التقدم في العمر يعيق اكتساب لغات جديدة
تتفق العديد من الدراسات العلمية على حقيقة أن اكتساب مهارات جديدة وإتقانها يزداد صعوبة كلما تقدم العمر، وهذا الأمر ينطبق بشكل كبير على محاولات تعلم لغات جديدة.
خالد الحماد
مجلة "كوغنيشن" نشرت دراسة قالت فيها إن التقاط لغة ثانية يزداد صعوبة مع تقدم العمر، وأكد العلماء المشاركون في الدراسة أنه من المستحيل تقريباً على متعلمي اللغات الجديدة إتقانها بكل طلاقة إذا بدأوا في تعلمها بعد سن العاشرة.
يقول الباحث المشارك في الدراسة جوشوا هارتشورن ، الأستاذ المساعد في علم النفس بكلية بوسطن، إن"قدرتك على التعلم تبدأ بالهبوط عند عمر 17 أو 18 عامًا". ويضيف بأن أولئك الذين يبدأ تعليمهم بعد بضع سنوات من سن العاشرة، قد يصلون إلى مرحلة ممتازة في اكتساب اللغة، لكن من غير المتوقع أن يصلوا إلى مرحلة الطلاقة الكاملة.
وتؤكد الدراسة أن تغيرات في "لدونة الدماغ"، أي قدرته على التعلم واكتساب مهارات جديدة، قد تكون السبب الرئيس وراء انخفاض قابلية الإنسان لاكتساب لغة جديدة كلما تقدم في العمر، وتتحدث الدراسة عن عوامل أخرى مثل تغييرات في نمط الحياة تتعلق بالعمل أو عدم الرغبة في تعلم أشياء جديدة، وكلها أمور يزداد تأثيرها مع التقدم في العمر.
الدراسة استمدت نتائجها من خلال مشاركة أكثر من 670 ألف شخص ينتمون إلى دول مختلفة، في مجموعة من الاختبارات المتعلقة بثقافاتهم اللغوية الأصلية والمكتسبة، وقد سئل المشاركون عن لغتهم الأصلية الفعلية، والدول التي عاشوا فيها خلال مراحل حياتهم المختلفة، وأسئلة أخرى تتعلق بالطريقة التي اتبعوها لاكتساب لغات جديدة.
وأظهرت نتائج الاختبارات أن الطلاب الذين انتقلوا إلى بلد معين لتعلم لغته واندمجوا فيه، استفادوا بشكل أكبر بكثير ممن اعتمدوا على اتباع العديد من الدورات التعليمية لاكتساب اللغة.
ووضعت الدراسة توصيات محددة أكدت من خلالها أنه يجب على كل شخص يرغب بإتقان لغة جديدة، ألا يعتمد على الطرق التقليدية في التعليم، مضيفةً أنه إذا تم العثور على طرق لإجراء محادثات فعلية مع متحدثين أصليين، بدلاً من محاولة التقاط المهارات من الكتب، فإن ذلك سيساعد الإنسان على تحدث اللغة الجديدة بطريقة جيدة للغاية.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024