«مدير إدارة المرأة والطفولة في جامعة الدول العربية» السفيرة إيناس سيد مكاوي: بدأت حياتي مذيعة والآن أحمل هموم المرأة العربية
ذكريات فنية ومسؤوليات اجتماعية ونسائية تحملها السفيرة إيناس سيد مكاوي، مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية، الابنة البكر لـ«شيخ الملحنين» سيد مكاوي. «لها» تجولت في ذكرياتها عن زمن الفن الجميل الذي نشأت في ظله، والواقع الاجتماعي والنسائي المرير الذي تساهم في علاج أسبابه، وكلها أمل بتغييره إلى الأفضل، بخاصة في ملف الأطفال، باعتبارهم الأكثر تضرراً ودفعاً لضريبة أحداث لا ذنب لهم فيها.
- إلى أي مدى تأثرت بنشأتك في بيت شيخ الملحنين سيد مكاوي؟
أنا الابنة الكبرى لشيخ الملحنين، وكنت رفيقة له في الكثير من أسفاره وتحركاته، وقارئته الأولى، وعينه التي يرى بها، لهذا كانت نشأتي مختلفة في بيت يختلط فيه الفن والسياسة والأدب، وأعتقد أن لمصر في وجداني شكلاً مختلفاً، لأن جزءاً منه سيد مكاوي الذي تأثرت به، وتشكل وجداني من خلاله وجعلني أرى أن الحياة نضال وإنسانية. كان الفن جزءاً رئيسياً من حياتنا، فأنا نشأت في منزل كان الشاعر الكبير صلاح جاهين والشاعر الكبير فؤاد حداد شبه مقيمين فيه، واختلطت بكل مشاهير الفن وعمالقته منذ صغري، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم والأديب العالمي نجيب محفوظ، وأنا الآن عندما أشعر بالاشتياق إليه، أستمع إلى عدد من أعماله، وأتذكر الرجل الذي رباني وعشت معه، وأرفع رأسي وأقول إنني ابنة سيد مكاوي، فقد ناضل منذ نشأته حتى توفي عام 1997.
- ما هي الأسس التي حرص والدك على تربيتك عليها؟
كان والدي عبارة عن روح فيها كل الإنسانية والقيم، وأقول دائماً إنه إذا كان أحسن تربيتي، فإن هذه التربية جاءت من تصرفاته، فهو لم يوجهني بالأمر المباشر، وإنما كانت تكفيني مراقبة تصرفاته لأعرف ما هو الطريق الصحيح، وما هو الصواب والخطأ. وبإيجاز، عشت مع والدي ثلاثة عقود ولم أعرف أنه يطلق عليه لقب معوّق، فقد كان والدي حنوناً بلا حدود، وحازماً بلا غلظة.
- ما هو أكثر شيء تتوقفين عنده في مشوار والدك؟
والدي كان مثالاً حياً للتحدي، فهو ابن بيئة بسيطة جداً، فقد مات أبوه وهو في الخامسة من عمره، وفقد البصر تدريجياً في السنوات الأولى من حياته، إلى أن فقده بشكل كامل مبكراً، وحفظ القرآن في عمر العاشرة، وحاول العمل في سن مبكرة لأنه كان مسؤولاً عن عائلة كاملة، ثم بعد ذلك اتجه الى الموسيقى، والغريب أن والدي الذي ملأ العالم العربي بموسيقاه، لم يأخذ درساً واحداً في الموسيقى، وكان لديه صبر غير عادي في كل شيء أراده في حياته، فمثلاً أراد أن يجيد الإنكليزية وأجادها، وتعلم فك الأجهزة الكهربائية المعقدة جداً وإعادة تركيبها، فكانت شخصيته فريدة وقوية، لديها إصرار غير عادي، وهذا ما أوصله الى النجاح الفني وقهر الإعاقة البصرية بما لديه من بصيرة أكثر من أصحاب البصر.
