تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أن تصوم ليس معناه أن لا تبتسم

أن تصوم ليس معناه أن لا تبتسم

"أن تصوم لايعني أن تذبل إبتسامتك، وتبهت نظرة الرفق في عينيك، ويعلو ضجرك. الصوم تزكية للروح.. وتهذيب للنفس". هكذا غرد أحمد صقري معلقا على الأشخاص الذين يتخذون من المزاجية والغضب عنوانا خلال الشهر الفضيل بحجة الصيام. الرأي نفسه أبدته ناشطة تحمل اسم "أزهار الكرز"، وعلقت في تغريدة لها بالقول: "أن تصوم لا يعنِي ذلك أن تنسى فيه كيف تبتسِم. أرادهُ الله طهارةً للنفس لا عِبئاً وهمّاً ثقيلاً".

من جهته، فضل أبو سليمان نشر مقولة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، عبر تغريدة في تويتر يقول فيها: "من روائع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إني أُفتيكم بأن الإبتسامة في رمضان لا تفطر، واعلموا أن البشاشة وطلاقة الوجه لإخوانكم من الأمور التي تثابون عليها".

وما جاءت هذه المنشورات إلا لتعبر عن الواقع المعاش. فأغلب الصائمين يقضون يومهم متوترين، وينسون شيئا اسمه الابتسامة والمعاملة اللطيفة، ويعلقون ذلك على شماعة الصيام، في الوقت الذي  فرض فيه الصوم لتهذيب النفوس والتحكم في الإنفعالات والغضب.

وذكر موقع "كل يوم معلومة طبية" أسبابا علمية لزيادة العصبية عند بعض الأشخاص في رمضان، أولها نقص نسبة المياه والجلوكوز في الدماغ. فهذا النقص يسبب في البداية شعورا بالتوتر، ثم يتحول إلى  غضب وانفعال. وقد يكون السبب عند البعض غير مرتبط بالجفاف، بل بنقص مادة النيكوتين الموجودة في التبغ أو نقص مادة الكافيين الموجودة في القهوة. فالتوقف عن شرب القهوة والمنبهات بصفة عامة خلال شهر الرمضان يسبب الشعور بالعصبية، وتقلب المزاج والإجهاد، والنعاس، وإذا زادت مدة الانقطاع عن 18 ساعة يحدث الصداع الشديد.

وبالنسبة لبعض الأشخاص ترتبط العصبية بالجوع، ويحدث الشعور بالجوع بسبب هرمون الجريلين، والذي تفرزه المعدة والغدة النخامية، إذ يقوم هذا الهرمون بإرسال الإشارات المسؤولة عن توزان الطاقة إلى الدماغ، ويستجيب هذا الأخير من خلال خلق الشعور بالجوع لتنبيه الشخص لحاجته للطعام، أو الماء، أو بسبب تفويت موعد الأكل المعتاد عليه.

من جهته، نفى أمجد العجرودي، استشاري أمراض الطب النفسي، أن يكون الصيام هو سبب زيادة العصبية والغضب في رمضان، مرجعا السبب إلى العادات غير الصحية التي اعتاد عليها الأشخاص طيلة أيام السنة، وبالامتناع عنها وقت الصيام تزداد العصبية والتوتر. وضرب مثالا بالإدمان على القهوة الشاي والشوكولا، وكذا الإدمان على السجائرأو الشيشة. وأوضح العجرودي أن الشعور بالعصبية والتوتر يمتد إلى مدة أسبوع أو عشرة أيام، وهي الفترة التي يسحب فيها المادة المنبهة من الجسم، وبعد هذه الفترة لابد للجسم أن يتعود على النقص ويكمل شهر الصيام دون عصبية. 

وليست المنبهات وحدها من يشعل فتيل العصبية في رمضان. فالجفاف أيضا يلعب دورا في ذلك، فالماء ضروري لعمل الدماغ، و نقص الماء خلال ساعات الصيام يسبب اضطراب وظائف خلايا الدماغ، ما يزيد العصبية والتوتر وضعف التركيز، حيث يفرز الدماغ موادا كرد فعل على نقص الماء، ومن جهة أخرى يعتمد الدماغ الجلوكوز في الحصول على الطاقة، ونقص نسبة الجلوكوز في الدم يؤدي إلى زيادة العصبية والإنفعال.

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية" بقلم كريمة هادف

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079