تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الغذاء "النباتي" للأطفال.. أوهام شائعة تُدحضها الدراسات العلمية

الغذاء

"ابني في العاشرة من عمره، يكره طعم اللحم ولا يقبله أبداً.. إنه يحب الخضار والأرز"، تقول نور عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهي مشكلة ترددها الكثير من الأمهات اللاتي يشتكين من عدم قبول أبنائهن للحوم بصفة عامة، بينما تذهب أخريات إلى محاولة اتباع نظام غذائي نباتي تام وصارم مع أبنائهن، ظناً منهن أن ذلك النظام يحمي الأبناء ويحافظ على صحتهم بعيداً عن اللحوم وما قد تُسببه من متاعب لصحتهم.
محمد خالد


يتماشى ذلك الاتجاه مع لجوء الكثير من الأشخاص "الكبار" إلى الاعتماد على النظام النباتي، فيما يُطلق عليهم "النباتيون"، إيماناً منهم بفوائد ذلك النظام الغذائي. غير أن الكثير من التساؤلات قد عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حول مدى مناسبة ذلك النظام الغذائي للأطفال، في خطٍ متوازٍ مع اعتقاد شائع بأنه قد يكون نظاماً مناسباً لتربية الأطفال.
دراسة علمية ألمانية حديثة دحضت ذلك الاعتقاد، وخلصت إلى أن الاعتماد على النظام الغذائي النباتي التام للأطفال قد "يؤخر نموهم". وخلصت نتائج الدراسة إلى أن 10 في المئة من الأطفال الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً "بصورة تامة" يعانون من ضعف النمو، يظهر من خلال تضاؤل احجام اجسامهم بالمقارنة مع اطفال في مثل سنهم يتبعون نظاماً غذائياً غير نباتي.


ضعف النمو
الدراسة التي أجريت في "جامعة العلوم التطبيقية للطبقة الوسطى" كشفت كذلك عن أن نسبة تصل إلى 9 في المئة من الأطفال الذين يعتمدون على النظام النباتي "بشكل أساسي" يعانون كذلك من ضعف النمو، وربطت الدراسة ذلك التأخر بالنظام الغذائي النباتي المتبع.
قبل هذه الدراسة التي أعلنت نتائجها أخيراً، كان الناس يفتقدون إلى معلومات علمية واضحة بشأن تأثير النظام النباتي على الأطفال وصحتهم، وكان اعتقاد الأطباء في ألمانيا يدور حول أنه يمكن للنظام الغذائي النباتي أن يكون مفيداً للأطفال، ولكن في حال كان متنوعاً ويشمل مختلف العناصر المطلوبة، دون أن يحددوا بالضبط أي من النصائح العامة في ذلك الصدد، حسبما نقل تقرير سابق لـموقع "دويتشه فيله".
ومن ثمّ أوجدت تلك الدراسة الأرضية التي يمكن البناء عليها علمياً حول تأثير النظام الغذائي النباتي التام على الأطفال ونموهم. كما حسمت جزءاً من الجدل الدائر حول مدى ملائمة النظام النباتي للأطفال كما الكبار.


عناصر غذائية
ولعل مُبرر ذلك أن النظام النباتي الصارم قد لا يحتوي على العناصر الغذائية المطلوبة لنمو الأطفال، وهذا ما حذرت منه في العام الماضي 2017 الجمعية الأوروبية للأطفال للجهاز الهضمي والكبد والتغذية، والتي قالت إن هذا النظام الصارم "قد لا يكون الأمثل بالنسبة للأطفال" لأنه يحرمهم من عناصر مهمة لنموهم مثل فيتامين ب 12 والكالسيوم والزنك. غير أن دراسة علمية سابقة توصلت إلى نجاعة النظام الغذائي النباتي بالنسبة للأطفال، لكن في حالة "الأطفال الذين يعانون من البدانة الشديدة"، وهي الدراسة التي نشرت نتائجها في العام 2015 في "طب الأطفال" في الولايات المتحدة الأميركية وأجراها باحثون من مستشفى كليفلاند ومستشفى الأطفال في أوهايو. وتوصلت الدراسة المذكورة إلى نتائج مُهمة تربط بين إمكانية أن تكون للحمية الغذائية المعتمدة على النظام النباتي بالإضافة إلى "تقليل" الدهون، نتائج إيجابية في حماية الأطفال البدناء من أمراض القلب.
ما هو مناسب للكبار ليس شرطاً أن يكون مناسباً للأطفال في ما يتعلق بالغذاء، ذلك أن جسم الطفل يحتاج العديد من المواد المختلفة لنموه، وبالتالي فالنظام الغذائي النباتي وفق ما تقدم ليس الخيار الآمن الذي يمكن الاعتماد عليه في تنشئة الأبناء.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080