"المنسف".. سيد المائدة الأردنية
سيد المائدة والحاضر الأول عليها، شعاره تعميق الروابط الأسرية، وغايته إكرام الضيف. إنه "المنسف"، الذي عرفه أهل الأردن قبل ثلاثة آلاف عام، وبات سفيرًا للمملكة في الخارج.
مصطفى محمود
تُحقق هذه الوجبة، الأكثر شيوعًا في الأردن، غاية شعبية ووطنية، إذ يجتمع حولها أكبر عدد من الأفراد. فهي "تعبير عن الكرم، وأسلوب حميم لجمع الناس، وإحداث الألفة فيما بينهم"، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).
زينة الموائد
ويُعد طبق "المنسف"، الذي عادة ما يُزيِّن الموائد لا سيما في المناسبات، جسرًا اجتماعيًا يتحقق منه التواصل وتعليم السلوكيات الحميدة، مثل توقير الكبير، وإكرام الضيف، وإطعام الجائع والفقير، وغيرها.
ووفقاً لما ذكره الباحث في التراث الأردني حامد النوايسة، خلال لقاء تلفزيوني، فإن أصل تسمية "المنسف " يعود إلى "الجريش"، أو الحنطة المطحونة يدويًا، إذ كان النساء والرجال ينسفون القمح في طبق واسع قبل طهيه (أي ينقونه من الشوائب).
ويتكون "المنسف" من الأرز، ولحم الضأن، وسائل "الجميد"، الذي يُصنع من الحليب بعد تحويله إلى لبن، ويُعد أهم مكونات الوجبة، حيث يُطبخ اللحم في مرقه والجميد، ويُخلط معه اللبن الرائب. بينما يضاف السمن الطبيعي للأرز، ويُقدم في طبق كبير فوق رغيف من خبز الشراك (خبز صاج)، ويُزين بالمكسرات والبقدونس.
طقوس وآداب
ولإعداد "المنسف" طقوس خاصة، تتباين من منطقة إلى أخرى، ومن مستوى اجتماعي لآخر. فهناك من يقدمه بلحم الضأن، وآخرون يقدمونه بلحم الدجاج، والأرز، أو جريش القمح. ويُقدم بعد إعداده في طبق دائري مفتوح، للدلالة على المشاركة والمساواة، بينما يُقدم اللبن إلى جانبه.
وللمنسف آداب وتقاليد في تناوله. فلا يجوز القيام إلى الطعام قبل أن يأذن صاحب الدعوة، وعلى الضيف التقيد بتناول الطعام من أمامه، مع مراعاة التهذيب بالتناول واقتسام قطع اللحم، وعدم إظهار قاع الطبق.
ومن التقاليد المتوارثة ألا يمد الضيف يده لرأس الخروف لتناول اللسان أو أي جزء آخر، ما دام على المائدة رجل آخر أكبر سناً أو ذو شأن، مع تجنب نفض اليدين فوق الطبق.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024