رانيا فريد شوقي: أنا متقلّبة المزاج ومتسرّعة في قراراتي
تعترف بأنها متقلّبة المزاج ومتسرعة في اتخاذ قراراتها، وهذا قد عرَّضها للعديد من المشاكل في حياتها. في حوارنا معها، حدّثتنا رانيا فريد شوقي عن أعمالها الفنية الجديدة، وتعاونها مع «الزعيم» عادل إمام في مسلسله «عوالم خفية»، وقالت رأيها في يحيى الفخراني ونيللي كريم وياسر جلال، وعودة سميرة أحمد إلى عالم الفن بعد غياب دام لأكثر من سبعة أعوام، وكشفت حقيقة دعمها لأحمد ومحمد ابنَيْ شقيقتها الراحلة مها في المجال الفني، كما تطرّقت في حديثها الى علاقتها بزوجها تامر الصراف، وابنتيها فريدة وملك.
- كيف تقيّمين التعاون بينك وبين عادل إمام في مسلسل «عوالم خفية»؟
إنها المرة الأولى التي أقف فيها أمام «الزعيم» عادل إمام، وأعتز بالتعاون معه على المستويين الشخصي والمهني، فهو قيمة فنية كبيرة في الوطن العربي، ويمتلك خبرة واسعة تضيف الى كل من يعمل معه، وفي موقع التصوير وجدته متواضعاً للغاية، ويتعامل مع الجميع بروح الأبوّة، مما أشعرني بالراحة النفسية، وبالتأكيد سينعكس ذلك على الشاشة، حيث أجسد في المسلسل شخصية نجمة سينمائية تبتعد عنها الشهرة والأضواء، مما يعرّضها لأزمة في حياتها، وهو بلا شك من الأدوار الصعبة، إذ يتضمن الكثير من التفاصيل المركبة، والتي تعتمد على الإحساس والأداء المتقن، وقد تطلّب مني تحضيرات كثيرة حتى يظهر بالشكل المطلوب.
- هل تنشغلين بحجز مقعد لك في الدراما الرمضانية كل عام؟
لا أنكر أبداً وجود منافسة شرسة بين الأعمال الدرامية في شهر رمضان، وأنه سيبقى دائماً الموسم الأقوى للدراما، لكنني لا أحرص على تقديم مسلسل رمضاني كل عام، فأكثر ما يهمّني هو المشاركة في أعمال جيدة، حتى وإن عرضت في مواسم أخرى من العام، وربما حالفني الحظ هذه المرة بالوقوف أمام «الزعيم»، الذي يعتبر الكثيرون أن مسلسله خارج المنافسة، وكل ما أتمناه أن أُقدّم دوراً ينال إعجاب الجمهور.
- من هم النجوم الذين ستحرصين على متابعتهم في رمضان المقبل؟
ثمة نجوم كثر أواظب على متابعة أعمالهم الفنية، أبرزهم يحيى الفخراني الذي يعود هذا العام بمسلسل عنوانه «بالحجم العائلي»، ومتشوّقة لمشاهدة ما ستقدمه نيللي كريم في مسلسلها «اختفاء»، كما سأتابع مسلسل «رحيم» لياسر جلال بعد النجاح الكبير الذي حققه العام الماضي في مسلسل «ظل الرئيس»، وأتمنى له التوفيق في عمله الجديد.
- ماذا عن مشاركتك في مسلسل «بالحب هنعدّي»؟
أهم أسباب قبولي المشاركة في هذا المسلسل هو التعاون مع الفنانة القديرة سميرة أحمد والمؤلف يوسف معاطي والمخرجة رباب حسين، كما أنني أجسّد فيه شخصية مميزة ومختلفة عمّا قدّمته طوال مشواري الفني، ولا أريد الخوض في تفاصيل الدور، ليبقى مفاجأة للجمهور عند عرض المسلسل، وكل ما يمكنني قوله إنني سأظهر بشخصية ابنة سميرة أحمد، التي تدخلها الأحداث في الكثير من المشاكل، ودائماً أميل في اختياراتي الفنية إلى الدراما الاجتماعية التي تعكس حال الأسرة، وتناقش كل القضايا التي تشغل بال المشاهد، بعيداً من العنف والقتل و«البلطجة» والأساليب الأخرى الظاهرة بوضوح في أعمالنا الدرامية، وتحديداً في السنوات الأخيرة، وأتمنى أن يزداد عدد المسلسلات الاجتماعية، لأنها أصل الدراما، وتستعرض أنماطاً مختلفة من المجتمع، ولا تركز على فئة معينة فيه.
