تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الفنانة القديرة ندين خوري: لم أحلمْ يوماً بالزواج... وأنجبتُ أكثر من أيّ امرأة أخرى

من أبرز النجمات السوريات، ساهمت في تألق الدراما السورية، وتميزت بحضورها الراقي ورسائلها الإنسانية من خلال شخصياتها الفنية. «القديرة»... هو الوصف الأكثر ملاءمة للفنانة ندين خوري، فرغم مرور السنوات إلا أن الفن ما زال بالنسبة إليها هو الشغف والحب والصدق بعيداً عن كونه مهنة ومصدراً للرزق.
هي ابنة العائلة المثقفة التي عاشت في كنفها كملكة، فلم تكن تشعر بالحافز لترك عائلتها من أجل تأسيس عائلة أخرى. اختارت عريسها الفني الذي سعى إليها، ولا تفكر بالانفصال عنه إلا إذا أراد الطلاق منها.
التقينا الفنانة القديرة ندين خوري بعد سنوات من الابتعاد عن الإعلام، لأسباب خاصة توضحها لنا في حديثها، كما تناولنا من خلال هذه الدردشة، حياتها وخياراتها الشخصية، ويومياتها، وطريقتها الفنية، ورؤيتها حول الجيل الجديد من الفنانين... من خلال اللقاء التالي.


- ابتعدت عن الإعلام سنوات، هل لأنه لم يعد هناك إعلام جدير بالنقاش مع الفنانة ندين؟
يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة فيها إرباك مع الإعلاميين بطريقة ما، فعندما يكون الحوار سطحياً ويتمحور حول ما نعيشه يومياً، أرى أن هذا ليس مكاني للمحاورة، وفي أي لقاء أجريه، أفكر لماذا سأجري هذا اللقاء وما الهدف منه، هذه هي أسباب ابتعادي عن الصحافة والإعلام.
وأي حوار فني يجب أن يتناول تاريخ الممثل في هذا المجال، ضمن محاور ثقافية وفكرية، وأن يكون الصحافي مطلعاً على تاريخ الفنان العملي، ولديه مراجعة للشخصية التي يحاورها. وفي بداياتي، أعطاني الإعلام كثيراً واحتواني في شكل واضح، لكن في ما بعد أصبح هناك تكرار ممل في اللقاءات، بخاصة عندما يعاد الحديث عن موضوع بدايات الفنان، التي حفظها الناس، فعندما يكون هناك استسهال من الإعلامي أبتعد عن إجراء الحوار، وبالطبع لا أعمم، فلا يزال هناك إعلاميون مهمون لديهم مخزون ثقافي ويقدّرون الفنان من خلال تاريخه وتجاربه، لكنهم للأسف نادرون.

- هل من شروط فنية ضمن نمط محدد للشخصية التي تؤدينها؟
ليست هناك شروط فنية، لأني عندما دخلت الوسط الفني رفضت أن أكون ضمن إطار محدد من الشخصيات، وكان يعنيني أن أختبر أدواتي من شخصية إلى أخرى، فابتعدت عن النمطية في الأدوار، وعندما أشعر أن هناك نمطاً معيناً في أدواري المتلاحقة أشعر بنفسي مقتولة، وأبحث دائماً عن المختلف والجريء.

- كيف تستطيعين الجمع بين المرح والجدية في الوقت ذاته، وهما شخصيتان متناقضتان، وهل هذه الصفات موجودة في جيل الممثلين اليوم؟
جزء من الجيل الجديد لا تعنيه هذه الشخصيات، وبنظري كلما التصقت الشهرة بالممثل عليه أن يبتعد عنها، حتى كلمة فنان يجب أن تُلغى، ويكفي أن نقول كلمة «الممثل»، لأن الممثل هو واسطة نقل بين الكاتب والمخرج للمتلقي.
أما اليوم، فنرى أن هدف البعض من العمل الفني هو الظهور المجاني، أو أن يكون جمال الشكل هو الطاغي على الأداء، بينما في المدرسة العريقة التي بدأتها مع الأساتذة الكبار، لم يكن هذا الهم موجوداً، والهدف كان كيف نسعى إلى الشخصية، وأن نكون مشاركين، لذلك أثبتت الدراما السورية حضورها بكونها تعمل على البطولة الجماعية ولا تعترف بالفردية.

- «حبيبتي يا حبة التوت» أول عمل سينمائي من بطولتك، لماذا ابتعدت عن السينما في ما بعد؟
السبب هو الإنتاج الضعيف، وأنه لم يعد هناك وجود للقطاع الخاص، وعندما لا يكون هناك قطبان متنافسان، لا تسير العجلة السينمائية، كما أن عدد الأعمال التي تنفّذ محدودة، وبالتالي تكون فرص الفنانين المشاركين محدودة أيضاً. لكن بالنسبة إلي، كان لمؤسسة السينما فضل كبير علي، وإنما عدم وجود قطاع خاص في هذا المجال كما هي الحال في الدراما السورية اليوم، يبقي النشاط السينمائي المحلي محدوداً، فتنافس القطاعين العام والخاص في الدراما، جعل للدراما السورية أرضية صلبة في الدراما العربية.

