تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

المغربية هناء الإدريسي: ورثت الصوت الجميل من والدتي

بعد نجاحها في برنامج «ستار أكاديمي»، ابتعدت الفنانة المغربية هناء الإدريسي عن الغناء، بسبب عقود الاحتكار التي حبستها في منزلها قرابة الثماني سنوات، إلى أن عادت مجدداً بأغنية جديدة بعنوان «حرامي»، والتي بدأت بعدها التحضير لعدد من الأعمال الغنائية الجديدة، ومنها الخليجي. تتحدث هناء لـ«لها» في هذا الحوار، عن أسباب ابتعادها عن الغناء، وتفاصيل حياتها الشخصية، وشروطها للزواج.


- لماذا ابتعدت عن الساحة الغنائية لأكثر من ثمانية أعوام منذ نجاحك في برنامج «ستار أكاديمي»؟
السبب الرئيسي وراء ابتعادي أنا وكثر من النجوم الشباب، هو عقود الاحتكار المجحفة التي قد تنهي مشوار أي فنان قبل أن يبدأ.
فعقب نجاحي وتألقي في «ستار أكاديمي»، وقّعت على عقد احتكاري مع إحدى الشركات، تعرّضت بسببه لعدد كبير من المضايقات، والتي جعلتني أجلس في البيت من دون عمل، فاضطررت للانتظار حتى انتهت مدة العقد، التي كانت مقدّرة بثماني سنوات، وقد عدت حرة طليقة من جديد، وقررت أن أنتج أعمالي بنفسي، وقد كان أول أعمالي الخاصة أغنية «حرامي».

- ما كواليس صناعة أغنيتك «حرامي» التي أطلقتها من إنتاجك؟
هي أغنية باللون العراقي، من كلمات الشاعر رامي العبودي، ألحان سيف عامر، توزيع محب الراوي، ماسترينغ طوني حداد، والكليب من إخراج نور طربيه، وأحببت أن يكون إنتاجي الأول لنفسي بالتعاون مع فنانين كبار.
وقد صوّرنا مشاهد الكليب في مدينة الملاهي وأماكن الترفيه في العاصمة اللبنانية بيروت، وكنت في قمة خوفي حينما صوّرت الأغنية، لأنني لم أكن أتوقع كل هذا النجاح الذي حققته وردود فعل جمهوري والمشاهدين الإيجابية عليها، بخاصة بعد ابتعادي طيلة تلك الفترة. لكن أحمد الله أن الكليب والأغنية نالا استحسان الجمهور، عقب طرحهما عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي.

- هل كنت تتوقعين أنك في يوم من الأيام ستحصلين على لقب «فتاة أحلام الشباب المغربي» الذي أطلقه البعض عليك؟
عشقت الفن منذ نعومة أظفاري، وأبناء مدينة فاس التي وُلدت فيها يعشقون الفن والغناء وكل ما هو ثقافي، لكنني لم أكن أتخيل أو أتوقع أنني في يوم من الأيام سأصبح فنانة وستصبح لي جماهيرية كبيرة كتلك التي أحظى بها الآن، حتى حينما قررت أن أتخصّص في مجال الاقتصاد، كان في داخلي حب كبير للفن، وربما نبع ذلك من أن أسرتي وعائلتي والمنطقة التي أعيش فيها من محبي الغناء، كما أن عدداً كبيراً منهم يجيد العزف على الآلات الموسيقية، وربما أيضاً أكون قد ورثت الصوت الجميل من والدتي.

- ما هي المحطة الفنية الأبرز لك حتى الآن؟
بالتأكيد برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الثالث عام 2006، حيث تأهلت إلى المرحلة النهائية مع المطرب اللبناني جوزيف عطية، وبسببه أصبحت لديَّ شعبية كبيرة في بلدي المغرب والمنطقة العربية، وقد كان نقطة فاصلة في حياتي.
صحيح أنني قد أكون تضررت بعد ذلك بسبب عقد الاحتكار الذي وقعت عليه، لكن يظل «ستار أكاديمي» أهم نقطة في مشواري الفني.

