تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

لهذه الأسباب تتكدّس الدهون في مواضع معينة!

لهذه الأسباب تتكدّس الدهون في مواضع معينة!

كثر يواجهون مشكلة تكدّس الدهون في مواضع معينة من الجسم، فعند زيادة الوزن تبرز هذه المواضع بشكل أوضح. هذا أو تزيد صعوبة التخلص منها عند اتباع حمية. عما إذا كان ممكناً التركيز على هذه المواضع التي تتكدس فيها الدهون أكثر من خلال حميات معينة، تجيب هنا اختصاصية التغذية نيفين بشير.


- ما أسباب تكدّس الدهون لدى معظم الناس في مواضع معينة من الجسم؟
ثلاثة عوامل أساسية تساهم في تكدّس الدهون في مواضع معينة من الجسم، وهي قلّة الحركة وعدم ممارسة أي نشاط جسدي والعامل الوراثي واتباع نظام غذائي غير منتظم وغير صحي.

- ما الدهون التي يسهل التخلص منها أكثر... أهي التي تتكدّس في موضع الأرداف أم تلك التي في البطن ومحيط الخصر؟
لا يمكن التعميم في ذلك. إذا كانت المشكلة وراثية، قد يصعب التخلص من هذه الدهون أياً كان الموضع الذي هي فيه فتبدو الحاجة ملحّة إلى حمية صارمة، إضافة إلى التمارين الرياضية المنتظمة الخاصة مع أهمية الالتزام بذلك. أياً كان الموضع، ليس سهلاً التخلص من الدهون فيه إذا كان ذلك ناتجاً من العامل الوراثي.

- إذاً، ليس صحيحاً ما يُقال من أن التخلص من الدهون المكدّسة في محيط الخصر قد يكون أكثر سهولة؟
معدل الصعوبة هو نفسه أياً كان الموضع، والأهم هو الالتزام بالحمية والتمارين الرياضية المناسبة في الوقت نفسه لتحقيق نتيجة فضلى. مع الوقت يمكن تحقيق نتيجة مُرضية.

- بشكل عام، تواجه المرأة أكثر مشكلة تكدّس الدهون في موضع الأرداف، على الرغم من وجود استثناءات، هل يستمر الوضع بالنسبة إليها على هذه الحال طوال أيام حياتها؟
لا تتكدّس الدهون لدى المرأة في منطقة الأرداف طوال أيام حياتها، بل يتغير الموضع في مراحل معينة بحسب التغييرات الهورمونية. ففي مرحلة العشرينيات، يختلف الوضع عما هو عليه في الثلاثينيات، وأيضاً في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
وبشكل خاص، في مرحلة انقطاع الطمث تتغيّر الأمور بشكل واضح حيث تتراكم الدهون أكثر في منطقة البطن. هذه المرحلة تُعتبر دقيقة للمرأة، ولا بد لها هنا من الحرص الشديد.
فكثيرات من النساء لا يواجهن مشكلة تكدّس الدهون في البطن طوال حياتهن، فيما تظهر المشكلة فجأة بعد انقطاع الطمث، وهذا أمر طبيعي نتيجة التغييرات الهورمونية.
لذا، في هذه المرحلة، على المرأة أن تغيّر نمط حياتها تماماً حيث يجب أن تزيد معدل النشاط الجسدي وممارسة الرياضة وأن تغيّر نظامها الغذائي ليصبح صحياً أكثر ومدروساً. ففي بداية هذه المرحلة إما أن تكون حريصة وتحافظ على رشاقتها أو يزيد وزنها ويصبح من الصعب أن تستعيدها لاحقاً.

- هل صحيح أن الجلوس لساعات طويلة خلال النهار يساعد على تكدّس الدهون أكثر في موضع الأرداف؟
مما لا شك فيه أن الجلوس لساعات طويلة وعدم ممارسة أي نشاط جسدي، يساهم في تكدّس الدهون. لكنْ بدايةً يحدّد العامل الجيني شكل الجسم والموضع الذي تتكدس فيه الدهون أكثر، وتضاف إلى ذلك قلّة الحركة التي تزيد المشكلة سوءاً من خلال إبطاء عملية الأيض فتبرز الدهون أكثر في الموضع المعني.

- هل من أدوية تساهم في زيادة تكدّس الدهون في مواضع معينة؟
ثمة أدوية معينة تساهم في زيادة الوزن كتلك المضادة للاكتئاب لاعتبارها تساهم في فتح الشهية على الأكل فيزيد الأكل العشوائي من دهون وسكريات. كما أن الكورتيزون يسبب انحباس السوائل في الجسم ويؤدي إلى خلل في عملية الأيض ويبطّئها.

- هل من حميات تساعد على الحد من الدهون في مواضع معينة من الجسم؟
ما من حميات خاصة بمواضع معينة من الجسم، لكن ثمة حميات قليلة الدهون والمقليات وتلك القليلة السكريات. لكن تبقى الرياضة أساسية وتحديداً التمارين التي تركز على مواضع معينة في الجسم وتعمل على تحسينها. فلها الأهمية الكبرى في تحسين شكل الجسم.

- يقال إن النشويات مثلاً قد يكون لها تأثير في تكدّس الدهون في موضع البطن، هل صحيح أن بعض الأطعمة تزيد الدهون في موضع معين؟
يعتبر الإفراط في تناول أي طعام سبباً لتكدّس الدهون في مواضع معينة أو مختلفة في الجسم بحسب طريقة توزيع الدهون والمواضع التي تتكدس فيها أصلاً بسبب العامل الجيني. لكن ليس صحيحاً أن بعض الأطعمة تؤدي إلى تكدّسها في مواضع معينة دون أخرى.