- أعمالك الأولى كانت من خلال الأعمال العربية المشتركة، مصرية – سورية - لبنانية، هل ما نراه من أعمال مشتركة اليوم، هو بديل لتلك الأعمال القديمة؟
الأعمال الدرامية المشتركة التي عملت فيها كانت في التسعينات، وكانت لها أصداء جميلة، وكانت اللهجة بين الفنانين العرب موحدة، واليوم عدنا لنرى أعمالاً مشتركة، والمادة الأساسية قائمة على شخصية من كل دولة، وكل ممثل يتحدث بلهجة بلده، وهذا التعاون أراه شيئاً طبيعياً وجميلاً.

- قلت أن الفن عريس طلب يدك للزواج، هل يمكن أن تنفصلي عن عريسك يوماً؟
سأبقى مع عريسي حتى يطلقني، الفن هو عريسي الذي أغناني فكرياً وثقافياً ومعرفياً، وفرّحني بكل شخصية أديتها، بخاصة شخصيات الأم التي جسدتها، وأدوار المرأة وما فيها من عمق وحنان وروعة وعطف وقدرة وقرار، هذه الشخصيات أسعدتني وأمتعتني، وسلمتني نفسها لأوصلها الى المتلقي، لذلك لا أطلب الطلاق، بل أنتظر من عريسي أن يطلب ذلك مني.

- ممثلة جميلة مثلك، ما سبب عزوفك عن الزواج، هل هو حب قديم كما أشيع أم ماذا؟
لم أحلم يوماً بالزواج، لهذا سميت الفن عريساً، فلا يوجد أحن منه ومن الفرص التي أعطاني أياها، وهذا العريس هو أجمل عريس حزت عليه.

- ألم تتمني يوماً أن تكوني أماً في الحقيقة؟
على الإطلاق، لأن الفن أغناني وأعطاني مادة دسمة لحياتي لا تسمح بأن أضيف إليها أكثر، فعوّضني بشخصيات الأم، والزوجة، والأخت، والحبيبة، وبتعدد هذه الشخصيات لم يكن لدي جانب فارغ كي أتجه إليه، كما أني أنجبت من خلال أدواري الفنية أكثر من أي امرأة أخرى، وفنانو الوسط اليوم هم في غالبيتهم أولادي.

- ابتعادك عن الأدوار الشريرة، هل تعتبرينه استسهالاً من المخرجين؟
على العكس، أول ثلاثية قدمتها مع المخرج هيثم حقي ضمن عمل درامي جدّي، كنت فيها امرأة متسلطة على عائلتها، وبعد أن اعتاد علي الناس بأدوار اللطيفة والحنونة، أديت أجزاء مسلسل «حمام القيشاني» للمخرج هاني الروماني، هذه المشاركة التي ولدت دهشة كبيرة من خلال شخصية «أميرة» التي تشبك علاقات الرجال معها، وهي ليست سيئة السمعة لكن تفكيرها شائك، فهي امرأة متحررة وجريئة، وهذه الجرأة أدهشت المتلقي، بأنه لا يمكن لندين أن تقدم مثل هذه الشخصيات.
وكذلك الأمر في مسلسل «تل الرماد» لعبت دوراً مهماً مع الأستاذ أيمن زيدان من خلال شخصية جريئة. ففي الحياة، لا يوجد خير مطلق أو شر مطلق، وعلى الفنان أن يتناول الشخصية الشريرة ويضيء فيها الجانب الضعيف من الخير، وهذا ما شكل لديّ امتحاناً لتوظيف أدواتي الفنية لأخرج من النمطية حتى في الشخصيات الشريرة.

- ملامحك الأجنبية، هل ساعدتك فنياً في بداياتك، وهل من أدوار أبعدتك عنها؟
بسبب ملامحي، كان هناك استهجان من مشاركتي في الأعمال البدوية التي كانت تتطلب ممثلة بشعر أسود وعيون غامقة، لكني عملت في الأعمال التاريخية، وكانوا يسندون إلي أدوار الأميرة، وفي بداياتي كانوا يستثمرون شكلي بشخصيات معينة كشخصية الفتاة الجميلة والأميرة، لكني رفضت أن أبقى ضمن هذا الأطار، وحاولت الابتعاد عنه، من خلال تجسيد أدوار مختلفة، كالشريرة والقبيحة والمتمردة.

