تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أشرف عبد الباقي: أواجه صعوبات في التواصل مع أبنائي

رغم أن المنافسة بين النجوم تصل في بعض الأوقات الى رغبة بعض الفنانين في عدم تقديم المساعدة لأحد، إلا أن النجم أشرف عبد الباقي قرر كسر هذه القاعدة، وقدم جيلاً جديداً من نجوم الكوميديا، لكنه فوجئ بأقاويل كثيرة تطارده، بأنه يشعر بالغيرة منهم ومن نجاحهم وازدياد شعبيتهم.
في هذا الحوار يرد أشرف عبد الباقي على هذه الأقاويل، ويتحدث عن كواليس عدة تتعلق بـ«مسرح مصر»، وإمكانية تحويله الى فيلم سينمائي، ويكشف عن رأيه في هجوم بعض الفنانين على العروض، وحقيقة استعانته بوجوه جديدة، ويوضح أيضاً سبب ابتعاده عن السينما، ورأيه في دخول أبنائه مجال الفن، وعلاقته بالسوشيال ميديا، وإمكانية عودة التعاون بينه وبين النجم محمد هنيدي.


- كيف كانت ردود الفعل التي وصلتك حول مسلسل «عائلة زيزو»؟
المسلسل حقق أصداء إيجابية وجيدة، وأكثر ما أسعدني أن نجاحه لم يقتصر على مصر فقط، بل امتد الى مختلف الدول العربية. وما سأفتخر به طوال حياتي، أن مسلسل «عائلة زيزو» لم يحتوِ على ألفاظ نابية أو مشاهد تخدش الحياء، ورغم ذلك حقق العمل نِسب مشاهدة عالية، ولمست نجاحه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

- لكن، هل حزنت لخروج المسلسل من الموسم الرمضاني الماضي؟
بالعكس، أرى أن شاشة رمضان تعاني دائماً ازدحاماً في الأعمال. ورغم أن المنافسة بين النجوم مهمة، لكنني لا أؤيد فكرة عرض 30 مسلسلاً في الشهر نفسه. وفي كل الأحوال، أنا واثق بأن العمل الجيد قادر على إثبات نفسه في أي وقت، وهذا ما حدث فعلاً مع مسلسل «عائلة زيزو»، وغيره من المسلسلات التي عُرضت الفترة الماضية.

- ما سبب حماستك لهذا العمل من البداية؟
السيناريو الرائع المكتوب ببراعة، والذي ناقش قضية في غاية الأهمية، ألا وهي صعوبة التواصل بين الأجيال السابقة والحالية؛ وصعوبة الاندماج بين الآباء وأبنائهم بسبب التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، فهي في رأيي قضية اجتماعية مهمة تحتاج الى المناقشة من خلال أكثر من عمل فني.

- وهل تعاني صعوبة في التواصل مع أبنائك؟
بالطبع، فالتكنولوجيا الحديثة غيّرت مفاهيم عدة جعلت الآباء يواجهون صعوبات في التعامل مع أبنائهم، وأنا أعاني المشكلة نفسها، لكنني أحاول إزالة هذه الفوارق.

- وما حلّ هذه الأزمة في رأيك؟
لا حلّ كاملاً لديَّ، لكن ما أعرفه أن الفن يلعب دوراً مهماً في حل هذه المشكلة.

- شاركتك نسرين أمين البطولة، فهل تتقصد الاستعانة بنجوم جدد في أعمالك الفنية؟
هذا الأمر ليس جديداً عليَّ، فقد اعتدت على ظهور الوجوه الجديدة في أعمالي الفنية، سواء كانت سينمائية أو مسرحية، وأكبر مثال على ذلك فيلم «رشة جريئة»، حيث شاركتني ياسمين عبدالعزيز البطولة، وكانت يومها في بداية مشوارها الفني، والأمر نفسه ينطبق على عروض «مسرح مصر».

- انتشرت شائعات كثيرة تزعم أنك تفكر في الاستعانة بنجوم جدد في «مسرح مصر»، فهل هذا الكلام صحيح؟
بصراحة، هذه من أسخف الشائعات التي طاردتني أخيراً، والهدف منها الترويج لشائعة أخرى، وهي تخلّي نجوم «مسرح مصر» عني أو استبعادي لهم، فأنا لا أفكر في الاستعانة بوجوه جديدة، ولم تخطر في بالي هذه الفكرة يوماً.