- ما الدروس التي تعلمتها من تلك التجربة؟
الدرس الأهم هو صقل الموهبة، حيث أنني لم أعد أرتجف أو أخشى المسرح أو الجمهور، كما أنني تدربت جيداً على أدوات الصوت والتمثيل أيضاً، من ثم أصبحت لديَّ رغبة في النجاح، واتخذت خطوات سريعة في الغناء، فسجلت وأصدرت أول أغنية لي بعنوان «ما بصدق»، كلمات منير أبو إسحاق وألحان هشام بولس وتوزيع داني حلو، وصوّرتها فيديو كليب في لبنان. بعدها، عملت دويتو «السهر سهر» مع الفنان جو أشقر، وقمنا بتصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب مع توفيق الطرابلسي وحققت نجاحاً جيداً.
وقد كان لجو فضل كبير في شهرتي في لبنان ومنطقة الشام، كونه يمتلك شعبية كبيرة هناك. وحين عدت الى بلدي المغرب، طرحت أغنية وطنية جميلة اسمها «بلد أمان»، تحكي عن المغرب وجماله وتقاليدنا الجميلة، ثم قدمت أغنية خليجية بعنوان «يخرب بيتك أنا حبيتك»، وحققت ردود أفعال كبيرة ونجاحاً طيباً.

- ما هي أكثر الألوان الغنائية قرباً الى قلبك وتحبّين تقديمها؟
الطربي والرومانسي، أعشقهما بجنون ولا أستطيع تقديم شيء خالٍ من الإحساس والرومانسية، وأشعر بسلطنة مع الأغاني الطربية، كما أن الجمهور العربي يعشق هذين اللونين، ويحب الأغنيات التي فيها شجن وعاطفة.

- ما هو جديدك في الفترة المقبلة؟
هناك عمل جديد سيكون مفاجأة، وأتعاون فيه مع الشاعر محمد الإدريسي والملحن محمد الرفاعي، وسيكون من توزيع رشيد محمد علي، وهو أغنية مغربية خالصة بإيقاع عصري، بالإضافة الى عدد من الأعمال الخليجية.

- كيف تصفين علاقتك بالفنانين المغاربة الموجودين على الساحة الفنية الآن؟
صحيح أن ما من علاقة صداقة تربطني بالفنانين المغاربة الموجودين على الساحة، لكن عندما ألتقي بهم في المناسبات الفنية، مثل سعد لمجرد، هاجر عدنان، وهدى سعد، أسلّم عليهم ونتحدث في أمور عدة، فأنا أفضّل دائماً أن تكون علاقتي بالفنانين جيدة وطيبة، حتى لا يرتبط اسمي بمشاكل أنا في غنى عنها.

- ما تقييمك للأغنية المغربية في الفترة الأخيرة؟
لا بد أن نعترف بأن الفنان سعد لمجرد أعاد الهيبة الى الأغنية المغربية في الوطن العربي خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً بعد أن طرح أغنيتي «أنت باغية واحد» و«أنت معلم»، فأصبح الجميع بعدها يحب الاستماع إلى الأغنية المغربية، بل إن المطربين المغاربة أصبحوا مطلوبين على الساحة الفنية. ولا ننسى أيضاً، أن هناك فنانين مهتمين بالأغنية المغربية ويدعمونها جيداً، مثل أسماء لمنور وهدى سعد.

- من هم الفنانون الذين ترغبين في التعامل معهم؟
أمنيتي وحلمي أن ألتقي بـ «ريد وان»، فهو فنان عالمي والجميع يتمنى أن يتعاون معه.

