"الحِنة يا قَطر النَدى".. طقوس ليلة الحِنَاء في مصر
لمصر حالة خاصة مع الموروث الشعبي. فهي حضارة عريقة غَنَت للفرح موالاً وللحزن موالاً، وخلقت أساطيرها وموروثاتها عبر العصور، وصنعت طقوساً لكل الاحتفالات، للموت والحياة وللحج والأولياء وللزفاف، كما لليلة الحناء، تلك الليلة التي تنتظرها كل فتاة لترى "حلم الطرحة البيضاء" يتحقق أمام عينيها.
حسام خضرا
وتولي العروس في مصر ليلة الحناء عناية خاصة، بأداء طقوس كثيرة ومتعددة على درجة عالية من الاهمية، على رغم أن "الحَنَانَة المعاصرة" لا تشبه "حَنَانَة الأمس"، بعدما دخلت فكرة الأزياء والكرنفالات والموسيقى المصاحبة لها، هذا العالم الحالم باستعراضاته المتنوعة.
تقول روينا الليثي، منسقة ليالي الحِنَاء، إن "الفستان وليلة الحناء والزفاف مشهد واحد غير قابل للتكرار، وعلى العروسة أن تستمتع بالتفاصيل الكاملة لهذا المشهد.. أي أمر يمكن ان يتأجل ويتكرر، إلا الفرحة.. الشقة والعفش سيتغير ويتبدل.. لكن الحِنَة مشهد واحد، ويجب على كل بنت أن تتمسك بمشاعر وأحاسيس فرحتها".
روينا، التي تعمل في هذه المهنة منذ 12 عاماً، تضيف: "الحِنَة اليوم تطورت بشكل كبير عن الذي كانت عليه في السابق. فقد دخلت فكرة الأزياء والكرنفالات والموروثات الشعبية لبعض الشعوب، والموسيقى والتصميمات التي تصنع خصيصاً لهذا الحدث".
وتضج مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الصفحات التي تروج لمشاريع خاصة بإحياء "ليلة الحِنَاء"، التي تعتبر من الأمور الهامة، بخاصة في إطار الطبقة المتوسطة والشعبية في مصر.
فتقدم صفحة بعنوان "جي جي حِنَة شو" عبر موقع "فايسبوك"، وصفات وأسعار لتجهيز العرائس وإحياء ليلة الحِنَاء، التي تبدأ تكلفتها، بحسب الصفحة، من 1300 جنيه، وتمتد لأكثر من ذلك بنحو ثلاثة أضعاف أحياناً.
وتنشر صفحة "فَرَحِك" النسائية عبر موقع "فايسبوك"، مجموعة من الصور التي تشير إلى أفكار قد تستفيد منها الفتاة في ليلة زفافها، من بينها صور عن كيفية تقديم الحِنَاء، وإضافات قد تعطي شكلاً مبهجاً لهذا الطقس.
إن تجديد الأفكار، والقدرة على مواكبة العصر، تساعد بشكل أو بآخر في بقاء مِهنَة "الحَنَانَة"، "لأن الناس حينها ستبقى حريصة على وجودك جداً"، وفق روينا، التي تقول إنه "ما دامت المهنة قادرة وتقاوم وتطور نفسها بشكل دائم، فالناس لن يستغنوا عنها.. والموروث يعيش والناس ستكون مبسوطة.. والموروث الذي انقرض هو الذي لا يقدر أن يواكب تطور المجتمع ويقدم الجديد".
روينا على مدار تاريخها في تلك المِهنَة أصبحت أشبه بمخرجة سينمائية، تحرص جيداً على إخراج حفلها بطريقة مبهرة، فهي تهتم بتفاصيل الموسيقى والعروض، وسعادة الجمهور، وفق رؤية بصرية مميزة.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024