- وما سبب رفضك الشديد لهذه الفكرة رغم أنها تعطي فرصة للشباب الموهوبين؟
كل ما في الأمر أن نجوم مصر الحاليين حققوا نجاحاً باهراً لخمس سنوات متتالية، كما أنهم نجحوا في الاندماج مع بعضهم بعضاً، ومن الصعب أن أُضيف أي شخص إليهم، لأنهم اعتادوا على العمل معاً.

- ما رأيك بالنجاح الذي حققه نجوم «مسرح مصر» من خلال الدراما والسينما؟
أفتخر بهم كثيراً، لأنني ساهمت في اكتشاف مواهبهم، وعندما أجد أحدهم يتلقى عروضاً كثيرة تغمرني السعادة، فلديّ شعور دائم بأنهم جزء من عائلتي، وبالتالي أشاركهم أي نجاح أو إنجاز جديد يحقّقونه.

- بعد خمس سنوات على نجاح عروض «مسرح مصر»، ألا تخشى أن يُصاب المشاهد بالملل؟
لن يحدث هذا أبداً، لأننا حريصون دائماً على تقديم أفكار جديدة وعدم التكرار، كما أن هدفنا الأول هو إضحاك الجمهور وإسعاده.

- ما تعليقك على المطالب التي خرجت أخيراً بمنع الأطفال والمراهقين من مشاهدة عروض «مسرح مصر»؟
لا أؤيد هذه المطالب إطلاقاً، لأننا لا نقدّم عملاً تخجل منه الأسرة، أو يخدش حياء الطفل. بالعكس كنت حريصاً منذ البداية على تقديم محتوى يناسب كل الأعمار، ولا يحمل أي إيحاءات، وحين كان أي فنان يرتجل جملة من الممكن أن تحمل معنيَين، كنت أوجّه إليه تنبيهاً بضرورة التركيز، وعدم استخدام عبارات يُحتمل أن يتم فهمها بشكل خاطئ. ما أريد قوله إن «مسرح مصر» هدفه إضحاك الجمهور من دون إسفاف أو ابتذال.

- لماذا لم تفكر في التطرق الى الموضوعات السياسية، ومنها محاربة الإرهاب في مصر؟
بصراحة، أرفض التطرق الى هذه الأمور، لأن عروض «مسرح مصر» تهدف الى تخليص الجمهور من ضغوط العمل والحياة، وهذا لن يحدث إلا بتقديم موضوعات كوميدية لا علاقة لها بالسياسة.

- عروض «مسرح مصر» سخرت من عدد من النجوم أو من بعض أعمالهم ومنهم محمد رمضان... ألم تخف من أن يشعروا بالضيق أو الغضب؟
نحن لا نُهين أحداً ولا نتجاوز حدودنا، والأمر لا يتعدّى حدود «الهزار»، وأعتقد أن هذا لا يغضبهم، لأنهم في النهاية فنانون ويعرفون جيداً أن تقليدهم أو تسليط الضوء على أحد مشاهد أعمالهم أكبر دليل على نجاحهم.

- كيف سيكون رد فعلك إذا فكر أحد نجوم «مسرح مصر» في الانسحاب من العروض لانشغاله بأعمال فنية أخرى؟
بصراحة، لقد كشفتُ لهم مراراً أنه إذا اتخذ أحدهم هذا القرار فلن أشعر بالضيق أو الحزن، بالعكس سأكون سعيداً بنجاحهم الفني في أعمال أخرى، ولكن جميع نجوم «مسرح مصر» حريصون على الاستمرار في هذا العمل الفني، لأنه شهد انطلاقتهم الحقيقية، وكلما تلقّوا المزيد من العروض الفنية زاد تمسكهم بي وبالعروض المسرحية.

- ما ردّك على النجوم الذين هاجموا «مسرح مصر» واتّهموه بأنه لا يقدّم أي رسالة فنية؟
أرفض التعليق على هذا السؤال، ولكنني أكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير، خاصةً إذا كانوا نجوماً كباراً، فأنا أحترم كل أنواع النقد، ومؤمن بعدم وجود عمل فني يتفق عليه الجميع.

