألم يتم فصل هذه المنطقة؟
الشي الوحيد المنفصل هو إيران لكن كل البلاد الناطقة بالعربية باتت من مسؤولياتي.
- هناك الكثير لقوله..
هناك مقدار هائل من الكلام لقوله في منطقة تحب مشاهدة وإستماع الخبر الذي يتوافق وقناعتها، وطرح المواضيع الجذابة. لدى المشاهد أينما وجد ومهما كانت جنسيته فضول لمعرفة ما يحصل في بلد آخر. لن يكتفي مشاهد البي بي سي عربية بمعرفة ما يدور في الدول العربية بل سيلقي نظرة على أسلوب حياة مجتمعات أخرى في باكستان وإيران. كما أننا في الوطن العربي يجمعنا حاجز التعامل مع حياتنا الجنسية. أظن أن البي بي سي باستطاعتها أن تعالج هذا الجانب بطريقة مختلفة. أليس كذلك؟
(تختم إجابتها على الدوام بتساؤل)
- تقصدين كونكم قناة أجنبية ناطقة بالعربية يمنحكم إمتياز حرية الطرح أكثر من أي فضائية عربية؟
هذا ما قصدّته تماماً. لدينا هامش واسع من الحرية يمكّننا من طرح قضايا لا تجرؤ أي فضائية عربية على الإقتراب منها أو طرحها بموضوعية وجدّية. فما من أحد يوجّه مسار عملي ويلزم مادتي بالحذف والإقتطاع، لا دولة ولا مالك ولا هرمية بيروقراطية. وهذا ما يخولني «دفش» أسئلة ليس باستطاعة شاشات «المستقبل» أو «الجزيرة» أو «العربية» أن تطرحها لأسباب مختلفة كالإرتباط بالحكومات أو قاعدة «يمكنني قول أمر عن قضية دون غيره». أسئلة مرتبطة بيوميات عربية غير مرتبطة بالحكمة الأخلاقية والنصح والتوجيه، البي بي سي على الحياد دوماً، لا رب عمل ولا رأي.
- سبق أن أطلق تلفزيون بي بي سي عربية عام ١٩٩٤، ولم تكتب الإستمرارية المرهونة برأس مال (شبكة أوربت). ماذا عن اليوم؟
نعم لقد توقف البث بعد عامين بسبب توتر نشأ مع الشريك السعودي. كنت حينها أعمل في قسم بي بي سي الإنكليزي، وقد حصل سوء تفاهم بين الحرية التي تمسّكت بها البي بي سي والجهة المموّلة، فكان قرار التوقيف. لكن الآن بي بي سي عادت بتمويلها الخاص.
- ذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن «الخدمة الدولية في بي بي سي إضطرت لإتخاذ قرار بإيقاف البث الإذاعي لعشر لغات من أصل ٤٣ لغة كانت تقدّمها على مستوى العالم» لتوفير التمويل الكافي لإنطلاق مشروع بي بي سي عربية..
تم إغلاق خدمات عديدة في البي بي سي وهذا ما يحصل على الدوام وليس بهدف تأمين تمويل الخدمة العربية. فحين دخلت مؤسسة البي سي سي مارست المهنة في الخدمة الفرنسية لأوروبا، وهي لم تعد موجودة اليوم. البي بي سي في حركة دائمة بين توقيف خدمة وتوفير أخرى.
- أين تكمن التحديات اليوم وسط تنافس عدد من الفضائيات العربية المحترفة؟
الساحة الإعلامية مزدحمة جداً، لكن البي بي سي لم تنظر يوماً إلى المنافسة ولن تبحث عنها. على أي منبر تريد المنافسة! البي بي سي تقوم بعمل مختلف عن باقي الفضائيات خصوصاً الإخبارية. يولد التنافس إذا كان ثمة تعادل وطموح إلى التميّز الطفيف، لكن البي بي سي لا تبحث عن التصنيف وليست في سباق بل تقوم بشيء مختلف.
- ما هو هذا الشيء المختلف؟
الجرأة وملامسة زوايا غير مرئية للبعض. عنوان حملتنا الإعلانية «أسئلة بلا قيود». هذا هو تحديداً الإختلاف.