- النجاح لا يأتي مصادفة إنما بالجد والاجتهاد في كل مراحل الحياة، فماذا عن بدايتك؟
الحمد لله، كنت طالبة مجتهدة جداً ومحبَّة للدراسة والقراءة الثقافية، وكنت أطبق منذ صغري مقولة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين «كنت أتمنى لو قرأت عيني كل ورقة تدهسها قدمي»، وهذا ما جعلني أؤمن بأن في القراءة كنزاً يضيف الى عمري أعماراً، وتميزت في الدراسة، وكنت من المتفوقين في الثانوية العامة، وبعد تخرجي عملت مذيعة لفترة وفي العمل المصرفي لفترة أخرى، واستقر بي المقام في جامعة الدول العربية.
- ما هو دور والدتك في التنشئة التي أوصلتك إلى هذه المكانة المرموقة؟
كان لأمي دور سياسي بارز، حيث كانت رئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس الشعب، فضلاً عن كونها فنانة تشكيلية، فعايشت من خلالها الأوضاع السياسية، وورثت عنها مع والدي الحس المرهف، ومع هذا فإن كل حياتي كانت تسير وفقاً لقراراتي أنا، ولم يتدخل أي من والديّ فيها، وطوال حياتي كنت أرى والدي رجلاً يدفع بزوجته إلى الأمام، فكان يساندها مساندة كبيرة لتنجح في عملها، ومن أعظم ما تعلمته من أمي وأبي أن الحياة قيمة، وأن الإنسان لا يجب أن يعيش حياته ويموت ويمر مرور الكرام، لأن وجود الإنسان الحقيقي يتلخّص في البصمة التي يتركها، وهذه البصمة عبارة عن عمل، وهي العمل الحقيقي الذي يبقى ويظل في ذاكرة الناس ووجدانهم لفترات طويلة.
- ما هو الدعم الذي قدمه لك والدك؟
عندما أنجبت ابني الأول، كان أبي قلقاً من أن الإنجاب سيجعلني أتراجع عن مسيرتي العملية، فكان يسألني كيف سأتصرف وكيف سأنظّم وقتي بين ابني وعملي، وكان يقدم لي النصائح. إلى جانب ذلك، كان يبدي فخره بما أقوم به، وفي بداية حياتي عملت مذيعة، وفي أكثر من مرة وجدته يفاجئني في الاستوديو أثناء عملي، فهو مقتنع جداً بالعمل، وأكثر ما كان يحزنه أن يتقاعس الإنسان عن عمله بأي حجة، بخاصة المرأة، لأنها تستطيع أن تقوم بأدوار مختلفة، لهذا أنا محظوظة بأن أكون نتاج تربية رجل آمن بالمرأة في عصر لم يكن العمل في مجال حقوق المرأة منتشراً كهذه الأيام، لكن سيد مكاوي كان يؤمن بأن المرأة لا بد أن تأخذ وضعها الصحيح في المجتمع.
- ما أهم المواقف التي شكلت بالنسبة إليك مفاجأة سعيدة؟
من المفاجآت السعيدة، أنني وجدت في أحد الأيام لافتة مكتوباً عليها«هنا عاش سيد مكاوي»، وقد لاحظتها عند زيارتي لأمي، وهي مبادرة طيبة قامت بها وزارة الثقافة شعرت بأن فيها تدويناً وتأصيلاً لتاريخنا في مختلف المجالات، ومنها الفن، ويتكامل هذا مع ما قامت به لجنة الأمم المتحدة للفنون في الشرق الأوسط وأفريقيا، بتكريم رموز الفن في حضور أبناء الفنانين الراحلين الذين أثروا الحركة الفنية، ومنهم والدي، وكان هذا عام 2015.
- نود التعرف على بعض المفارقات الغريبة في مسيرتك مع والدك.
رغم أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي كانت تحل علينا ضيفة عزيزة، ملء السمع والبصر، فإنها لم تكن تطربني في صغري، وصارحت والدي بذلك، فقال لي: «لما تكبري هتحبي أم كلثوم»، وقد كان، فهي معشوقتي في عالم الطرب، والمفارقة الأخرى أن سيد مكاوي الموسيقار الشرقي الأصيل، كان منفتحاً على الموسيقى الغربية.
