مركز شيبا لنوال الشهراني
يقع مركز «شيبا» الصحي الرياضي في قلب العاصمة السعودية الرياض، وهو أخذ اسمه من عراقة وفخامة نمط حياة ملكة سبأ القديمة. ويحاكي المركز الذي أسّس بجهود سيدات أعمال سعوديات، أرقى المراكز النسائية في العالم. فهو، بالإضافة إلى جوه الأسري الحميم، يجمع بين متطلبات الجمال والمتعة. وللتعرف على تجربة المركز تحدثت «لها» مع مديرة المركز الآنسة نوال الشهراني.
- لماذا نظرة العالم الخارجي إلى المرأة السعودية بالذات نظرة قاصرة؟
ربما كانت نظرة العالم إلى المرأة السعودية قاصرة في الفترة الماضية، وذلك يعود إلى نقاط عدة من أهمها الإعلام وغياب المبادرات التي تشجّع المرأة، لكن الصورة الآن تغيرت تغيراً جذرياً. ولا ننسى تشجيع خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال، فهو حفظه الله كسر حواجز كثيرة أمام المرأة، وها نحن اليوم نرى النتائج على صعد مختلفة، وفرضت المرأة السعودية نفسها على المستويين المحلي والعالمي.
- يقال إن رجال الأعمال مؤمنون بأهمية وجود المرأة إلى جانبهم في قطاع الأعمال ما رأيك؟
هذا صحيح. فالمرأة نصف المجتمع، ووجودها يعني أن دورة الأعمال مكتملة، فضلاً عن أن الأعمال التي تتعلق بحياة المرأة وحاجاتها تحتاج إلى إدارة النساء وأفكارهن. ورجال الأعمال كانوا يرون ضرورة وجود المرأة العاملة وسيدات الأعمال منذ مدة طويلة في عالم الأعمال لما يمكن أن تقدمه من أعمال وأنشطة تدعم المسيرة التنموية الشاملة لدينا.
- ما صفات سيدات الأعمال السعوديات؟
المرأة السعودية تحب دائماً أن تطوّر نفسها وتؤهل نفسها للأفضل، فهي تتحمّل مسؤولية كبيرة دائماً والحمد لله توفق في أي عمل تقوم به. ومن خلال علاقتي بسيدات الأعمال السعوديات رأيت صفات لم أرها في أي سيدة أعمال أخرى، فسيدة الأعمال السعودية لديها القدرة على دخول مجالات عمل جديدة على المجتمع والمنطقة. ومتعاونة بشكل واضح ولها القدرة على تعلم كل شيء ومشجعه لمن حولها، ولديها تفكير استثماري جيد.
- دعينا نتكلم عن مشروع مركز «شيبا كيف بدا وما فكرته؟
كما تعلم أن أماكن الترفية للنساء محدودة جداً في السعودية، ولهذا أصبح الذهاب إلى السوق، وتمضية ساعات طويلة في «المولات التجارية» هي المتعة الأولى. لكنها متعة مكلفة، وتكرارها مملّ، ومن هنا جاءت فكرة إقامة مكان تجد فيه المرأة فسحة، ويقوم على أساس التنوع والخدمة المتميزة، ويجمع بين الترفيه والفائدة، من خلال خدمات كثيرة في مكان واحد. وبالفعل قمنا كمجموعة سيدات بزيارة عدد من المنتجعات والأندية النسائية في بعض دول العالم، وتوصلنا الى تأسيس مركز «شيبا» وهو مكان يلبّي احتياجات المرأة ويترجم فكرة الترفيه المفيد. مركز شيبا مصمّم بطريقة هندسية فخمة، ويقوم عليه فريق عمل مدرّب بامتياز ومختار بعناية من مختلف أقطاب العالم. ولن أبالغ إذا قلت إن مركزنا يحاكي أرقى المراكز والأندية النسائية في العالم، بشهادة خبيرات أجنبيات.
