حدّثتني البومة، قالت...
الكتاب: «حدّثتني البومة، قالت... مقاربة جمالية نصية لكتاب غادة السمّان «الرقص مع البوم»
الكاتب: إبراهيم محمود
الناشر: دار الطليعة، ٢٠٠٩
يُقدّم الناقد السوري إبراهيم محمود في كتابه الجديد «حدّثتني البومة، قالت...» دراسة جديّة لثيمة «البومة» في كتاب السمّان الشهير «الرقص مع البوم»، وفيه يطرح الكاتب مجموعة تساؤلات حول علاقة الأديبة بالبوم فيستهلّ مقدّمة كتابه بطرح مجموعة أسئلة تُكرّس دور طائر البوم في أدب غادة السمّان: «ما الذي دفع بغادة السمّان، هذه الأديبة الضليعة بشؤون الكتابة المغامرة إلى «الرقص مع البوم»؟.... هل سعت إلى استعارة عيني البومة لتؤكّد صحة ما قيل في عيني المرأة، حيث كل منهما تُصيب في العمق؟ أم استعارت البومة كليّاً وهي في مقرّها الليلي، لتمارس سرداً مركباً، كيف أنّ الليل مسجّل باسمها أكثر؟ أم لتحيل البومة إلى قضية كتابية وهي حاملها الجمالي والإعتباري، وفي مغامرة كتابة مأهولة بالعواصف؟...».
وينتقل محمود في كتابه الذي يقع في ١٤٢ صفحة من القطع المتوسّط إلى تحليل هذه العلاقة الثنائية «الكاتبة- البومة»، ويتعمّق في المقاطع التي تتطرّق عبرها السمّان في كتابها إلى البوم الذي ترى فيه جماليات كثيرة لاحظها الغربيون وفهموها أكثر منّا. ومن خلال دراسته الدقيقة حول حضور «البوم» المكثّف لدى السمّان المعروفة بحبّها وتعلّقها الشديد به، يؤكّد محمود أنّ غادة تبحث في كتابتها عن «مرآة سحرية» تعكس صورتها الحقيقية أي صورتها وهي بومة. وأنّها «تنبذ ذاتها الفعلية وتنشد ذاتها الأخرى: الذات الحُلم... إنها تبحث عن «صورة بومة» وتهرب من أبجديتها التي تُشركها بالأخرى... والمرآة السحرية هي عين بومية، ليلية تجد نفسها فيها بقوّة نفسية، لامادية. فهي تنتمي هنا إلى المفارق لما هو أرضي... فمن يُريد رؤية داخله يُطفئ الضوء تماماً».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024