- ما هو العمل الذي يمكن أن يستفز ندين لتقف خلف الكاميرا وتخرجه؟
العمل الذي يمكن أن أخرجه هو العمل الذي لم أره ضمن ما تابعته من أعمال عربية أو غربية، ويجب أن يحمل فكرة إنسانية، وأن يستحوذ على فكري وقلبي ورؤيتي أيضاً.

- قلت أن الفن حب وشغف، وماذا عن المردود المادي وكون الفن مهنة؟
نعم العمل الفني بالنسبة إلي هو حب وشغف، وأنا أعيشهما بصدق في عملي من خلال كل شخصية أجسدها، لكن ما قصدته من خلال كلامي، أن كثيرين من الفنانين يعتمدون مادياً على عملهم الفني، لكنْ هناك فرق بين أن يكون هذا المجال مهنة نعيش منها وفي الوقت نفسه نجتهد لأن نترك بصمتنا الخاصة فيه، وبين أن يكون هدفنا الفني مادياً بحتاً بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. وأنا أتكلم عني شخصياً، فقد تربيت ضمن أسرة مكتفية ولا أعتمد على العمل الفني من أجل مردود مادي.

- عشت فترة طويلة من الزمن ووالدتك متوفاة، وأنت لست أماً، كيف استطعت تقديم أدوار الأم بهذه الواقعية، هل هي رد فعل على فقدان حنان الأم؟
كان والدي معروفاً بكتابته الشعر، ووالدتي كانت نهمة في القراءة، فعشت في مناخ عائلي ثقافي، وبعد وفاة والدي، عشت مع أخي أنطون، وترعرعت على يديه، هذه البيئة العائلية خزّنت كلّ ما في داخلي، فعندما اقتربت من أدوار الأم، كان لدي اندفاع كبير، وأبكرت بها، حتى أن الناس استهجنت أن أكون أماً لشاب أكبر مني، لكن عالم الأمومة عالم مغرٍ لي كممثلة، فكنت عجينة طيّعة فيه، وقدمت أدواراً للأم مختلفة عن بعضها بعضاً.

- نسمع عن حنان الأم أو الأب، لكن ندين عاشت في كنف أخيها، كيف أثرت وفاة أنطون فيك شخصياً ومهنياً؟
أثرت كثيراً في البداية، واليوم بعد مرور سنة وشهرين، أستطيع أن أقول إني قرأت قليلاً من رسالة حكمة رب العالمين، ويجب أن نلتزم حكمة الله.

- هل كنت تبحثين عن شريك يشبه مواصفات أنطون؟
بالطبع هذا صحيح، كانت كلمتي الأساسية أني لن أتزوج إلا شاباً مثل أخي، وأنا أعلم تماماً أنه لا يوجد أفضل منه، لذلك لم أفكر في الزواج، فكنت أعيش ملكة، ولم يكن من داعٍ لأن أخرج من منزل عائلتي لأتزوج، ولم يكن لدي أي حافز لذلك. كان أخي يمثل لي الصديق والشريك وعوّضني عن غياب أبي وأمي.

- الفنانة منى واصف، الفنانة ندين، الفنانتان صباح وسلمى الجزائري، وغيركن من القديرات فنانات الزمن الجميل، رغم شهرتكن الواسعة، إلا أن السيدة منى واصف الأكثر وجوداً في الساحة الدرامية، ما السبب برأيك؟
لا أشعر بالظلم بالنسبة إلى جيلنا من الفنانات، والسيدة منى واصف تسبقني في العمر الفني بكثير، وهي جديرة بأن تكون موجودة بهذا الشكل الجميل في الساحة الفنية، وأعتقد أن كل فنانة أخذت فرصتها الخاصة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن للمخرج وجهة نظره الخاصة وفق مواصفات الشخصيات لديه وإلى من يسندها، واليوم بدأ المنتج أيضاً يتدخل بتوزيع الأدوار وفق ما يراه مناسباً من وجهة نظره.

- هل لك صداقات في الوسط الفني، أم أنك تعيشين روتينك اليومي الخاص؟
أعيش الحياة اليومية بما فيها من زخم هائل من الجمال والموسيقى الطبيعية، أسمع الأصوات الحياتية في كل شيء يدور حولي، من هواء وشمس وغيم، وأستمتع بكل ما يسرّ ناظريّ من خضار وزهور، وحتى الأشياء الجامدة أجد فيها جمالاً، فمن يرى الطبيعة ويمعن فيها يستطيع تلمّس عظمة الخالق، وهذا أيضاً من ضمن مجال عملنا، فالفن هو لفت نظر واختزال، يقدم مادة الجمال الرؤيوية.
فأنا ليس لدي أصدقاء، وأصدقائي كل ما يحيط بي، كما أني أحب التأمل كثيراً، وأواجه ذاتي، وأتعلم من أخطائي كي لا أكون فظة، بخاصة في مجال عملنا الفني، فإذا لم يحصّن الممثل نفسه يهوي ويقع بسهولة.

