الصيام يجنبك الإرهاق خلال الرحلات الطويلة
رانيا برو
رغم متعة السفر والتنقل بين البلدان، إلا أن الرحلات الطويلة تسبب التعب والإرهاق. فليس هناك ما هو أسوأ من الوصول إلى وجهتك المفضلة بعد طيران لساعات طويلة، متعباً مرهقاً.
لكن الخبراء، يقولون أن هناك طريقة للتغلب على الإجهاد الناتج عن رحلات الطيران الطويلة بالصوم 16 ساعة.
ومن المعروف، أن الإجهاد المرافق لرحلات الطيران الطويلة، يحدث عند الانتقال بين مدن في مناطق زمنية مختلفة، فتتعطل إيقاعات ساعة الجسم البيولوجية، حسب صحيفة "دايلي مايل" البريطانية.
ويعتقد الأطباء في مركز ديكونيس في مدينة بوسطن الأميركية، أن الحل الأمثل للمشكلة هو الصيام، ويقول الدكتور كليفورد سايير أن نقص الطعام يساعد في إعادة ضبط ساعة الجسم الداخلية بشكل أسرع.
ضبط الساعة البيولوجية
بعبارات بسيطة، تساعد الساعة البيولوجية جسم الإنسان على الاستجابة للضوء والظلام بحيث يعرف الشخص أن الوقت قد حان للذهاب إلى الفراش عندما يكون الظلام في الخارج والوقت للاستيقاظ عندما تشرق الشمس.
إن عبور عدة مناطق زمنية سريعاً يؤدي إلى إيقاف الساعة البيولوجية للجسم عند التنقل بين الضوء والظلام، ويستغرق الأمر يوماً كاملاً للجسم كي يتكيف من جديد مع التغيرات للتزامن مع التوقيت المحلي للجهة التي وصل إليها المسافر، وفقاً لمجلة "هارفارد بيزنس ريفيو".
ويعتقد الدكتور كليفورد سابير وزملاؤه أن النقص الغذائي قد "يعيد تزامن" إيقاعات الجسم أسرع من الضوء والظلام. وافترض سابير أن الصيام ثم الأكل مرة أخرى ربما يعمل كطريقة لإعادة ضبط الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، لأن الغذاء ضروري للبقاء مثل النوم، بمعنى أن الجوع يمكن أن يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية بقدر ما يؤثر على التغيرات في الضوء والظلام.
أعراض اضطرابات السفر
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وهذا يتوقف على مقدار التغير في المنطقة الزمنية، وتشمل ما يلي: مشاكل في الجهاز الهضمي، والصداع، والتعب، واضطرابات في النوم، والأرق المؤقت، والترنح، والتهيج، واكتئاب طفيف.
وهناك أعراض أخرى قد تنسب إلى اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، مثل الغثيان، وأوجاع الأذن، وتورم القدمين، وأحياناً تكون هذه الأعراض ناتجة عن السفر نفسه وليس عن تغير المنطقة الزمنية.
ويرى سابير أنه بدلاً من تعديل ساعة النوم يمكن للمسافرين تعديل ساعة التغذية الخاصة بهم، والابتعاد عن عادة تخزين البسكويت والمكسرات للسفر، وشرب الكثير من الماء لإبقاء الجسم رطباً.
وعلى الرغم من أن 16 ساعة قد تبدو فترة طويلة من الزمن، إلا أن الدكتور سابير يصر على أنه من الضروري للغاية منح الجسم الوقت الكافي للتكيف مع منطقة زمنية جديدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024