- انتقد البعض اعتماد «مسرح مصر» على الارتجال، فما تعليقك؟
ثمة فن يُدعى «فن الارتجال» ومتعارف عليه على مستوى المسارح العالمية.

- يحرص الكثير من النجوم على حضور عروض «مسرح مصر»، فكيف ترى هذه الظاهرة؟
هو فعلاً شيء رائع، وردود فعلهم وانطباعاتهم الجيدة تسعدني كثيراً، وتعطيني دفعاً الى الأمام.

- ما تعليقك على خروج بعض الأقاويل بأنك شعرت بالغيرة من نجاح نجوم «مسرح مصر»؟
هذا كلام فارغ، وبصراحة هذه الشائعة تُضحكني لسبب واحد، وهو أنني كنت حريصاً منذ البداية على الظهور في معظم العروض لمدة لا تتجاوز الدقائق الخمس، حتى أعطيهم فرصة أكبر للظهور، فكيف يُقال اليوم إنني أشعر بالغيرة منهم! بالعكس عندما ينجحون، أشعر بفخر الأبوّة وبأن عائلتي تحقق إنجازاً عظيماً.

- هل يزعجك تصنيفك ممثلاً كوميدياً؟
أبداً، لكنه رأي خاطئ، لأنني قدمت العديد من الشخصيات الدرامية والتراجيدية، ومكتوب في بطاقتي الشخصية أنني فنان شامل، وليس فناناً كوميدياً فقط.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
كل ما في الأمر أنني مشغول بعروض «مسرح مصر»، ولا أملك الوقت الكافي للظهور في السينما.

- ألم تفكر في تحويل «مسرح مصر» إلى مشروع سينمائي؟
لا يمكن تنفيذ هذه الفكرة، فمن الصعب تحويل عروض مسرحية إلى مشروع سينمائي، لكن من الممكن أن يجمعني فيلم بأبطال «مسرح مصر»، بشرط أن تكون الفكرة جديدة ومختلفة.

- كيف تسير علاقتك بالسوشيال ميديا؟
كنت من أوائل النجوم الذين حرصوا على التفاعل عبر موقعَي «فايسبوك» و«إنستغرام»، لأنني أدركت مدى أهميتهما في التواصل المباشر بين الفنان وجمهوره، وهذه المواقع تساعدني على نفي أي شائعة مغرضة أو خبر مستفز، وفي الوقت نفسه تمكّنني من متابعة ردود فعل الجمهور بعد كل عرض.

- تصلك تعليقات كثيرة من جمهورك يطالبك فيها بالعمل مع محمد هنيدي، فما موقفك؟
لا أمانع في العمل مع محمد هنيدي، ليس لأنه نجم كبير وواحد من أهم الممثلين في مصر، ولكن لأنه صديقي وبيننا «عِشرة عمر»، فقد بدأنا معاً مشوارنا الفني، وحققنا الكثير من الإنجازات، وما زلنا على تواصل دائم.

- من تحرص على استشارته في اختياراتك الفنية؟
لا أحب أن أستشير أحداً، ولطالما اتّخذت قراراتي بنفسي من دون استشارة أي شخص، رغم تردّدي في بعض الأحيان.

- هل لدى أبنائك ميول فنية؟                    
أبنائي لا يفكرون في خوض غمار الفن إطلاقاً.

- لكن إذا لمست في أحدهم الرغبة في دخول مجال الفن، فكيف سيكون رد فعلك؟
أوافق في حالة واحدة، وهي امتلاكهم الموهبة الحقيقية، وليس مجرد الرغبة في تحقيق الشهرة والنجومية من خلال والدهم.

- لو لم تكن ممثلاً لكنت...
ممثلاً، فأنا أميل إلى الفن كثيراً، وكان حلم حياتي.


- ما أكثر شيء تفتخر به في حياتك؟
أنني دخلت سوق العمل في سنّ صغيرة، حيث اشتغلت في التجارة والأخشاب والنجارة، وهذه التجربة أفادتني كثيراً في فهم الحياة، وخرجت منها بدروس كثيرة قبل أن أبدأ مشواري الفني.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078