- كيف ترين عودة الفنانة سميرة أحمد بعد غياب دام لأكثر من سبعة أعوام عن تقديم الأعمال الدرامية؟
غمرتني السعادة يوم علمت بعودتها إلى الشاشة، فهي من الفنانات القديرات اللواتي نتعلم منهن ويضفن إلينا الكثير من خبراتهن، وظهورها في أعمال جديدة يغني الدراما المصرية، وأتمنى أن تحظى تجربتي الثانية معها بنجاح كبير، وتكون مماثلة لتجربتي الأولى حين وقفت أمامها في مسلسل «ماما في القسم»، ومن المفترض أن نبدأ قريباً تصوير العمل، بعد تأجيله وخروجه من السباق الرمضاني، بسبب ظروف الإنتاج الصعبة، وأثق تماماً بأن عودتها ستكون قوية، والنجاح في انتظارها.
- كيف استقبلت ردود الفعل على مسلسل «أبو العروسة»؟
سُررت بالنجاح الذي حققه المسلسل مع الجمهور، وكنت قد توقعت ذلك منذ اللحظة الأولى، لأن العمل تتوافر فيه كل العناصر الفنية التي تؤهّله للنجاح، بداية من السيناريو المميز للسيناريست هاني كمال، مروراً بالإخراج الرائع للمخرج كمال منصور، وصولاً الى طاقم الممثلين المشاركين فيه، وأبرزهم سوسن بدر وسيد رجب ومدحت صالح وميدو عادل.
- من خلال دورك في المسلسل، ناقشت قضية المرأة التي يخونها زوجها، هل ترين أن الخيانة هي أحد أشكال ظلم الرجل للمرأة؟
الخيانة نموذج واقعي عايشته على مدار حياتي، من خلال تعاملي مع نساء متزوجات يتعرضن للخيانة من أزواجهن، وأعتبر الخيانة نوعاً من القهر الذي تعانيه المرأة، خصوصاً إذا كانت متقاربة مع الشخصية التي جسدتها خلال أحداث العمل، وتتقبّل خيانة زوجها لمجرد أنها تحبّه، ولا تستطيع الابتعاد عنه، كما أنها لا تملك القدرة على تغيير سلوكه... ورغم أن المرأة العربية بعامة والمصرية بخاصة استطاعت في الأعوام الأخيرة نيل بعض حقوقها المشروعة في المجتمع، إلا أنها ما زالت تفتقد الكثير من الحقوق، ولكوني أنثى أنحاز إلى المرأة دائماً، وأسعى لتسليط الضوء على مشاكلها ومعاناتها، وأتمنى أن تصل المرأة العربية الى المكانة التي تستحقها، من دون الإنقاص منها لمصلحة الرجل.
- هل تعرضت للخيانة في حياتك؟
أي امرأة يمكن أن تتعرض للخيانة، وليس شرطاً أن تكون الخيانة زوجية، بل كل أنواع الخيانة... وبالنسبة إليّ، الخيانة مرفوضة تماماً، وهي مرض يصعب الشفاء منه، لذلك أفضّل الابتعاد عن أي شخص خائن، وقطع علاقتي به نهائياً.
- ما سبب غيابك الملحوظ عن السينما؟
أحنّ الى السينما كثيراً، وأتمنى العودة إليها، لكنني وللأسف لم أغب عنها بمحض إرادتي، بل لأنني لم أتلقَّ منذ أكثر من عامين أي عرض سينمائي، كما كنت قد اعتذرت عن بعض العروض بعدما وجدتها لا تناسبني، لكنني متفائلة بمستقبل السينما، خصوصاً مع وجود أعمال مميزة جداً في الفترة الأخيرة، وأُعجبت كثيراً بفيلم «هروب اضطراري» من بطولة أحمد السقا وغادة عادل وأمير كرارة، وفيلم «الخلية» من بطولة أحمد عز وأمينة خليل.
- ما حقيقة اعتذارك عن تقديم برنامج تلفزيوني حواري؟
اعتذرت عنه فعلاً، لأنني لم أشعر أنه سيضيف إلى رصيدي الفني، وهذه ليست المرة الأولى التي أعتذر فيها عن برنامج، بل سبق وعُرض عليَّ تقديم برنامج مسابقات، ورفضته، ولا أمانع في خوض تجربة تقديم البرامج التلفزيونية، لكن شرط أن تتطلب فكرتها وجود ممثلة لتقديمها، لأنني لست شغوفة بالجلوس على كرسي المذيع، فتقديم البرامج مختلف وبعيد كل البعد عن مجالي الأساسي، ولا أريد أن يتّهمني البعض بمحاولة تقليد الفنانات اللواتي انتقلن إلى هذا المجال، لذا أفكر ملياً قبل اتخاذ هذه الخطوة.
