تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الفنانة ريهام عزيز: كل ما أريده أنجح في الوصول إليه

هي الفتاة الريفية الجميلة والبسيطة «نوارة»، التي يقع في حبها كل أبطال الفيلم، فتمارس على بعضهم لعبة التمنع والدلال ببراءة، حتى تقع في حب رجل غريب لتكتشف في ما بعد أنه محتال كاذب، فتصاب بخيبة أمل كبيرة. هذه الشخصية نقلتها من فنانة شابة في الوسط الفني إلى مصاف النجمات.
لذلك، تعتبر نفسها محظوظة لحصولها على بطولات سينمائية لم تستطع الكثيرات من الفنانات تحقيقها. إنها النجمة ريهام عزيز، التي تحضّر حالياً لدخول تجربة السينما المصرية، التقيناها في حديث مطوّل...


- حدّثينا عن مشاركاتك التمثيلية الأخيرة؟
انتهيت أخيراً من تصوير مشاهدي مع المخرج نجدت أنزور في مسلسله الجديد «وحدن»، كما شاركت في مسلسل «الغرفة 14» مع المخرج عمار تميم بدور البطولة، ووقعت أيضاً عقداً مع المؤسسة العامة للسينما لمسلسل بعنوان «رائحة الروح» مع المخرجة سهير سرميني.

- هل تعتبرين العمل مع مخرج جديد في مسلسل «الغرفة 14» نوعاً من المغامرة؟
«الغرفة 14» عمل كوميدي وهو يضيف إلى باقي أعمالي تنوعاً، كما لا أجد العمل مع المخرج عمار تميم نوعاً من المغامرة، إذ سبق وعمل مخرجاً منفذاً، لذلك هو ابن مهنته واستمتعت بالعمل معه.

- هل بتّ تختارين أدوارك، أم أنك تعملين أحياناً لمجرد التواجد في كل موسم؟
أي عمل لا أرى نفسي فيه أعتذر عن المشاركه فيه، وسبق أن حدث ذلك معي في أحد الأعمال.

- كم أضاف إليك العمل مع المخرج نجدت أنزور في «وحدن»؟
العمل مع المخرج نجدت أنزور مهم جداً، فهو مختلف عن غيره من المخرجين، وسبق أن شاركت معه في مسلسلَي «رجال الحسم»، بدور رئيسي، و«وحدن»، وهو من النوع الفنتازي، ويتراوح ما بين التراجيديا والكوميديا.

- جسدت في العمل دور المرأة المشؤومة، أو الملعونة، هل تؤمنين بهذه القصص؟
نعم، جسدت دور المرأة المشؤومة، فكل رجل يتزوجها يلاقي حتفه، وفي الواقع، أعتقد أن هناك أشخاصاً لديهم طاقة سلبية تؤثر في غيرهم، فيجلبون النحس لأنفسهم ولمن حولهم، ويكفي أيّ شخص منا أن يتفاءل ليجلب الفرح لمحيطه. وبالنسبة إلي، أنا من النوع المتفائل بالحياة، وأشعر أن طاقتي إيجابية، وكل ما أريده أحصل عليه، وما أقرره أنجح في الوصول إليه، فأنا أرى نفسي محظوظة جداً.

- هل هناك من يقف معك في الحياة وفي خياراتك؟
فعلياً، أعتمد على نفسي في حياتي وخياراتي، لكنّ هناك أناساً يقفون إلى جانبي دوماً، سواء من عائلتي أو أصدقائي المقربين.

- ما الذي تغير في حياة ريهام عزيز الفنية قبل «ماورد» وبعده؟
أعتبر «ماورد»، الذي لعبت دور البطولة فيه، بمثابة نقلة نوعية في حياتي الفنية، إذ جعلني من فنانات الصف الأول في الدراما حالياً، وهذا الكلام بشهادة الجميع.

