علاء الأسواني أعاد الحرارة إلى الرواية المصرية
لأنّهم يعيشون اليوم بيننا وغداً سيعيشون في تاريخ الأدب العالمي علينا أن نعرفهم ونقرأهم ونفهمهم اليوم قبل الغد... في كلّ مرّة نختار لكم أديباً وكتاباً لنضع بين أيديكم دليلاً يسوقكم نحو أهم الكتابات الإبداعية والمؤلفات الأدبية الموجودة على الساحة الثقافية اليوم...
نبذة عامّة
وُلد علاء الأسواني في كنف عائلة مصرية برجوازية، درس في مدرسة الليسة الفرنسية في مصر ومن ثمّ تخصّص في طبّ الأسنان وسافر بعدها إلى شيكاغو حيث درس وحصل على شهادة الماجستير في طبّ الأسنان من أشهر جامعاتها «إلينوي». إلاّ أنّ حبّ الأدب الذي ورثه عن جدّه المعروف كشاعر إرتجالي ووالده المحامي والكاتب الروائي عباس الأسواني بقي مشتعلاً في قلبه، وكانت موهبة الكتابة لديه الطاغية، فلم تشغله سنوات دراسته أو عمله كطبيب عن الكتابة التي تجلّت بداية في مجموعات قصصية ومقالات صحافية قبل أن يتحوّل إلى الرواية.
وما إن أصدر الدكتور علاء الأسواني روايته الأولى عام ٢٠٠٢ «عمارة يعقوبيان» التي تحمل إسم عمارة موجودة حقيقةً في شارع طلعت حرب في القاهرة حتى أصبح مثار جدل بين النقّاد والجمهور على حدّ سواء، كما لمع اسمه وتجاوز بذلك شهرة والده لا بل الكثيرين من الكتّاب المخضرمين. علاء الأسواني لم يأتِ بعمل روائي مشابه لما كان سائداً على الساحة الأدبية لا من حيث المبنى ولا المعنى.
فالكاتب لم يُناقش الموضوعات الإجتماعية الخطيرة والمستفحلة فعلياً في واقعنا العربي الراهن مثل النفاق الإجتماعي والتطرّف الديني فحسب، بل إنّه صوّر أيضاً بواقعية شديدة التناقضات الهائلة في المجتمع والتي تتمثّل بالإنتماء إلى الطبقات الراقية والمقتدرة مادياً والإنحلال الأخلاقي الذي يدفع ببعضهم إلى الحضيض، وكذلك بين التشدّد الديني من جهة واقتراف الفاحشة من جهة أخرى.
وهذا الرواج الذي لاقته الرواية منذ صدورها جذبت إليها أنظار دور النشر الأدبية العالمية، وهكذا تُرجمت الرواية إلى عدّة لغات أجنبية منها الفرنسية والإنكليزية والإيطالية. كما لاقت استحسان النقّاد الأجانب ومن أبرز ما كتبته الصحف الفرنسية عنها: «لو كانت مصر عمارة لكانت دون شك عمارة يعقوبيان».
فجاءت الرواية كظاهرة أعادت الحياة إلى الرواية العربية عموماً والمصرية خصوصاً التي كانت تمرّ في مرحلة فتور ملحوظة. وقد تمّ تصوير الرواية فيلماً سينمائياً تحت إدارة المخرج مروان حامد وبطولة نخبة من ألمع نجوم السينما المصرية مثل عادل إمام ونور الشريف وهند صبري... وبالرغم من تكهنات كثيرين توقعوا لنجاح الأسواني أن يتوقف عند حدود «عمارة يعقوبيان»، إلاّ أنّ إصداره الروائي الثاني الصادر عام ٢٠٠٨ تحت عنوان «شيكاجو» خالف التوقعات لأنّ الأسواني لم يعش تجربة «رعب الكتابة» بعد النجاح الساحق لروايته الأولى. وهكذا كرّست «شيكاغو» إسم علاء الأسواني كواحد من أهم أدباء العالم العربي في الوقت الراهن وامتداداً لمُناخ القاهرة المحفوظي.
هويّة أدبية
- الإسم: علاء الأسواني
- الجنسيّة: مصرية
- محلّ وتاريخ الولادة: القاهرة، ١٩٥٧/٥/٢٦
- المهنة: طبيب أسنان وأديب
- من مؤلفاته: «نيران صديقة» و«عمارة يعقوبيان» و«شيكاغو»
- أهم الجوائز: جائزة «برونو كرايسكي» التي فاز بها عن روايته «عمارة يعقوبيان»... وكان أول مصري يحصل على هذه الجائزة المرموقة التي سبق أن نالها المناضل الإفريقي نيلسون مانديللا
- قيل فيه: «إن لم يكتب علاء الأسواني إلاّ رواية «عمارة يعقوبيان» لكانت كافية لتضعه في مصاف الروائيين الكبار في العالم العربي».
- من مقولاته: «أثق بذائقة القارئ العادي وأكتب له وعنه أصلاً».
- المؤثرّون في حياته الأدبية: أستاذه الأوّل ووالده المحامي والأديب عباس الأسواني
- أفضل هدية: مكتبة والده الضخمة التي نهل منها أهم المعارف الأدبية والثقافية
- أهدافه: الديمقراطية
- اهتماماته: يكتب أسبوعياً وشهرياً في بعض الصحف المصرية المُعارضة، كما أنّه ناشط في حزب «كفاية» المعارض لكلّ شكل من أشكال الديكتاتورية الحاكمة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024