- هل من عوامل تعزّز قدرة الجسم على حرق الدهون؟
أهم ما يجب التشديد عليه هو الفطور الذي كثر لا يدركون أهميته في تنشيط عملية الأيض. فمن خلال التركيز على وجبة الفطور، يعتاد الجسم على تناول وجبات معينة بكميات محددة ويزيد نشاط عملية الأيض فيه، وبالتالي تزيد قدرته على حرق الوحدات الحرارية والدهون.
كما أن ثمة أطعمة معينة تحتاج إلى المزيد من الطاقة لحرقها كاللحوم البيضاء والاطعمة الحريفة. فكل ما يرفع حرارة الجسم يساعده على حرق المزيد من الدهون والوحدات الحرارية.
لكن يبقى التركيز على أهمية شرب الماء وممارسة الرياضة ضرورياً، لاعتبارهما من العوامل الأساسية لتنشيط عملية الأيض.

- هل صحيح أن ثمة أطعمة تساعد على حرق الدهون كالغريب فروت مثلاً والشاي الأخضر؟
يُحكى الكثير عن فوائد هذه الأطعمة الطبيعية في حرق الدهون، لكن ذلك غير مثبت علمياً وما من ثوابت علمية تؤكد ذلك. هذه الأطعمة صحية من دون شك، لكن الدراسات لا تؤكد أنها حكماً تسمح بحرق الدهون.
قد يلعب بعضها دوراً كالقرفة والغريب فروت والشاي الأخضر، لكن إثبات فاعليتها التامة يتطلب وقتاً. في كل الحالات، يُنصح بتناولها لفوائدها الصحية العديدة. هذا مع الإشارة إلى أن لكل عشبة فوائد معينة، ومن الأفضل عدم المزج بينها وتناول كل واحدة منها بشكل منفرد لتجنب أي آثار جانبية يمكن مواجهتها.

- هل ينطبق ذلك على بعض المشروبات التي تسمح بقطع الشهية، وهل فاعليتها غير مؤكدة أيضاً؟
ثمة دراسات أُنجزت على الأدوية التي تقطع الشهية، لكن شخصياً لا أنصح بها.

- ما المعدل المطلوب لممارسة الرياضة لتحقيق نتيجة مُرضية وملاحظة فارق في شكل الجسم؟
يُنصح بممارسة الرياضة بمعدل 3 مرات في الأسبوع لمدة 45 دقيقة على الأقل. ويمكن البدء بملاحظة النتيجة شرط الالتزام بحمية في الوقت نفسه، خلال أسبوعين. فلا يمكن ممارسة الرياضة والعودة بعدها إلى الإفراط في الأكل.

- هل ينطبق ذلك على الحمية بحيث لا تحقق نتيجة فاعلة وحدها من دون رياضة؟
قد تنجح، لكن ربما تتطلب المزيد من الوقت. فقط تصل بعض الأجسام إلى مرحلة ثبات الوزن بحيث لا يعود من الممكن خفضه أكثر. ففي مرحلة معينة ثمة حاجة إلى ممارسة الرياضة للحصول على النتيجة المرجوة من خلال تنشيط عملية الأيض.

- ما معدل الوحدات الحرارية التي يمكن الحصول عليها ليزيد الوزن كيلوغراماً واحداً؟
بشكل عام، معدل الوحدات الحرارية الخاص بالمرأة هو 1200 إلى 1300 وحدة حرارية في اليوم، والرجل 1500 إلى 1800 وحدة حرارية من دون رياضة. وكل ما يزيد عن هذا المعدل المسموح به يومياً يؤدي إلى زيادة الوزن.

- بعد مرحلة انقطاع الطمث، ما النصائح التي يمكن إعطاؤها للمرأة لتحافظ على رشاقتها؟
يطلب منها أيضاً تنظيم الأكل فتتناول 3 وجبات أساسية من دون أن تهمل أياً منها، إضافة إلى الوجبات الصغيرة. كما تُنصح بعدم إهمال وجبة الفطور لأي سبب كان. كذلك يجب أن تحرص على ممارسة الرياضة مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع. ننصحها أيضاً بأن تحضّر الطهو الصحي وأن تتجنب المقليات والأطعمة الغنية بالدهون والحلويات، وطبعاً أن يكون نظامها الغذائي متوازناً وتُكثر من شرب الماء. وتُنصح أيضاً بتجنب التدخين.

- هل يسمح لها ذلك بالحفاظ على رشاقتها فلا يزيد وزنها حكماً؟
إذا التزمت بهذه النصائح ولا تعاني مشكلات معينة، يمكن أن تحافظ على رشاقتها. الأهم هنا هو الالتزام حفاظاً على رشاقتها وصحتها في هذه المرحلة.

    
- هل تكدّس الدهون في موضع معين من الجسم لسبب جيني، يعني حكماً أنه لا يمكن الشخص تحسين شكل جسمه أو التخلص منها؟
ثمة عوامل عدة تلعب دوراً، منها معدل زيادة الوزن. يمكن أن يعاني البعض زيادة في الوزن، ويستطيعون خلال وقت معين أن يلتزموا ويحسّنوا أشكال أجسامهم بالرياضة والنظام الغذائي المناسب. لا يمكن التعميم في ذلك. قد يبذل البعض جهداً ويتمكن من تحقيق نتيجة فاعلة.        

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080