صالة الزفاف: فضاء خاص لتحقيق الأحلام
أجواء تتراوح بين الحلم والدهشة، تختصر الزمن بلحظات تعبير نادرة، مشحونة بالسعادة والفرح... في مساحات يتعانق فيها الضوء مع باقات الأزهار البديعة الأشكال والألوان، فيتحول الداخل أو الخارج إلى أجواء احتفالية متفردة ترتسم في فضائها معالم ليلة تسكن بساعاتها المحدودة الذاكرة والوجدان. فهي بمظاهرها الجميلة وموائدها وشموعها وأزهارها النضرة الزاهية، تزرع في نفوس الحاضرين ذكريات سعيدة لا تمحوها السنون.
لتنظيم حفل الزفاف وتنسيق صالته، لا يمكن الاعتماد على المزاج أو الصدفة، بل إن هذه العملية تتم بتصور مسبق يخضع لكثير من الشروط، والتي هي «شرط» نجاح هذا الحفل والارتقاء به إلى مستوى أهمية المناسبة وطموح أصحابها.
البداية تنطلق من اختيار المكان: في الهواء الطلق، أو داخل صالة مفتوحة أو مغلقة، وتجهيزات تخدم طابع الاحتفال وتؤمّن الراحة والطمأنينة للحاضرين بعيداً من المفاجآت غير المحسوبة... على أن يعكس تنسيق المكان وتجهيزه رؤية أصحاب الحفل وميولهم، وبالطبع معطياتهم حول عدد المدعوين وطبيعة الحفل، هل هو حفل راقص أم عشاء أم يقتصر على المشروبات؟ وكل معطى يستلزم أدواته وتجهيزاته. هذا إضافة الى طبيعة الأجواء المرغوبة وتأمين مستلزماتها الخاصة.
أجواء تساهم طبيعة المكان في تظهيرها وإعطائها الأبعاد الجمالية المطلوبة والتي تدعمها خيارات الورود والأزهار والألوان وعناصر الزينة، وكذلك نُظم الإضاءة والصوت، حيث تُعنى هذه المسألة بعناصر الإضاءة والصوت وتوزيع المصابيح والشموع بما يناسب أركان الصالة وزواياها بحيث يتاح لجميع الحاضرين الاستمتاع بالموسيقى والأغاني، وربما الإصغاء الى خطابات تتعلق بالمناسبة. كما أن من الضروري تحديد مكان البوفيه وكعكة الزفاف والتي يلعب الديكور دوراً في تظهير أشكالها وألوانها بأسلوب ساحر.
تختلف المظاهر بين البسيط الجميل والمتكلّف الباهر، وتتنوع برامج الاحتفال تماشياً مع الميزانيات المرصودة للمناسبة وأعداد المدعوين وطابع الدعوة، سواء كانت عائلية حميمة أو احتفالية ساهرة تدعمها أنغام الموسيقى وإيقاعاتها المثيرة للمشاعر، والتي تجعل من ترك مساحة حرّة لحلبة الرقص أمراً ضرورياً، مع دراسة دقيقة لتوزيع طاولات الموائد وأدواتها وعناصر زينتها التي يتم اختيارها بدقة من جانب أهل الاختصاص لضمان نجاح الحفل، فهم يملكون الخبرة والمعرفة والذوق الفني الرفيع، إضافة إلى البراعة في تأمين المواصفات المطلوبة للإنجاز بأساليب فريدة ومبتكرة تتلاءم في تفضيلاتها مع ميول العروسين ومزاجهما وأحلامهما.
ومن أبرز المصمّمين على الساحة الباريسية والعالمية، يتصدر المهندس «جان لوك بلي» الأسماء في هذا المجال بما يقدمه دائماً من تصورات رائعة تعكس فلسفته وموهبته ورؤيته الخاصة في الأناقة والجمال، فهو الخبير بالأزهار يعرف لغتها ورموزها، يترك لها مساحات تعبير خاصة في كل احتفال لتنشر الفرح والبهجة، وترسخ في قلوب الحاضرين ونفوسهم فضاء واسعاً للأحلام السعيدة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024