- حملت شخصية «نوارة» الكثير من التعقيدات، ما الأدوات التي اعتمدتها في هذه الشخصية؟
العمل يتناول فترة الخمسينات من القرن الماضي، وما تحمله من تفاصيل، فكان التركيز بشكل أساسي على التفاصيل الداخلية للشخصية والشكل الطبيعي إلى حد كبير، فكان لون شعري طبيعياً، وظهرت من دون ماكياج، وبلا رموش، فبدت الشخصية كما نراها في الواقع. وعلى رغم أن القصة تتحدث عن فتاة جميلة جداً، إلا أنني اهتممت بالحالة النفسية للشخصية أكثر من اهتمامي بالجانب الجمالي، فهي تتحول من فتاة مرحة تحب الحياة يقع الجميع في حبها، إلى فتاة كئيبة نتيجة الصدمة العاطفية التي عاشتها بعد أن أغرمت برجل غريب تكتشف في ما بعد أنه محتال وكاذب.

- هل يمكن أن تتدخلي في الشخصيات التي تقدمينها؟
بالطبع، فمثلاً في مسلسل «طوق البنات» بجزئه الرابع الذي جسدت فيه دور الخادمة، قمت بوضع أسنان اصطناعية، إذ وجدت أنه لا يمكن أن تكون أسنان الخادمة ناصعة البياض، وفعلاً أثنى المخرج محمد زهير رجب على خياري هذا.

- نسمع عن الفنانة الشاملة كثيراً، كم تفيد هذه الشمولية في عمل الممثل؟
إنها مهمة جداً، فأنواع الفن ترتبط جميعها ببعضها البعض، وكلما كان الفنان مثقفاً استطاع أن يغني شخصياته التمثيلية بشكل أكبر.

- سمعنا عن مشاركتك في السينما المصرية، هل هذا صحيح؟
نعم سأشارك في فيلم كوميدي مصري مع المخرج أحمد فوزي، ومن بطولة عدد من الفنانين المصريين الجدد، فضلاً عن الفنان محمد ثروت.

- وماذا عن موهبتك الشعرية، إلى أين وصلت في هذا المجال؟
قدمت أمسيات شعرية عدة، كما نشرت ديوانَي شعر في عامي 2005 و2008، ولدي كتاب أنوي إصداره قريباً.

- أنت تتقنين الرسم أيضاً!
لقد درست في معهد الفنون الجميلة - قسم الديكور وهندسته، ومن خلال هذه الدراسة أتقنت الرسم، لكن للأسف لم يعد لدي الوقت الكافي لأرسم، إذ إن معظم أوقاتي مخصصة لعملي في التمثيل.

- يُعرف عادةً عن الفنانة التشكيلية والكاتبة والشاعرة أنها تنطلق من سيرتها الذاتية لتجسّد أعمالها، ماذا عنك؟
بالطبع، ففي كثير من الأحيان تكون السيرة الذاتية للشاعرة أو الكاتبة أو الرسامة موضوعاً ملهماً في عملها، لكن هذه ليست قاعدة ثابتة، وفي أحيان أخرى يمكن أن أقدم عملاً حول قصة عشتها أو حصلت معي سابقاً، فالموضوع متعلق بالحالة التي يعيشها الفنان خلال فترات معينة.

- عملت في السينما أكثر من الدراما، هل أنت فنانة محظوظة؟
نعم، أعتبر نفسي محظوظة.

- بعض الفنانات السوريات عملن في السينما المصرية لكن لم ينجحن في الواقع، كيف ستكون بصمتك في هذه السينما؟
أي دور لا يناسبني لن أقبل به، بغض النظر عن جنسية العمل أو نوعه الفني، وعندما عرض علي الفيلم المصري، قرأت النص وأعجبتني القصة التي لم تعتمد على الجانب التجاري، بل هي نص جميل، ودوري فيه رئيسيّ، لذلك قبلت بالمشاركة فيه.