- من الذي صمّم مركز «شيبا» ووضع تفاصيل الفكرة؟
الفكرة والتصميم كانا بفضل الله سعوديين من الألف إلى الياء، ونحن كمجموعة وضعنا كل تفاصيل المكان، فأبهر بتوفيق الله الجميع. ودائماً نسال هذا السؤال: من هو المصمم؟ وأودّ هنا أن أقول إن المرأة السعودية كانت تحتاج إلى فرصة، فهي تعلمت، وأتيحت لها فرصة السفر ومشاهدة جميع الأذواق، ولهذا استطاعت أن تبدع في غير مجال، وتقدم أشياء غير مسبوقة. خذ مثلاً عالم التجميل والأزياء، هل تعلم أن ذوق المرأة السعودية أصبح عالياً في هذا المجال إلى درجة تصعب مجاراته، لم يعد يقنعها أي شيء. هذا الكلام نلمسه في عملنا ونسمعه من الخبيرات اللواتي نتعامل معهن في الخارج، فهي سافرت وتعرفت على مختلف المدارس والأذواق ، وبات من الصعب إرضاء ذوقها بسهولة، بل أنها أصبحت تضيف أفكاراً لهذا المجال.
- كم تبلغ مساحة مركز «شيبا»، وما أبرز الأقسام؟
يحتل مركز «شيبا» مساحة تصل إلى حوالي 1200 متر مربع، ويقع في الوسط التجاري لمدينة الرياض، ويضمّ خدمات بإشراف طاقم من الاختصاصيات المحترفات، ويحتوي على مرافق وتسهيلات مصممة بشروط علمية وفنية لتعطي للزائرة فرصاً متعدّدة لمزاولة كل النشاطات التي تريد. فهو يضم مكان لمزاولة الرياضة بأنواعها، وقسم خاص بالتخسيس وصالون فخم للتجميل، يعتبر من أفضل الصالونات بالمقاييس العالمية، ويضمّ نخبة من أهم المتخصّصات في الماكياج والعناية بالشعر. إضافة إلى قسم السبا الذي يحتوى على خدمات لا تقلّ عن مثيلاتها في أرقى المنتجعات الشرقية. ويضمّ داخل أروقته كافيه ومطعم «شيبا» وهو مصمم بمفهوم جديد، ويقدّم وجبات خفيفة مختارة من الأطعمة المغذية والصحية المعدة بجودة عالية جداً، وفيه ركن للقراءة، ومشاهدة التلفزيون. ويوفّر المركز خدمات لسيدات الأعمال، من قاعات للإجتماعات والتدريب واجتماعات العمل، أو ندوات التدريب، فضلاً عن استديو تصوير، وركن للأطفال، ومصلى. ومكان لبيع إكسسوارات، وملابس نسائية.
- مجال خصوصية المرأة مجال شاق وعليه العين كثيراً، كيف استطعتم النجاح فيه؟
التوفيق يأتي من الله والمرأة السعودية تقوم في مختلف المجالات بدور واضح لنهضة الوطن من خلال إخلاصها في ما تقوم به من عمل دون أن تهمل رسالتها الفطرية الأساسية في بناء كيان أسري متماسك وأي نجاح استطعت تحقيقه كان من خلال تعاون الرجل واستيعابه لخصوصية المرأة وأهمية وجودها في بعض المهن والخدمات.
- هل يعتمد مركز «شيبا» على الزيارات اليومية أم هناك نظام للإشتراك؟
الاثنان معاً، لدينا مشتركات بنظام سنوي ونصف سنوي وربع سنوي، كما أن لدينا أنواعاً مختلفة من الاشتراكات، وبرامج خاصة بالأطفال والفتيات، إضافة إلى الزيارات اليومية. واللافت أن بعض السيدات يأسرهن المناخ الأسري، فتشترك بعد الزيارة الأولى للمركز.
- حدثينا عن أعمار المشتركات والجنسيات؟
لدينا مشتركات من كل أعمار ، تبدأ من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، وصولاً إلى الشابات الصغيرات، حتى السيدات اللواتي تصل أعمارهن 60 سنة. أما من حيث الجنسيات فان مركز شيبا يعكس تنوع البشر في مدينة الرياض، الغالبية طبعاً سعوديات، لكن لدينا جنسيات عربية ومن دول آسيوية وأميركية وأوروبية. حتى المهن تتنوّع، فلدينا طبيبات، وموظفات وطالبات الجامعات ومدرسات وربّات بيوت. وبمناسبة الأجنبيات، زارتنا قبل فترة سيدة أميركية، وقالت إنها دخلت فقط لمعرفة المكان، ففوجئت بالمناخ، ولا ننسى قولها: «هذا مكان مترف. إنه واحة من الهدوء تتّسم بديكور يبعث على الدفء والأمان، ويساعد على الهروب من ضغوط انشغالات اليوم، سوف أدلّل نفسي وأشترك عندكم». وكنا بالفعل سعداء أن نسمع هذا الإطراء من سيدة أميركية كانت تعيش في مدينة نيويورك، والجميل أن هذه السيدة دعت معظم صديقاتها للإشتراك، ومعظمهن يعملن في المجال الطبي والتعليم الجامعي.