- قليلون من يعرفون أنك كنت موجودة في المسلسل المصري «سرايا عابدين»، ما سوء التفاهم الذي حصل؟
هذا الموضوع سبق وتناولته في أحد اللقاءات، «سرايا عابدين» أحد الأعمال الذي عُرض عليّ ولم نصل إلى اتفاق، والأمر ليست له علاقة بالماديات نهائياً، لكن المشكلة كانت في تنفيذ العمل في مصر، وأنا كسورية بعيداً من كوني ممثلة، لا أتمنى أن تصل المرأة السورية إلى مرحلة تستجدي أمراً ما في أي مجال، فكان لدي رد فعل من حيث المعاملة، وهذا ما حصل. وبالطبع يجب أن لا نعمم هذا الأمر على كل الأعمال المصرية، فلا أحد ينكر أن مصر تُعتبر هوليوود الشرق، ولدي زملاء هناك عشت وعملت معهم في بداياتي، لكن في هذا العمل لم تكن الجمل مناسبة، ولم يكن الجو مريحاً من ناحية المجموعة التي أعمل معها، لأنها تصبح مع الوقت كعائلتي، وأي عمل لا أرتاح في مجموعة العمل خاصته سأرفضه.

- هل أًصبح لديك رد فعل على المشاركة في أي عمل عربي آخر؟
لا على الإطلاق، شاركت في مسلسل «الولادة من الخاصرة» الذي صوّر في لبنان، وعُرضت علي أعمال من لبنان أيضاً، فأنا إنسانة أستثمر أي تجربة سلبية وأحولها الى تجربة إيجابية، وكل أمر سلبي يفيدني، حتى الأعمال التي شاركت فيها ولم تكن بالمستوى المطلوب، لا أعتبرها نقطة سيئة في حياتي الفنية، بل هي تجارب استفدت منها في ما بعد.

- لديك موقف من الجيل الجديد من الفنانين وعدم التزامهم، هل من استثناءات؟
لا يمكنني أن أذكر أسماء، لكن بالطبع هناك استثناءات. بعض الفنانين الشباب غير ملتزمين بالتصوير من ناحية التوقيت، أو النص، لكنْ هناك كثر منهم يشبهون فناني المدرسة القديمة، من ناحية الاحترام، وتفانيهم في تقديم شخصياتهم، وبالتأكيد نعلق آمالنا عليهم، بأن هذا الجزء من الجيل الجديد، سيحمل الراية ويكمل الطريق مهما كانت الأمور شائكة، لكننا لن نتوقف عند أشخاص دخلوا من أجل الشهرة والمال.


إنصاف المرأة السورية في دراما الموسم الحالي
انتهت ندين خوري أخيراً من تصوير مشاهدها في العمل الدرامي «ليزهر قلبي»، للمخرج خالد الخالد، وفيه تؤدي شخصية «ماريا»، وهي صحافية توكل إليها مهمات صعبة، لتجد نفسها أمام مشكلات عدة، تسعى لتجاوزها، بما يشير إلى دور المرأة السورية في الحياة بشكل عام، والقادرة على تذليل العقبات التي تعترض طريقها.
وفي هذا العام أيضاً ستطل علينا ندين من خلال بطولة العمل السوري الجديد «وحدن» للمخرج نجدت أنزور، والكاتبة ديانا كمال الدين، وهو يحكي عن الأزمة السورية لكن بأسلوب «فنتازي» لا يتحدّد فيه زمان أو مكان. وتلعب ندين في العمل دور «أم عادل»، وهي الشخصية المحورية في القصة، أي إحدى نساء القرية التي اختفى شبابها في ظروف غامضة، مما دفعهن للصمود وتحدّي الظروف الصعبة، وحراسة القرية وبيوتها ومواصلة حياتهن بعيداً من الرجال.
وقد عبّرت ندين عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل الذي ينصف المرأة السورية، ويظهر قدراتها في التصدّي للحرب، مؤكدةً قربه من واقع السوريين الذين يعيشون في مناطق النزاع. وبعيداً من الدراما التلفزيونية، انتهت الفنانة ندين أيضاً من تصوير مشاهدها في فيلم «أمينة»، الذي كتب نصّه الفنان أيمن زيدان، في تجربته الإخراجية السينمائية الأولى، وتجسد فيه شخصية «أمينة»، وهي امرأة تتحدّى ظروف الحياة الصعبة متسلّحةً بالأمل والتفاؤل والصبر من أجل خير عائلتها ومحيطها.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078