تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

كارين سلامة: حزينة على الحال الذي آل إليه تلفزيون المستقبل

تعتبر المذيعة كارين سلامة من النشيطات في مجال تقديم البرامج الفنية في تلفزيون «المستقبل»، وكانت قد بدأت حياتها المهنية في هذا الصرح الإعلامي المرئي، وعلى الرغم من الظروف القاسية التي مرّت بها المحطّة، رفضت سلامة قبول عروض أخرى من محطّات تلفزيونيّة عربيّة ولبنانيّة لأسباب عدّة.


- أنت من المذيعات اللواتي صمدْن في تلفزيون «المستقبل» على الرغم من كلّ المشكلات التي واجهت هذه المحطة في السنوات الأخيرة، هل هذا بدافعٍ من الوفاء أم أنّك لم تجدي وسيلةً إعلاميّة أخرى تنتقلين إليها؟
لا أدّعي أن بقائي في تلفزيون «المستقبل» على الرغم من الظروف المأسوية التي مرّ بها مردّه الوفاء، لكن لا تنسَي أنني عملت في هذه المحطة فترةً طويلةً تلقّيت خلالها أكثر من عرض للعمل في غيرها، إلا أنني أرفض معادلة أن تعمل مع من يدفع لك أكثر! هذا من جهة، ومن جهة أخرى، بعد هذا المشوار الإعلاميّ الطويل مع «المستقبل» لم تعُد الشهرة تهمّني لأطلّ على الناس من محطّة إعلامية أخرى. لست مراهقة ولا مبتدئة لأخوض مغامرة مهنية جديدة وأتنقّل من محطّة إلى محطّة كما أصبح دارجاً في «السوق» الإعلامية.

- كم مضى من الوقت على عملك في تلفزيون «المستقبل»؟
مضى على انضمامي إلى تلفزيون «المستقبل» نحو 20 عاماً.

- رفقة عمرٍ إذاً!
لقد تلقّيت عروضَ عملٍ كثيرةً كما ذكرت، خصوصاً إثر الأزمات المادية، وكانت هذه العروض تأتيني من خارج لبنان، أي من محطّات عربيّة، لكنّني لم أكن أرغب في السفر إلى الخارج لأنّني كنت سعيدة بكلّ شيء في بلدي.

- هل أنت نادمة على عدم سفركِ؟
لا، لأنني تعرفت إلى زوجي وكوّنا معاً عائلة هي كلّ حياتي. لكنْ يحزّ في نفسي أن 12 عاماً من عمري أمضيتها برفقة «المستقبل» في «الحلوة والمرّة» ضاعت سدىً، وأنا «زعلانة» على المحطّة التي أحبّها من كلّ قلبي لأنني عشت فيها أيّام تألّقها أيضاً.

- أنت من الذين أُقصوا من الوظيفة وبتِّ تتقاضين أجرك على البرنامج، أي «بالقطعة»، هل ما زلت متمسكة بهذه المحطّة؟
بصراحة، كما أنا متمسكة بـ«المستقبل» كذلك إدارتها متمسكة بي، ولست الوحيدة التي تعمل متعاقدة مع المحطة، فالمعاملة مريحة جدّاً وأحصل على حقوقي المادية كاملة من دون أي تأخير.

- هل أصبحت الأولويّة للأمور الماديّة في حياتك المهنيّة؟
لا أعيش في «الجمهورية الفاضلة» وأسعى وراء «الرسالة المهنيّة». أنا مثل سائر الناس، أعمل من أجل تأمين حياة كريمة لي ولعائلتي في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها.

- هل أنت راضية عن برنامج Tele Stars الذي يُعرض منذ 4 سنوات على شاشة «المستقبل»؟
بل راضية تماماً، وبرنامجي ينفّذ باحتراف مع فريق عملٍ محترف، خصوصاً أنّ إيقاعه سريع ويهتم باستضافة نخبة الصحافيين ونحن نعيش عصر الصحافة الفنّية، لكن المشكلة ليست في البرنامج نفسه، بل في تراجع نسبة المشاهدة التي يعانيها تلفزيون «المستقبل».

- هل تشعرين بالغبن أو الضغينة إزاء الناس الذين لا يعيرون الاهتمام الكافي لبرامج «المستقبل» ومذيعيه؟
لا أشعر بالغبن، لكنها «سنّة الحياة»، فعندما «يقع الإنسان يكثر من حوله الذبّاحون». «الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك» وليس الأمر محصوراً بموظفي تلفزيون «المستقبل». علماً أنّني لا أخفي حزني على المحطة التي أنتمي إليها وأتمنى أن يعود لها مجدها وألَقها.

- شاركت كممثلة في مسلسل «كاراميل» الذي عُرض في رمضان الماضي، لماذا لم نرَكِ في فيلم «حبة كاراميل» الذي أتى تكملة له. هل من مشاكل بينك وبين الشركة المنتجة للفيلم؟
لا مشكلة مع شركة «إيغل فيلمز» المنتجة للفيلم، وكان من المقرّر أن أشارك في «حبة كاراميل»، لكن تفاصيل القصة تغيرت من المسلسل إلى الفيلم. والحقيقة أنّ المنتج جمال سنان صاحب شركة «إيغل فيلمز» يقدّر من يتعاملون معه من كلّ النواحي الماديّة والمعنويّة.

- لكنك لم تحضري افتتاح فيلم «حبّة كاراميل» في السينما وقيل إنك كنت غاضبة من عدم مشاركتك فيه؟
هذا الكلام عارٍ عن الصحة، والدليل أنّني أرسلت كاميرا من برنامجي الذي يُعرض على شاشة «المستقبل» وقمنا بتغطية الحدث، لكنْ في ذلك اليوم كنت مشغولة بامتحانات ابنتي في المدرسة ولم أحضر شخصيّاً.

- هل لديك عروض جديدة تتعلق بالتمثيل؟
لا، ليس لديّ أي عرض، سواء في التلفزيوني أو في السينما، فهدفي الأول هو الإعلام، علماً أن العلاقات في مجال التمثيل باتت للأسف تخضع لــ«المافيات» و«الشلليّة»، وهذه الأمور أبعدتني عن الساحة. ثمّ إنني لا أحبّ المجاملات، ومن يريدني يعرف رقم هاتفي ويمكنه الاتّصال بي.

- يقال إنّ علاقة الصداقة القويّة التي تجمع بين ماغي بو غصن وجيسي عبده هي التي جعلت المنتج جمال سنان ينتج فيلماً لجيسي بصفتها صديقة زوجته، هل هذا دليلك على خضوع العمل الفني تحديداً لمعايير العلاقات الاجتماعية؟
أتمنّى النجاح لجيسي عبده، فهي تعمل في التمثيل منذ فترة طويلة، وهذا مجالها ويحق لها أن تحظى بفرصة تقديم بطولة فيلم سينمائيّ.

- هل لا تزالين على تواصل مع زميلاتك اللواتي غادرن تلفزيون «المستقبل» مثل يمنى شرّي ورزان مغربي؟
طبعاً، ما زلنا نحرص على التواصل. يُمنى اتّجهت إلى التمثيل، ورزان لا تزال تطلّ عبر الشاشات المصريّة. أتمنّى لهما ولسواهما النّجاح.

    
- يوماً ما كانت التلفزيونات اللبنانية رائدة في العالم العربي، ألست حزينة على الحال الذي آلتْ إليه في هذه الفترة؟
لبنان أرهقته الحروب والخلافات وأصابه الوهَن في كل المجالات، ومنها الفن والإعلام. ولا بد من أن يتعافى بإذن الله.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078