تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

هذه مفاتيح التواصل بين الأهل والأبناء

هذه مفاتيح التواصل بين الأهل والأبناء

مع التطوّر الحاصل في الحياة العصرية، والذي يتطلب من الوالدين الكثير من الالتزامات التي تشغلهما عن أبنائهما، وبالتالي يكون التواصل معهم شبه غائب فينجم عنه سوء تفاهم، يصبح الجو العائلي متوترًا بعض الشيء بين الوالدين والأبناء.
لكي يسود الوئام العائلي، يبقى التواصل مفتاح كل شيء! فمع تقدم العمر، تتراجع ثقة بعض الأبناء بوالديهم. لذا يشدّد اختصاصيو علم نفس الطفل والمراهق على ضرورة بناء جسور التواصل بين الآباء والأبناء. فكيف يمكن الآباء تشجيع الأبناء على التواصل معهم؟

التواصل يبدأ في سنّ مبكرة
من المعروف أن العادات الجيدة تبدأ في سنّ مبكرة، ومن الأسهل الحفاظ عليها! والتواصل من العادات التلقائية التي تحدث بين الطفل ووالديه منذ لحظة ولادته.
في البداية يكون عبر اللمس والابتسامة والاحتضان، وعندما يبدأ المشي يكون التواصل عبر التشجيع والتحدث إليه. لذا من المهم جدًا التواصل الكلامي مع الطفل حين يبدأ الذهاب إلى الحضانة فيصبح الحوار جميلاً وهو يخبر والدته عن أحداث يومه، أثناء تناول وجبة الغداء أو العشاء، ليصبح التواصل عادة. 

طرح الأسئلة
من المهم أن يُظهر الآباء لأبنائهم دائمًا أنهم مهتمون لأمرهم، ولما يعيشونه ويمرّون به. وللقيام بذلك، الأمر سهل، وهو سؤالهم عن أحوالهم ويومياتهم.
لذا يمكنهم طرح الأسئلة البسيطة، التي تفتح حوارًا جميلاً يطّلع الأهل من خلاله عما يفكر فيه أبناؤهم. مثلاً، يمكن الوالد أن يسأل ابنه: «كيف كان يومك؟»، فهذا السؤال البسيط قد يفتح حوارًا طويلًا. وفي المقابل، على الأهل تجنّب الأسئلة التي تكون إجابتها مختصرة، إما «نعم» أو «لا».

تجنّب دور الشرطي
على الوالدين التنبّه إلى أن طرح الأسئلة لا يجوز أن يكون بلهجة مشكّكة أو ما يشبه الاستجواب البوليسي، فهذا يُشعر الأبناء بأنهم مذنبون، فينفرون من أهلهم، وتهتز الثقة بينهم، مما يؤثّر سلباً في العلاقة بين الأهل وأبنائهم، وبالتالي يغيب التواصل في ما بينهم.

تبادل الأحاديث 
يتضمّن التواصل بالطبع تبادلًا في الأحاديث، لذا من المهم أن يخبر الأهل أبناءهم أيضًا عما حدث في نهارهم الطويل أو رواية بعض المواقف من تاريخهم الشخصي، والتي يمكن أن تساعد الأبناء على الشعور بالتحسن. ولكن يجب التنبّه الى عدم احتكار النقاش.

الرسائل المكتوبة
هناك أشياء يمكن كتابتها على الورق، وليس بالضرورة أن تنطق بصوت عالٍ. هذا هو السبب في أن المراسلات الكتابية يمكن أن تكون وسيلة رائعة للحفاظ على التواصل مع الأبناء. فتلقي الرسائل يكون دائمًا ممتعًا إلى جانب أنه جيد للفكر!
مثلاً، لا يزال الابن الأكبر سنًّا أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به؟ يمكن الأب تبادل رسائل عبر البريد الإلكتروني.

اختيار اللحظة المناسبة
بعد المدرسة، يكون التلميذ متعبًا قليلاً، وفي الصباح قد يكون مزاجه متعكرًا، وإذا أمطرته والدته بوابل من الأسئلة في هذه الأوقات، قد يكون أكثر ترددًا في الإجابة، أو يبدي انزعاجه. لذا، على الأم الانتظار ولكي تلاحظ متى يكون طفلها في حالة استرخاء وعلى الأرجح خلال وقت النوم، أو قبل تناول العشاء، أو أثناء  ترتيب الأطباق، أو في السيارة.

