كوابيس بيروت
الكتاب: «كوابيس بيروت»
الكاتبة: غادة السمّان
الناشر: منشورات غادة السمان، ٢٠١٠
الطبعة التاسعة
كوابيس بيروت... رواية تجلّت في عالم الثقافة والأدب منذ إصدارها في طبعتها الأولى عام ١٩٧٦- رغم كلّ ما تحمله «مشاريعها الكابوسية» من قساوة- كحلم رقيق حمل إلى غادة السمّان المجد الذي لم تسع إليه يوماً وأهدى إلى المكتبة العربية رواية من أجمل الروايات العربية الحديثة. ولا عجب في أن تصدر هذه الرواية أخيراً بالطبعة التاسعة بعد أن ظلّت على مدى عقود مادة دسمة لأقلام النقّاد والأكاديميين والمتخصصين في مجال الرواية العربية الحديثة.
كما أنّها جذبت إليها بعمق موضوعها ورشاقة لغتها وتميّز طرحها الأوساط الأدبية الغربية كافة، إذ تُرجمت إلى الكثير من اللغات مثل الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبولونية والروسية والإيطالية... فكتبت عنها الناقدة البولونية هانا يانكوفسكا مثلاً: «أعتقد أنّ «كوابيس بيروت» تستحقّ نقلها إلى كافة اللغات العالمية للمواقف والمعاني الإنسانية الأممية التي تنطوي عليها». فالرواية كما يبدو من عنوانها «كوابيس بيروت» هي ترجمة للواقع الأليم والمرعب الذي عرفته بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية حيث كان تجاوز عتبة المنزل بمثابة مغامرة مجنونة يُحسب لها ألف حساب، فاختارت غادة السمّان «الكتابة في زمن الحرب ومن موقع الحرب» وإنما بنظرة ثاقبة تُعطي الحدث عمراً أطول ومعنى أشمل ليكون صالحاً لكلّ زمان ومكان.
ولا يُمكن الحديث عن «كوابيس بيروت» من دون التطرّق إلى الإهداء الذي كتبته عام ١٩٧٦ واختارته إهداءً دائماً في الكتاب بكلّ طبعاته حتى لا ننسى الجنود المجهولين الذين يعيشون ويموتون بصمت صانعين بطولات خارقة وخافتة في الوقت نفسه، فتكتب: "أهدي هذه الرواية إلى عمّال المطبعة، الذين يصفون في هذه اللحظة حروفها رغم زوبعة الصواريخ والقنابل وهم يعرفون أنّ الكتاب لن يحمل أسماءهم... إليهم هم الكادحون المجهولون دونما ضوضاء كسواهم من الأبطال الحقيقيين... أهدي هذه السطور».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024