- الفنانة الأردنية صبا مبارك، عملت في الدراما السورية والمصرية لتصبح من أهم النجمات اليوم، هل تسيرين على خطاها؟
أسلوبي الفني مختلف تماماً عن أسلوب أي فنانة أخرى، ثم إن لكل فنانة اتجاهاً خاصاً بها، فأنا لا أشبه غيري من الفنانات ولا أتّبع طريقة أحد منهن.

- كيف يمكن أن تصبحي نجمة عربية؟
أنا في حالة تطوّر دائم، والمجال الفني كغيره من المجالات يحتاج الى العلاقات، وقد أفادني مهرجان القاهرة كثيراً، فالتواجد في هذه المناسبات التي تجمع كماً كبيراً من نجوم الفن، فرصة كبيرة ومهمة للتواصل والانتشار.

- حصلت على لقب ملكة جمال الأردن، كيف تم ذلك؟
هناك من طرح الفكرة علي، وأصرّ مَن حولي على مشاركتي في المسابقة، وفعلاً تقدمت إليها وحالفني الحظ بالفوز باللقب، وهي تجربة جميلة وأنا سعيدة جداً بها. علماً أنني اتبعت نظاماً غذائياً قاسياً ومارست التمارين الرياضية كي أتمكن من المشاركة، وبعد ثلاثة أشهر تقدمت للمسابقة، حيث كنت قد وصلت الى المقاييس المطلوبة.

- على أي أساس يتم اختيار ملكة الجمال، وهل تختلف مقومات الجمال من بلد الى آخر؟
بشكل عام، يتم اختيار ملكة الجمال اعتماداً على جمالها وحضورها وثقافتها، وهذه هي المقومات الثلاثة الأساسية في الاختيار. وفي رأيي، الجمال نسبي دوماً، ونحن في بلاد الشام نتشابه بالشكل إلى حد كبير، فمقومات الجمال بيننا متقاربة.

- وماذا عن الإشاعات: سفرك، زواجك، واعتزالك الفن؟
لا أكذّب الإشاعات، بل أحاول التواجد والظهور دوماً، فكثيراً ما يتم استغلال غيابي لفترة، ليقال أني استقررت في الأردن، فأظهر في لقاء أو برنامج لأردّ وأقول أني هنا وما زلت موجودة وأعمل.

- لولا اكتشاف المخرج محمد عبدالعزيز لك وعملك معه، كيف كانت ستكون الخطوة الأولى؟
لا أعرف، لكني أعتبر الموضوع نصيباً، ومقدّر لي أن أصبح فنانة، وأن يراني المخرج محمد عبدالعزيز من طريق المصادفة، إذ عملت معه في مجال الديكور فاقترح علي التمثيل، ثم أحببنا بعضنا وتزوجنا، وهكذا أكملت مشواري الفني.

- هل تدينين للمخرج وزوجك السابق محمد عبدالعزيز باكتشافك فنياً؟
بالطبع، أدين له بذلك.

- البعض يقول أن الزواج من مخرج أو منتج، يمكن أن يكون زواج مصلحة، وغالباً ما ينتهي بالانفصال.
ليس شرطاً أن يكون الزواج الفني مبنياً على المصلحة، فمن الطبيعي أن يدعم الزوج زوجته في عملها، فكيف إذا كان مخرجاً أو منتجاً؟! وحالات الطلاق موجودة في مجتمعنا وفي جميع المجالات، وأسبابها مختلفة، لكن الضوء المسلّط على الوسط الفني يجعل من قصص زواج الفنانين وطلاقهم الأكثر انتشاراً في المجتمع.

- يتفاجأ الجميع بأنك أم فيما أنت صغيرة في السن، أين يعيش ابنك اليوم؟
نعم أنا أم صغيرة، فقد أنجبت ابني في عمر 22، وهو يعيش اليوم ما بيني وبين والده، وسعيد معنا، وليس محروماً، كما نرى في بعض حالات الانفصال.