- هل صحيح أنك تدعمين ابنيْ شقيقتك الراحلة مها الفنانين الشابين أحمد ومحمد جمال؟
أحمد ومحمد لا يحتاجان إلى دعمي أو دعم أي شخص آخر، لأنهما يمتلكان الموهبة، ويعملان بمجهودهما وإمكانياتهما الفنية، لكنني فقط أحاول دعمهما معنوياً، وتشجيعهما في خطواتهما الجديدة، كما أحرص على تهنئتهما على أدوارهما المميزة، حتى الأعمال الفنية التي يشاركان فيها لا يأخذان رأيي فيها، أو يستشيرانني في ما يُعرض عليهما، لأنهما يعتمدان على نفسيهما ويثقان في قدراتهما، وهذا يسعدني كثيراً، بل إنهما لم يطلبا مني أي مساعدة منذ دخولهما المجال الفني، ولم أكن لأُحرج من إعلان مساعدتي لهما لو كنت أقوم بذلك فعلاً، فهما في الحقيقة مستقلاّن تماماً في ما يتعلق بحياتهما العملية.
- كيف تقيّمين ما وصلت إليه الفنانة ناهد السباعي ابنة شقيقتك المنتجة ناهد فريد شوقي؟
أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر خبرةً في اختيارها لأدوارها الفنية، واستطاعت تحقيق نجاحات باهرة بمشاركتها في عدد من الأعمال الفنية المميزة، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، ومنها على سبيل المثال فيلم «يوم للستات» ومسلسلا «ذات» و«السبع وصايا»، وهي تبذل مجهوداً كبيراً لتحقيق التنوع والاختلاف بين أدوارها الفنية، وأرى أنها تملك الكثير من الطاقات الكامنة التي لم تخرجها بعد، وتتمتع بموهبة تمثيلية فذّة، وأتوقع لها المزيد من التألق والنجاح، ذلك لحرصها على السير بخطوات ثابتة، والبحث عن التقدم من دون التسرّع أو العجلة.
- ألا تفكرين في عمل فني يجمعك بأولاد شقيقتيك؟
أشعر بأن هذه الخطوة ستتحقق يوماً ما، لكنني أفضّل أن تحدث بالصدفة وبدون ترتيب مسبق من أحدنا، وأرى من الأفضل أن يعمل كلٌ منا في معزل عن الآخر، على الأقل في تلك الفترة، منعاً للترويج لفكرة دعمي لهم، كما أن كلاً منا مشغول حالياً بأعماله الفنية، لذا من الصعب أن تنفّذ هذه الفكرة إلا بعد فترة.
- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
علاقتي ممتازة بجميع الفنانين، لكنها لا ترتقي إلى مرحلة الصداقة إلا مع عدد قليل جداً منهم، فتجمعني علاقة حب واحترام مع الفنان الكبير يحيى الفخراني وزوجته الدكتورة لميس جابر، وهي لا تزال مستمرة منذ سنوات طويلة، وأحرص على التواصل معهما والاطمئنان عليهما، ومن أقرب أصدقائي أيضاً المخرجة أمل أسعد، والإعلامية بوسي شلبي زوجة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وكذلك الإعلامية سهير جودة.
- ما لا نعرفه عنك؟
أنا إنسانة واضحة وصريحة، ولا أخفي شيئاً عن جمهوري، حتى حياتي الخاصة خالية من الأسرار ومكشوفة للجميع، لكنْ ثمة أشخاص قد تخدعهم شخصيتي، ويشعرون أنني متلوّنة أو أضع على وجهي أكثر من قناع، وهذا غير صحيح إطلاقاً، فربما يظنون ذلك لأنني متقلّبة المزاج، فأحياناً أكون سعيدة، وفي أحيان أخرى أبدو منغلقة على ذاتي ولا أرغب في التواصل مع أحد. ومما لا يعرفه عني الكثيرون أيضاً، أنني متسرعة في اتخاذ قراراتي، وهذا سلوك متهوّر ورّطني في الكثير من المشاكل في حياتي.