- هل إستفاقت البي بي سي عربية من إستقالة رئيسها صلاح نجم؟
صلاح هجر البي بي سي، هذا صحيح، حين فضّل ممارسة عمله في قناة «الجزيرة» الناطقة بالإنكليزية. لكن صلاح هو رئيس تحرير بارع إلى أبعد حدود، وما يحصل في الوطن العربي أنه حين تبرز مهارة في أي مجال تصبح محط أنظار الجميع. لقد وضعت «الجزيرة» يدها على صلاح، أتأسف لرحيله لأنه كان يملك «أنفاً» في عالم الإعلام وهذا تعبير بريطاني لكنني أتمنى له كل التوفيق. فهو إستقال لأنه مميّز، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمور بالنسبة إلى مبدع في عمله، التنقّل من مكان إلى آخر.
- كيف يعمل النظام التحريري منسّقاً بين البي بي سي عربية والقناة الأم ؟
يبدأ اليوم المهني في البي بي سي باجتماع تحريري عند الساعة التاسعة صباحاً لكل من القسم الإنكليزي والقسم المهتم ببريطانيا. وترسل البي بي سي عربية مندوبين إلى الإجتماعين ولدى العودة بعد نصف ساعة نجتمع لتحديد جدول عمل ٢٤ ساعة للبي بي سي عربية (قصص من العالم وتقارير لأحداث..)، هذا ما يحصل على مدى سبعة أيام.
- كيف ستتعاطون مع الأحداث العربية؟ المواطن العربي ينتظر منكم التماهي والهوية العربية، وقضية النقاب في فرنسا مثلاً...
الهوية العربية هي عبارة عن قصص ومشاهد عربية تحمل طابع البي بي سي. أما بالنسبة إلى قضية النقاب في فرنسا، فبرأيي أنها ليست عربية ولا إسلامية بل تعني بالمرتبة الأولى الفرنسيين الذين يخشون على هويتهم ومجتمعهم العلماني. وقد نظرت البي بي سي إلى هذا الموضوع من هذه الزاوية.
- تحدثت عن نية لطرح قضايا تتعلّق بالحياة الجنسية للمواطن العربي بحرية، لكن هذا الأمر لم يعد محرّماً إجتماعياً فالشاشة والمطبوعات العربية تطرحها بشكل مكثّف.
كنت أشاهد البارحة عن طريق الصدفة إمرأة منقبة تتكلّم وفي أسفل الشاشة جملة كتب عليها «الجنس مع رجل غير زوجي». وكان مقدّم البرنامج يؤنّبها قائلاً : «لمَ لم تتزوّجي؟». البي بي سي حين تريد مقاربة هذا الموضوع لن تكون قاضية، فنحن ننقل الواقع لا نحاكمه. نحن الحياد ولا نملك الرأي بل المرآة الجريئة.
- لكن الإعلام من مهامه توجيه الرأي العام أيضاً؟
البي بي سي عربية دورها الإعلام دون إنحياز والترفيه. قد توجّه المشاهد في قضايا صحية وتكنولوجية وبيئية لكن ليس من الناحية الأخلاقية. هل دوري التعليم والتقويم؟ ألاّ تعتقدين ذلك؟
- ماذا عن شبكة البرامج في بي بي سي عربية؟
هناك شبكة برامج جديدة لا يمكن الحديث عنها حالياً. نحن عبارة عن بث على مدار ٢٤ ساعة، ومدمن أخبار هو من يتابعنا لمدة ٥ ساعات يومياً والمشاهد العربي يستعين بشاشاتنا للتأكد من حقيقة ما حدث. وهذا ما عبّر عنه رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري حين قال لي : «البي بي سي هي منبر لحقيقة الأحداث» أي أننا المصدر الموثوق للوقائع. وهذا ما نقوم به منذ ٧٥ عاماً وهذا ما يعرّف به عنا. البرنامج الرئيسي في بي بي سي عربية هو نقطة حوار الذي يحمل سمة التجديد على صعيد البرامج العربية، وهو منتدى تفاعلي مباشر متعدّد الوسائط (ثلاثية بث)، أي يبث عبر التلفزيون والراديو الإنترنت لمعالجة قضية واحدة. وهذا ما يميّز البي بي سي، رزمة البث المتكاملة مع بعضها البعض. ويعدّ الزميل حسام السكّري مشروعاً في غاية الأهمية في إطار إرساء أهمية الإعلام التواصلي والتفاعلي سيبصر النور قريباً، وهو برنامج للمشاهدين (يدمج تقنيات الإعلام من خلال شبكات التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت).
