رجاء عالم... رائدة الأدب التجريبي
لأنّهم يعيشون اليوم بيننا وغداً سيعيشون في تاريخ الأدب العالمي علينا أن نعرفهم ونقرأهم ونفهمهم اليوم قبل الغد... في كلّ مرّة نختار لكم أديباً وكتاباً لنضع بين أيديكم دليلاً يسوقكم نحو أهم الكتابات الإبداعية والمؤلفات الأدبية الموجودة في الساحة الثقافية اليوم...
نبذة عامّة
كلّ ما يُمكن أن نسمعه أو نقوله عن هذه الكاتبة السعودية المعروفة هو فقط ما عرفناه عنها من خلال إنجازاتها الأدبية المتنوعّة بين قصّة ورواية ومسرح... إنّها رائدة الأدب التجريبي في السعودية وإحدى أهم الكاتبات السعوديات وأشهرهن على الإطلاق. تنتمي رجاء العالم إلى أحدث جيل من الروائيات السعوديات منذ ظهور الرواية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين، و تتميّز رواياتها برمزية صوفية وفق رؤية كونية مفتوحة.
يبدو من خلال كلّ ما قدّمته الكاتبة أنّها تعيش جدلية الوجود على المستوى الإنساني والميتافيزيقي، فنرى أنّ القضايا الماورائية تطغى على أعمالها التي تطرح دائماً موضوعات حياتية متعدّدة ومتنوعة، فهي لم تنجذب إلى الأدب الواقعي بل ارتأت العكس، بمعنى أنّها تمرّدت على الواقع الذي أبت الإنغماس فيه خوفاً من الإصطدام بموانعه الكثيرة. ففي أدبها يبرز الجانب الحالم في شخصية رجاء عالم المتخفية دائماً وراء الكلمات، فيشعر القارئ أنّ هذه الأديبة لا تتعامل مع الأدب سوى على أساس أنّه حلم. لذا فإنّ عالمها الأدبي يتسلّل من المعقول إلى اللامعقول ومن المنطق إلى اللامنطق، وهذا ما يؤكّده معظم النقّاد الذين عملوا على قراءة أدب رجاء عالم. ومن أكثر روايات رجاء عالم إثارة للجدل رواية «خاتم» التي صدرت عام ٢٠٠١ والتي اعتُبرت الرواية الأكثر جرأة من حيث النبش في «المسكوت عنه» سواء في التاريخ السياسي أو الإجتماعي لمكة، وكذلك في طرح مسألة الذكورة والأنوثة بأسلوب أدبي واضح ومباشر.
أمّا بداية مشوارها الإبداعي فكانت من خلال عالم الصحافة حيث بدأت ككاتبة في صفحة «حروف وأفكار» في «جريدة الرياض» وكذلك في الملحق الأسبوعي التابع للصحيفة نفسها، وتحديداً في زاوية «ذاكرة المرايا». وفي العام ١٩٨٠ بدأت كتابتها الأدبية في المقالة والمسرحية والرواية. وشكلت رجاء وشقيقتها الرسامة شادية عالم ثنائياً لافتاً في عالم الفن والثقافة والأدب، فقدمتا معاً كتاباً بعنوان «جنيات لار»، وهو عبارة عن نص مشترك بالرسوم والكلمات واعتُبر هذا النوع من الكتب المعروف عالمياً (سيريغراف) هو الأوّل من نوعه في السعودية، حيث نُفّذت الطبعة الأصلية منه بتقنية الشاشة الحريرية، بالإضافة إلى تلوين وتذهيب يدوي على ورق ٢٥٠ جرام، محفوظة في علب مغلّفة بأقمشة سميكة. كما أودعت نسخه من هذه المجموعة في جناح الكتب النادرة في المكتبة الوطنية بباريس.
وسبق للكثيرين أن أعجبوا وتوقفوا عند تجربة رجاء (الكاتبة) وشادية (الرسّامة) اللتين دهشا المجتمع السعودي والعربي بموهبتهما وجرأتهما وقدرتهما على اقتحام «المسكوت عنه» والعمل على إثبات قدرة المرأة السعودية على الإبداع والتألّق.
هويّة أدبية
- الإسم: رجاء عالم
- الجنسيّة: سعودية
- محلّ وتاريخ الولادة: مكة المكرّمة في العام ١٩٦٣
- تحصيلها العلمي: حصلت على بكالوريوس أدب انكليزي من جامعة الملك عبد العزيز في جدّة عام ١٩٨٣.
- المهنة: أديبة وقاصّة وكاتبة سعودية
- من مؤلفاتها: «أربعة صفر»، «قرية النو»، «حين انفرط الأبيض» (في القصّة) و«ثقوب في الظهر»، «الموت الأخير للممثّل»، « ٣٦٠ كوّه في وجه امرأة» (في المسرح) و«ستر»، «طريق الحرير»، «مسرى يا رقيب»، «خاتم»(في الرواية)...
- أهم الجوائز: فازت قصتها «أربعة صفر» بميدالية الشرف في مسابقة ابن طفيل التي نظّمها المعهد العربي الإسباني في مدريد عام ١٩٨٦ وفازت مسرحيتها « ٣٦٠ كوّه لوجه امرأة» في الإسكندرية. ومن أهم الجوائز التي نالتها جائزة الإبداع العربي لعام ٢٠٠٧، كما فازت بجائزة «المنتدى الثقافي اللبناني» في فرنسا والتي حملت اسم الناقدة خالدة سعيد، وكانت ثاني كاتب سعودي يحصل على هذه الجائزة بعد أحمد أبو دهمان.
- من مقولاتها: « مكّة المكرّمة هي بالنسبة إليّ مركز لحركة سحرية إبداعية أعمل على إحيائه كوداع لمكة القديمة التي اندثرت الآن، مكة أمي وجدتي».
- كُتب عنها: «تعيش رجاء عالم عزلتها المضيئة وتكتب... تضرم الأقمار في اللغة وتؤجّج ماء الكلام... ترجّ قارورة المفردات لتنتقي لؤلؤها العذب وحليتها الفاتنة».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024