- هل كنت أول أم تتوَّج كملكة جمال؟
لا، لم يكن شرطاً أن تكون الملكة عزباء، إذ كانت معي بعض الأمهات المشاركات في المسابقة أيضاً.

- كيف تعيش حياتك بعد الطلاق؟
نعم هناك صعوبات كثيرة تواجهها الأم العزباء، إضافة إلى المسؤوليات الكبيرة، لكن في النهاية هذا ما حصل.

- هل يمكن أن يكون زواجك الثاني من الوسط الفني أيضاً؟
لا أفكر في الزواج حالياً، فهو عائد الى النصيب، وما يشغل تفكيري اليوم هو عملي، وشروطي للرجل في حياتي أن يكون صاحب مسؤولية وبإمكانه أن يحميني ويساعدني في الحياة، أي أن يكون سندي، وأن يكون مثقفاً ويتفهم عملي ويساعدني معنوياً ويشجعني.

- كيف تهتمين بنفسك؟
في بعض الأحيان، يزيد وزني قليلاً فأتبع على الفور حمية غذائية، ليعود جسمي إلى حالته الطبيعية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة. وعموماً، لا أحرم نفسي من الطعام، بل أعتمد على الكميات المدروسة حتى في الحلويات. كما أهتم ببشرتي كثيراً، وأستخدم ماء الورد لوجهي.

- هل أنت مع تغيّر شكل الفنانات من خلال عمليات التجميل؟
بالنسبة إلي، هذا هو شكلي منذ بداية مشواري الفني، فلم أتعرض للحقن أو للبوتوكس، فأنا أخاف كثيراً من هذه الأمور، لكن في المستقبل إذا ظهرت التجاعيد بكثرة في وجهي فيمكن أن أفكر في هذا الإجراء، لكني الآن ما زلت صغيرة ولست بحاجة الى أي شيء. وعموماً، أنا ضد فكرة نفخ الفم تماماً، لأن نتائجها ليست دائماً مضمونة، أما بالنسبة الى الفنانة التي تغير شكلها بالكامل عن طريق التجميل، فأعتقد أن هذا الشيء سيؤثر في عملها الفني، لكن في النهاية الأمر لا يعنيني.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
لدي الكثير من الأصدقاء، منهم الفنانة ريم وسمر عبدالعزيز. وعموماً، علاقتي بالوسط الفني جيدة، لكني بيتوتية ولا أحب الخروج في شكل دائم، فأنا من مواليد برج الجوزاء.

- هل ارتفع أجرك أخيراً؟
بالطبع، وحتى في حال لم يعجبني المردود المادي أتفاوض على رفعه، وإن لم أصل الى الحد الذي أريده، يمكن أن أرفض الدور.

- ما هو دورك الحلم؟               
لا يوجد دور حلم بالنسبة إلي، فمع الوقت أنوّع في أدواري وفي الشخصيات التي أجسدها، وهذا يكفيني لكي أطور نفسي.

- هل يمكن أن نراك كاتبة سيناريو في وقت قريب؟
لا أعتقد، مع أني سبق وقدمت لوزارة الإعلام 12 فيلماً قصيراً، وهي أفلام تتناول المرأة بشكل عام، لكن ليس لدي الوقت لكتابة عمل درامي من ثلاثين حلقة.


الداراما البدوية

- ريهام عزيز، أردنية الجنسية وسورية المنشأ، ما رأيك بالدراما الأردنية اليوم، وما هي مشاركاتك فيها؟
نعم أنا أردنية، وحصلت أخيراً على الجنسية السورية أيضاً، لأنني عشت عمري كله في سورية. وبالنسبة الى الدراما الأردنية، فهي تعتمد بالدرجة الأولى على الدراما البدوية، والتي تحكمها قوانين محددة من ناحية اللهجة ومحظورات أخرى، بخاصة أنها موجهة في شكل أكبر الى أهل الخليج. وقد سبق وشاركت في أعمال أردنية من النوع البدوي.        

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080