- هل أنتم متيقنون من العوائق التي قد تواجهونها في الوطن العربي؟
لا أنظر إلى مستقبل مهمتي من ناحية العوائق، بل أحرص على أن أكون على يقين من عنصر جذب المشاهد والقارىء والمستمع العربي. هل تريد المرأة العربية التعرّف على هويتها الحقيقية؟ لا أعتقد أنها حتى اللحظة تمّ تمثيلها إعلامياً. لا يكفي أن نخصّص برامج لها بل يجب تعميمها في كل البرامج وأن يكون صوتها حاضراً عبر أي منبر سواء كان تكنولوجياً أو دينياً أو سياسياً. لا أرى النساء السعوديات والكويتيات المبدعات؟ لم لا يمكنني الإستماع إلى حكاياهن وقصصهن وإنجازاتهن؟ أتساءل لم لا أرى على الشاشات سوى...
- لكنهن حاضرات بقوة في برامج الموضة والصحة والأسرة؟
هذا ما أعنيه، في الوطن العربي نائبات لا نسمع آراءهن بوتيرة مماثلة للرجل. ستجمع البي بي سي عربية نائبة كويتية أو لبنانية بنائبة أوروبية لمناقشة قضية بتعمّق.في لبنان إعلاميات تقع عليهن مسؤولية دفع ودعم المرأة العربية وفحوى وجودها على الشاشة وإزالة النقاب عن المرأة المخبأة التي ستطل عبر بي بي سي عربية باستمرار، وهذا ما تتمسّك به البي بي سي حرصاً على شفافيتها.Visibility
- أوقع قرار إدارة بي بي سي الأم (عدم بث شريط أعدّته مجموعة هيئات إغاثة دولية لمساعدة المنكوبين الفلسطينيين أثناء أحداث غزة) في مأزق رأي عام عربي وبريطاني وعالمي مستنكر. هل مقاربة الأحداث العربية اليوم ستختلف مع خدمة بي بي سي للشرق الأوسط خصوصاً أن مواجهة أمر مماثل باتت إحتمالاً أكبر في منطقة لا تعترف ب«الحياد»؟
قرار عدم البث كان إدارياً. من جانب آخر، لمَ تمّ التغاضي عن مهنية التغطية التي قامت بها البي بي سي. لقد أدينا عملاً رائعاً من الناحية الإعلامية. البي بي سي لن تتخلى عن ثوابتها في الخدمة العربية ونحن راضون عما نقوم به ونراجع كل نشاط إعلامي لتقويم التغطية وتصويب الوقائع التي تم تقديمها للمشاهد. قصة غزة كانت مهمة ليس كونها عربية ولهذا كانت التغطية موضوعية. لقد دافعت البي بي سي عن نفسها جيداً ونجحت في إقناع الرأي العام، لم يكن مأزقاً سهلاً لكننا أثبتنا للعالم بأسره ذروة مهنيتنا، وهذا الأهم. فنحن نقلنا القصة للعالم سواسية. ستظل أخبار البي بي سي هي هي. وأعطي مثالاً على حادثة تحطم الطائرة الأثيوبية المنكوبة، لم يتغيّر أسلوب البي بي سي أثناء بث الخدمة العربية إنما حظيت القصة بعرض أسهب بصفتنا نتوجّه إلى جمهور عربي. هذا هو الفرق الوحيد.
- هل رسائل البي بي سي الإعلامية تتعارض وإعداد التقارير الدرامية (DocuDrama)؟
هذا ما لا نقدم عليه في البي بي سي وينصّ عليه كتاب بي بي سي المهني. لقد شعرت بالصدمة حين تابعت ما أعدّته بعض القنوات اللبنانية أثناء تغطية حادثة تحطم الطائرة الأثيوبية قبالة الشاطىء في بيروت. أعني بذلك الصور والمصطلحات القاسية التي تم نشرها وتداولها. الهوية المهنية للبي بي سي تمنعها من ذكر «جثة مقطعة اليدين» في تقريرها، هل أنا بتعابير مماثلة أفيد المشاهد؟ ما أثر ذلك في المتلقي؟
- الجذب؟
من المؤكد أن من يهوى سماع قصص مماثلة لن تكون البي بي سي عربية عنوانه. فنحن فقط نقدّم إجابات لأسئلة محرجة لا تهدف إلى إزعاج أي إنسان. هذه هي رسالة بي بي سي.