القيام بأنشطة معًا
من الضروري أن يخصّص الوالدان وقتًا للقيام بنشاطات مع أبنائهما، وهذه مسألة بسيطة. مثلاً القيام بمهمة معًا، كالطبخ، والتسوق من البقالة أو التنزّه مشياً على الأقدام، أو تنظيم نشاطات خلال عطلة نهاية الأسبوع. فهذه النشاطات تقرّب الأهل من الأبناء وتوطّد العلاقة بينهم، فغالبًا يجري تبادل الكثير من الأحاديث بشكل عفوي وطريف أثناء المشاركة في بعض النشاطات.

اختيار الكلمات المناسبة                                  
يأتي من المدرسة غاضبًا يشكو لوالدته أن المعلمة قد عاقبته، ولا فائدة من لومه، ولا سيما إذا كان الطفل منطوياً على نفسه! لذا، على الأم عندما تجد طفلها حزينًا أو غاضبًا، أن تُحسن اختيار الكلمات المناسبة، وتبدي تعاطفها وتستمع إليه، أمّا إذا كان يرفض التحدّث، فمن الأفضل التحدّث عن شيء آخر. فعندما تصرّ الأم على طفلها للتحدّث عن مشكلته، وهو غير راغب في التطرق إليها، يحدث أن تفتح مواضيع حساسة لا علاقة لها بالمشكلة مما يزيد من غضب الطفل. لذا، من الضروري أن تتفهم الأم مزاج ابنها وتعرف كيف تنتقي الكلمات المناسبة لتخفف عنه وتجعله يشعر بالراحة والهدوء.

عدم إصدار الأحكام المسبقة أو التقليل من أهمية المشكلة
بالنسبة إلى الراشدين، قد يبدو حزن الأطفال في بعض الأحيان لا مبرر له، بل حتى قد يبدو مثيرًا للضحك. على الأم أن تتذكّر أنه ليس كذلك بالنسبة إليه! فإذا كان يثق بها، على الأم أن تبقى منفتحة ولا تحكم على مشاعره. بل على العكس، عليها وضع نفسها في مكانه.

الاحترام المتبادل
التعبير عن الرأي من دون التقليل من احترام الآخر مسألة مهمة، وبالتالي من الضروري أن يدرك الأبناء أن من الصحيح تمامًا الاختلاف في الرأي أو المواقف، شرط عدم التقليل من احترام الآخرين. في هذا السياق، الأهل هم النموذج الأول، فهم عندما يحترمون آراء أبنائهم وتطلعاتهم فإن الأبناء سيبادلونهم الاحترام، وكذلك يتبادلون الاحترام في ما بينهم. لذا، من المهم التحدث مع الابن باحترام بدلًا من توبيخه، أو انتقاده أو نعته بنعوت قاسية.

الاكتراث لاهتماماته
ما هي فرقته المفضلة، ورياضته المفضلة، ولعبة الفيديو المفضلة لديه، وأسماء أصدقائه؟ من المهم الاهتمام بالطفل وهواياته.

الإصغاء
من المهم ألا تفعل الأم أي شيء آخر بينما يتحدث طفلها إليها. فإذا فاتحها بموضوع، عليها أن تظهر له أنها تستمع إليه، وألا تشتت انتباهها بأي شيء آخر. بل لتكون معه مئة في المئة وتحاول ألا تقاطعه. من المهم الاستماع إلى وجهة نظره.

التواصل عبر الطقوس
يمكن الدعوة إلى اجتماع عائلي لمناقشة طقوس تروق للأبناء، فيثار نقاش من حيث لا يدرون ويكون التواصل تلقائيًا وفي الوقت نفسه يمكّن الوالدين من معرفة تطلعات أبنائهم ورغباتهم. على سبيل المثال، يمكن تدوين أسئلة مختلفة على أوراق صغيرة ووضعها  في وعاء. ويأخذ كل ابن ورقة ويطرح السؤال فيجيب كل واحد من أفراد العائلة ويحصل نقاش حول الإجابات.

تمرير الشعلة
إذا لم ينجح شيء، ولا يريد الابن التحدث إلى والديه، يكون الوقت قد حان لتمرير الشعلة وتشجيعه على التحدث إلى شخص آخر، أحد أفراد العائلة، صديق مقرّب يثق به الأهل والابن. وفي كل الأحوال، على الأهل تذكير أبنائهم بأنهم سيكونون دائماً حاضرين، إذا كانوا في حاجة إلى التحدث إليهم.        

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080