- ذكرت أن النادي يوفّر دروساً رياضية لتخفيف الوزن واللياقة. من بعض الدروس؟
لدينا مدربات من جنسيات مختلفة، وعلى رأسهن السعوديات ، فنحن نعتز أن لدينا مدربات سعوديات ، ولكن العدد لايزال قليلاً. ونتمنى من المسؤولين إقامة معاهد لتخريج مدربات في مجالات التدريب على الأنشطة الصحية، ونحن على استعداد لإقامة دورات إذا وجدنا الدعم والتشجيع.
- هل واجهتكم صعوبات للقيام بعملكم خاصة أنه نادٍ صحي نسائي؟
لم تكن هناك صعوبات تذكر، ووجدنا تشجيعاً من معالي الدكتور غازي القصيبي . ساعدنا كثيراً وتفهم عملنا، إضافة إلى بلدية الرياض، فالإخوة في البلدية ذلّلوا صعوبات كثيرة، ونحن نثمن لهم ذلك. كما أننا وجدنا تفهماً من رجال الهيئة ونشكرهم على حسن ظنّهم ومساعدتهم لنا. ونحن نرى أن الأمور تسير بشكل يشجع المرأة، والمهم أن نقنع الآخرين بصدق عملنا وجودته، ونحن بفضل الله نفعل.
- كيف تتعامل المرأة السعودية مع الاشتراك في مركزكم ، هل تواظب على الحضور أم أنها تشترك وتنسى ، كما يفعل بعض الرجال؟
هناك مشتركات نراهن في الشهر مرة أو مرتين ، لكن الغالبية يداومن على الحضور، بل أن معظم المشتركات يشتركن هن وبناتهن وبعض أقاربهن. ونعتقد أن سبب الالتزام في الحضور هو تنوع الخدمات في المركز، فالمشتركة ترى أناساً وتجد مطعماً، وصالون تجميل، وجلسات مريحة للدردشة، ومكاناً لجلوس أطفالها، ومصلى لأداء صلواتها . لدينا ما نسمّيه الإحساس الأسري في مركزنا، وهو أمر يساعد المشتركات على الحضور والبقاء ساعات طويلة. فمعدل بقاء المشتركة يمتدّ أحياناً إلى 4 ساعات وأحياناً أكثر، وهذه ظاهرة نتميز بها عن غيرنا.
- ما الرياضة التي تقبل عليها النساء السعوديات؟
هناك أنواع كثيرة من الرياضات التي تقبل عليها المرأة. وهي تختلف حسب حاجتها وسنّها. هناك رياضة الايروبكس، ومن أنواعها «الكارديو» أو حرق الدهون، وتنسيق الجسم، والتايبو، ورياضة «البلاتس»، واليوغا، و«السبلنق». فضلاً عن أن النادي يضمّ مجموعة من أحدث الأجهزة الرياضية.
- هل تفكرون في افتتاح فروع في المدن الأخرى؟
الخطة أن نبدأ العام المقبل بافتتاح فرع آخر في الرياض، ثم سننقل نشاطنا إلى جدة والمنطقة الشرقية، وتالياً إلى المدن الأخرى.
- هل لديكم منافسة في مجال عملكم؟
نعم هناك منافسة. معظم المستشفيات الكبيرة في الرياض لديها مراكز مماثلة، لكننا نرحّب بالمنافسة لأنها هي التي تحفّزنا للعمل، فضلاً عن أن المقياس في مجال عملنا هو التميّز. ونحن نحاول أن تكون لنا خصوصيتنا، ونسعى على الدوام لسؤال زبائننا لمعرفة رغباتهم، وهذا ساعدنا كثيراً.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024