- كيف تمضين أوقات فراغك؟
أعشق القراءة، لدرجة أنني اعتدت شراء الكتب، وتعلّمت ذلك من والدي فريد شوقي رحمه الله، وقد استمتعت أخيراً بقراءة كتاب بعنوان «حارس العشق الإلهي» للكاتب أدهم العبودي، وهو يتحدث عن الشعراء العرب أمثال شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، وأقرأ حالياً رواية بعنوان «ثم ندّعي الكمال» من تأليف محمد عمر، كما أحرص في أوقات فراغي على الزيارات العائلية، لأعوّض فترة ابتعادي عنهم بسبب انشغالي بتصوير أعمالي الفنية الجديدة.
- ما هي هواياتك؟
أهوى تربية الكلاب منذ طفولتي، وابنتاي فريدة وملك ورثتا مني هذه الهواية، كذلك أعشق السفر والتنقل بين دول العالم، والتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتها المختلفة، وأحب أيضاً الرياضة، فأحياناً أمارس رياضة الجيم، لكن وللأسف ليس بانتظام، وأحاول تعويض ذلك بالمشي لمدة معينة يومياً.
- هل تجيدين الطهو؟
أعتبر نفسي «ست بيت» ممتازة، وأجيد تحضير الأكلات المصرية مثل السبانخ وطاجن البامية والأرز المعمّر، إضافة الى الكثير من الأطباق الإيطالية المكوّنة من المعكرونة، والأكلات السورية كالفتّة السورية، واللبنانية مثل المناقيش.
- كيف تحافظين على رشاقتك؟
لا أحب اتّباع حمية معينة، بل أحرص دائماً على تناول كل المأكولات، ولا أحرم نفسي من طعام معين، فقط أتناول كميات بسيطة في حال شعرت أن وزني زاد بعض الكيلوغرامات، كما أنني لا أتناول وجبة العشاء، وإذا شعرت بالجوع، أكتفي بتناول حبة من أي نوع من أنواع الفاكهة أو طبق من السلطة، وأهم شيء تناول الخضار بكميات كبيرة للحفاظ على صحة الجسم والبشرة.
- هل تحرصين على مواكبة خطوط الموضة العالمية؟
لست مهووسة بالموضة، بل أتعامل معها بطبيعية، فأختار منها ما يناسب شكل جسمي ويليق بي، وأحرص على التقيّد بألوان الموضة في الملابس كل عام، ومع ذلك ثمة ألوان تجذبني وأميل إليها كالأصفر.
- ماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا؟
أواظب على متابعة كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فايسبوك» و»إنستغرام»، ولا أملك حساباً خاصاً على «تويتر»، لأنني لا أحب استخدامه، وأتعامل مع هذه المواقع بصفتها وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس، ولا أستقي منها معلوماتي، بل أستخدمها للتواصل مع جمهوري والمقرّبين مني.
- هل يتدخل زوجك تامر الصرّاف في اختياراتك الفنية؟
لا أنكر دعمه الدائم لي، فهو من بعد والدتي من أكثر الأشخاص الذين يساندونني في حياتي المهنية، ويشجعني دائماً على تحقيق المزيد من النجاح، ولا يتدخل في عملي أبداً، بل أنا من يحرص على استشارته في بعض الأعمال الفنية التي تُعرض عليَّ، لأنني أثق في رؤيته، وغالباً ما تكون وجهات نظرنا متوافقة، فنحن متفاهمان في كل الأمور، وهذا هو سر نجاح علاقتنا.
- ما الذي يميز علاقتكما؟
الصداقة، وأهميتها تكمن في أنها لا تقلّ أبداً عن الحب بين الزوجين، بل هي مكمّلة له، وتساعد على استمراره، فلا أسرار بيننا، والصداقة أيضاً تجعلنا نفعل كل شيء معاً، وتدفعنا إلى تجاوز الأزمات مهما بلغت صعوبتها.
- ما الصفات المشتركة بينك وبين ابنتيك ملك وفريدة؟
الطيبة والحنان من أكثر الصفات المشتركة بيننا، كما أنهما تتعاملان مع من حولهما بإنسانية ورحمة، وهذا أكثر ما يسعدني فيهما، وهناك صفات تتمتعان بها ولكنها ليست موجودة في شخصيتي، وأهمها كثرة الجدال والنقاش في كل الأمور.
- هل لديهما ميول فنية؟
فريدة تعشق الرسم وتحلم أن تكون مصمّمة أزياء، أما ملك فتحبّ التمثيل وتريد دخول مجال الفن، لكنني اتفقت معها على تأجيل هذه الخطوة إلى أن تُنهي دراستها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024