- لماذا اخترت أن تكون نهاية رحلتك في الديبلوماسية؟
لا تنسوا أنني ابنة مَن غنّى «الأرض بتتكلم عربي»، وغيرها من الأغاني القومية والعربية، ومنذ طفولتي وأنا أطمح الى أن أكون في الشأن العام، سواء على المستوى الوطني أو القومي، رغم أنني بدأت مذيعة، فإنني في النهاية عدت إلى حلم الطفولة، وهو العمل في الحياة الديبلوماسية، بخاصة في ما يتعلق بقضايا المرأة، التي أعايشها وأسعى للوصول إلى حقوقها واحترامها، والغريب أن الفن اختلط بحب السياسة، حتى أنني كنت أحب من الأفلام القديمة دور الفنانة شادية في فيلم «مراتي مدير عام»، وغيره من الأعمال الفنية التي تؤكد مقدرة المرأة على القيادة، وأنها ليست تابعة بل نشطة وفاعلة في الحياة.
- رحلتك في الجامعة العربية مفخرة لكل امرأة عربية لديها طموح وتصر على تحقيقه، نود التعرف على جوانب من هذه الرحلة.
أعمل في الجامعة العربية منذ سنوات طويلة تعدت العشرين عاماً، وعملت في ملفات متعددة، لكني عملت في ملف المرأة منذ فترة، وسبق لي أن عملت في ملفات مهمة مثل التنمية المستدامة، وملفات سياسية مثل ملف التعاون العربي - الأفريقي، وأخيراً عملت في ملف المرأة والطفل، لكن يظل ملف الإنسان هو الشغل الشاغل بالنسبة إلي. وأنا لا أعتبر عملي مجرد وظيفة أبداً، لكني أقوم به من منطلق إنساني بحت، وعندما أكتب عن المرأة، أرى وجه المرأة العربية في سوريا واليمن وليبيا وفي كل أنحاء الوطن العربي، فهذا العمل مستمر منذ سنوات، وأنا شُرفت بالعمل على هذا الملف منذ سنوات، والتي تعد من الأعوام الصعبة على الوطن العربي، للأسف فإن 80 في المئة من اللاجئين نساء وأطفال، وهو أمر يحتم تقديم المساعدة لهم، وقد بدأت مهمتي في كانون الثاني (يناير) 2014، وهذا الموقع منحني فرصة أكبر لتحقيق ما أحلم به في ملف المرأة العربية.
- ما هي رؤيتك لملف الأسرة العربية، الذي تتولين إدارته في الجامعة العربية؟
عملت كثيراً على ملف أعتقد أنه صاحب الأولوية في الوطن العربي، وهو ملف الطفولة والمرأة في أوطاننا، بخاصة بعد أن أصبحت شرائط الأخبار مليئة بالقصف والغارات والقتلى والجرحى، ولهذا يجب أن نفكر في انعكاس هذه الأوضاع على الإنسان، لا سيما المرأة والطفل، فهل يتلقى الأطفال تعليمهم والرعاية الصحية اللازمة؟ هل تجد الأسر المشتتة من يحميها ويجمع شملها بعد ذلك؟ ونحن نحاول من خلال عملنا، أن نضع برامج يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ولا تكون مجرد كلام على ورق للخروج من هذه المآزق التي تواجه الأسرة العربية عموماً، وفي مناطق الصراع خصوصاً.
- تطالبين بفصل الشق السياسي عن الإنساني، فماذا تقصدين؟
أرى أن ما نحتاجه الآن هو فصل الشق السياسي عن الإنساني، فما ذنب البشر الذين أصبحوا لاجئين ونازحين بالملايين بسبب غضب ونزاع بعض الدول مع بعضها، والمفزع أن 80 في المئة من هؤلاء المشردين أطفال ونساء، وإلى جانب الشق الإنساني الصعب، فهؤلاء النازحون إن لم يحصلوا على الرعاية والحماية، فإن هذه المخيمات تعتبر أوكاراً جديدة للإرهاب، وعلى سبيل المثال الأطفال في سوريا لم ينضموا إلى المدارس منذ أكثر من سبع سنوات، فكيف سيؤثر هذا فيهم؟ وكيف سيصبح هؤلاء الأطفال في المستقبل؟ بالطبع سيكون تأثيراً سلبياً ومرعباً من وجهة نظري.