- من هي الفنانة التي تتمنين أن تحققي نجاحها نفسه؟
من وجهة نظري، أرى أن نانسي عجرم هي الأفضل في الوسط الفني، فبعيداً عن كونها أحد أفضل الأصوات في الوطن العربي، فهي فنانة رائعة وجميلة، واستطاعت أن تحافظ على نجاحها الفني والأسري في وقت واحد، كما أنها لم تغير إدارة أعمالها منذ أن كانت صغيرة، واستكملا نجاحهما معاً حتى الآن، وهو ما يجعلني أتّخذها قدوة لي.

- أين أنت من التمثيل بعد حصولك على دورات فيه مؤخراً؟
تلقيت عدداً كبيراً من العروض التمثيلية خلال الفترة الماضية، لكنني رفضتها لسببين، الأول أن جميعها لا يتوافق مع مبادئي الشخصية، والتي لا أحب أن أتنازل عنها أبداً، والسبب الثاني رغبتي في تثبيت قدمي في الغناء أولاً، لذلك لن أسعى إلى العمل في التمثيل إلا بعد أن أثبت نفسي كمطربة في البلدان العربية كافة.

- ما المبادئ التي لا تحبذين الابتعاد عنها؟
أنا أفضّل المشي كالسلحفاة، لا الرقص مثل الأرنب، فلا أقبل مثلاً أن أحقق شهرة سريعة من خلال كليبات مثيرة، بالتالي لا أقبل بأعمال تتعارض مع ما أؤمن به.

- هل كان جمالك سبباً رئيسياً في نجاحك وشهرتك؟
بالتأكيد، فالجمال أمر مهم للغاية لأي فنانة لكي تتألق وتحقق شعبية جيدة، بخاصة في عصرنا الحالي، الذي أصبح يرتكز على الصوت والصورة، فالإثنان مكملان لبعضهما، لكن لو لم يكن صوتي جيداً لما كان جمالي حقق أي شيء.

- وما هي حدود طموحاتك؟
طموحاتي ليست لها حدود، إذ أتمنى الانتشار عربياً على نطاق واسع، والوصول بإحساسي وأعمالي الى كل الناس، والتخطيط في الوقت ذاته لحلم العالمية.

- هل ترين أن ذلك أمر سهل في هذا العصر؟
بالطبع لا، بل في غاية الصعوبة، في ظل الزحمة الكبيرة التي نشهدها في الساحة الفنية، إذ أصبح الكل يغني، سواء من يمتلك صوتاً جيداً أم لا، والمنافسات في معظمها أصبحت لا تتّسم بالنزاهة والشرف.

- ننتقل الى حياتك الخاصة، ما حكايتك مع المطبخ؟
الحمد لله علاقة أكثر من ممتازة، فأنا ست بيت شاطرة، بحكم أنني عشت وحدي فترة طويلة من حياتي، وتعلمت الاعتماد على نفسي، فأطبخ لأصحابي ويشيدون بالأطعمة التي أعدها لهم، الى درجة أن الطبخ أصبح هوايتي الثانية بعد الغناء.

- هل لديك هوايات أخرى؟
الخياطة، إذ إنني أقوم بخياطة التابلوهات، وأشعر بهدوء كبير حين أمارس هذه الهواية.

- وهل هناك هوايات رياضية؟
أحرص دائماً على ممارسة هوايات رياضية عدة، للحفاظ على رشاقة جسمي وتناسق قوامي.

- ما أخبار هناء الإدريسي العاطفية؟
لست مرتبطة ولا متزوجة ولا مخطوبة، وقلبي ليس مشغولاً بأي شخص إلا الفن، فأنا لا أفكر حالياً إلا في الغناء، لكن ربما في يوم من الأيام أغيّر رأيي هذا.

- هذا يعني أنك تضعين شروطاً صعبة على فارس أحلامك!
ليست شروطاً صعبة إطلاقاً، أريد منه فقط أن يفهمني ويستوعبني جيداً، كما لا أهتم بشكله بقدر شخصيته وكاريزمته وحبه واحترامه وإخلاصه لي، وبقدر تفهّمه لي سأكون مرتاحة ومستقرة معه، وأستطيع أن أوفر له الشيء ذاته.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078