كتاب الإقامة
الكتاب: «كتاب الإقامة»
الكاتب: محمد علي فرحات
الناشر: «دار النهضة»، ٢٠٠٩
يشمل «كتاب الإقامة» الصادر حديثاً عن «دار النهضة» في طبعة منقحّة مجموعة نصوص نثرية كتبها الشاعر محمد علي فرحات في الثمانينات، وكان قسم من هذا الكتاب قد صدر سابقاً في طبعة محدودة إلاّ أن ظروف الحرب الأهليه في لبنان خلال تلك الفترة حالت دون توزيعه. وينقسم الكتاب الواقع في ١٠٤ صفحات من القطع الصغير إلى قسمين: «الرعويات» و«الإقامة»، وتُعتبر هذه النصوص التي تتقارب من حيث جملها القصيرة وأسلوبها المقتضب ومعانيها الفلسفية العميقة مزيجاً من عالمي «الشعر» والنثر».
فكاتب النصوص لم ينزع عنه عباءاته كشاعر إذ استعان بالنثر للتطرّق إلى موضوعات حياتية شائكة دون الإبتعاد عن النَفَس الشعري الذي أضفى على النص النثري المزيد من الآفاق والأبعاد والجماليات. هذه النصوص النثرية التي وُضع كلّ منها تحت عنوان محدّد مثل: «مواليد»، «التين»، «الذّرة»، «الهوّة»، «عيون البحر»، «شتات»، «اللافتة»، «خلود»، «الأبيض» تأخذ من التفاصيل باباً حتى تُشرّع أبوابها الباقية نحو أبعاد الذات الإنسانية حيث تزدحم الأسئلة الوجودية.
أمّا «الهدوء» فقد يكون سمة هذا الكتاب الذي ما إن تنتهي منه حتى تُدرك أنّ الصمت أجمل من الثرثرة والتأمّل أجمل من التحليل والإقتضاب أجمل من التطويل.
ومن نصّ بعنوان «الأمكنة»:
«تتكرّر الأمكنة مرتين، مرّة في حقيقتها الثابتة، حيث تكون بناءً ونباتاً وظلالاً، ومرّة في حقيقتها المتحرّكة، حين ترحل في نفوس من يرحلون. والأمكنة عزيزة في بلادنا، بلاد الهجرات القسرية والهجرات الإختيارية... الأمكنة نحملها زاداً وحيداً في زمن الهجرات، في الحرب التي تقسم العمر عمرين. نحمل المكان إلى العمر الجديد فتتصادم الأمكنة في نفوسنا. كلّ يبحث عن المكان فيجده في قلبه. هكذا أوطان الشرقيين معانٍ مجرّدة، والأمكنة إعلان غُربة»....
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024