- هل تتعاونون في الجامعة العربية مع المنظمات الدولية المعنية بالمرأة والطفل؟
بالتأكيد، لأن من أكثر الأعمال الفعالة التي نقوم بها هو التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بشؤون الأطفال والمرأة حول العالم، فعلى سبيل المثال لدينا مشكلة في تعليم الأطفال المشردين، وهي مشكلة حلها ليس بيد أي شخص من خارج الدولة، لكننا نستطيع مساعدتهم من خلال «المدارس المتحركة»، وهي مدارس متنقلة نستطيع من خلالها الوصول إلى هؤلاء الأطفال في أماكن اللجوء والشتات في المخيمات المختلفة بالأردن ولبنان والعراق، لمساعدتهم في تلقي بعض أساسيات التعليم، وقد زرت شخصياً بعضاً من هذه المخيمات في الدول العربية.
- رغم سوء الأوضاع الاقتصادية بعد ما يطلق عليها ثورات الربيع، ترين جانباً مضيئاً في مسيرة المرأة المصرية والعربية، فكيف ترين وضعها باختصار؟
أولاً، بصفتي امرأة مصرية، أستطيع القول إن المرأة المصرية ساهمت بجدية في قيادة الحراك الشعبي خلال الفترة السابقة، حتى أنه عندما هدأت كل الأصوات لم يهدأ صوتها، وإذا رجعنا تاريخياً إلى عام 2012، عندما صمت الشباب لبعض الوقت، فإن المرأة المصرية لم تصمت وكانت تجوب الشوارع، وأعتقد أن التوجه السياسي للدولة المصرية الحديثة يقول إن المرأة المصرية لا بد أن تتبوأ المكانة الأولى التي كانت عليها من قبل، وأستطيع القول إن كل المؤشرات التي نراها اليوم إيجابية جداً لمصلحة المرأة المصرية، فقد بحّ صوتنا جميعاً لتجريم العنف ضد النساء، ومصر الآن الدولة الأولى في المنطقة العربية التي أصدرت قانوناً لإيقاف أشكال العنف كافة ضد المرأة، وما زالت هناك إجراءات تُتخذ لمصلحة المرأة. أما بالنسبة الى المرأة العربية، فوضعها يختلف من دولة الى أخرى، ولا نستطيع إصدار حكم إيجابي أو سلبي بشكل جامع مانع.
- ماذا عن معاناة المرأة الفلسطينية التي تعد الأقدم والأقسى بين النساء العربيات؟
مطلوب وبشكل عاجل جداً، أن تتحد المرأة العربية من أجل المرأة الفلسطينية، وأن تضم إلى صوتها أصواتاً دولية لكي تساعد المرأة الفلسطينية، ونحن في جامعة الدول العربية نعمل بشكل كبير على هذا الملف على المستوى الدولي في المحافل المختلفة، لأننا نكافح من أجل قضية إنسانية بالدرجة الأولى. المرأة الفلسطينية هي النموذج الدولي للكفاح والنضال والصبر والمثابرة، فهي تناضل من أجل الخبز والماء والابن والأرض وحق البقاء، وهذا ليس كلاماً بل هو واقع مرير، ومن واجبنا جميعاً التعاون الجاد للتخفيف من معاناتها.
- ما هي قصة تأسيسك حركة «بهية يا مصر» وما هي أهدافها؟
أسست هذه الحركة عقب مباراة بورسعيد بين الأهلي والمصري، والتي كانت بمثابة مذبحة، فقمت بإعداد مسيرة نسائية في الأول من شباط (فبراير) 2012، وتوجهنا بها الى البرلمان، وضمت المسيرة أمهات الشهداء، وكان مطلب الجميع كشف الجناة وتقديمهم الى العدالة، كما كانت الحركة تستهدف استعادة مصر التي اختطفها حكم الأخوان بالخداع باسم الدين، وظهرت حقيقتهم عندما وصلوا إليه.