- تحتفلين اليوم بمرور شهر على تسلّمك مهامك، كيف تصفين شعورك؟
مهمّة هامّة وهائلة لكنها جميلة. أطمح إلى الكثير للبي بي سي وأجد أنها تستحق أكثر من ١٩ مليون مشاهد عربي لأنها مختلفة.
- ماذا تقولين للمواطن العربي الذي تمسي البي بي سي خياره أثناء الأزمات والحروب المستعرة لا اليوميات الهادئة؟
سأطرح قضاياه بجاذبية وعمق، لكي ينصت المواطن اللبناني إلى قصة سعودية أو مغربية، هذا ما يجول في خاطر المخرجين المحترفين. كما أننا سننظّم أسابيع مختصة في بلدان عربية مختلفة حيث سيتنقّل فريق العمل الخاص ببي بي سي عربية لإحداث ضجة إعلامية (تقولها بالإنكليزية مشدّدة على الأحرف Noise).
- كيف تنظرين إلى التحدّي اليوم خصوصاً أن ثمة وسائل إعلامية غربية نطقت بالعربية ولم تحقّق النجاح، أبرزها قناتا «الحرة» و«فرانس ٢٤» ؟
لا يصبغنا موقعنا في الغرب بالهوية البريطانية، فالبي بي سي جنسية قائمة بحد ذاتها. وأكرّر أننا نقوم بأداء مختلف دون رقيب. لقد أطلقنا هذه الخدمة العربية منذ ١٨ شهراً، أي أن البي بي سي العربية «عم تدبدب» (تقولها باللجهة اللبنانية) هي طفلة تحبو ولم تبلغ عامها الثاني. ما يمكن قوله الآن أن مكانها غير شاغر إلاّ لرسالتها حيث الجرأة والسؤال وكسر «المحرمات».
- أخيراً، كيف يبدأ نهار ليليان لاندور؟ ما هو مصدر أخبارها؟
أفكّر طوال الوقت بالتغيّر المتواصل على صعيد وسائل الإعلام خاصة في أوروبا، وقد حضرت مناقشة الواقع الإعلامي المستقبلي خلال إنعقاد أعمال «ملتقى عرب سات السنوي الخامس للبث التلفزيوني الفضائي» في بيروت. وكان واضحاً أن المشهد الإعلامي في تبدّل سريع. شخصياً، أقوم بتسجيل بعض البرامج الإخبارية لمشاهدتها لاحقاً ومصدري الإخباري الأول حين أنهض من النوم مدونة «التويتر» (Twitter تعني بالعربية يزقزق)، أقرأ ما يقوله المدونون الذين أتابعهم ومعظم الأوقات أحصل على أخبار جديدة وهنا يكمن عنصر الإثارة في الوسائط الإعلامية اليوم. من المؤكد أن هذه المدونة لا يمكن وصفها بمصدر موثوق للأخبار لكن لا يمكن تجاهل مباشرتها وسرعتها الفائقة في النشر. أجد أن التكنولوجيا عدّاءة تركض والإعلام التقليدي يتبعها، في حين يجب أن تتوحّد الخطوات أو أن تتخطاها ال«ميديا» بخطوة. علينا التعرّف على الجمهور وآرائه ورغبته في طرح قضيته وسؤاله وإقتراحه للتفاعل معه. بمناسبة مرور عام على ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، نقلت قناة البي بي سي بثها من ثلاث عواصم عالمية، لندن واشنطن والقدس حيث كان المنبر للمشاهد والجمهور، هذه هي الميديا اليوم، التفاعلية دون إلغاء دور الإعلامي.
- لكن ألا يشكل التفاعل الجماهيري مع الأحداث بعض الإرتباك والحيرة للمشاهد؟
قد أستخلص من «التويتر» حقيقة ما يجري في العالم الآن. فحين فارق ملك البوب العالمي الراحل مايكل جاكسون الحياة علمت بالأمر من عصفورة التويتر قبل البي بي سي أو أي مصدر إعلامي آخر. أظن أن المشاهد اليوم في حالة «نطنطة» Zapping من قناة إلى أخرى، وباتت مهمته إستخلاص الخبر بذكاء، وحين يصاب ب«كريزا» أي أزمة عليه أن يلجأ إلى البي بي سي..
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024