مسلسلات رمضان في مصر.. الصفارة خوفاً من الغرامة
لجأ كثيرون من صناع الدراما في مصر إلى استخدام الصفارة الشهيرة "تيت" من أجل حذف بعض الألفاظ والجمل التي قد تجدها الجهات الرسمية الرقابية ألفاظا بذيئة، تؤدي بصاحبها إلى عقوبة الغرامة.
علا الشافعي
وأخيراً، وضعت لجنة الدراما التابعة للمجلس الوطني للإعلام برئاسة المخرج محمد فاضل، بعض المعايير التي يجب الالتزام بها عند تقديم الأعمال الفنية، ومنها "التزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية في ما يعرض عليها من أعمال، سواء المسلسلات أو الإعلانات"، و"عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول، والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى أن هذا هو الواقع".
وكان رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد أكد في تصريحات سابقة أن لجنة الدراما في المجلس أعدت معايير مهنية للمسلسلات. وقال خلال مشاركته اجتماع لجنة الثقافة والإعلام الذي يناقش المعايير الدرامية: "أصرينا على وضع معايير لأن في حاجات ماتنفعش... قلة أدب وشتيمة وضرب". وشدد رئيس المجلس على فرض غرامة بنحو 250 ألف جنيه (14 ألف دولار تقريباً) لكل لفظ فاحش.
وخوفاً من دفع هذا الغرامة، لجأت بعض القنوات إلى حذف بعض الألفاظ من الأعمال الفنية التي تعرضها، حتى أن قناة "الحياة" قامت بحذف الكثير من الألفاظ لأبطال مسلسل "ربع رومي"، ووصل الأمر إلى أن مشهداً كاملاً للفنان بيومي تم استخدام الصفارة فيه، حيث لم يستمع المشاهد إلى أي كلمة من المشهد.
ومسلسل "ربع رومي" هو من بطولة بيومي فؤاد، ومصطفى خاطر، ومحمد سلام، وهالة فاخر، وإنتاج شركة "سينرجي".
أما مسلسل النجم محمد رمضان "نسر الصعيد" فلم تفلح الصفارة في إنقاذ أحد مشاهده، الأمر الذي اضطر قناة "دي أم سي" إلى حذف المشهد بالكامل لاحتوائه على إيحاءات غير لائقة. وفي المقابل، نشر محمد رمضان المشهد المحذوف عبر قناته الرسمية على موقع Youtube والذي جمعه بالممثلة وفاء عامر، كما نشرته شركة "العدل غروب" أيضاً عبر قناتها على Youtube، وهو ما اعتبر تحدياً وتمرداً على الرقابة.
وكانت اللجنة قد وضعت ضمن معاييرها أيضاً "التوقف عن تمجيد الجريمة واصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما في الظواهر الاجتماعية السلبية التي تسهم الأعمال الدرامية في انتشارها". وبالنسبة للمرأة، وضعت اللجنة معياراً يؤكد "على الصورة الإيجابية للمرأة، والبعد عن الأعمال التي تشوه صورتها عمداً، أو التي تحمل الإثارة الجنسية سواء قولا أو تجسيدا".
ونبهت إلى "تجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات التي تحمل إغراءات لصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطي، والتوقف عن المعالجات التي تكرس الخرافة والتطرف الديني كحل للمشكلات الدنيوية أو كوسيلة لمواجهة الشرور، ومن ثم تغييب التفكير العقلاني والعلمي".
ومن جانبه، حذر المجلس الأعلى للإعلام من أنه "سوف يستخدم حقه الذي كفله له القانون في توقيع العقوبات على المخالفين، وأنه سوف يتعامل بكل حزم مع كل ما من شأنه الخروج عن الضوابط والمعايير الأخلاقية والمهنية".
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024