- تعجب البعض من مشاركتك في ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟
نزلت مع جموع المصريين الى الشارع في الثورتين، لإيماني بأن المصريين يستحقون حياة أفضل، بعد أن ضاقت عليهم بلدهم وتهددت كرامتهم، لهذا كانت الثورتان فرصة لنعرف كمصريين ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات، وقد حافظ الجيش والشرطة على البلد من السرقة، ولهذا وقف معهما الشعب، ولولا هذا التلاحم لعاشت مصر في مأساة بلا حدود.
- لكن كان لك نشاط في خدمة المرأة المصرية قبل الثورتين، فما طبيعة هذا التحرك؟
تحركت من أجل حقوق المرأة قبل ثورة يناير 2011، ونزلت الى الشارع وذهبت مع الحركات النسائية في كل مصر، من خلال برنامج تنموي لمساعدة المرأة والمشاركة في تحسين أحوالها، لأنني أؤمن بأن البرامج التنموية للمرأة تحتاج إلى تطوير، لأن المرأة عندما يتم تمثيلها والارتقاء بحالها يصب عائد ذلك على الأسرة والأطفال والمجتمع كله.
- ترددين دائماً أن مصر بلد يُحمل على أكتاف السيدات، فماذا تقصدين؟
لا أتحدث عن نفسي، بل عن الغالبية العظمى من نساء مصر، ممن ينتمين الى الطبقة الفقيرة والمتوسطة، ويعانين معاناة حقيقية، بعضها مخفي وبعضها مشاهد يومياً، مثل نضالهن للحصول على لقمة الخبز ومياه الشرب النظيفة، وقلة الخدمات وانتشار البطالة، وهروب بعض الرجال من المسؤولية وتركهن يعانين بمفردهن، بخاصة في العشوائيات الأكثر فقراً وتفشياً للمخدرات، وكذلك معاناة الأرامل والمطلقات اللائي يحملن هموم أسرهن كاملة، وهؤلاء يمثلن عدداً كبيراً، حتى أن بعض الإحصائيات تؤكد أن أكثر من 40 في المئة من الأسر المعيلة تتحمّل مسؤوليتها امرأة.
- في النهاية، ما هو حلمك لخدمة المرأة البسيطة التي تتحمل مسؤولية أسرتها سواء في مصر أو الدول العربية؟
أحلم بتطبيق تجربة «بنك الفقراء»، للمفكر الاقتصادي محمد يونس في بلاده بنغلاديش، ونال عنها جائزة نوبل، لأن التجربة استهدفت الطبقة الفقيرة ووفرت لها تمويلاً للمشروعات والصناعات الصغيرة، ووصل الأمر إلى تصدير منتجاتها، ومن خلال هذا البرنامج الإنمائي تم تعليم النساء الفقيرات وخلق مشروعات لهن، وتنشيط التكافل المجتمعي، وتوفير مصادر التمويل والتدريب معاً، كما أحلم بأن تنال المرأة كل حقوقها الحقيقية كالرجل، ويتم تغيير العادات والموروثات الخاطئة الظالمة لها باسم الدين والعرف، مما يؤدي إلى العنف ضدها بكل أشكاله، ولهذا لا بد من إصدار تشريعات أكثر إنصافاً، ثم تطبيقها بالوعي وسيف القانون، بخاصة أن لدينا نساء على مستوى عالٍ من القدرة والكفاءة.
- تزايدت معدلات الإعاقة بين النساء والأطفال في الوطن العربي بسبب الصراعات المسلحة، فكيف تعالج جامعة الدول العربية هذه المشكلة؟
هدفنا الأول العمل على علاج الأسباب التي أدت إلى اشتعال الصراعات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ومع هذا لدينا خطة طويلة المدى لتنفيذ ما يطلق عليه الاستراتيجية العربية للمرأة، والتي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ومن ضمن هذه الاستراتيجية حل مشكلات ذوات الاحتياجات الخاصة، من خلال زيادة نصيبهن في الموازنات العامة للدول، وكذلك سن تشريعات جديدة أكثر إنصافاً وعدلاً لتقوم الهيئات والمؤسسات الخاصة بتشغيل ذوات الإعاقة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024